الامطار تكشف سؤ البنية التحتية لقرية الزوايدة وتغرق شوارعها بالاسكندرية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
حين يحل فصل الشتاء وتسقط الامطار الغزيرة بمحافظة الاسكندرية مما يتسب بفى أظهار تقصيرا واضحا في تأهيل البنية التحتية، لتصريف مياه الأمطار أو صيانتها مبكرا، إذ تبين أن العديد من شوارع القرى المجاورة بالمدينة ، لا تستوعب كميات الأمطار التي تساقطت، بسبب ضعف وخلل في خدمات تصريف الأمطار، مما أدى الى غرقها بالمياه.
وكانت قرية الزوايدة التابعة لمنطقة المنتزة بشرق الاسكندرية التى غرقت بسبب النوة الاخيرة ، اشتكى الاهالى اننا نفسنا نعيش زى باقى الناس".. بهذه الكلمات يمكن تلخيص معاناة أهالى قرية الزوايدة التابعة لمنطقة المنتزة بشرق الاسكندرية تلك القرية النائية التى تم إدراجها ضمن أفقر 100 قرية فى مصر خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "حياة كريمة" تمهيدا لتطويرها وتنميتها بشكل متكامل. التى أقيمت فى مطلع التسعينات والتى يسكنها حوالى 10 الاف نسمة .
فعندما تتفقد دروب تلك القرية المنكوبة لابد أن يقفز إلى ذهنك سؤال أساسى كيف يعيش هؤلاء البشر هكذا؟ فالقرية تضم عدة منازل متهالكة بسبب انعدام الخدمات .
وهى التى سقطت من خريطة المسئولين مع كثير من مثيلتها،كشف سقوط الامطار الغزيرة تزامنا مع نوة " الكرم " الى غرق شوارع القرية ودخولها الى منازل المواطنين ، مما تسبب فى عرقلة حركة المرور للمواطنين الذين اصبحوا لا يستطيعون الى اعمالهم بسبب ارتفاع مياه الامطار بالشوارع ,
كما يمتنعون عن الذهاب إلى المساجد، ويحاولون استئجار الـ«توك توك» للذهاب به إلى عرض الطريق العام الذى لا يبعد كثيرًا عن مساكنهم.، شوارع مغطاة بالطمى، وترعة تنتشر على أطرافها أكوام القمامة، حيث تسكن الحيوانات الأليفة والزاحفة، لتسبب الكثير من الأمراض.
قال " احمد سعد " من أهالى المنطقة
«المياه مبتخلناش نعرف نمشى لا برجلينا ولا بالعربيات، ولا حد من المسئولين بييجى أصلا ولا يعرف عننا حاجة، والحياة تنتهى وقت سقوط الأمطار، فلا نستطيع الخروج لأعمالنا، أو حتى الذهاب لنقتات طعام يومنا، فنجلس خائفين من السقوط وسط الطين ومياه الصرف الصحى».
وأضاف على عبدالله موظف من اهالى القرية :اقرب وحدة صحية تبعد عشرات الكيلو مترات، بالإضافة إلى عدم وجود وسائل نقل آمنة بينما تبعد قطعة الأرض الخاصة بالوحدة الصحية القديمة عشرات الأمتار فقط.
بينما قالت الحاجة سعاد عبد الله «ربة منزل» : استنجدنا مراراً وتكراراً من قنوات الصرف الصحى التى أصابت صغارنا قبل كبارنا بالأمراض، وأصبحنا نخاف من اختلاط مياه الامطار بمياه الصرف ودخولها المنازل مما تسبب الامراض
وقال " نادر فرج مزارع
نعانى من الكثير بسبب انعدام الخدمات الأساسية وكأنها قرية خارج حدود البلاد، مضيفا انه لا يوجد خدمات صحية على الإطلاق داخل القرية لإغاثة الاهالى أو رعايتهم وأن أقرب مستشفى على بعد أكثر من 20 كيلومترا وكذلك لاتوجد إلا مدرسة تعليم أساسى واحدة لا تلبى الزيادة فى أعداد الطلاب ولا يوجد نقطة شرطة ولا مكاتب للبريد والتضامن مما يضاعف من معاناة المواطنين.
وأوضح عبد العزيز أن إدراج القرية ضمن مبادرة الرئيس الجديدة أحيا الأمل فى نفوس الاهالى مرة أخرى بعد معاناتهم الشديدة خلال السنوات الماضية ويأسهم من تغيير أحوالهم.
وقالت فاطمة محمد السيد - عاملة بالمدرسة الابتدائية وتعول 4 أولاد وتسكن بمنزل متهالك بالإيجار: إن ما يعانيه أغلب سكان القرية فوق طاقة البشر فحتى المنازل يتم تأجيرها بمبالغ كبيرة تتعدى 500 جنيه فى الشهر ولا يوجد أى خدمات داخل القرية وكأنها ليست على الخريطة، وأرسلنا الكثير من الشكاوى إلى المسئولين لينظروا فى مطالب أهالى القرية ولكن لا حياة لمن تنادى، فالأمور كما هى لم تتغير من سنوات بعيدة وأملنا أن تكون مبادرة الرئيس السيسى لتطوير القرية فاتحة خير علينا.
اكد محمود على عوض -عامل زراعى- أن أغلب مواطنى القرية من العمال البسطاء اللذين يعملون باليومية داخل المزارع المجاورة للقرية، مضيفا أن مطالب القرية بسيطة للغاية ويمكن تنفيذها بكل سهولة لأنها لا تتعدى توفير الحد الأدنى للمعيشة.،وأوضح محمود، أن هناك مشكلة أخرى يعانى منها المزارعون بالقرية وهى عدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم وذلك لوقوعها بنهاية الترع مما أدى إلى تبوير تلك الأراضى وتلف المحاصيل المزروعة.
قال محمد العفيفي، أحد أهالي منطقة
نحن نعيش في مأساة حقيقية فالمياه حاصرت القرية وعزلتنا عن المدينة، حيث لا يستطيع أحد الخروج أو الدخول بسبب بحيرات المياه، كما أتلفت المياه أجهزتنا وأثاثنا، مضيفاً:" هو إحنا مش بني آدمين علشان المسئولين في الحي والمحافظة يسألوا فينا ويرفعوا الميه من عندنا زي ما رفعوها من الكورنيش".
قال اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية
إن عروس البحر المتوسط تواجه أزمة كبرى خلال الوقت الجاري بسبب التغير المناخي، ومن بينها زيادة هطول أمطار، وزيادة سرعة الرياح، وارتفاع منسوب مياه سطح البحر، وتآكل العديد من الشواطئ، وتغير درجات الحرارة، مضيفا: لم نشهد من قبل مثل هذا البرد القارس في الإسكندرية.
وأوضح محافظ الاسكندرية أن البنية التحتية لا تحتمل كل ذلك، حيث إن الإسكندرية مدينة قديمة جدا وبها أقدم الشوارع في العالم، وبالتالي هناك بنايات كثيرة لا تتحمل هذا الجو، ويوميا تسقط مبانٍ قديمة جدا،
اضاف الشريف لدى الإسكندرية بنايات عمرها أكثر من مئات السنوات، ومنها الكثير من المباني التراثية.
واشار محافظ الإسكندرية عروس البحر المتوسط بحاجة للعديد من المشروعات الضخمة ،وأفاد محافظ الإسكندرية بأن عروس البحر المتوسط تحتاج للعديد من المشروعات الضخمة، لافتا إلى أن الدولة بالفعل تبذل جهودا لحماية شواطئ البحر من خلال الأحجار الضخمة التي يتم وضعها على البحر والشواطئ لتخفيف عمليات النحر، وهو ما يكلف الدولة مليارات الدولارات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية غرق الشوارع البنية التحتية الاهمال
إقرأ أيضاً:
تجارب سعودية رائدة لاستخلاص الليثيوم الثمين من مياه البحر
توصل علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى تقنية جديدة لاستخلاص معدن الليثيوم مباشرة من المحلول الملحي الموجود في حقول النفط ومياه البحر، حيث يوجد الليثيوم بتركيزات منخفضة للغاية.
وتستعرض الدراسة -التي نشرت مؤخرا في المجلة العلمية ساينس- التقنية الجديدة التي تنافس التقنيات التقليدية التي لم تثبت فعاليتها مع التركيزات المنخفضة من المحلول الملحي، مما قد يسهم في زيادة كبيرة في توافر هذا المنتج عالميا وتحويل المملكة العربية السعودية إلى دولة منتجة لهذا العنصر الهام.
وقد ارتفع الطلب على الليثيوم مع ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية نتيجة السياسات المناخية التي بدأت تطبّق حول العالم، حيث تشكّل المركبات الكهربائية بأنواعها التكنولوجيا الأساسية لخفض انبعاثات الكربون في قطاع النقل البري، وهو القطاع الذي يمثل نحو سدس الانبعاثات العالمية.
يعد الليثيوم جزءا أساسيا من بطاريات الليثيوم أيون المستخدمة في المركبات الكهربائية، حيث تُفضَّل بطاريات الليثيوم أيون لمحركات السيارات الكهربائية، على بطاريات الصوديوم أو المغنيسيوم أو الهيدروجين.
والليثيوم هو معدن ناعم فضي اللون، وأقل كثافة بين جميع المعادن، ويتفاعل بقوة مع الماء، وينتج طاقة أعلى بكثير من المعادن الأخرى، مما يتيح إنتاج بطاريات فعّالة خفيفة الوزن وبكفاءة عاليّة ضمن حيز صغير، وبالتالي تقليل وزن المركبات الكهربائية وتقليل استهلاك الوقود الكهربائي فيها، وجعلها تقطع مسافات أطول.
كما يعد الليثيوم جزءا أساسيا من التكنولوجيا التي تعمل على تشغيل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والأدوات الكهربائية وتخزين الطاقة المولدة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما يستخدم الليثيوم في العلاج الطبي للاكتئاب وللاضطراب ثنائي القطب ويجري النظر في استخدامه لعلاج الخرف ومرض ألزهايمر.
يوضح البروفيسور زيبينغ لاي، الأستاذ في "كاوست" والرئيس المشارك لمركز التميّز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين في الجامعة، والباحث الرئيسي في مشروع استخلاص الليثيوم، في حديث للجزيرة نت، جوهر التقنية الجديدة المتمثلة في استخدام فوسفات الليثيوم والحديد في عملية امتصاص أيونات الليثيوم بشكل انتقائي من المحلول الملحي ثم إطلاقها في محلول الاسترداد.
إعلانوفوسفات الليثيوم والحديد هي مادة الكاثود القياسية في بطاريات أيون الليثيوم، وتتميز ببنية طبقية تسمح لأيونات الليثيوم بالتحرك داخل وخارج المساحات بين الطبقات، وتخزين وإطلاق الطاقة في عملية واحدة.
والأمر المهم -حسب الباحث- هو أن هذه الطبقات مصممة بحيث تناسب أيونات الليثيوم الصغيرة فقط، في حين تستبعد أيونات الشوائب الأكبر (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم)، وتمكن هذه الانتقائية من استخراج الليثيوم حتى من المحاليل الملحية التي تحتوي على تركيزات عالية من الشوائب.
وتتميز التقنية الجديدة، حسب الباحث، بكفاءة طاقة عالية، فمن خلال الربط بين عمليتي الامتصاص والإطلاق في خطوة واحدة تعمل عملية إطلاق الليثيوم كخطوة شحن، وتعمل عملية الامتصاص كخطوة تفريغ، وتُستخدم الطاقة المنبعثة في أثناء الشحن لدفع التفريغ، وبالتالي توفير الطاقة.
كما تتميز الطريقة الجديدة، باستغلال اختلافات الملوحة، حيث عادة ما تكون محاليل الليثيوم عالية الملوحة بسبب وفرة أيونات الشوائب، في حين أن محلول الاسترداد أقل ملوحة بكثير، ويخلق هذا الاختلاف في الملوحة جهدا تناضحيا بين أقطاب الأكسدة والاختزال، والتي يمكن تسخيرها لتقليل استهلاك الطاقة بشكل أكبر.
اقتصادية وصديقة للبيئةتعتمد طرق استخراج الليثيوم التقليدية على التبخير الشمسي لتركيز المحلول الملحي، يليه الترسيب الكيميائي لأيونات الليثيوم على شكل كربونات الليثيوم.
وبحسب لاي، تستخدم هذه الطريقة مواد كيميائية سامة، وتؤدي إلى هدر كميات كبيرة من الماء، وهي بطيئة عموما، علاوة على ذلك، تصبح غير فعالة عندما يكون تركيز الليثيوم أقل من 200 جزء في المليون أو عندما تتجاوز نسبة المغنيسيوم إلى الليثيوم القيمة 8، وعلى الرغم من استكشاف تقنيات ناشئة، مثل الامتصاص الفيزيائي، وتبادل الأيونات، وعمليات الأغشية، فإنها أقل كفاءة في ظل ظروف تركيز الليثيوم المنخفض والملوحة العالية.
ويضيف أنه على النقيض من ذلك، تستخرج الطريقة الجديدة الليثيوم بكفاءة عالية من المحاليل الملحية بتركيزات منخفضة تصل إلى 20 جزءا في المليون مع الحفاظ على الجدوى الاقتصادية القوية، وتتحقق هذه الكفاءة من خلال الانتقائية العالية بالتقاط أيونات الليثيوم فقط، حتى في وجود شوائب وفيرة، وانخفاض استهلاك الطاقة، وانخفاض تكاليف الإنتاج، حيث تقل الحاجة إلى المواد باهظة الثمن وتقليل مراحل عمليات الإنتاج.
إعلانكما تعتمد العملية على الكهرباء فقط، وتتجنب استخدام المواد الكيميائية السامة وتقلل فقدان المياه، مما يجعلها أكثر صداقة للبيئة.
حقول النفط كمناجم ليثيومتحتوي معظم الصخور الحاملة للنفط والغاز على الماء، وعند استخراج النفط أو الغاز من هذه الصخور، تخرج "المياه المنتجة" وهي منتج ثانوي لجميع عمليات استخراج النفط والغاز، وتختلف كميات المياه المنتجة على نطاق واسع باختلاف أماكن الآبار.
وعن إمكانية إنتاج كميات وفيرة من الليثيوم من المياه المنتجة من حقول النفط في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، يوضح البروفيسور لاي للجزيرة نت، أنه على الرغم من أن المملكة تشتهر بامتلاكها بعضا من أفضل حقول النفط في العالم لإنتاج النفط، فإن هذه الحقول أقل مثالية لاستخراج الليثيوم لأن حجم المياه المنتجة لكل برميل من النفط منخفض نسبيا وتركيز الليثيوم في تلك المياه متواضع، لكن ومع ذلك، ونظرا للحجم الهائل لإنتاج النفط، فمن المقدر أنه يمكن استخراج ما يصل إلى 100 ألف طن من كربونات الليثيوم سنويا من المياه المنتجة.
وفي حين تحتوي حقول النفط في دول الخليج الأخرى، غالبا على تركيزات ليثيوم أعلى، ونسب مياه إلى نفط أكبر، فإن من شأن هذه الظروف أن تحسّن بشكل كبير من الجدوى الاقتصادية للتقنية الجديدة، مما يجعل إنتاج الليثيوم على نطاق واسع أكثر جدوى.