مهنة تتوارثها العائلة.. أفران حجرية عابرة للحدود بأنامل تركية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
من قطع الصخور التي يكسرها بالمناطق الجبلية لمدينته جنوب شرقي تركيا، يصنع الحرفي التركي عارف أطون أفرانا حجرية تستخدم في حرف تقليدية كصناعة الخبز واللحم بعجين و"البريان".
مهارته وإتقان عمله أذاعتا صيته داخل بلاده وخارجها، لا سيما أن هذه المهنة التي ورثها عن أبيه تتطلب إتقانا كبيرا، وبات يُستدعى خصيصا لبناء أفران حجرية في تركيا وخارجها، وأحيانا يصدّر أفرانا يصنعها إلى دول العالم.
يقيم أطون (54 عاما) في مدينة سيرت جنوب شرقي تركيا، حيث يواصل مهنته التي ورثها عن والده، ويستخرج رزقه من الحجر.
ويذهب أطون في ساعات الصباح الباكر إلى مقلع حجري في منطقة جبلية بريف المدينة ويقوم بتكسير الصخور باستخدام المطرقة والمسامير.
هذه المهنة التي ورثها عن أبيه تتطلب إتقانا كبيرا (الأناضول)ثم يقوم بتحميل قطع الصخور على جرار ويعود إلى ورشته في المدينة ليحولها إلى قطع متناسقة بواسطة مكبس في ورشته، ويستخدمها في أرضية الأفران الحجرية.
وقال أطون إنه يقوم "بتقطيع الصخور إلى قطع صغيرة حيث يقضي معظم يومه في تكسير الحجارة في المقلع الحجري".
أطون يواصل عمله ويستخرج رزقه من الحجر (الأناضول)
وأضاف للأناضول، أنه يأتي إلى المقلع الحجري الساعة السادسة صباحا ويبقى هناك حتى الرابعة عصرا.
وذكر أنه على الرغم من صعوبتها فإنه يكسب رزقه من هذه المهنة المتوارثة في العائلة، مبينا أنه يعمل 6 أيام في الأسبوع. وبيّن أنه حرص على تدريس أطفاله الـ7 جميعا، عبر استخراج رزقه من الحجارة.
أطون (54 عاما) يقيم في مدينة سيرت جنوب شرقي تركيا، حيث يواصل مهنته التي ورثها عن والده (الأناضول) أفران أطون تطوف العالموأوضح أطون أنه بنى أفرانا حجرية لصنع الخبز و"اللحم بعجين" في أرجاء كثيرة في تركيا، وبعض البلدان.
وقال "ذهبت إلى كوريا الجنوبية وكازاخستان وروسيا وأوكرانيا والعراق وسوريا وقمت ببناء أفران الخبز واللحم بعجين"، كما لفت أطون إلى أنه أرسل فرنا صغيرا جاهزا إلى هولندا.
أطون يُستدعى خصيصا لبناء أفران حجرية في تركيا وخارجها، وأحيانا يصدّر أفرانا يصنعها إلى دول العالم (الأناضول)وأشار إلى أنه يعمل في هذا المجال منذ عام 1988، كما ذكر أن والده مارس هذه المهنة لمدة 60 عاما.
وأوضح أنه قام مؤخرا بتجديد فرن حجري بناه والده في حي "بهجلي أفلر" بالمدينة قبل 35 عاما.
وأضاف: "أسافر إلى مختلف أنحاء تركيا. أقطع هذا الحجر وأكسب رزقي"، مؤكدا أن تكسير وتشكيل الحجارة يتطلب إتقانا كبيرا.
من قطع الصخور التي يكسرها بالمناطق الجبلية يصنع الحرفي التركي عارف أطون أفرانا حجرية (الأناضول) أفران معمرةولفت إلى أن الأفران التي يبنيها تدوم طويلا لمدة تتراوح من 30 إلى 35 سنة تقريبا.
وعن الحجر الذي يستخدمه في الصناعة، أوضح أطون أنه يتميز بخاصية تجعله يتصلب عند تعرضه لأشعة الشمس، ويزداد صلابة أكثر حينما يلامس النار".
وأردف: "هذا الحجر لا ينكسر ولا يتشقق أبدا طالما تمسه النار. يمكن استخدامه مدى الحياة إذا تم تنظيفه بقطعة قماش مبللة فقط".
هذا الحجر لا ينكسر ولا يتشقق طالما تمسه النار، والخبز والطعام الذي ينضج في الفرن الحجري يكون ألذ (الأناضول) طعام بنكهة مميزةوزاد: استخدم الحجارة نفسها في صنع تنور "البريان" الذي تشتهر به ولاية سيرت.
وتشتهر سيرت بأكلة الـ"بريان" (ويسمى الزرب في أماكن أخرى) والذي يحضر من لحم الخروف، حيث يتم تعليق الخروف المسلوخ ضمن تنور محفور بالأرض، يصل عمقه إلى 3 أمتار، وقطره 100 سنتيمتر، ويشوى على البخار بشكل تام.
وقال أطون: "الخبز والطعام الذي ينضج في الفرن الحجري يكون ألذ، كما أن الخبز يظل طازجا لليوم التالي، والبريان أيضا يكون رائعا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه المهنة رزقه من
إقرأ أيضاً:
الفرق بين المجتمعات
الناس دول.. والدول ناس.. والكل واجب عليه العمل لخدمة الجميع، فبالعمل تتحدد قيمتك، فالعمل هو القيمة الإنسانية التى يجب المحافظة عليها. فإذا كان مجتمع ناجح يميل دائمًا إلى ذوى الكفاءات ويُكرم النابغين فى كافة المجالات ويُشجعهم على مواصلة ما يقدمونه للمجتمع. وبهذه الطريقة لا يتوانى فرد فيه عن تحسين ما يعمل، ولا نجد من يمتنع عن العمل فى أى مجال خشية الضرائب، وإذا كان المجتمع مجزأ إلى نقابات وشرائح إجتماعية مختلفة، فيجب الإهتمام بهم جميعًا، فلا يجوز الإهتمام بنقابة أو مهنة بشكل أكبر من الأخرين، فيجب أن ينصهر الجميع فى بوتقة الوطن، ولا تحقد مهنة على أخرى، هكذا تتلاقى القيم الإنسانية وتتقدم بين الأمم، وعكس ذلك نجد سلوكيات سلبية ومؤذية للمجتمع وتتسب فى تخلفه وتنكسر أعلى قيمة إنسانية عرفها البشر وهى قمة العمل، وتلك السلوكيات هدامة وسلبية وغير سوية تؤذى النفس والمجتمع وتُهدد إستقراره، وينتشر فيه الكاذبين والأفاقين والمتسولين والبلطجية، ويتحول المجتمع إلى مجتمع مريض يتراجع بفعل هؤلاء الذين يُتاجرون فى كل شئ وإستطاعوا أن يُقسموا المجتمع إلى فريقين، الأول لا يعمل عمل حقيقى ويستفيد من كل خيرات المجتمع، والأخر يعمل أعمال حقيقية ولا يأخذ شئ غير التعب وخدمة الفريق الأول.. إلـ...!!
لم نقصد أحدًا!!