الجهاد الإسلامي تدين العدوان الأمريكي على العراق وسوريا
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
يمانيون|
أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، العدوان الأمريكي على سوريا والعراق، واعتبرته انتهاكا لسيادة البلدين وسيؤدي إلى تصعيد التوتر الإقليمي وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذا العدوان الأمريكي السافر هو أحد أوجه الاحتلال والهيمنة والغطرسة في منطقتنا بهدف نهب ثروة شعوب أمتنا وفرض سياسات تصب في مصلحة الاستعمار الغربي والكيان الصهيوني.
وتوجه الحركة بالتحية إلى الشعبين العراقي والسوري الثائرين اللذين يدفعان، جنبا إلى جنب مع الشعبين اليمني واللبناني، ثمن مناصرتهما لشعبنا الفلسطيني في مقاومة حرب الإبادة، وإسناده في حرب العدوان ضده في غزة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
15 فبراير خلال 9 أعوام.. 90 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
يمانيون../
أمعن العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم الخامس عشر من فبراير خلال الأعوام: 2016 م، و2017م، و2018م، و2019م، و2020م، في ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية، وقنابله العنقودية، المباشرة، المستهدفة للمدنيين في منازلهم وصالة عزاء نسائية، والسيارات في الطرقات العامة، ومشاريع المياه، والكباري، والمزارع، والمسعفين، بمحافظات صعدة، وصنعاء، والحديدة، والجوف.
أسفرت عن 48 شهيداً، و42 جريحاً جلهم أطفال ونساء، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، وتدمير البنى التحتية والأعيان المدنية، عن سابق إصرار وترصد، وترويع النساء والأطفال، وتفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية، ومشاهد ومجازر مروعة، وانتهاكات للقوانين والمواثيق والنصوص الدولية والإنسانية والحقوقية، في ظل صمت وتواطؤ أممي وتزايد القلق الدولي أمام أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
15 فبراير 2016.. 7 شهداء وجرحى في جرائم حرب لغارات العدوان على مناطق متفرقة بصعدة:
في الخامس عشر من فبراير 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، 3 جرائم حرب في مناطق متفرقة بمحافظة صعدة، بغارات وحشية مباشرة، استهدفت مدنيين عُزَّل ومنشآت مدنية حيوية، أسفرت عن شهيدين و5 جرحى، وتدمير واسع في ممتلكات ومنازل المواطنين، وترويع الأهالي، وتشريد عشرات الأسر من مآويها، ومضاعفة المعاناة الإنسانية، في تصعيدٍ يُكرس سياسة العقاب الجماعي ضد سكان المحافظة الأكثر فقراً.
مجز: شهيد و4 جرحى باستهداف سيارة مدنية على طريق عام
في منطقة الركو بمديرية مجز، استهدفت غارة جوية سيارةً مدنيةً كانت تقل مواطناً وأسرته، ما أسفر عن استشهاد السائق وإصابة 4 آخرين بينهم طفلان، السيارة التي كانت في طريقها لبيع محاصيل زراعية في السوق المحلية، تحولت إلى كتلة مشتعلة، بينما نجا الجرحى بأعجوبة من الموت المحقق، قال أحد الشهود: “لم نستطع إنقاذ الجثث.. النيران التهمت كل شيء، حتى الهوية الشخصية للشهيد”.
يقول شاهد عيان : “هذه السيارة كان عليها خضار وأسرة بكاملها، استشهد السائق وجرحت أسرته، فيهم أطفال، ما كان محملاً غير بطاط وطماط، وبيبار كما تشاهدون، أيش علاقة الغارات بالمواطنين المدنيين”.
حيدان: بيوت من طين تدفن أحلام ساكنيها
في منطقة مران بمديرية حيدان، دمّرت غارات العدوان منزلين سكنيين بالكامل، مما أدى إلى إصابة 4 مدنيين بجروح خطيرة، بينهم امرأة عجوز كانت تعاني من إعاقة حركية. المنازل المُستهدفة، المبنية من الطين، لم تتحمل قوة الانفجار، فانهارت على من بداخلها، بينما تحوّلت محاصيل زراعية مجاورة إلى رماد، تقول ابنة الجريحة العجوز: “أمي كانت تنتظر عودة ابنها من السوق.. عادت جثته محمولة على أكتاف الجيران”.
يقول أحد المواطنين : “العدوان استهدف منزل المواطن أحمد صالح خفشان وهو نازح، واستهدف الدكان الساعة الواحدة بعد نصف الليل، دون أي ذنب، هذه جريمة حرب بامتياز، أين المجتمع الدولي والأمم المتحدة، يوقفون العدوان علينا”.
رازح: 5 غارات تدمر سُبل العيش وتقتل الأمل
في منطقة بني القم بمديرية رازح الحدودية، دمّرت 5 غارات جوية منازلَ لعائلات فقيرة، ومزارعَ كانت مصدر رزقها الوحيد، بالإضافة إلى تدمير خزانات مياه وأدوات زراعية، وقال مزارع نجا من القصف: “أحرقوا أرضي ومواشيي.. حتى البذور التي كنت أحتفظ بها للزراعة صارت تراباً”.
يقول أحد الأهالي : “هذه جرائم العدوان السعودي الأمريكي، على منازلنا ومزارعنا، ولا يوجد فيها سلاح، ولا أي شيء يستدعي الاستهداف، يوجد هنا مواطنين مستضعفين، يعانون من الفقر والقهر، والعدوان المستهدف لحياتهم”.
لهذه الجرائم الثلاث قواسم وتداعيات مشتركة، تبدأ بتدمير المنازل والمزارع ومصادر المياه، وانتهاك القانون الدولي، تشكّل جرائم حرب وفقاً للمادة 8 من نظام روما الأساسي، الذي يُجرّم الهجمات العشوائية على المدنيين، ويدفع مئات العائلات إلى النزوح في ظروف قاسية، دون مأوى أو غذاء، ومنذ مارس 2015، دمّر العدوان 70% من البنية التحتية الزراعية في صعدة، وفقاً لتقارير موثقة.
اليوم، تُختزل حياة اليمنيين في صعدة بأرقامٍ تُسجل ثم تُنسى، شهيد هنا، وجريح هناك، ومنزلٌ يدفن أحلام أطفاله تحت أنقاضه، لكن وراء كل رقم قصة إنسان كان يزرع الأمل في أرضٍ يحرقها العدوان كل يوم، العالم يُغلق أذنيه عن صرخات الضحايا، بينما تُفتح خزائنه لتمويل المزيد من الأسلحة، فهل تحتاج الإنسانية إلى دموعٍ أكثر كي تستيقظ؟!
15 فبراير 2016.. 4 شهداء بغارات العدوان السعودي الأمريكي على مشروع مياه ومزارع بوادي سردود بالحديدة:
وفي اليوم والعام ذاته، كان مشروع المياه في وادي سردود بمديرية الضحي شريان حياةٍ لآلاف الأهالي، يُنقذهم من شبح العطش في محافظة تعاني من شحّ الموارد، لكن طيران العدوان السعودي الأمريكي حوّله إلى مصيدة، إبادة المواطنين بغاراته المباشرة التي أسفرت عن إبادة جماعية بحق 4 مدنيين بينهم طفلان، ودمرت أحلام المزارعين بموسم زراعي يُنقذ أطفالهم من الجوع.
قبل الغارات، كان مشروع المياه يُنقذ عشرات الأسر من العطش، فلم تكن مضخات المياه الضخمة مجرد آلات، بل كانت صوت أملٍ يُنادي: “هناك حياة بعد اليوم”، كان المزارع أبو سالم يروي أرضه القريبة من المشروع، التي زرعها بالذرة الرفيعة، مصدر رزقه الوحيد لسدّ ديون العلاج لزوجته المريضة، أما الطفلان محمد وأخته رحمة (10 و8 أعوام)، فكانا يسقيان أغنامهما عند الحوض، يضحكان على “سباق” بين خرافهم العاطشة.
أثناء الغارات، الماء اختلط بالدمار والبارود وتحوّل إلى دم، والزرع إلى رماد، عندما انفجرت السماء فجأة بدويّ الطائرات، واختلط صوت انفجار القذائف بصراخ الأهالي الذين حاولوا الهروب، اخترقت إحدى القذائف خزان المياه الضخم، فتحوّل تدفّق الماء إلى سيلٍ أحمر اختلط بدماء الضحايا، الذين كانوا يجلبون الماء ويحاولون سقي مواشيهم، وتحول المكان إلى مجزرة بشرية لا ترحم كبيراً ولا صغيراً، ولا تفرق بين مدني وعسكري.
بعد الغارات هرع الأهالي لانتشال الجثث وتجميع الأشلاء، لم يتبقَّ من المشروع سوى حطامٍ مغمورٍ بالمياه الملوثة بشظايا وبارود، وأشجار الفاكهة المحترقة التي كانت تُظلل المكان، الأهالي الذين فقدوا مصدر مياه الشرب الوحيد، يحفرون الآن بأيديهم في التربة بحثاً عن نقطة ماء، بينما تحذّرت منظمات إنسانية من تفشي الأوبئة، المزارع سالم عبده قاسم، الذي فقد كل محاصيله، يقول: “العدوان لم يسرق الطعام من أفواه أطفالي فقط، بل سرق الماء من حلقهم”.
يقول أحد الأهالي:” في هذا الكيس بقايا وأشلاء لحم من أجسام حراس المشروع الذين استهدفهم العدوان وهم نائمون، حسبنا الله ونعم الوكيل، يقتلون الأبرياء، ويحرمون الأهالي من شربة الماء النقية، أين هي الإنسانية؟”.
هذه الجريمة استهداف ممنهج لسُبل البقاء، ولها تداعيتها، فتدمير مشروع المياه والمزارع يدفع مئات العائلات إلى خطر الموت عطشاً أو جوعاً، ويعتبر انتهاكاً لاتفاقيات جنيف التي تُحرم تدمير البنى التحتية الحيوية، لكن العدوان حوّلها إلى “أهداف مشروعة، فيما الأمم المتحدة، تُسجل “قلقها”، بينما الأهالي يُسجلون أسماء شهدائهم على أوراق تذوب تحت المطر، وتتساقط من حقائبهم في رحلات النزوح المتكرر.
حين يُستهدف الماء، فأين يختفي “الإنسان” في الإنسانية؟ وأربعة شهداء ليسوا أرقاماً، بل أطفالٌ وُلدوا في زمن العدوان، ومدنيون لا يفهمون ما يدبر ضدهم، ولم يعرفوا معنى “السلام” إلا في سطور الكتب المدرسية المدمرة، فأحد الضحايا عامل في المشروع، ترك وراءه 6 أيتام، كان يؤمن بأن الماء ليس هدفاً لغارات العدوان، التي حولت وادي سردود إلى وادٍ للدم، يُذكّر العالم أن العدوان على اليمن لا يقتل البشر فحسب، بل يقتل كل أسباب بقائهم، فهل يُصلح “قلق” الأمم المتحدة أنابيب المياه الممزقة؟ أم أن ضمير العالم سيظل يُغسل بالدم اليمني؟!
15 فبراير 2017.. 18 شهيدة وجريحة بمجزرة لغارات العدوان السعودي الأمريكي على مجلس عزاء للنساء بأرحب صنعاء:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، كان مجلس العزاء في منطقة “الشراع” بمديرية أرحب يجسِّد لوحةً من الألم الصامت، نساءٌ يبكين فقدان أحد أبنائهن في حربٍ لا تنتهي، وأصوات التضرع إلى الله تتعالى بين الجدران، لم تكن تعلم تلك الأمهات أن دموعهن ستختلط بدمائهن بعد دقائق، حين انقضَّت طائرات العدوان السعودي الأمريكي على المكان، لتسقط 6 شهيدات وتُصاب 12 أخريات، في جريمةٍ تدمي القلب قبل الحجر.
قبل القصف: تجمعت عشرات النساء داخل منزلٍ متواضع، يشاركن أمّاً ثكلى فقدت ابنها الشاب قبل أيام في قصفٍ سابق، كانت “أم محمد” (45 عاماً) تمسك بصورة ابنها، وهي ترتدي الزي الأسود، بينما تردد الحاضرات: “الصبر جميل.. والله قادر على تعويضك”، في الخارج، كان أطفال يلعبون ببراءة، غير مدركين أن لعبتهم الأخيرة ستكون الاختباء من الشظايا.
وفي لحظةٍ لم تتجاوز ثوانٍ، تحول المكان إلى جحيم، اخترقت القذائف سقف المنزل، وطارت جثث النساء مع شظايا الأثاث، بينما علقت إحدى الجريحات تحت أنقاض الجدار، تنادي ابنتها الصغيرة التي كانت تلعب بجوارها، تقول إحدى الناجيات بصوتٍ مرتجف: “رأيتُ أم محمد تحضن صورة ابنها حتى النهاية، انشطر جسدها إلى نصفين، وبقيت الصورة بين يديها”.
حين خمدت النيران، لم يتبقَّ سوى رائحة الدم المحترق، وأحذية أطفال مبعثرة، و”كفنٌ أبيض” كان معداً لابن أم محمد، تحوَّل إلى لفافةٍ لثلاث جثث مجهولة الهوية، بينما كان الأهالي ينقلون الجرحى، وأطفالٌ يبحثون عن أمهات تحت الركام، وعالمٌ يصمُت، طفلٌ في العاشرة: “أمي كانت تطلب مني إحضار الماء للضيوف.. أين هي الآن؟”.
مشهد لعربة طفل رضيع بين الدمار، كان حاضراً في صالة العزاء، لكنه لم يعد ولم تعد أمه، وباتا في عداد الشهداء، وتبقى العربة مجرد ذكرى لفرحة أب وأد العدوان فرحته، واغتال الطفولة والبراءة في مهدها.
يقول مجاهد صالح الجندبي شاهد عيان: ” في بيت محمد هادي النكعي، كن النساء يجابرن في عزاء موت أحد أبنائهم، والبيت ملان نسوان وأطفال وإلى حد الأن لم نعلم كم الضحايا، بالنسبة لي أمي مفقودة، وابني مفقود، زوجتي في مستشفى الثورة، وهذه بنتي الطفلة بنتي أمل أسعفناها ضمن الحالات الخطيرة إلى مستشفى آزال”.
مواطن آخر من فوق ركام مجلس العزاء يقول: “هذه بقايا براقع النساء بين الدمار، وهذه الجريمة انتهاك صارخ للأعراف والأسلاف الدينية والقبلية والإنسانية، ولا يمكن لأي يمني أن يقبل بهذا العار، وهذا الجريمة السوداء، بحق نسائنا، وسيدفع العدوان الثمن كبيراً لو ما بقي منا رجال، بانقدم قوافل الشهداء، والمال حتى نأخذ بثأرنا، فاذا كان في سلمان عروبة ما يستهدف النساء، يستهدف الرجال هذا أمر أهون ونتحمله في ظل الحرب، يواجهنا في الجبهات إذا فيه شرف ومروءة وعروبة”.
تقول إحدى الجريحات: “البيت ملان نسوان، وما سمعنا غير الطيران، وحاولنا الهرب من الغارة الأولى، ومن بقيت هجم فوقهن المنزل، الطائرة قصفت البيت، كنا في منزل محمد هادي، وأول ما قالوا لنا العدوان بايقصف، هربنا وأثناء الهروب وقعت الغارات، أمي وابني مفقودين، والحالات الخطيرة كثيرة”.
لم يكن القصف مجرد استهدافٍ لمبنى، بل طعنةٌ في خاصرة الإنسانية، فمنطقة أرحب تُدفن أبناءها مرتين، وضمير العالم يُدفن معهم، واستهداف مجالس العزاء بات تكتيكاً متكرراً للعدوان لتحطيم الروح المعنوية للشعب اليمني، وانتهاك فاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية.
الـ 6 شهداء هن أمهاتٌ فقدن أبناءهن في الحرب، ثم فقدن حياتهن أثناء البكاء عليهم، “أم محمد” التي ودعت ابنها قبل أسبوع، صارت جثةً بين جثث، وابنتها الوحيدة التي نجت من القصف، ترفض اليوم الحديث أو البكاء، تقول جارتها: “صمتها أخطر من كل القذائف”، فهل يحتاج العالم إلى المزيد من الضحايا كي يفيق من صمته؟ أم أن دموع اليمنيين ستظل “رخيصة” أمام صفقات السلاح؟
15 فبراير 2017.. جريحان ودمارٌ يطال سُبل العيش بقنابل عنقودية للعدوان السعودي الأمريكي على منازل وممتلكات المواطنين بصعدة..
وفي اليوم والعام ذاته ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة بحق منازل المدنيين وممتلكاتهم في منطقة قحزة بمديرية الصفراء، بقنابل عنقودية محظورة دولياً، ما أسفر عن جرح مدنيَين بجروح خطيرة، وتدمير عشرات المنازل والأراضي الزراعية، في جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، وجرح جديد بحق أهالي المحافظة.
ما إن انهمرت شظايا القنابل العنقودية على المنطقة السكنية، التي لا تحوي أي أهداف عسكرية، حتى اشتعلت النيران بمنازل من الطين، وتحويلت حقول زراعية إلى حفر، وبؤر موبوءة بالموت، يقول أحد الجرحى، وهو مزارع أربعيني، من سرير المستشفى: “فقدت مواشيي وبيتي.. حتى الأرض التي أعيش منها صارت ألغاماً جاهزة للانفجار، دمروا كل شيء، لم نعد نفلح المزارع خشية من الموت المباغت، وبقايا القنابل العنقودية، أطفالنا ومواشينا في خطر”.
القنابل العنقودية لم تُسبب إصابات مباشرة فحسب، بل خلّفت عشرات الذخائر غير المنفجرة، التي تُهدد حياة السكان، خاصة الأطفال الذين يلتقطونها ظناً منهم أنها ألعاب، وحذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من أن “استخدام هذه الأسلحة يُعد جريمة حرب تستوجب محاسبة دولية”.
يقول أحد المواطنين: “مخلفات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الحبيب، عند الساعة الحادية عشرة مساءً ما أدى إلى الخوف والقلق في نفوس المواطنين، وهذا حي سكني وتضررت السيارات والمنازل والمحلات والأحواش، ولا تزال القنابل العنقودية موجودة وتشكل خطراً على المواطنين”.
الطفل عيسى قاسم أحمد، بلغة التحدي والبراءة يقول : “نحن أطفال صعدة جاهزين للدخول إلى الرياض وما بعد الرياض، لنذيق العدوان الغاشم بأسنا وبأس الله، ونحن صامدون في الجبهات، وندعم الجيش اليمني بقوافل المال والرجال لمواجهة التحدي والغطرسة في الجبهات”.
تعتبر صعدة من أكثر المحافظات اليمنية تعرضاً للقصف منذ بداية العدوان، حيث دُمِّرَ أكثر من 60% من بنيتها التحتية، وفق تقارير أممية، ومع استمرار الهجمات، يتراجع الأمل بإغاثة عاجلة، وسط حصار خانق يُعيق وصول المساعدات الإنسانية.
من قحزة إلى كلّ قرية في صعدة، تُروى نفس الحكاية، عدوان لا يبقي على حجر أو طفل، وعالمٌ يُدير ظهره للجرحى وهم يصرخون، “كفى!”، فكم من دمٍ يجب أن يُسفك ليتحرك الضمير العالمي؟ ليوقف العدوان الغاشم على الشعب اليمني.
15 فبراير 2018.. شهيد بغارات العدوان على طريق عين بصعدة:
وفي اليوم ذاته من العام 2018م، كان الطريق العام في منطقة “عين” بمديرية سحار هادئاً ككل يوم، أشعة شمس خجولة تلملم بقايا برد الشتاء، وأصوات باعة متجولين تتداخل مع ضحكات أطفالٍ يعودون من المدرسة، ونساء وكبار سن يعملون في المزارع، لم يكن المواطن الشهيد يعلم أن خطواته فوق تلك الطريق ستكون الأخيرة في رحلته لشراء دواءٍ لابنه المريض، فجأةً، انفجر صمت السماء بدويّ طائرة عدوان سعودي أمريكي، وتفجرت الشظايا بجسده، منتشرة في اتجاهات مختلقة، وتحوّل لحظةً عابرة إلى جريمةٍ حرب جديدة في سجل جرائم العدوان على اليمن.
قبل القصف كانت تهمس لابنها بابا راجع بالدواء، لم تكن زوجة أحمد تعلم أنها تراه حياً للمرة الأخيرة حين ودّعته بابتسامةٍ مكسورة: “خُذ حذرك.. الطريق غير آمنة”، كان ابنهما البكر ذو الـ 6 أعوام يرقد في الفراش بحمّى شديدة، ينتظر دواءً وعد أبوه بإحضاره قبل الظهيرة، وقبل وصول خبر الجريمة كان الطفل المريض يبكي وأمه تهمس في أذنيه بابا راجع بالدواء، كانت كلها أمل.
ما إن حلّق صوت الطائرة منخفضاً، ثم انفجرت القذيفة في منتصف الطريق، تحوّلت السيارات العابرة إلى كُتل مشتعلة، وارتفعت سحابة سوداء اختزلت كل الأصوات في صراخٍ مبحوح، المواطن الذي كان على بعد أمتار من نقطة الاصطدام، سقط على الأرض، بينما طارت جثته مع شظايا الإسفلت، يقول شاهد عيان كان يختبئ خلف جدارٍ قريب لمزرعته القريبة من الطريق، بعد الغارة هرعت إلى المكان، وجدت سيارة تحترق وعليها رجل بيده علبة دواء خاص بالأطفال”.
بعد الغارات، الأب جثة بلا وجه، والأبن المريض بلا أب، وزوجته أرملة تتحمل مسؤولية فوق طاقتها، لم يتبقَّ من الشهيد سوى حذاؤه الأسود وبقايا هوّية شخصية التصقت بجسده المشوّه، حين وصلت فرق الإنقاذ، كانت زوجته تجري نحوه بين الحطام، تصرخ: “أين الدواء؟ ابنك ينتظر!”، لكنّ الجثة المُسجاة على الأرض لم ترد، أما ابنه، فظلّ يسأل أياماً: “لماذا لم يعد بابا؟ هل غضبتَ عليه لأني مرضت؟”.
يقول أحد الأهالي: “ضرب العدوان الكبري في منطقة عين وعليه مواطن بسيارته استشهد، وأرعب العمال الذي كانوا يعملون فيه، ولكن نقول للعدوان مهما دمرت، اليمن صامد، ولكنا جاهزين للنفير العام، ورفد الجبهات، وما تدمر نعيد بنائه”.
لم تعد منطقة عين مجرد طريقٍ للعبور، بل صارت رمزاً لجرحٍ لا يندمل، الجيران أثناء المرور منها يتذكرون شهدائهم الذين اغتالتهم طائرات العدوان، وقتل الكبار والصغار والذكريات معاً، أبسط حقوق في العيش”.
لم يكن الشهيد “رقماً” في تقارير الضحايا، كان أباً يحمل دواءً، وجاراً يبتسم للعابرين، وشاباً يزرع الأمل في أرضٍ تشهد على الموت كل يوم، لكنّ قذيفة العدوان السعودي الأمريكي حوّلته إلى جثةٍ بلا اسم، في طريقٍ صار شاهداً على صمت العالم، فمتى تتحوّل إنسانية البشر من شعاراتٍ إلى فعلٍ يوقف هذه المأساة؟
15 فبراير 2020.. 35 شهيداً و23 جريحاً وتدمير 3 منازل في جريمة حرب وإبادة جماعية بغارات سعودية أمريكية على الجوف:
وفي الخامس عشر من فبراير 2020م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية، في مجزرة وحشية، بـ 8 غارات مباشرة مستهدفةً منازل المواطنين وممتلكاتهم في منطقة الهيجة بمديرية المصلوب، محافظة الجوف، أسفرت عن 35 شهيداً و23 جريحاً وتدمير 3 منازل وأضرار واسعة في ممتلكات الأهالي المجاورة، وترويع النساء والأطفال، ومفاقمة الأوضاع المعيشية، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان، في ظل ضعف المساعدات الإنسانية والصمت الدولي، أمام سياسة ممنهجة تكرّس سياسة العقاب الجماعي ضد المدنيين اليمنيين.
انفجرت سكينة الحياة فجأةً بدويّ 8 غارات، مزّقت أجساد الضحايا ودفنتهم تحت أنقاض منازلهم بين الركام، انتشلت فرق الإنقاذ جثث عائلات بأكملها، بينهم 12 طفلاً و8 نساء، تقول أم فقدت ثلاثة من أقاربها: “لم يتركوا لنا حتى جثثاً ندفنها.. صاروا أشلاءً”.
هنا منازل تتحول إلى مقابر، ونازحون بلا مأوى، حين لم ينجُ من الغارات سوى الجدران المتفحمة لمنازل كانت تعج بالحياة، أجبرت الغارات العشرات من الأسر الناجية على النزوح تحت برد الليل، دون مأوى أو غذاء، يقول أحدهم وهو يحمل بقايا غطاء لطفله الرضيع: “هذا كل ما تبقى من بيتي.. كيف سأعيش، زوجتي وأطفالي استشهدوا تحت الأنقاض؟”.
يقول أحد المسعفين: “قام العدوان باستهداف منازل المواطنين، الآمنين ولا يزال الطيران محلقاً، ما أعاق عملية إسعاف الجرحى، وانتشالهم من بين الأنقاض في منطقة الهيجة، وحسبنا لله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم”.
مواطن آخر يقول من فوق منزل مدمر: “هل بقي أحد يا علي” يرد عليه : لا 33 فرداً أطفال ونساء ورجال في هذا المنزل، ما عاد وجدنا غير واحد رجال كان رأسه فوق الدمار وهو يصرخ، والبقية كانوا تحت الدمار يصرخون ولا نستطيع إنقاذهم بسبب تحليق الطيران لساعات، حتى المسعفين لم يسلموا من الاستهداف، أيش ذنب الأطفال والنساء”.
إحدى النساء تقول: “هذه أسر فيها نساء وأطفال، الرجال يقاتلون مع العدو السعودي، وهو يرجع يقتل أطفالهم ونسوانهم، الله المستعان، أيش ذنب الأطفال، أين العروبة والإسلام يا سلمان المجرم”.
استهداف المنزل والقرى أسلوب ممنهج وانتهاك فاضح للقوانين الدولية الإنسانية في الجوف، رغم تصنيفها كمناطق آهلة بالسكان ولا تحوي أي أهداف عسكرية، ومنذ تصعيد العدوان عام 2015، دُمِّرَ أكثر من 70% من البنية التحتية في المحافظة، وفق تقارير محلية، ناشدت منظمات إنسانية وحقوقية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ الناجين وتأمين ممرات إغاثية، وحذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار استهداف المدنيين في الجوف “يُفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، حيث يعتمد 80% من السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
الضحايا الـ 35 ليسوا أرقاماً عابرة، بل هم أبٌ كان يعمل في مزرعة صغيرة لإطعام أطفاله، وطفلةٌ حلمت بأن تصبح طبيبة، وعجوزٌ رفضت مغادرة منزلها رغم الاستهداف المتواصل للقرى الآهلة بالسكان، لكنّ الغارات حوَّلت أحلامهم إلى ركام، ككلّ يومٍ يمرُّ على اليمن، بينما العالمُ يكتفي بـ”القلق” ويُغَضُّ الطرف عن الجريمة، ولم يتحرك لمحاسبة المجرم، وينصف الشعب اليمني، ويوقف العدوان والحصار المتواصل عليه للعام التاسع على التوالي.