عقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته 55، اليوم السبت، ندوة تثقيفية بعنوان" فرضية العلم وحتمية البناء"، بحضور الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسفيرة نبيلة مكرم، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، والأستاذ الدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، رئيس مجلس إدارة مستشفى المشفى، وأدار الندوة الإعلامي محمود عبد الرحمن، مذيع بالمركز الإعلامي للأزهر الشريف.

قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الشرائع السماوية أولت جانب البناء الإنساني موفور العناية، وعندما نطالع نصوص التوراة والإنجيل والقرآن الكريم نجد أنهم جميعا اهتموا ببناء الإنسان من مختلف جوانب الحياة، حيث نظرت الشرائع بشكل عام على أن الإنسان مستخلف لله في الأرض وعمارة الكون وهذا لا يتحقق إلا بالأصول الثابتة التي تحقق التوازن بين الروح والعقل وبين الدين والدنيا، مما يحقق مراد الله تعالى.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن البعض ينظر إلى الجانب النفسي على أنه هامشي، ولكن هذا خلاف ما أكدته الشرائع السماوية، التي نبهت على خطورة انجراف جانب على جانب، بل يجب الاهتمام بجميع الجوانب التي تعلي من كرامة الإنسان وروحه، مبينا أن الأزهر يهتم بالجوانب النفسية كثيرا، لذلك يوجد وحد تهتم بالدعم النفسي في الكثير من قطاعات الأزهر مثل مجمع البحوث الإسلامية ومركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وذلك إيمانا بأهمية هذا الجانب.

من جانبها قالت السفيرة نبيلة مكرم، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، إننا نهدف إلى تعزيز المكانة النفسية لدى أبناء وطننا الغالي، حتى يستطيعوا أن يواجهوا العقبات والمشكلات، وتكون داعما قويا لهم للمرور من الأزمات التي تقابلهم، مبينة أنهم يقدمون تحذيرات للأسر لمعالجة الصحة النفسية للأبناء، وخاصة هناك التنمر الذي قد يتسبب في انهيار بعض الأشخاص، وبل قد يصل إلى حد الانتحار.

وأوضحت رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي أن من المشاكل التي تواجه المريض النفسي نظرة المجتمع إليه والذهاب للطبيب النفسي، مطالبة بتغيير هذه النظرة النمطية والسطحية للمرضى النفسيين، حتى نتغلب على الجوانب النفسية، مؤكدة أن من أهم أسباب العلاج عدم التحرج من المرض النفسي، وأنه مثله كغيره من الأمراض، مشيرة إلى أنهم قاموا بتدريب١٥٠٠ أخصائي نفسي، فضلا عن التوعية بالمدارس والجامعات لمواجهة الأمراض النفسية، مبينة أن دور رجال الدين والمعالجة الدرامية مهمين جدا في تغيير النظرة النمطية عن العلاج النفسي.

من جانبه شدد الدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، على ضرورة تغيير الكثير من المفاهيم عن المرضى النفسيين، مبينا أن المريض النفسي ليس ضعيف الشخصية أو الإيمان، هو مثله مثل الأمراض الأخرى، موضحا أن أول وسيلة لتشخيص المرضى النفسيين معرفة الشخص نفسه أنه لديه مشكلة يجب علاجها، موضحا أن كثير من الأهل يمارسون ضغوطا شديدة على الأبناء حيث يبحثون عن مستواهم التعليمي وليس عن سعادتهم مما يشكل ضغوطا كبيرة على الأبناء.

وحذر أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، التنمر الدائم من الأهل على الأبناء، مبينا أنه هو الأخطر على الأبناء، وعلى الآباء أن يكونوا الداعم الأول للأبناء وليس هدمهم، مشددا أنه من الكوارث التي يقوم بها بعض الآباء تحقيق جعل أبنائهم يحققون أمنياتهم وطموحاتهم وليس رغبة أبنائهم، موضحا أن دور الدين مهم في الوقاية من الأمراض النفسية واكتمال علاج الأمراض النفسية.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معرض الكتاب امين البحوث الإسلامية كرامة الإنسان البحوث الإسلامیة على الأبناء

إقرأ أيضاً:

أسامة قابيل عن أزمة المذيعة آلاء عبد العزيز: تحتاج إلى الدعم النفسي لو كانت صادقة

قال أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، تعليقًا على تصريحات المذيعة آلاء عبد العزيز التي زعمت فيها إصابتها بمرض الانفصام في الشخصية، وخلعها للحجاب، أن التعامل مع مثل هذه الحالات يجب أن يتم بمنتهى الرفق والتفهم، خاصة إذا كان الأمر حقيقيًا.

وأوضح العالم الأزهري، في تصريحات تلفزيونية له: إذا كانت صادقة في ما تقول، فإنها تمر بابتلاء نفسي يحتاج إلى الدعم الطبي والإنساني، فالإسلام ينظر إلى الأمراض النفسية باعتبارها ابتلاءً يطهر صاحبه من الذنوب، لقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يُصيبُه أذًى شوكة فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيِّئاته".

وأضاف أن الإسلام يحث على التثبت قبل الحكم على أي شخص، مستشهدًا بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا"، مشددا إذا كان الأمر مجرد ادعاء، فإن ذلك يعد تصرفًا مرفوضًا شرعًا وأخلاقيًا، فالإسلام لا يقبل الكذب أو التضليل لتحقيق مكاسب شخصية أو شهرة، وقد حذّر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، من الكذب بقوله: ويلٌ للذي يحدِّثُ فيكذبُ، ليُضحِكَ به القومَ، ويلٌ له، ثمَّ ويلٌ له".

ووجه رسالة إلى المذيعة آلاء عبد العزيز، قائلاً: "إن كنتي صادقة، فنحن ندعو الله أن يرزقك الشفاء ويعينك على تجاوز هذه المحنة، وإن كنتي كاذبة قد ادعت ذلك، فمثلك من بال في البئر لكي يذكره الناس حتى لو بالسوء، وتذكري فباب التوبة مفتوح، وعليكى إعادة النظر في تصرفاتك".

وأكد أن على المجتمع التعامل مع مثل هذه القضايا بحكمة وتعاطف، دون التشهير أو إصدار الأحكام، دعمًا لقيم الإصلاح والستر التي يدعو إليها الإسلام.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يستقبل المقرِّر الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة

توقيع اتفاقيَّة تعاون بين اليمن ومشيخة الأزهر لتنسيق التعاون الدعوي والتعليمي

الأزهر: الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج سنة نبوية مستحبة ولا وجه لإنكارها أو وصفها بالبدعة

مقالات مشابهة

  • «البحوث الإسلامية» يعقد الاختبارات التحريرية للترقيات الأدبية لوعاظ الأزهر
  • البحوث الإسلامية ينظم ورشة عمل لواعظات الأزهر للتدريب العملي على مناسك الحج
  • البحوث الإسلامية يعقد الاختبارات التحريرية للترقيات الأدبية لوعاظ الأزهر
  • «البحوث الإسلامية» يعقد الاختبارات التحريرية للترقيات الأدبية لوعاظ الأزهر
  • من خلال مجسمات تحاكي المناسك.. البحوث الإسلامية ينظم ورشة عمل لواعظات الأزهر
  • أسامة قابيل عن أزمة المذيعة آلاء عبد العزيز: تحتاج إلى الدعم النفسي لو كانت صادقة
  • عضو بـ«النواب»: قرار العفو الرئاسي يعكس الاهتمام بالجانب الإنساني وحقوق الإنسان
  • البحوث الإسلامية: قرون البعوضة محطة أرصاد يمكنها قياس الحرارة وسرعة الرياح
  • تدشين العمل بعيادات الدعم النفسي بالقليوبية لتعزيز خدمات الصحة النفسية
  • وكيل صحة القليوبية يُدشن العمل بعيادات الدعم النفسي لتعزيز خدمات الصحة النفسية