المقاومة:واشنطن تقوم بـصب الزيت على النار في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
عواصم "وكالات": ادانت حركة المقاومة الفلسطنية حماس اليوم السبت الضربات الأيمريكية في كلّ من العراق وسوريا، مؤكدة أن واشنطن تقوم بـ"صب الزيت على النار" في الشرق الأوسط.
وقالت حماس في بيان "تتحمل إدارة الرئيس الأميريكي (جو) بايدن المسؤولية عن تبعات هذا العدوان الغاشم على كل من البلدين، والذي يصب الزيت على النار".
واضافت "نؤكّد أن المنطقة لن تشهد استقراراً أو سلاماً إلا بوقف العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا في قطاع غزة".
وشددت أن على "واشنطن مراجعة سياساتها العدوانية، واحترامها لسيادة الدول ومصالح الشعوب العربية التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع".
وفي السياق ايضا، دعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل اليوم السبت أن جميع الأطراف المنخرطة في الصراع المتسع في الشرق الأوسط، إلى العمل على منع نشوب صراع أكثر خطورة.
وقال بوريل، في اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل "يجب أن يسعى الجميع إلى تفادي أن يصبح الوضع متفجرا" مضيفا أن الشرق الأوسط "مرجل قابل للانفجار"، حسب شبكة "إن.بي.سي.نيوز" الأمريكية اليوم.
ولم يختص بوريل أمريكا بالاسم بشكل مباشر، لكن أكد على ضرورة أن تحاول جميع الأطراف تجنب تصعيد الوضع.
من ناحية أخرى، كانت وزيرة خارجية بلجيكا، حاجة لحبيب، أكثر انتقادا، قائلة إن هناك خطرا حقيقيا من التصعيد في أزمة الشرق الأوسط.
وفي سياق ردود الافعال الدولية، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم السبت إن بلادها تندد بالضربات الجوية الأمريكية في العراق وسوريا، مضيفة أن مجلس الأمن الدولي يجب أن ينظر في هذه المسألة.
وتابعت "من الواضح أن الضربات الجوية مصممة عمدا لزيادة تأجيج الصراع. فمن خلال مهاجمة منشآت الجماعات التي يزعم أنها موالية لإيران في العراق وسوريا دون توقف تقريبا، تحاول الولايات المتحدة عمدا جر أكبر الدول في المنطقة إلى الصراع".
من جهتها، اعتبرت دمشق السبت أن الاحتلال الأميريكي لمناطق في سوريا "لا يمكن أن يستمر"، بعد ساعات من ضربات ليلية جوية على سوريا والعراق أسفرت عن قتلى وجرحى وأضرار كبيرة رداً على هجوم بطائرة مسيّرة على قوات أميركية في الأردن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الدفاع أفاد بمقتل "عدد من المدنيين والعسكرين وإصابة آخرين بجروح وأضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة".
وأضاف البيان أن "احتلال القوات الأميركية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر"، مؤكداً استمرار القوات السورية في حربها "ضد الإرهاب حتى القضاء عليه" وتحرير كامل الأراضي "من كل إرهاب واحتلال".
ودانت دمشق اليوم السبت "الانتهاك الأميريكي السافر"، وقالت إنها "ترفض رفضاً قاطعاً كل الذرائع والأكاذيب التي روجت لها الإدارة الأميركية لتبرير هذا الاعتداء".
ورأت وزارة الخارجية السورية في بيان أن " ما ارتكبته (واشنطن) يصبّ في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية".
وأشارت إلى أن "هذا الانتهاك الجديد لسيادة البلاد يندرج ضمن سلسلة الانتهاكات التي دأبت الولايات المتحدة الأميركية على ارتكابها في سوريا".
وأعلنت الولايات المتحدة مساء امس أنها شنّت "بنجاح" ضربات انتقاميّة استهدفت في كلّ من العراق وسوريا، في وقت حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنّ هذه الضربات "ستستمرّ".
وقُتل 18 مقاتلًا على الأقلّ في الضربات الأميركيّة امس في شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت واشنطن توعّدت بشن ضربات انتقامية ردا على هجوم بمسيّرة على قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر، تبنت العديد منها "المقاومة في العراق"، وهي تحالف فصائل مسلحة يعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب بقطاع غزة ووجود القوات الأميركية في المنطقة.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق المجاور في إطار تحالف دولي ضد تنظيم داعش الذي كان يسيطر على مساحات شاسعة من البلدين.
وفي بغداد، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم السبت اعتزامها استدعاء القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد.
وقالت الوزارة، في بيان أوردته عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، "احتجاجاً على العدوان الأمريكي الذي استهدف مواقع عسكرية ومدنية عراقية ستقوم وزارة الخارجية باستدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد ديفيد بيركر لعدم تواجد السفيرة الأمريكية، لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن الاعتداء الأمريكي الذي طال مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم مساء يوم أمس.
وتم الاعلان اليوم عن مقتل 16 وإصابة 36 آخرين جراء العدوان الأمريكي، مشيرا إلى أن "البحث لا يزال جارياً عن جثامين عدد من المفقودين".
واكد العراق على أن "الاستهداف الأمريكي يعد انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية، وتعدٍّ على أجهزته الأمنية الرسمية، كما أنه طال منازل المدنيين وروعهم، وهو تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية، مؤكدة "جهوزية القوى العسكرية على لتنفيذ أي أمر من القائد العام للقوات المسلحة بحفظ سيادة العراق ووحدة أرضه وسلامة شعبه".
من جهة ثانية، نددت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم السبت بالغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الليلة الماضية في العراق وسوريا ووصفتها بأنها "انتهاك لسيادة ووحدة أراضي" البلدين.
وفي أول رد فعل لطهران على الضربات الأمريكية، قال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات تمثل "مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأمريكية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
وشن الجيش الأمريكي غارات جوية على أكثر من 85 هدفا على صلة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التي تدعمها طهران، ردا على هجوم بطائرة مسيرة مطلع الأسبوع الماضي في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
ولم تستهدف الضربات أي مواقع داخل إيران لكنها تعكس مزيدا من التصعيد في الصراع الدائر بالشرق الأوسط نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أربعة أشهر تقريبا على قطاع غزة.
وقال كنعاني إن الهجمات الأمريكية تهدف إلى "التغطية على الجرائم الصهيونية". ولم يوضح ما إذا كانت طهران ستتخذ أي إجراء للرد على الغارات.
وحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على منع "الهجمات الأمريكية غير القانونية والأحادية الجانب في المنطقة".
وقبل الضربات الانتقامية الأمريكية أمس، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن بلاده لن تبدأ حربا لكنها "سترد بقوة على أي أحد يحاول الاستئساد عليها".
وقال كنعاني إن "السبب الجذري للتوتر والأزمات في الشرق الأوسط هو الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية للفلسطينيين بدعم أمريكي غير محدود".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق وسوریا فی الشرق الأوسط وزارة الخارجیة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"