مركز السلطان قابوس لعلاج السرطان.. رعاية متكاملة وخدمات طبية عالية الجودة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
مسقط- العُمانية
يواصل مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان في بذل خبراته من أجل الوقاية من السرطان وزيادة الوعي به وبمخاطره، وتعزيز الجهود الرامية إلى الحدِّ من انتشاره وتحسين فرص الشفاء منه، تحقيقًا لأهداف اليوم العالمي للسرطان الذي يوافق الرابع من فبراير من كل عام.
ويقدم المركز خدمات طبية عالية الجودة لمرضى السرطان وذويهم عبر برامجه العلاجية الستة التي تُعنى بالسرطانات الصلبة، عبر تقديم رعاية طبية تشمل إدخال أحدث الطرق العلاجية وتثقيف المرضى وتوعيتهم وتقديم الدعم النفسي والتأهيلي والإرشادي لهم، إضافة إلى تدريب الكوادر العُمانية المتخصّصة وإعدادها لمواصلة خدمة المرضى وفق أرفع الأسس الطبية، وإجراء الأبحاث العلمية التي تُسهم في إيجاد طرق وأساليب أكثر فاعلية في علاج أمراض السرطان.
ويُعدُّ برنامج سرطانات أمراض النساء أحد البرامج العلاجية الستة التي تقوم على تعاون فريق متكامل من مختلف التخصُّصات لدراسة الحالة من الجوانب كافة في الوقت ذاته كل حسب اختصاصه، ويستقبل برنامج سرطانات أمراض النساء الحالات المصابة بسرطان بطانة الرحم والسرطان المبيضي وسرطان عنق الرحم، والمشيمة.
وقالت الدكتورة موزة بنت عبدالله الكلبانية، استشاري أول جراحة أورام نسائية بمركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: إنّ فريق برنامج سرطانات أمراض النساء يضمُّ كادرًا متميزًا يعمل كنقطة اتصال منتظمة لتوجيه المريض ودعمه نفسيًّا ومعنويًّا ويؤدي أدوارًا متكاملة في مسار الرعاية الشاملة التي نقدمها للمرضى.
وأشارت الدكتورة خضرة جلال، استشاري أول جراحة أورام نسائية بالمركز، إلى أنّ فريق برنامج سرطانات أمراض النساء يعمل بجد ليكون نواة لمركز "تميّز للأورام النسائية"، ساعيًا إلى تحقيق عدد من الأهداف أبرزها: تقديم خدمة استشارية وعلاجية لحالات الأورام النسائية على مستوى المنطقة بمعايير عالية الجودة، تتماشى مع معايير المراكز الدولية، وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمتعافين، ومساعدتهم على التأقلم مع حياتهم بعد التعافي.
وقالت: إنّ البرنامج افتتح مؤخرًا عيادة متخصصة في التنظير المختص في اختبارات الوقاية والكشف المبكر عن سرطانات عنق الرحم وسلائفها، كما يسهم فريق البرنامج في تصميم التجارب السريرية والمشاركة أيضًا في برامج البحوث السريرية الوطنية، والتي تهدف جميعها لفهم سرطانات النساء وإيجاد طرق جديدة وأفضل لعلاجها، منها بحثٌ يدرس فاعلية الفحص الذاتي في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.
ويقدم برنامج سرطان الثدي بالمركز أحدث ما توصل إليه العلم في مجال رعاية سرطان الثدي خلال السنوات القليلة الماضية التي تشمل: تقنيات جراحة الأورام، والعلاجات الكيماوية الموجهة والعلاج المناعي، إضافة إلى تقنيات العلاج الإشعاعي التي تضمن الدقة للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم، كما يتمتع المرضى في المركز بميزة التطوع للمشاركة في التجارب السريرية لدراسة خيارات علاجية جديدة قد تصبح علاجات مستقبلية لمرضى سرطان الثدي.
ويُعدُّ سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في سلطنة عُمان، وقد استقبل المركز نحو 1145 حالة إصابة بسرطان الثدي خلال عام.
وقالت الدكتورة سهيلة بنت مرثد الفارسية، استشاري طب الأورام بمركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان: إنّ العمر الذي يتم فيه تشخيص إصابة المرأة العُمانية بالمرض صغير نسبيًّا حيث يصل إلى 49 عامًا تقريبًا، وللأسف النسبة الأكبر من الحالات تُشخّص في مراحل متأخرة من المرض على الرغم من توافر الموارد اللازمة للتشخيص في مختلف المؤسسات الصحية.
واستقبل برنامج سرطانات الجهاز الهضمي بالمركز خلال العام الماضي 1341 مريضًا، توزعت الحالات بين سرطان القولون والمستقيم (الأكثر شيوعًا في سلطنة عُمان)، يليه سرطان المريء والمعدة، وسرطان البنكرياس، وسرطان قنوات الصفراوية وسرطانات الكبد بأنواعها.
ويوضّح الدكتور عبد الله بن علي الرواحي، استشاري جراحة الجهاز الهضمي العلوي بالمركز، أنّه يتمُّ بالمركز استخدام أحدث العلاجات الطبية المتعارف عليها عالميًّا لعلاج حالات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي والتي تتمثل في: العلاجات الكيماوية، والعلاج المناعي، والعلاج الإشعاعي، والجراحة، والدمج بين العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة في حالات أورام المريء والمستقيم، والدمج بين العلاج الكيماوي والجراحة في علاج أورام المعدة والقولون، والكبد والبنكرياس.
ويقدم برنامج سرطانات الرأس والعنق والتجويف الصدري رعاية شاملة ومتكاملة لثلاثة أجزاء مختلفة من الجسم: الرأس والعنق، والجهاز العصبي والعمود الفقري، والرئة والقفص الصدري.
ويشير الدكتور جمعة بن علي الكاسبي استشاري جراحة الأورام بالمركز إلى أنّ البرنامج استقبل 821 مريضًا خلال العام الماضي، حيث يأتي سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا في مقدمة الحالات، يليه سرطانات الدماغ والحبل النخاعي من نوع الورم الأرومي الدبقي، كما يتعامل البرنامج مع أورام وسرطانات الغدة الدرقية في الجانب الجراحي.
وأفاد بأنه يتمُّ استخدام العلاج باليود المشع بعد الجراحة، ويُعالج أيضًا الأورام والسرطانات في الغدد اللعابية والعنق، مثل أورام البلعوم الأنفي، وأورام اللسان، والحنجرة، ويستقبل الفريق الإشعاعي أمراض الرأس والعنق والحنجرة وأورام الدماغ أيضًا، كما يشكّل العلاج الوظيفي جزءًا آخر من البرنامج العلاجي للمرضى بعد الجراحة الإشعاعية.
واستقبل برنامج سرطانات المسالك البولية 487 حالة خلال العام الماضي، والذي يشمل سرطان البروستاتا، والمثانة، والكلى.
وبين الدكتور سليمان بن محمد السعدي، استشاري طبّ الأورام بالمركز، أنّ البرنامج يعالج مجموعة متنوعة من الحالات؛ ما يطرح تحدّيات تتطلب استراتيجيات متعددة تأتي في مقدمتها حالات سرطان البروستات، التي تتطلب أساليب متنوعة للعلاج حسب الحالة بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الطبي.
وذكر أن برنامج سرطانات المسالك البولية أطلق تقنية تشخيص سرطان البروستات عبر "العجان" التي تتميز بالدقة في اكتشاف الخلايا السرطانية والأمان العالي، وذلك لأول مرة في سلطنة عُمان، إضافة إلى توفر الفحص PSMA PET ويعد طريقة أكثر دقة لتحديد مراحل سرطان البروستاتا للحالات المشخصة حديثًا.
وتُعدُّ أورام الأنسجة النادرة من أكبر التحدّيات في مجال علاج السرطان نظرًا لندرة الحالات وصعوبة تشخيصها وعلاجها، وقلة البحوث المعتمدة في هذا المجال.
ويقول الدكتور محمد بن عبدالله الحوسني، استشاري جراحة أورام بالمركز: منذ افتتاح المركز تمّ علاج العديد من حلات الساركوما والميلانوما وكذلك أورام الغشاء البيروتوني المعقدة، وقُدمت مختلف العلاجات المتقدمة لمرضى أورام الأنسجة الرخوية النادرة باستخدام آخر ما توصل إليه العلم من الجراحات المتخصصة والأدوية الكيمياوية طبقًا للمقاييس العالمية المعتمدة.
وأضاف أنه يتمّ تقديم العلاج الإشعاعي المقنّن الذي مكّن من تخفيف الحاجة لجراحات البتر وحسّن من النتائج المرتقبة لعمليات استئصال هذه الأورام وتواكبَ مع هذا التحسن في العلاجات التقدم في تشخيص هذه الأورام باستخدام الفحوصات الحيوية والجينية ليكون العلاج ملائمًا لكل مريض على حدة بالاعتماد على نتائج الفحوصات الدقيقة.
وتمكّن مركز السُّلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان خلال أقل من ثلاثة أعوام، من أن يتقلّد مكانة مرموقة بين نظرائه من المراكز المتخصصة في تقديم الرعاية لمرضى السرطان عربيًّا وعالميًّا، حيث حظي باعتماد دولي تصديقًا على الجودة العالية للخدمات الصحية التي يقدمها، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في الخدمة السريرية وسلامة المرضى وكفاءة الكوادر الطبية والإدارية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: العلاج الإشعاعی برنامج سرطان سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
«سرقة أدوية الأورام»عرض مستمر
الطلب المتزايد وارتفاع الاسعار يغري ضعاف النفوس بتحقيق ثروات خيالية
أثار قرار نيابة المحلة الكبرى، حبس 7 من المتهمين بالتأمين الصحى بينهم طبيبان وطاقم التمريض وإداريون وهم طبيب وصيدلانية، و5 من التمريض، بتهمة التلاعب فى ملفات المرضى، والاستيلاء على أدوية للسرطان، ردود أفعال ومخاوف لدى الشارع المصرى ومرضى السرطان بوجه خاص.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية قد تلقت إخطارا من مأمور قسم شرطة أول المحلة يفيد بورود بلاغ من مسئولى مجلس إدارة عيادات ابن سينا التابعة لفرع التأمين الصحى بطنطا باختفاء وسرقة ملفات حصر صرف الأدوية لمرضى السرطان بقيمة مالية تتجاوز 10 ملايين جنيه.
ﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ المتكررة بين الحين والآخر، ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﺳﺮﻗﺔ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، خاصة وأن تكرارها يعنى عدم كفاية تلك الإجراءات.
تشير الإحصاءات إلى أن السرطان أصبح من أبرز الأمراض التى تهدد صحة المصريين، وفقًا لتقرير المعهد القومى للأورام، فإن حوالى 120 ألف شخص يُصابون بالسرطان سنويًا فى مصر، تتنوع أنواع السرطان المنتشرة، إلا أن أكثرها شيوعًا يشمل سرطان الثدى، وسرطان القولون، وسرطان الرئة، والدولة من جانبها أطلقت المبادرات الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام والأكثر شيوعا والعلاج بالمجان، ومن هنا تأتى أهمية منع سرقات أدوية السرطان لما لها من تداعيات وتاثيرات سلبية وصحية واقتصادية على المرضى من جهة وعلى جهود ومبادرات الدولة من جهة أخرى.
وتعد مشكلة سرقة أدوية السرطان فى مصر من القضايا الصحية والاقتصادية التى تهدد حياة المرضى وتزيد من معاناتهم فى السنوات الأخيرة، حيث برزت مشكلة تهريب الأدوية الخاصة بالسرطان أو سرقتها من المستشفيات والصيدليات، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى العلاج للمرضى، ويؤثر سلبًا على صحتهم وقدرتهم على مواجهة المرض، خبراء مختصين أكدوا على تعدد الأسباب وراء سرقات أدوية السرطان مابين:
1. الطلب المرتفع على الأدوية: مع تزايد أعداد المرضى الذين يعانون من السرطان، يزداد الطلب على الأدوية المستخدمة فى العلاج، ما يؤدى إلى نقص فى بعض الأصناف.
2. ارتفاع الأسعار: تكاليف أدوية السرطان باهظة، ما يجعلها هدفًا للتهريب والسرقة، مما يزيد من معاناة الأسر المصرية ذات الدخل المحدود.
3. النظام الصحى والتوزيع غير الفعال: يعانى النظام الصحى فى مصر من مشاكل فى توزيع الأدوية بشكل عادل بين المستشفيات والصيدليات، مما يخلق فرصًا للسرقة.
ومن التأثيرات الصحية للسرقة، نجد تأخير العلاج: سرقة الأدوية تؤدى إلى نقص حاد فى الأدوية المخصصة لعلاج السرطان، مما يعطل سير العلاج ويؤثر سلبًا على حياة المرضى.
وكذلك استخدام أدوية غير أصلية: قد يتعرض المرضى لشراء أدوية مغشوشة أو غير مرخصة نتيجة لهذه السرقات، مما يعرضهم لمخاطر صحية إضافية، بالاضافة إلى زيادة التكلفة الاقتصادية للعلاج، فى ظل ندرة الأدوية الأصلية، قد يلجأ المرضى إلى شراء الأدوية بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، مما يزيد من العبء المالى عليهم.
وعن التكلفة الاقتصادية، وبحسب اقتصاديات الصحة، وكلام الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادى، يشكل السرطان عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على الأفراد والحكومة على حد سواء، التكلفة الاقتصادية لعلاج السرطان تتضمن الأدوية، العلاج الكيميائى، العلاج الإشعاعى، والعمليات الجراحية، بالإضافة إلى تكلفة الرعاية الصحية الداعمة. بحسب تقديرات بعض الدراسات، فإن تكلفة علاج المرضى المصابين بالسرطان فى مصر تقدر بالمليارات سنويًا، ما يزيد من التحديات الاقتصادية فى ظل محدودية الموارد، ومن ثم هناك تأثيرات اقتصادية للسرقة تتمثل فى:
1. زيادة العبء المالى على المرضى: بسبب ارتفاع تكلفة الأدوية، يضطر المرضى إلى شراء الأدوية بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، مما يضاعف من الضغط المالى عليهم.
2. ضعف الثقة فى النظام الصحي: تزايد حالات السرقة يجعل الناس يفقدون الثقة فى قدرة النظام الصحى على توفير الأدوية الأساسية للمرضى، مما يؤدى إلى تدهور صورة القطاع الصحى.
3. ارتفاع تكاليف العلاج على الدولة: فى حال فشل المرضى فى الحصول على الأدوية الضرورية، قد يلجأون إلى العلاج فى الخارج أو فى مستشفيات خاصة، مما يزيد من التكاليف على الحكومة والقطاع الصحى.
(وتبقى كلمة)
قضية سرقة أدوية السرطان فى مصر من القضايا المعقدة التى تتطلب استجابة سريعة وفعالة من الحكومة والمؤسسات الصحية، ينبغى اتخاذ إجراءات قانونية صارمة لمكافحة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تحسين آليات توزيع الأدوية وتوفيرها بأسعار معقولة، لضمان وصول المرضى إلى العلاج فى الوقت المناسب.
إيمان الجندى