جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-17@23:04:25 GMT

الزلزال الذي أصاب بيت العرب في مقتل!

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

الزلزال الذي أصاب بيت العرب في مقتل!

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

تتجه الأنظار إلى جامعة الدول العربية كلمّا حلت مصيبة بالعرب، باعتبارها البيت الكبير الذي يضم أكثر من عشرين دولة عربية؛ لكونها تعد واحدة من أقدم التجمُّعات القومية في العالم؛ لأمة عربية خالدة بعثها الله رحمة للناس جميعاً؛ فدينها الإسلام في المجمل ولغتها لغة الضاد من المحيط إلى الخليج، وعلى الرغم من ذلك، لم تحظَ هذه الجامعة يومًا ما برضا المواطن العربي.

لقد أصاب هذا الكيان الضعف والوهن بسبب الخلافات العربية التي تزامنت مع ظهورها مباشرة بين ما يعرف بالتيارات القومية العربية والتي تقودها في ذلك الوقت تيارات البعث والناصرية من جانب، والأنظمة التقليدية في الوطن العربي التي تقودها دول الخليج والممالك الأخرى كالأردن والمغرب من جانب آخر. ولا شك أنه كانت الغاية النبيلة  للعرب في ذلك الوقت- الذين خرجت بلدانهم من قبضة السيطرة الأجنبية والنفوذ الدولي في الأربيعنيات من القرن الفائت- العمل كفريق واحد نحو الوحدة والاندماج لتأسيس كيان عربي موحد أمام القوى الاستعمارية التي كانت وما تزال طامعة بثروات العرب والسيطرة على قراراتهم السيادية ومصير أجيالهم ومستقبلهم السياسي والعسكري. فقد اتخذت هذه الرابطة التي أطلق عليها "بيت العرب الكبير" قلب الوطن العربي النابض القاهرة مقرًا لها، وكان من أهداف هذه الرابطة أيضًا النهوض بالإنسان العربي والارتقاء به في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والثقافية، والأهم من ذلك كله معاهدة الدفاع العربي المشترك التي وقعت عليها الدول الأعضاء في عام 1950 في القاهرة؛ لكي تقوم بالدفاع عن الأمن القومي العربي على امتداد الوطن العربي الكبير، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ إذ لم يتحقق إلا القليل من طموحات العرب وآمالهم نحو الوحدة الشاملة.

دور الجامعة في المحافل الدولية غير ملموس، ووجوده كعدمه، والأسوأ من ذلك كله أن 75% من المشردين واللاجئين في هذا العالم هم من العرب؛ بل أصبح الدم العربي الذي يُراق في كل الطرقات، الأرخص على الإطلاق في هذا الكون؛ سواءً كان ذلك من الصهاينة في فلسطين المحتلة أو التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الدين الإسلامي غطاءً لها في العراق وسوريا أو الأنظمة المستبدة التي تقتل وتسجن لتبقى في السلطة بأي ثمن ولو كان ذلك فوق جثث ضحاياها في العديد من الدول العربية. والأخطر من ذلك كله تخاذل الجامعة العربية عن الدفاع الأمن القومي العربي في معظم الحالات؛ إذ تحولت تلك المعاهدات إلى حبر على ورق فقط.

هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنَّه لا توجد اجتماعات قمة طارئة ودورية أو على مستوى وزراء الخارجية، ولكن كانت نتائج تلك القرارات طوال العقود الماضية لا تساوي قيمة الحبر المكتوب بها تلك البيانات التي تهدف بالدرجة الأولى ذر الرماد في العيون؛ بل إنها في الخانة الصفرية ولا أحد ينتظر منها فائدة تذكر. ومع مرور الأيام أصبح يشار إلى هذا البيت العنكبوتي المتصدع بهذا المعنى؛ هنا تجتمع الحكومات العربية على ديباجة معروفة "اتفق العرب ألا يتفقوا".

لقد كشفت الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة قلة حيلة هذه الرابطة واستسلامها للأقدار الصعبة، على الرغم من أنها على مرمى حجر من قطاع غزة، بينما تقوم جمهورية جنوب أفريقيا بالدور المفترض للجامعة والمتمثل في تقديم الصهاينة المجرمين من الحكومة وقادة الجيش الإسرائيلي إلى العدالة الدولية في محكمة العدل الدولية، في غياب كامل للعرب عن المشاركة في هذا الشرف العظيم؛ بل وحتى جميع منظماتهم الحقوقية التي تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان العربي غابت. وقد أحدث هذا الموقف زلزالًا كبيرًا في نفوس الجماهير العربية وكان ذلك بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على هذه الجامعة ومستقبلها المخيب للآمال.

لا شك أن قوة العرب في وحدتهم وتكاتفهم ونبذهم للخلافات والضغائن بين الإخوة والأشقاء الذين تربطهم علاقة النسب والمصير الواحد والتاريخ المشترك وروابط الدم الواحد، فهم يشكلون أكثر من 5% من سكان المعمورة، بينما تشكل مساحة الوطن العربي حوالي 10% من المساحة الكلية للعالم.

أثمن ما يملكه العرب اليوم هو الموقع الجغرافي الفريد المتمثل في المضاييق الاستراتيجية في العالم مثل: باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس وجبل طارق، والأهم من ذلك كله الموارد الطبيعة والنفط والغاز، والأرصدة المالية في البنوك الأجنبية التي قد لا تعود لأصحابها يومًا، فكان من المفترض أن تستخدم كل تلك المزايا المتمثلة في القوة الضاربة للعرب في الضغط على الدول الغربية المساندة لإسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة بل وحتى التهديد والتلويح بذلك. أين نحن اليوم مما تم اتخاذه في حرب أكتوبر 1973 عندما قال الملك فيصل- طيب الله ثراه- قولته المشهورة "البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي"؛ إذ تم إغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية وقطع النفط العربي عن أمريكا والدول الغربية المساندة للصهاينة.

في الختام.. يجب التذكير بأن الذي ينقص العرب في هذه المرحلة التي تتعرض فيها الأمة العربية للخطر الوجودي؛ هي الإرادة الصادقة باستقلال القرار العربي وتوحيده لتحقيق أهداف الشعوب العربية في الحياة الكريمة بعيدًا عن الإملاءات الأجنبية من الشرق والغرب، ولعل وقف الإبادة بشكل سريع، كما إن فك الحصار الظالم عن الأشقاء في غزة هو الطريق الوحيد للنهوض من مستنقع الذل، ولا يمكن أن يحصل ذلك إلّا بالتمسك بديننا الحنيف وقيمنا الخالدة والوقوف صفًا واحدًا أمام الأعداء.. وهنا استحضر حكمة خليفة المُسلمين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي قال: "نحنُ قومٌ أعزّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العِزّة بغيره أذلّنا الله".

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تسلسل زمني للعدوان الإسرائيلي على غزة.. ماذا حدث خلال 15 شهرا؟

فتح اتفاق إسرائيل وحركة حماس على وقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين، الطريق أمام نهاية محتملة للحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهرا، بحسب ما جاءت في وكالة الأنباء العالمية «رويترز» والتي أشارت إلى تسلسل زمني للحرب بين إسرائيل وحركة حماس حربا في غزة منذ هجوم للحركة الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر. 

تسلسل زمني للحرب 

وتقول إحصاءات إسرائيلية، إن الحرب أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، فيما أسفر العدوان الإسرائيلي على أهل غزة عن استشهاد أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفيما يلي تسلسل زمني للحرب:

- 7 أكتوبر 2023

اقتحم مسلحون من الفصائل الفلسطينية جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلية؛ لتبدأ غارات جوية إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة إلى جانب حصار كامل للقطاع الساحلي.

- 8 أكتوبر 2023

 حزب الله اللبناني يطلق النار على إسرائيل، قائلاً إن هجماته تهدف إلى دعم الفلسطينيين في غزة، ما أدى إلى استمرار الأعمال العدائية. 

- 13 أكتوبر2023

إسرائيل تطلب من سكان مدينة غزة، حيث يعيش أكثر من مليون شخص، الانتقال إلى الجنوب، لتبدأ بذلك عملية من شأنها اقتلاع كامل سكان قطاع غزة تقريبا.

- 19 أكتوبر2023

اعترضت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية صواريخ وطائرات دون طيار أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل، ووواصل الحوثيون في اليمن هجماتهم على إسرائيل. 

- 21 أكتوبر2023

سُمح لشاحنات المساعدات بالمرور عبر معبر رفح الحدودي من مصر إلى غزة، حيث ينفد الغذاء والمياه والأدوية والوقود، وعلى مدار الأشهر المقبلة، تتفاقم الأزمة الإنسانية مع مطالبة منظمات الإغاثة والحكومات الغربية لإسرائيل ببذل المزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات. 

- 27 أكتوبر 2023

إسرائيل تشن هجومها البري على غزة.

- 15 نوفمبر 2023

دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، بعد حصار دام عدة أيام، وفي غضون أسابيع قليلة، ستتوقف جميع المستشفيات التي تخدم شمال غزة عن العمل.

- 21 نوفمبر 2023

أعلنت إسرائيل وحماس عن هدنة لمدة سبعة أيام وإطلاق سراح حوالي نصف المحتجزين، لكن الحرب استؤنفت في الأول من ديسمبر.

- 4 ديسمبر 2023

شنت القوات الإسرائيلية أول هجوم بري كبير لها في جنوب قطاع غزة، باتجاه المدينة الرئيسية في الجنوب، خان يونس. 

ماذا حدث في 2024؟ 

-  1 يناير 2024

أشارت إسرائيل إلى أنها ستبدأ الانسحاب من الأجزاء الشمالية من غزة، ولكن بعد أشهر بدأت تقاتل المسلحين مرة أخرى في نفس المناطق.

- 26 يناير 2024

محكمة العدل الدولية في لاهاي، والمعروفة أيضًا باسم محكمة العالم، تأمر إسرائيل بمنع الإبادة الجماعية.

- 29 فبراير 2024

مقتل أكثر من 100 من سكان غزة أثناء وقوفهم في طوابير للحصول على المساعدات في وجود جنود إسرائيليين أطلقوا النار، في واحدة من أكثر الحوادث دموية في الحرب.

-  7 مارس 2024

في مواجهة الضغوط السياسية بسبب الجوع في غزة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن البدء في العمل على بناء رصيف عائم لتوصيل المساعدات.

- 1 أبريل 2024

تعرض مجمع السفارة الإيرانية في دمشق لغارة جوية إسرائيلية مفترضة أسفرت عن مقتل العديد من الضباط العسكريين بمن فيهم جنرال كبير، وردت طهران بعد أسبوعين بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات دون طيار على إسرائيل.

- 6 مايو 2024

قالت حماس إنها قبلت اقتراحا بوقف إطلاق النار، لكن إسرائيل قالت إنها لم توافق على هذا النص، وتطلب إسرائيل من الفلسطينيين إخلاء أجزاء من رفح الفلسطينية، ما يمنح إسرائيل سلطة فعلية على كامل الحدود البرية للأرض الفلسطينية.

- 23 يونيو 2024 

قال نتنياهو إن مرحلة القتال العنيف ضد حماس في غزة تقترب من نهايتها، لكن الحرب لن تنتهي إلا بعد أن تفقد حماس سيطرتها على القطاع، ومع ذلك، استمرت جولات القتال العنيفة في مختلف أنحاء غزة لعدة أشهر أخرى.

- 25 يونيو 2024

يقول جهاز مراقبة الجوع العالمي (IPC) إن غزة لا تزال معرضة لخطر المجاعة بشكل كبير .

- 27 يوليو 2024

 أدى صاروخ أطلقه حزب الله إلى مقتل مجموعة من 12 طفلاً ومراهقًا في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل، مما دفع إسرائيل إلى التعهد بالرد.

- 1 أغسطس 2024

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل محمد ضيف، القائد العسكري لحماس، في غارة جوية في 13 يوليو، ولم تؤكد حماس أو تنف وفاة ضيف، فيما قال مسؤولون فلسطينيون إن الغارة أسفرت عن مقتل 90 شخصًا.

- 23 أغسطس 2024

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن أول حالة مؤكدة لشلل الأطفال من النوع الثاني في غزة منذ 25 عاما، ما أدى إلى إصابة طفل بالشلل.

- 17 سبتمبر  2024

فجرت إسرائيل آلاف أجهزة الاتصال المفخخة التي يستخدمها حزب الله في لبنان، مما أدى إلى إصابة المئات من أعضائه.

- 28 سبتمبر 2024

غارة جوية إسرائيلية على بيروت تقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله.

- 5 أكتوبر 2024 

شنت القوات الإسرائيلية عملية كبرى ضد حماس في شمال غزة ركزت على مخيم جباليا للاجئين بالقرب من مدينة غزة وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، واستمرت العملية حتى عام 2025.

- 16 أكتوبر 2024

إسرائيل تغتال يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، في تبادل لإطلاق النار في رفح.

- 21 نوفمبر 2024 

المحكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ورئيس الدفاع السابق يوآف جالانت، والقيادي في حماس إبراهيم المصري- المعروف أيضًا باسم محمد ضيف- بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حرب غزة.

- 27 نوفمبر 2024

إسرائيل وحزب الله يتفقان على وقف إطلاق النار في لبنان، وفي نفس اليوم، شن الفصائل المسلحة في سوريا هجوما أطاح سريعا بالرئيس بشار الأسد.

- 2 ديسمبر 2024

قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إن الشرق الأوسط سوف يشهد جحيما لا يطاق إذا لم يجري إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل تنصيبه في العشرين من يناير. 

- 15 يناير 2024

توصل المفاوضون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة بين إسرائيل وحماس، حسبما قال مسؤول مطلع على المفاوضات لرويترز، بعد 15 شهرا من الصراع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأثار التوتر في الشرق الأوسط. 

مقالات مشابهة

  • أكثر من 300 رأس من نخبة الجياد العربية الأصيلة في انطلاقة مهرجان الأمير سلطان العالمي للجواد العربي الخميس المقبل
  • هل يأكل الشيطان من طعام الشخص الذي لم يذكر التسمية؟ صحح معلوماتك
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية التي لم يطوِها الغياب
  • العربية لحقوق الإنسان: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو الاستحقاق الذي يفرضه القانون
  • تسلسل زمني للعدوان الإسرائيلي على غزة.. ماذا حدث خلال 15 شهرا؟
  • برعاية السيد ذي يزن «البخّارة» تحصد جائزة مهرجان المسرح العربي.. وإشادة بالعروض التي «وظفت التكنولوجيات والرقمنة»
  • الموعد الرسمي لتوزيع جوائز مهرجان ضي الخامس للشباب العربي
  • سحر السنباطي تشارك في احتفالية اليوم العربي لمحو الأمية بجامعة الدول العربية
  • الاتحادات العمالية العربية تؤكد دعم الأمة لمواجهة التحديات الراهنة
  • مندوب المملكة لدى الجامعة العربية يستقبل رئيس البرلمان العربي لمناقشة سبل تعزيز العمل العربي المشترك