أعرب وزير الخارجية النمساوي، ألكسندر شالينبيرج، عن قلقه إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد الضربات الجوية الأمريكية على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا.

 ووصف شالينبيرج المنطقة بأنها "برميل بارود"، وشدد على ضرورة منع المزيد من الانتشار ودعا إلى توخي الحذر، قائلاً: "هناك الكثير من الأشخاص الذين يركضون حاملين أعواد الثقاب".

وأشاد شالينبيرج بجهود وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في احتواء الأزمة ومنع تمددها في المنطقة. وحذر المسئول النمساوي من تداعيات الهجمات على القواعد الأمريكية، مشددا على أهمية تجنب الأعمال التي تساهم في الوضع المضطرب بالفعل.

وردا على الغارات الجوية الأمريكية، أدانت حماس ما اعتبرته "تصعيدا خطيرا" و"انتهاكا لسيادة" العراق وسوريا. وبالمثل، انتقد حزب الله بشدة الغارات الجوية، ووصفها بأنها "عدوان أمريكي سافر" ينتهك سيادة وأمن وسلامة أراضي البلدين. ونددت المنظمة بهذه الأفعال باعتبارها انتهاكا للقوانين الدولية والإنسانية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن

#سواليف

#الشرق_الأوسط يحترق… و #الشعوب وحدها تدفع #الثمن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في ظل التصاعد المستمر للأزمات، يبدو أن الشرق الأوسط ما زال رهينة صراعات لا تنتهي، حيث تتغير الساحات، وتتشابه المشاهد، ويبقى الضحايا هم الأبرياء من أبناء الشعوب المنهكة. ما يجري في غزة واليمن، وما يدور خلف الكواليس بين طهران وواشنطن، ليس إلا مشاهد متعددة لمسلسل طويل من الألم العربي، تغذّيه حسابات سياسية ومصالح دولية، بينما تغيب فيه كلياً العدالة والإنسانية.

ففي غزة، تعود آلة الحرب لتفتك بالأجساد وتدمر ما تبقى من أحلام الفلسطينيين، في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي، وتواطؤ دولي يكتفي بالتنديد الخجول. القصف والقتل لا يزالان يوميات معتادة في القطاع المحاصر، بينما يحاول أهله النجاة من حرب لم يختاروها، وسلطة عاجزة، واحتلال لا يعرف الرحمة.

مقالات ذات صلة القسام تكشف تفاصيل كمين “كسر السيف” 2025/04/20

وفي اليمن، تتجدد الضربات، وهذه المرة بقيادة أمريكية، تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء والحديدة والجوف، وتخلف العشرات من القتلى والجرحى. وكأن الحرب هناك لا تكفي، فتأتي الغارات لتزيد من معاناة بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وسط تجاهل عالمي مريع. الشعب اليمني يدفع وحده ثمن حرب عبثية مزقتها الطائفية، وعمقتها التدخلات الإقليمية والدولية.

أما على الجبهة الإيرانية، فتدور المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن في أجواء متوترة، تحت سحب التهديدات الإسرائيلية المتكررة. وفي الوقت الذي تناقش فيه القوى الكبرى “الأمن العالمي”، تغيب مصالح شعوب المنطقة عن الطاولة، وكأن الأمر كله يدور بين نخب حاكمة تحرص فقط على البقاء، لا على السلام، ولا على تنمية المنطقة التي تنزف على مدار الساعة.

ثلاثة مشاهد في ثلاث دول، لكنها تعكس وجهاً واحداً: وجه صراع دائم، تحكمه أجندات متشابكة، محلية وإقليمية ودولية، بينما الشعوب تعاني في صمت، تُهجر، تُقتل، وتُحرَم من أبسط حقوقها في الأمن، والغذاء، والتعليم، والحياة الكريمة.

إن ما يجمع بين غزة واليمن والملف النووي الإيراني هو غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام، وغياب المساءلة عن كل هذا الدمار والدم. النخب السياسية في المنطقة تعيش في أبراجها العالية، محصنة من الألم، بينما البسطاء على الأرض هم من يُدفنون تحت الأنقاض، ويُطاردون في خيام اللجوء، ويُتركون فريسة للفقر والتهميش واليأس.

إن وقف هذا النزيف لم يعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة وجودية. مصلحة الجميع — شعوباً وحكاماً — تقتضي إنهاء الصراعات، وبدء مرحلة جديدة تُبنى فيها الدول على أسس من العدالة والتنمية والكرامة. كما أن العالم كله، وقد أصبح قرية صغيرة، لن يكون في مأمن من تبعات هذا الحريق المستعر في الشرق الأوسط. فالإرهاب، والهجرة، والركود الاقتصادي، لا تعرف حدوداً، ولن تبقى محصورة داخل جغرافيا النزاع.

فلنقلها بوضوح: لا تنمية دون أمن، ولا أمن دون سلام، ولا سلام دون عدالة. وما لم تُدرك النخب الحاكمة أن أمنها يبدأ من أمن شعوبها، فإن الفوضى ستبقى هي القاعدة، والاستقرار هو الاستثناء.

نعم، الشرق الأوسط يحترق… لكن لا يزال في الوقت بقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إن وُجدت الإرادة.

مقالات مشابهة

  • نعود ونكرّر : التغيير السياسي في العراق على الأبواب … وهذه تفاصيله !
  • الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
  • نتنياهو: غيرنا وجه المنطقة ولن نقبل بـخلافة على شاطئ المتوسط
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان
  • لأول مرة في التاريخ .. عراقي مرشح لمنصب بابا الفاتيكان المقبل
  • دبي الجنوب تُعلن افتتاح منشأة إكسبيديترز بالمنطقة اللوجستية
  • التحركات الأخيرة في حضرموت ومشروع “الشرق الأوسط الجديد”
  • الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن
  • رسالة نارية لواشنطن.. "أنصار الله" تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية "فينسون" للمرة الأولى
  • باحث سياسي: المفاوضات مع إيران تتجاوز النووي وتشمل إعادة رسم خريطة المنطقة