عضو بـ«الشيوخ»: تنمية «رأس الحكمة» يرسخ مكانة مصر في مصاف الوجهات السياحية العالمية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
ثمن المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، قرب الانتهاء من مخطط التنمية لمدينة رأس الحكمة حتى تكون ثاني المدن الساحلية التي تتم تنميتها من خلال الشراكة مع كيانات عالمية، والتي تأتي على طريق تنويع المقاصد السياحية وتعزيز مكانة مصر في مصاف الوجهات السياحية العالمية، بوضع رأس الحكمة على خريطة السياحة خلال 5 سنوات كأحد أرقى المقاصد على البحر المتوسط والعالم، مؤكدا أنها تعد تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في حسن إدارة موارد وإمكانات الدولة، بما في ذلك موقع مصر الجغرافي الاستراتيجي والفريد والتي من شأنها المساهمة في تنمية الحركة السياحية الوافدة إلى مصر وتوفير تجربة سفر أكثر راحة ورفاهية وأماناً.
وأكد «العسال» أن مدينة رأس اﻟﺣﻛﻣﺔ الجديدة ستكون ﻣﻘﺻدا ﺳﯾﺎﺣيا ﻋﺎﻟﻣيا على غرار العلمين الجديدة؛ نظرًا لقربها من مطار العلمين الجديدة، وستعمل على جذب ملايين السياح من مختلف دول العالم بشواطئها الخلابة لإنشاء ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط وهو ما يتلاقى مع رؤى الدولة لتنمية الوجهة الساحلية الشمالية لمصر حتى تصبح مقصدا نابضا بالحياة على مدار العام بفضل ما تتمتع به من مقومات هائلة تجعلها وجهة سياحية عالمية ومدينة مستدامة، وقدرتها على تقديم منتج سياحي متنوع وعالي الجودة ومبتكر، وقادر على منافسة المقاصد السياحية العالمية المشابهة.
واعتبر عضو مجلس الشيوخ، أن تلك المنطقة الواعدة تزخر بتوافر فرص حقيقية للاستثمار تؤهلها لإتاحة أنشطة اقتصادية وسياحية متنوعة جاذبة طوال العام لا سيما في ظل وجود مقومات السياحة الثقافية والتاريخية التي تظهر في مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، مشيرا إلى أن تلك الخطى تلبي رؤية مصر العمرانية خاصة وأن مخطط المدينة يستهدف استغلال ظهير الاستصلاح الزراعي في إنشاء تجمعات عمرانية جديدة، قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية وأنشطة التصنيع الزراعي والتعدين، إضافة إلى أنشطة سياحة السفاري حتى تستوعب المدينة 300 ألف نسمة من السكان وتوفر الآلاف من فرص العمل.
الترويج الواسع بالخارجوطالب بضرورة الترويج الواسع بالخارج لتلك المنطقة بالتزامن مع جاهزيتها لاستقبال السياح، والتي تستهدف جذب 3 ملايين سائح سنوياً من خلال التركيز على سياحة اليخوت والسياحة الشاطئية والبيئية والصحراوي، مؤكدا أهمية تعظيم فرص السياحة الصيفية في مصر والتسويق لها على مستوى مجالات التعاون الدولي بالتزامن مع انضمام مصر لدول تجمع البريكس؛ بما يسهم في إيجاد أسواق بديلة للسياحة، واستقطاب شرائح متنوعة من السائحين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس النواب النواب السياحة مدينة رأس اﻟﺣﻛﻣﺔ الجديدة
إقرأ أيضاً:
السياحة الداخلية تكسب الرهان
د. محمد بن خلفان العاصمي
توجَّهتُ كالعادة مع أي إجازة أسبوعية أو مناسبيَّة إلى البلد لقضاء أيامها بين الأهل والأصدقاء وفي أجواء أسرية هادئة بعيدًا عن صخب الحياة ووتيرتها المتناهية في السرعة وضجيج الانشغال، مُستعيدًا الطاقة لبدايةٍ جديدةٍ وبتركيز عالٍ يُساعد على تقديم أفضل أداء وجهد ممكن في العمل.. وأثناء رحلتي- التي تستغرق ساعتين بالعادة- تفاجأت بالعديد من التوقفات في الطريق السريع نتيجةً للزحام الشديد، وكنتُ أظن في البداية أنَّ السبب يعود لوقوع حادث مروري- لا قدر الله- أو نقطة تفتيش على الطريق.
تكررت الوقفات، وفي كل مرة لا أجد سببًا سوى العدد الكبير من السيارات التي تسير في الطريق أو رتل من الشاحنات التي تسببت في تكدس السيارات الكثيرة خلفها، والحقيقة أنَّ عدد السيارات كبير جدًا لدرجة غير معتادة حتى في إجازات الأعياد. وفي طريقي مررت بأحد المواقع السياحية الوطنية الثقافية الحديثة، وذُهِلتُ من عدد السيارات المتوقفة هناك؛ لدرجة أن أصحابها استخدموا الباحات المُحيطة بالمبنى كمواقف من شدة الزحام، وهذه المناظر تبعث على الراحة والسعادة عندما نشاهد هذا النشاط السياحي الداخلي.
صورٌ متعددةٌ نقلتها لنا وسائل التواصل الاجتماعي خلال أيام إجازة العيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، مشاهد من كل ولاية تكتظ بالزوار الذين توافدوا لمشاهدة معالم وطنهم والاستمتاع بطبيعتها المتنوعة والخلابة. اكتظت ولاية نزوى وحارتها الشهيرة التي عبرت سمعتها الحدود وصيت سوقها التقليدي وصل مسامع القاصي والداني، وتجمهرت الجموع لمشاهدة (رونات) رمال بدية والاستمتاع برمالها الذهبية ولسعة برودتها وممارسة نشاطات متعددة ومتنوعة فيها، كما امتلأت ثوارة نخل بالجموع التي قدمت لتشاهد روعة المياه الساخنة المنسابة من تحت الجبال والعيون التي تنفجر عذوبة.
في كل محافظة من محافظات الوطن العزيز مناطق سياحية بعضها معروف ومكتشف وبعضها مازال ينتظر، وقبل أسبوعين دعاني أحد الأصدقاء لزيارته في ولاية الخابورة وتوجهنا إلى وادي شافان، لقد أذهلتني تلك الطبيعة الجبلية الساحرة ومنظر المياه التي تنساب وسط الجبال، وقد تغلغلنا إلى عمق المنطقة وأنا في طريقي أتساءل لماذا لم أزر هذه المنطقة من قبل، وهل وحدي الذي لم يكتشف هذا المكان أم هناك غيري ممن لا يعرف ما تختزنه هذه البلاد من أماكن غاية في السحر والجمال؟ وكم من مكان جميل لم نصل له بعد، رغم أني من هواة السياحة الداخلية.
ما شاهدناه في الإجازة الماضية أمر يدعونا للوقوف وقراءة المؤشرات بدقة وتحليل الأرقام التي رصدت، فقد أبلغني زميل لي أنه حاول حجز نزل أو فندق في ولاية نزوى خلال هذه الأيام ولم يجد غرفًا شاغرة، كما إن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق والاستراحات في عموم البلاد بلغت أعلى نسب لها، وهذه مؤشرات مُبشِّرة بانتعاش السياحة الداخلية ويجب البناء عليها من أجل تعظيم الاستفادة من القطاع السياحي الذي يعد أحد قاطرات التنويع الاقتصادي ومولداً لفرص العمل التي سوف تساهم في حل قضية الباحثين عن عمل.
يجب أن نعمل على تشجيع السياحة الداخلية من خلال توفير البنية التحتية المناسبة وتوفير الخدمات الأساسية في كل المواقع السياحية، وخلق التنافسية التي تساهم في زيادة العرض وتلبي كمية الطلب المتزايد يومًا بعد يوم، يجب علينا النظر لهذا الملف بشيء من الجدية والحرص على الدفع بالمؤسسات والشركات الناشئة إلى الاستثمار فيه وابتكار المشاريع التي تساهم في تجويد القطاع السياحي وتنهض به، ويجب أن نولي مساءلة الترويج عناية خاصة، حيث إن تنوع البيئات في بلادنا العزيزة يمنحنا فرصة تنويع أشكال السياحة ويجعل السائح قادرًا على اختيار ما يرغب فيه، ولذلك من المهم أن يعرف السائح ما لدينا، وهذه مسؤولية تقع على عاتق المؤسسة المختصة بالسياحة.
لا بُد من تعظيم الاستفادة من القطاع السياحي إن كنا ننشد التنويع الاقتصادي ونرغب في تحقيق مستهدفات رؤية "عُمان 2040" وعلينا أن ندرك معنى استثمار الفرص المتاحة واستغلالها بالشكل الأمثل وأن نحول هذا القطاع إلى إحدى ركائز الدخل القومي وأن ندفع به نحو زيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وما شهدناه خلال الأيام الماضية بمثابة مؤشر على إمكانية تحقيق ذلك، إذا ما استطعنا استثمار الفرص المتاحة.