العُمانية: يعد ميناء الدقم أحد أهم المشروعات التنموية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ويتميز بموقعه الاستراتيجي على طريق الشحن الدولي للخطوط الملاحية البحرية ويربط بين ثلاث قارات (آسيا وإفريقيا وأوروبا)، كما يتملك ميزة تنافسية بالقرب من الأسواق الناشئة الكبيرة في إفريقيا والهند ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ويتم تشغيل ميناء الدقم وإدارته من قبل شركة ميناء الدقم، وهي شركة مشتركة مناصفة بين مجموعة أسياد وشركة اتحاد ميناء أنتويرب، وهو يخدم مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية في سلطنة عُمان والأسواق الإقليمية والعالمية، ويضم 3 أرصفة رئيسة هي: الرصيف التجاري، والرصيف الحكومي، ورصيف المواد السائلة والسائبة ويتمتع ببنية أساسية متطورة، إذ يبلغ إجمالي أطوال كاسرات الأمواج حوالي 8.7 كيلومتر، فيما يصل عمق حوض الميناء إلى 18 مترًا وقناة الدخول إلى 19 مترًا، مما يؤهله لاستقبال ومناولة سفن الحاويات العملاقة.

كما تقوم شركة ميناء الدقم والشركات التابعة لها بالترويج للأراضي القابلة للتأجير ضمن أراضي الميناء الصناعية واللوجستية البالغة مساحتها 5000 هكتار ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وفقًا لعقد الامتياز الموقّع بين الطرفين.

ويقدم الميناء العديد من الحوافز لتسهيل الأعمال التجارية ورفع القدرة التنافسية، وجعله بوابة تجارية عالمية متعددة الأغراض للوصول إلى مختلف الأسواق؛ حيث بدأت أسياد لمحطات الدقم التي أنشئت بالشراكة بين موانئ أسياد وشركة ميناء الدقم بإدارة وتشغيل محطة البضائع العامة التي تشتمل على ثلاثة أرصفة تجارية.

ولتعزيز تكاملية البنية الأساسية، بدأ خلال العام الماضي تشغيل رافعات الحاويات الجديدة بعد إنجاز المشروع من قبل الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، والتي تعد خطوة نوعية لتطوير قدرات الميناء وتحسين كفاءته، وقد عملت شركة ميناء الدقم بشكل مكثّف مع الهيئة لإنجاز المشروع وفق المواصفات الدولية في هذا المجال.

وتتميز الرافعات الجديدة بإمكانيات عالية وذكية وسريعة في مناولة الحاويات وقد تم تزويدها بتقنيات الجيل الخامس بالإضافة إلى نظام الألياف البصرية لنقل البيانات ليتم التحكم بها عن بُعد من قبل مشغّل الرافعة، وقد تم تزويد الرافعات بأنظمة القيادة الذكية ونظام مراقبة الساحة ونظام الهبوط التلقائي، كما تتميز الرافعات الجديدة بقدرتها على التعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم.

ويبلغ عدد الرافعات الجديدة 16 من بينها 4 رافعات لنقل الحاويات من السفن إلى الرصيف التجاري بطاقة تصل إلى 65 طنًّا، و12 رافعة ساحات جسرية ذات إطارات مطاطية بطاقة تحمّل تبلغ 41 طنًّا، ويعد الرصيف الحكومي بميناء الدقم أول رصيف يتم تشييده للجهات الحكومية بالموانئ العُمانية.

ويبلغ طول الرصيف 980 مترًا، ويتخذ موقعًا مميزًا بين الحوض الجاف ورصيف المواد السائلة والسائبة وعلى مقربة من الرصيف التجاري، وهو من أهم المرافق الأمنية بميناء الدقم ويوفر الجاهزية لإدارة العمليات اللوجستية لعدد من الجهات الحكومية.

وقد تم في عام 2019 إنجاز البنية الفوقية للرصيف الحكومي يتضمن المباني الخاصة بعدد من الجهات الحكومية ومساكن الموظفين والمكاتب الإدارية مع وجود ورش لصيانة الزوارق والمعدات الخاصة بالسفن والزوارق ومناطق للخدمات اللوجستية، كما تضمنت أعمال المشروع أيضًا: مدَّ شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والصرف الصحي ومكافحة الحرائق، وإنشاء 4 مضخات، وقنوات لتصريف المياه السطحية، وخزانات للمياه، وتسوير الرصيف الحكومي، وإنشاء البوابات الرئيسة والبوابات الأمنية.

وتبلغ أطوال الطرق التي تم تنفيذها على الرصيف الحكومي حوالي 2 كيلومتر وبعرض 7 أمتار؛ تضم طُرُقًا رئيسة وطرقًا داخلية مع إنارة الطرق وتركيب إشارات مرور وتوفير مواقف للمركبات بمختلف أنواعها.

فيما يعد رصيف المواد السائلة والسائبة بميناء الدقم من المشروعات العملاقة التي ستغير خارطة الدقم الاستثمارية لتكون مدينة مصدرة للمشتقات النفطية والصناعات الخضراء، وقد تم إنشاء البنية الفوقية للرصيف عبر مرحلتين؛ تم إنجاز المرحلة الأولى في عام 2019 والثانية في الربع الثاني من عام 2020.

وتم خلال المرحلة الأولى من أعمال البنية الأساسية للرصيف تطوير واستصلاح 79 هكتارًا من المنطقة المحاذية لكاسر الأمواج البالغ طوله 4.6 كيلومتر لتشييد رصيف المواد السائلة والسائبة، كما تم تشييد مرسى الرصيف المزدوج مع الملحقات وأدوات الملاحة البحرية، وحفر حوالي 26 مليون متر مكعب من المواد لأعمال تعميق الحوض إلى 18 مترًا وتعميق قناة المسار بالميناء التي تؤدي إلى الرصيف لتبلغ 19 مترًا، وتم استخدام حوالي 5 ملايين متر مكعب من هذه المواد لاستصلاح وردم الموقع المخصص للرصيف، كما تم تشييد جدار للرصيف بطول كيلومتر واحد وتركيب العوامات وأجهزة المساعدات الملاحية.

أما المرحلة الثانية، فقد تضمنت زيادة عمليات استصلاح الرصيف لتشمل تطوير 55 هكتارًا من المنطقة المحاذية لكاسر الأمواج، الأمر الذي جعل الرصيف مهيأً لأعمال الشركات الجديدة.

وقامت شركة ميناء الدقم خلال عام 2019 بتسليم المرحلة الأولى إلى شركة مصفاة الدقم التي عملت على تشييد مرافق التصدير الخاصة بها وإنشاء الخزانات والمباني والخدمات المرتبطة بتصدير المشتقات النفطية الناتجة عن المصفاة.

وأشار ريجي فيرمولين الرئيس التنفيذي لميناء الدقم إلى أن الميناء قام بدور فاعل في تنمية قاعدة البضائع التي يتعامل معها؛ لا سيما مناولة الحاويات المتعلقة بالقطاع السمكي بما فيها منتجات مجمدة وجافة، مبينًا أن الميناء نجح في زيادة مناولة الحاويات العامة وكمية تصدير المعادن بمختلف أنواعها.

وأضاف الرئيس التنفيذي لميناء الدقم أن الميناء تمكن من جذب مستثمرين جدد، خاصة في المجالات المرتبطة بالهيدروجين الأخضر والحديد الأخضر، وهناك استثمارات جديدة بمحطة الحاويات، تتمثل في بناء مخازن ومكاتب جديدة وتوفير رافعات جديدة وغيرها من المعدات المساندة.

كما حرصت إدارة ميناء الدقم على تحقيق العديد من الإنجازات ليصبح الميناء مركزًا بحريًّا ولوجستيًّا رائدًا في المنطقة؛ فقد اجتذب موقعه الاستراتيجي وبنيته الأساسية ذات المستوى العالمي وتركيزه على التنمية المستدامة استثمارات كبيرة، فوقّع الميناء في مطلع عام 2023م اتفاقيات حجز أراضٍ صناعية مع العديد من الشركات الرائدة في مجال الحديد الأخضر والهيدروجين الأخضر.

ويسعى ميناء الدقم إلى استقطاب مشروعات الهيدروجين الأخضر التي تستخدم مصادر الطاقة النظيفة واعتماد نهج شامل واستباقي للاستدامة البيئية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك إزالة الكربون والالتزام بالحياد الصفري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقد تم

إقرأ أيضاً:

ميناءُ صلالة يرفع قدرة المناولة إلى 6 ملايين حاوية سنوياً

استكمل ميناء صلالة خطته التوسعية الهادفة إلى رفع مناولة الحاويات من 5 ملايين إلى 6 ملايين حاوية نمطية سنوياً، بعد اكتمال وصول آخر 4 رافعات كبيرة لتفريغ البضائع من السفن بتكلفة إجمالية تبلغ 300 مليون دولار أمريكي.

ونقلت وكالة الأنباء العمانية، عن سكوت سلمان، المدير التنفيذي للعمليات في الميناء قوله، إنّ اكتمال وصول الرافعات إلى ميناء صلالة سيساعد في تقليل مدة البقاء فيه بشكل أكبر، ويسمح بالوصول بشكل أسرع إلى الطبقات العليا للسفن، بالإضافة إلى زيادة قدرته على جذب أكبر السفن في العالم.

وأضاف أن الرافعات الأربع الجديدة ستبدأ الإسهام في إنتاجية المحطة في أغسطس المقبل، ما يعني زيادة عدد الرافعات في الميناء من 21 إلى 27 بحلول نهاية هذا العام.

وأشار إلى أن الرافعات الجديدة الكهربائية تُعدّ من بين أكبر المعدات من نوعها في العالم وتضع معايير جديدة من حيث الحجم والكفاءة، وتستطيع التعامل مع السفن بعمق 26 حاوية، وتصل قدرتها القصوى إلى 105 أطنان ما يجعلها قادرة على خدمة أكبر سفن الحاويات العاملة حالياً، مشيرا إلى أن المعدات الإضافية لدعم التوسعة تشمل 12 رافعة جسرية ذات إطارات مطاطية هجينة ورافعتين للتجميع و6 رافعات لمناولة الحاويات الفارغة و30 شاحنة ومقطورة للمحطة.

ويرتبط ميناء صلالة حالياً بخطوط مباشرة مع أكثر من 50 ميناءً حول العالم، ويستقبل سنوياً أكثر من 2500 سفينة، وتشمل خدماته عمليات التحميل والتفريغ وصيانة الحاويات وإصلاحها، وخدمات الجرّ والتزويد بالوقود وتخزين البضائع.وام


مقالات مشابهة

  • مدير ميناء “إيلات” يطالب بدعم مالي عاجل بعد توقف العمل بسبب الحوثيين
  • البنتاجون: سحب الرصيف العائم بغزة ونقله إلى ميناء إسرائيلي
  • ميناء دمياط يستقبل 36 ألف طن من البضائع العامة خلال 24 ساعة
  • جراء ضربات اليمن .. ميناء إيلات يطالب بدعم مالي بعد توقف حركة السفن فيه
  • المساعدات تتراكم على رصيف غزة
  • ميناءُ صلالة يرفع مناولة الحاويات إلى 6 ملايين حاوية سنويًّا
  • البحرية البريطانية: اعتراض سفينة تجارية قرب ميناء المخا اليمني
  • ميناءُ صلالة يرفع قدرة المناولة إلى 6 ملايين حاوية سنوياً
  • ميناءُ صلالة يستكمل خطته التوسّعية لرفع مناولة الحاويات
  • صحف عالمية: نتنياهو يخوض 3 حروب استنزاف وتحقيق بشأن الرصيف العائم