في موكبٍ جنائزيٍ مهيب.. صنعاء تشيع جثماني الشهيدين العقيد محمد يوسف والرائد محن
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
الثورة نت|
شُيع في صنعاء، اليوم، بموكب جنائزي مهيب جثمانا الشهيدين العقيد محمد محمد صالح يوسف والرائد عبدالله احمد صالح محن اللذين استشهدا وهم يدافعون عن الوطن في جبهات العزة والكرامة.
وقد أقيم لجثماني الشهيدين مراسيم تشييع رسمية شارك فيها محافظ عمران فيصل جعمان ونائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام وأمين عام المجلس المحلي بمحافظة عمران صالح المخلوس وعضوا مجلس الشورى عبدالله محمد صالح يوسف ومنصور المنتصر ومستشار رئيس هيئة الأركان العامة العميد الركن علي غالب الحرازي ومدير دائرة تقييم القوى البشرية العميد الركن عبدالعزيز صلاح ومساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد الركن عابد الثور وشخصيات اجتماعية وزملاء وأقارب الشهيدين.
وجرت مراسم التشييع للشهيدين اللذين توشح جثمانيهما بالعلم الجمهوري بعد الصلاة عليهم في جامع الشعب بأمانة العاصمة ليتم مواراتهم الثري كل في مسقط رأسه.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: تشييع جثامين كوكبة من شهداء الوطن صنعاء
إقرأ أيضاً:
محمد عرب صالح.. "يوقد من شجرة جدته"
يدّعي أحدنا التفرد، واللغة تصدّق ذلك، أو تكذبه.
وبعدها تنسج مصادفات الطريق خيوطها، وتحاصر الشتات.
(١)
كنت مهمومًا بتجربة "بوابة الموهوبين بمركز أطفيح"، حين أخبرني صديق قبل نحو ٧ سنوات عن شاعر من قرية عرب بني صالح - ذات الهوى الرائق، والذائقة البديعة.
وهي قرية ذات طبيعة صحراوية، يميل أهلها إلى الصلابة، والأصالة معًا، ولها خصوصية تميزها عن مختلف قرى مدينة أطفيح/ إحدى مدن جنوب الجيزة، بما لدى معظم أبنائها من ميل فطري للتفوق الأكاديمي.
تفاءلت، واتصلت، فالبلاد التي تنجب شاعرًا، بوسعها أن ترفع هامة، وتنصب قامة.
وهاتفيًا، جاءني صوت دافيء، جملت الصحاري أهدابه، وأطلقت بلاغته، وطلبت أن يلبي دعوة للقاء أطفالنا الموهوبين، ويبسط جناح شاعريته.
(٢)
والشاعر، هو ابن الدهشة، وعدو اليقين.
وتساءل الحائز لتوه - وقتذاك- على جائزة الشارقة في الإبداع العربي عن ديوان "وقالت جدتي الصحراء"- عن حاضنة تتذوق الشعر في المدينة الجامدة، وقلت: نعم، موجودة، وستتسع إذا أنت ناديت في الناس.
والتقينا أول مرة، واختصر الزمن مسافة، وسنوات، وصرنا في بضع دقائق متوحدين يسيران على قدر مشترك.
(٣)
القصيدة تؤم جمهورها، فإذا صلحت صلحوا.
حكى الشاب ( الحائز مؤخرًا جائزة الدولة التشجيعية) تجربته مع الشعر، وبصوته الشجي، الخفيض، أزاح عراقيلًا، وذلل عقبات أمام الناشئة، وهو يسترجع بداياته مع الموهبة الإبداعية المدهشة.
فالذي لم ينسلخ عن قريته في المسمى قال: إن ربة الشعر جذبته في عامه الأخير بكلية دار العلوم، وعندئذ لم يتوقع بعد أن تثمر قصيدته، وتتنامى حد التتويج بجائزة كبرى.
لكنه آمن بغراس جدته الصحراء، وأقام حيث تورق شجرتها الملهمة.
(٣)
يمهل الشعر من يدعون وصله، ثم ينقّح أنسابه.
اتصلت لقاءاتنا، حتى حان موعد افتتاح الموسم الثالث لمسابقة الموهوبين بأطفيح، ولم يكن يصدق محمد عرب صالح أن جمهورًا عريضًا من مختلف الأعمار، والثقافات سيكون في انتظاره.
وفي خاطره أن أمسية كهذه، في مدينة بأقصى جنوب الجيزة، لا يمكن أن يتجاوز عدد الحضور فيها ١٠ أفراد.
خليت بينه وبين جمهوره، بعد تقديم يليق بموهبة شعرية استثنائية، وأفصح عن ذاته بقصيدة عن أبويه، واهتزت القاعة من فرط الاحتفاء، كما اهتز فؤاده.
(٤)
لا دائرة حمراء حول تذوق المدينة، لقد كسرت القاعدة، ومالت على موسيقى قصائده.
شق الشاب الطَموح الذي لا تهدأ روحه الثائرة طريقه نحو التجديد، متكئًا على خيال خصيب ينهل من طبيعة البراح الريفية، ولغة تجري على أوراقه كجداول عذبة.
وأطل من خلف شاشة الشارقة/الإماراتية كصوت مصري واعد بمسابقة أمير الشعراء، يرتق أحلام محبيه، ويوقد جمر القوة الناعمة المصرية، ويطلق صورته الشعرية في فضاء عربي، فتستحيل بشهادة النقاد إلى مصابيح تزين سماء الحرف.
ويبرق نجم القرية، كلما ناداه مقدم أمسية، فلا يكاد متلق أن يحسم إجابة ( من يخلَّد من؟).
(٥)
أن تصادق شاعرًا يعني أن تطل من أعلى نقطة كونية على الأرض.
فالذي لا يستطيع صلابة في مواجهة عاطفته، هو ذاته من يكبلها، ويسوقها عارية إلى العامة.
وما أشهى أن تقارب هشاشة صاحبك، وتسكبان معًا ماء القصائد العذب على جمر الواقع .
(٦)
بهذه الرحلة التي أسفرت عن " ٣ دواوين" ورغم اجتياز نقطة واحدة، أو نقطتين، من مسار لا محدود، يمكنني أن أقول: إن محمد عرب صالح أقر قاعدتين خالدتين، أولاهما" الصحراء لاتزال سيدة البلاغة"، والأخرى " الحر يبدي نسبًا لأمه بكل فخر".
هذا جانب من سيرة شاعر التقيته على طريق الموهبة، حيث لا تظمأ روح في حضوره، ولا يمكن لقلب أن يبرأ من خفقة الطرب عند سماعه، وتنساب موسيقاه وناسة لمن يفتحون نوافذ الكون.
وحبنا للزمالك زيادة.