إستراتيجية المغرب في الطاقات المتجددة تتعزز بمصنع Aeolon لإنتاج شفرات توربينات الرياح بالناظور
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
زنقة20| الرباط
تطمح شركة Aeolon الصينية، المصنعة لتوربينات الرياح، في المساهمة في التحول الطاقي نحو المصادر الطاقية المتجددة في المغرب، عبر إنشاء أول منشأة خارجية لإنتاج شفرات توربينات الرياح من فئة ميجاوات في الناظور ليصبح السادس من نوعه للشركة والأول لها خارج الصين.
ويعد الاستثمار الاستراتيجي في قاعدة تصنيع شفرات توربينات الرياح الحديثة هو إشارة إلى تأثير المغرب المتزايد في الممارسات المستدامة، مع إمكانية النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
ويسير استثمار شركة Aeolon في المغرب على قدم وساق، حيث بدأت في أشهر العام 2021 في تعيين منسقين للمشروع، وعند اكتمالها، من المقرر أن تصبح هذه المنشأة حجر الزاوية في مشهد إنتاج شفرات طاقة الرياح، لتخدم احتياجات الطاقة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.
ويُظهر مشروع Aeolon في المغرب إمكانات البلاد كقوة للطاقة المتجددة وكذا الرؤية الإستراتيجية للبلاد فيما يتعلق بنموها الدولي.
ويرتبط المشروع الضخم الجديد باتفاق المغرب وألمانيا الأخير للتعاون في مجال ممارسات الطاقة المستدامة، إذ أعلنت الشركة التابعة لشركة Aeolon – Aeolon Renewable Energy DE – بالفعل عن دخولها إلى السوق الألمانية، وتم تسجيلها رسميًا وتشغيلها في برلين منذ فبراير من العام الماضي.
ويأتي هذا المشروع في وقت يتزايد فيه الترابط في مشهد الطاقة العالمي، ومع رياح التغيير التي تهب خلفها الدول بغية رسم مسار نحو مستقبل مستدام، مدعومًا بالابتكار والتعاون والتصميم الثابت على الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
ويبلغ إجمالي استثمارات المشروع، الذي يقع بمنطقة التسريع الصناعي بالناظور، حوالي 2.43 مليار درهم، ومن المتوقع أن يوظف أكثر من 3300 شخصًا، حسب خطة الشركة.
ويعتمد اختيار Aeolon في المغرب على مجموعة من العوامل أهمها، قرب المملكة من الأسواق الرئيسة في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط ما يقلل من تكاليف النقل ويزيد من الترابط في الصناعة، وسيتكون هذه المنشأة قادرة على تلبية الطلب على شفرات طاقة الرياح في أوروبا والولايات المتحدة، مما يؤدي إلى سد الفجوة الحالية، وفق الشركة الصينية.
بالإضافة إلى ذلك، أثبت المشهد الاقتصادي المستقر في المغرب خصوبة الاستثمار الأجنبي، ويرجع ذلك إلى الدعم الحكومي والإعفاءات الضريبية الكبيرة لمبادرات الطاقة الجديدة والتصنيع، فضلا عن وفرة العمالة الماهرة نتيجة لبرامج التدريب الحكومية.
وذكرت الشركة على موقعها الإلكتروني أن هذا المشروع يتماشى مع مبادرة “الحزام والطريق”، وأن التعاون الحكومي يعزز بيئة مواتية لنمو الشركات.
وبمجرد تشغيلها، من المتوقع أن تصبح منشأة Aeolon حجر الزاوية في إنتاج شفرات طاقة الرياح، مع التركيز على الأسواق في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.
ولمناقشة افتتاح المشروع، التقى رئيس الشركة لي تشوان شنغ مع محسن الجزولي الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية يوم الثلاثاء الماضي.
ويعد افتتاح المرفق الصناعي جزءا من رؤية المغرب الأوسع لزيادة حصته في السوق العالمية وتعزيز سلسلة التوريد وقدرات الخدمات، مما يمهد الطريق لنمو صناعة الطاقة المستدامة.
وفي خضم بداية أشغال مصنع الناظور، قال وزير العمل والاقتصاد النمساوي، مارتن كوشر، خلال لقاء الاثنين الماضي مع ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي، بأنه يتطلع إلى إجراء مناقشات حول مشاريع الشراكة بين المغرب والنمسا، خاصة في مجالات التحول الطاقي والتنمية المستدامة والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وبالإضافة إلى ذلك، وخلال هذا الأسبوع أيضا، أبدت إيطاليا اهتمامها بالانخراط في مشاريع الطاقة المتجددة بالمغرب، وهو ما تم التأكيد عليه في القمة الإيطالية الإفريقية التي انعقدت بروما الأسبوع الماضي والتي عرفت حضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش.
وسبق أن اعتبرت مجلة “فوربس” الاقتصادية الأميركية، في تقرير لها، أن المغرب طامح إلى أن يصبح “وجهة” للطاقات المتجددة، مشيرة إلى أن المملكة تسعى إلى أن تكون مصدر إلهام في مجال ضمان الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.
وذكرت المجلة الأمريكية، أن منطقة الصحراء المغربية تزخر بأراض شاسعة ومشمسة على مدار السنة، مما يجعلها وجهة جذابة لتركيب محطات عملاقة للطاقة الشمسية، وهي الاستراتيجية التي تنهجها المملكة .
وتنضاف إلى هذه الإمكانات، حسب المجلة، موارد هامة للطاقة الريحية في المناطق الداخلية والساحلية للبلاد، مبرزة أن المغرب مستعد لتحقيق طموحه المتمثل ليس فقط في تلبية احتياجاته الخاصة، ولكن أيضا في أن يصبح مصدرا إقليميا نحو شمال إفريقيا وأوروبا.
وأوضحت أن المملكة تتوفر على طاقة انتاجية إجمالية تناهز 11 ألف ميغاواط، منها 4030 ميغاواط من الطاقات المتجددة، مضيفا أن 4516 ميغاواط إضافية من الطاقات المتجددة توجد قيد الانشاء أو التخطيط
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: فی المغرب
إقرأ أيضاً:
عاجل - مدبولي يتابع مع وزير الكهرباء استعدادات الصيف ومشروعات الربط الكهربائي مع السعودية واليونان وإيطاليا
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعًا مع المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وذلك في إطار متابعة الاستعدادات الجارية لمواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء خلال موسم الصيف، بالإضافة إلى بحث عدد من الملفات الحيوية المتعلقة بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.
واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع بالتأكيد على حرص الحكومة على المتابعة المستمرة لضمان تأمين التغذية الكهربائية واستقرارها خلال أشهر الصيف، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضرورة إيجاد حلول حاسمة لمشكلة تخفيف الأحمال الكهربائية، والعمل على وقفها خلال فصل الصيف، بما يخفف الأعباء عن المواطنين.
عاجل - مدبولي يلتقي بوزير العمل لمتابعة ملفات قانون العمل وتطوير التدريب المهني عاجل - مدبولي يشكل اللجنة العليا لتعداد السكان والإسكان والمنشآت لعام 2027 برئاسة وزيرة التخطيط
كما أشار إلى أهمية متابعة مستجدات مشروعات الربط الكهربائي مع كل من المملكة العربية السعودية، واليونان، وإيطاليا.
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الحكومة تبذل جهودًا مكثفة لجذب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع الطاقة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويعزز استدامة إمدادات الكهرباء للشبكة القومية وللقطاعات الصناعية والخدمية المختلفة.
وشدد على أهمية تسريع تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الإمدادات الكهربائية، بهدف دعم الشبكة القومية وإضافة قدرات كهربائية جديدة.
وخلال الاجتماع، استعرض المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، التنسيق الجاري مع وزارة البترول والثروة المعدنية لضمان توافر الإمدادات البترولية اللازمة لمحطات توليد الكهرباء، بما يدعم جهود وقف تخفيف الأحمال خلال فترة الصيف.
وأشار وزير الكهرباء إلى أن هناك متابعة دورية لتنفيذ برامج الصيانة لشركات الكهرباء، والانتهاء منها وفق الخطة الزمنية المحددة، بالإضافة إلى متابعة جاهزية الشبكة الموحدة لاستيعاب الزيادات المتوقعة في الأحمال.
وأكد أنه يتم مراجعة إجراءات تطوير الشبكة وتقويتها، فضلًا عن مراجعة الجداول الزمنية للمشروعات الجديدة التي سيتم ربطها بالشبكة الموحدة، بما يتماشى مع استراتيجية الطاقة الوطنية.
وأضاف الوزير أن الوزارة نفذت خطة عاجلة لتحسين جودة التغذية الكهربائية، مع العمل على استقرار واستمرارية التيار، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، إلى جانب تعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وتقليل استخدام الوقود التقليدي وخفض الانبعاثات الضارة، مع الدفع قدمًا نحو تطبيق مفهوم الشبكة الذكية وتحسين أداء الشركات التابعة للوزارة.
وأكد المهندس محمود عصمت أن الوزارة تولي أهمية بالغة لضمان استقرار التغذية الكهربائية وتلبية احتياجات مختلف القطاعات، مع تحسين جودة الخدمات.
وأوضح أن هناك لجان متابعة ميدانية من قبل الشركة القابضة لكهرباء مصر، ومن وزارة الكهرباء نفسها، لمتابعة تنفيذ خطط العمل ميدانيًا وضمان الالتزام بالمستهدفات.
وفيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي الإقليمي، أكد وزير الكهرباء أن هذه المشروعات تحظى بأهمية كبيرة، انطلاقًا من رؤية القيادة السياسية لتدعيم مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة بمنطقة شرق المتوسط، وتحقيق الاستفادة المثلى من موارد الطاقة المتجددة.
وأشار الوزير إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، وكذلك مشروع الربط مع إيطاليا، يمثلان نقلة نوعية لتحقيق التكامل الطاقي الإقليمي ونقل الكهرباء النظيفة عبر الحدود، مما يسهم في تلبية احتياجات الدول من الطاقة المستدامة وتعزيز استقرار الشبكات الكهربائية.
وكشف الوزير عن تقدم ملحوظ في مشروع الربط مع إيطاليا، موضحًا أن المشروع حصل على الموافقة على الربط بالشبكة الداخلية الإيطالية، ويتم حاليًا بحث آليات الإسراع بتنفيذ المشروع وزيادة مساهمة الشركات الإيطالية في مشروعات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بمصر.
كما استعرض المهندس محمود عصمت مستجدات الربط الكهربائي مع اليونان، مؤكدًا أن المشروع يعد خطوة رئيسية لتحقيق التنمية المستدامة وربط مصر بالشبكة الكهربائية الأوروبية، مما يدعم استراتيجية الدولة للتحول إلى مركز إقليمي لتبادل الطاقة.
وفيما يخص الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، أوضح الوزير أن المشروع يربط بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، ويشكل نواة لمشروع الربط العربي في المستقبل، مع تحقيق فوائد اقتصادية وتنموية كبيرة، فضلًا عن تعزيز استقرار الشبكتين الكهربائيتين في البلدين.