زنقة20| الرباط

تطمح شركة Aeolon الصينية، المصنعة لتوربينات الرياح، في المساهمة في التحول الطاقي نحو المصادر الطاقية المتجددة في المغرب، عبر إنشاء أول منشأة خارجية لإنتاج شفرات توربينات الرياح من فئة ميجاوات في الناظور ليصبح السادس من نوعه للشركة والأول لها خارج الصين.

ويعد الاستثمار الاستراتيجي في قاعدة تصنيع شفرات توربينات الرياح الحديثة هو إشارة إلى تأثير المغرب المتزايد في الممارسات المستدامة، مع إمكانية النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.

ويسير استثمار شركة Aeolon في المغرب على قدم وساق، حيث بدأت في أشهر العام 2021 في تعيين منسقين للمشروع، وعند اكتمالها، من المقرر أن تصبح هذه المنشأة حجر الزاوية في مشهد إنتاج شفرات طاقة الرياح، لتخدم احتياجات الطاقة في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

ويُظهر مشروع Aeolon في المغرب إمكانات البلاد كقوة للطاقة المتجددة وكذا الرؤية الإستراتيجية للبلاد فيما يتعلق بنموها الدولي.

ويرتبط المشروع الضخم الجديد باتفاق المغرب وألمانيا الأخير للتعاون في مجال ممارسات الطاقة المستدامة، إذ أعلنت الشركة التابعة لشركة Aeolon – Aeolon Renewable Energy DE – بالفعل عن دخولها إلى السوق الألمانية، وتم تسجيلها رسميًا وتشغيلها في برلين منذ فبراير من العام الماضي.

ويأتي هذا المشروع في وقت يتزايد فيه الترابط في مشهد الطاقة العالمي، ومع رياح التغيير التي تهب خلفها الدول بغية رسم مسار نحو مستقبل مستدام، مدعومًا بالابتكار والتعاون والتصميم الثابت على الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.

ويبلغ إجمالي استثمارات المشروع، الذي يقع بمنطقة التسريع الصناعي بالناظور، حوالي 2.43 مليار درهم، ومن المتوقع أن يوظف أكثر من 3300 شخصًا، حسب خطة الشركة.

ويعتمد اختيار Aeolon في المغرب على مجموعة من العوامل أهمها، قرب المملكة من الأسواق الرئيسة في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط ما يقلل من تكاليف النقل ويزيد من الترابط في الصناعة، وسيتكون هذه المنشأة قادرة على تلبية الطلب على شفرات طاقة الرياح في أوروبا والولايات المتحدة، مما يؤدي إلى سد الفجوة الحالية، وفق الشركة الصينية.

بالإضافة إلى ذلك، أثبت المشهد الاقتصادي المستقر في المغرب خصوبة الاستثمار الأجنبي، ويرجع ذلك إلى الدعم الحكومي والإعفاءات الضريبية الكبيرة لمبادرات الطاقة الجديدة والتصنيع، فضلا عن وفرة العمالة الماهرة نتيجة لبرامج التدريب الحكومية.

وذكرت الشركة على موقعها الإلكتروني أن هذا المشروع يتماشى مع مبادرة “الحزام والطريق”، وأن التعاون الحكومي يعزز بيئة مواتية لنمو الشركات.

وبمجرد تشغيلها، من المتوقع أن تصبح منشأة Aeolon حجر الزاوية في إنتاج شفرات طاقة الرياح، مع التركيز على الأسواق في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

ولمناقشة افتتاح المشروع، التقى رئيس الشركة لي تشوان شنغ مع محسن الجزولي الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية يوم الثلاثاء الماضي.

ويعد افتتاح المرفق الصناعي جزءا من رؤية المغرب الأوسع لزيادة حصته في السوق العالمية وتعزيز سلسلة التوريد وقدرات الخدمات، مما يمهد الطريق لنمو صناعة الطاقة المستدامة.

وفي خضم بداية أشغال مصنع الناظور، قال وزير العمل والاقتصاد النمساوي، مارتن كوشر، خلال لقاء الاثنين الماضي مع ليلى بنعلي وزيرة الانتقال الطاقي، بأنه يتطلع إلى إجراء مناقشات حول مشاريع الشراكة بين المغرب والنمسا، خاصة في مجالات التحول الطاقي والتنمية المستدامة والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وبالإضافة إلى ذلك، وخلال هذا الأسبوع أيضا، أبدت إيطاليا اهتمامها بالانخراط في مشاريع الطاقة المتجددة بالمغرب، وهو ما تم التأكيد عليه في القمة الإيطالية الإفريقية التي انعقدت بروما الأسبوع الماضي والتي عرفت حضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش.

وسبق أن اعتبرت مجلة “فوربس” الاقتصادية الأميركية، في تقرير لها، أن المغرب طامح إلى أن يصبح “وجهة” للطاقات المتجددة، مشيرة إلى أن المملكة تسعى إلى أن تكون مصدر إلهام في مجال ضمان الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.

وذكرت المجلة الأمريكية، أن منطقة الصحراء المغربية تزخر بأراض شاسعة ومشمسة على مدار السنة، مما يجعلها وجهة جذابة لتركيب محطات عملاقة للطاقة الشمسية، وهي الاستراتيجية التي تنهجها المملكة .

وتنضاف إلى هذه الإمكانات، حسب المجلة، موارد هامة للطاقة الريحية في المناطق الداخلية والساحلية للبلاد، مبرزة أن المغرب مستعد لتحقيق طموحه المتمثل ليس فقط في تلبية احتياجاته الخاصة، ولكن أيضا في أن يصبح مصدرا إقليميا نحو شمال إفريقيا وأوروبا.

وأوضحت أن المملكة تتوفر على طاقة انتاجية إجمالية تناهز 11 ألف ميغاواط، منها 4030 ميغاواط من الطاقات المتجددة، مضيفا أن 4516 ميغاواط إضافية من الطاقات المتجددة توجد قيد الانشاء أو التخطيط

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: فی المغرب

إقرأ أيضاً:

غدا .. ندوة ضبمعرض الكتاب للاحتفال بمرور 80 عاما على تأسيس الصناعية النووية الروسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بمناسبة الاحتفال لمرور 80 عامًا على تأسيس الصناعة النووية الروسية تقام غدا ندوة ثقافية تحت عنوان "الاستخدامات السلمية والتقبل المجتمعي للطاقة النووية" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 56،  و من خلال هذه الندوة يتم تسليط الضوء على الفوائد المتعددة للطاقة النووية في المجالات السلمية، مثل توليد الكهرباء، الطب النووي، الزراعة، والصناعة، بالإضافة إلى مناقشة أهمية تعزيز التقبل المجتمعي للطاقة النووية من خلال التوعية بسلامتها ودورها في تحقيق التنمية المستدامة. كما نسعى إلى تعريف الحضور بإرث روسيا العريق في مجال الطاقة النووية وسبل التعاون ما بين مصر وروسيا في هذا المجال الحيوي.

 تمثل جهود مصر في مجال الطاقة النووية، وخاصة مشروع محطة الضبعة، نقلة نوعية في استراتيجية البلاد لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.
فيما تسعى مصر جاهدة لتعزيز مكانتها في مجال الطاقة النووية، حيث تعتبر محطة الضبعة النووية أحد أبرز المشاريع الوطنية التي تعكس جهود البلاد في هذا المجال الهام .

و تعد محطة الضبعة أول محطة للطاقة النووية في مصر، وتتألف من أربع وحدات توليد بقدرة 1200 ميغاواط لكل وحدة، بإجمالي قدرة 4800 ميغاواط. تعتمد المحطة على المفاعلات الروسية المتطورة من طراز "VVER-1200 (ASE-2006)"، والتي تتميز بمستوى أمان عالي وكفاءة تشغيليه
"التعاون مع روسيا "

 تم توقيع اتفاقية بين مصر وروسيا في نوفمبر 2015 لإنشاء المحطة، حيث تقوم شركة "روس أتوم" الروسية بتنفيذ المشروع. وقد وافق مجلس النواب المصري مؤخرًا على تعديلات في الاتفاقية التمويلية لضمان توافق استخدام القرض مع الجدول الزمني للمشروع.

و في يناير 2025، أعلنت مصر عن نجاح تركيب الهيكل المعدني الداعم لمصيدة قلب المفاعل في الوحدة الأولى من محطة الضبعة، مما يعكس تسارع وتيرة العمل في المشروع ، هذا الهيكل يعد جزءًا أساسيًا من أنظمة الأمان السلبية في المفاعل.

و يهدف مشروع الضبعة إلى تنويع مصادر الطاقة في مصر، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال توفير طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة. كما يُتوقع أن تسهم المحطة في خفض انبعاثات الكربون وتعزيز الأمن الطاقي.
و  من المتوقع أن يوفر المشروع آلاف فرص العمل خلال مراحل الإنشاء والتشغيل، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا النووية وتطوير الصناعات المحلية. كما سيتم زيادة نسبة التصنيع المحلي من 20% في الوحدة الأولى إلى 35% في الوحدة الرابعة.
و   من المقرر أن يبدأ التشغيل التجاري لأول مفاعل في عام 2028، مع اكتمال المشروع بالكامل بحلول عام 2030. وقد تم تعديل فترة السماح للقرض حتى عام 2031 لضمان تنفيذ المشروع وفقًا للخطة الزمنية.

“الدعم الدولي”
  حظي المشروع بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعديد من المؤسسات الدولية، حيث أشادت بتقدم مصر في بناء بنيتها التحتية النووية والتزامها بمعايير السلامة والأمان.

“الرؤية المستقبلية”
  تسعى مصر لأن تصبح لاعبًا رئيسيًا في مجال الطاقة النووية على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث تعتبر محطة الضبعة خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. كما تخطط البلاد لزيادة إنتاجها من الطاقة النووية لتصل إلى 42% من إجمالي الطاقة المولدة بحلول عام 2035.

"التأثير البيئي"
   ستسهم المحطة في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ويساهم في مواجهة التغيرات المناخية،  كما ستلعب دورًا في تحلية المياه باستخدام الطاقة النووية.

مقالات مشابهة

  • ميتا تعزز استثماراتها في الطاقة الشمسية لدعم مراكز البيانات
  • الجزائر والتشيك يبحثان تعزيز التعاون في مجالات الطاقة
  • وزير الكهرباء يناقش مع سفير تونس في القاهرة تعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير تونس بالقاهرة لبحث تعزيز التعاون والاستثمار
  • وزير الكهرباء يبحث مع سفير تونس تعزيز التعاون والاستثمار المشترك
  • وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يستقبل سفير تونس بالقاهرة لبحث سبل دعم وتعزيز فرص التعاون والشراكة والاستثمار.
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير تونس بالقاهرة لبحث التعاون
  • بالأرقام.. كيف تعزز مصر البنية التحتية للطاقة المتجددة في السنوات المقبلة؟
  • غدا .. ندوة ضبمعرض الكتاب للاحتفال بمرور 80 عاما على تأسيس الصناعية النووية الروسية
  • الإمارات تعزز ريادتها بمشاريع للطاقة الشمسية تدعم الاستدامة