فورين بوليسي: هذه أبرز مكاسب جنوب أفريقيا بتحديها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
دخلت جنوب أفريقيا بنجاح ورشاقة بين فجوات النفاق الغربي إزاء ما يحدث في غزة، وخلقت حالة دولية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، عندما أقامت دعوى تتهم فيها الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب الإبادة الجماعية في القطاع الفلسطيني بشكل جعلها في وضع صانع السلام وبطلة الإنسانية، أمام العالم، لا سيما دول الجنوب العالمي.
وترى ساشا بولاكو سورانسكي، نائبة رئيس التحرير في مجلة "فورين بوليسي"، أن أبرز مكاسب جنوب أفريقيا الجيوسياسية تمثلت في استعاة بريتوريا سمعتها كمنارة أخلاقية للعالم، بعد أن كانت أوراق اعتمادها كلاعب عالمي جاد موضع تساؤل، بسبب رفضها اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموجب طلب من المحكمة الجنائية الدولية واستقبال قادة مثار جدل في العالم، مثل محمد حمدان دقلو، المتهم بارتكاب إبادة جماعية في دارفور وبقية السودان.
اقرأ أيضاً
شكرا جنوب افريقيا… لكنه الغرب المفلس أخلاقيا
وقد حازت قضية محكمة العدل الدولية على الأوسمة في جميع أنحاء الجنوب العالمي؛ حيث تدخلت حكومات من بنجلاديش إلى ناميبيا رسميًا لدعمها، ولم تعد حكومة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي خائفة من معارضة واشنطن وتحديها علنًا.
وبعد استضافة قمة "بريكس" في أغسطس/آب الماضي، أوضحت بريتوريا أنها ليست راضية عن مجرد اتباع الخط المناهض للغرب الذي حددته موسكو وبكين، وباتت كأنها تسعى إلى قيادة الكتلة في حد ذاتها.
المعايير المزدوجةوتقول الكاتبة إن المعايير المزدوجة الفاضحة للقوى الغربية الكبرى إزاء أحداث غزة، جعلت دول العالم، لا سيما الجنوب العالمي، سعيدة بتحرك جنوب أفريقيا نحو محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكما قال الكاتب البرازيلي أوليفر ستونكل مؤخراً في مجلة "فورين بوليسي"، فإن "العديد من البلدان النامية ترى في موقف الغرب بشأن إسرائيل وفلسطين دليلاً على أنه يطبق القواعد والمعايير الدولية بشكل انتقائي ــ وفقاً لمصالح جيوسياسية وليس بطريقة عالمية".
اقرأ أيضاً
محلل إسرائيلي عن قرار محكمة العدل الدولية: نتنياهو جعلنا "دولة مجرمة"
وكانت هذه الشكوك موجودة قبل فترة طويلة من الحرب الحالية في غزة.
وكان التصور بأن واشنطن وحلفائها يهتمون بالمعاناة الأوكرانية على أيدي الخصم، وليس معاناة الفلسطينيين على أيدي حليف، هو الدافع وراء موقف عدم الانحياز الذي تبنته العديد من الدول - بما في ذلك البرازيل وجنوب أفريقيا.
لكن القصف الإسرائيلي لغزة، والذي أدى إلى نزوح 1.9 مليون إنسان وقتل ما لا يقل عن 26 ألف شخص، كان سبباً في تغذية هذه المشاعر وجعل زعماء العديد من البلدان أكثر تشككاً في أي مناشدات من واشنطن أو العواصم الأوروبية لأسباب إنسانية.
إن معظم القادة الأجانب - والسكان - خارج أوروبا وأمريكا الشمالية لا يأخذون الآن النداءات الأمريكية أو الأوروبية لدعم أوكرانيا لأسباب إنسانية على محمل الجد نظراً للمعايير المزدوجة التي يرونها واستياءهم من التسلسل الهرمي للتضامن في الغرب، والذي يمنح الامتيازات بشكل واضح. ضحايا خصومها على ضحايا حلفائها، تقول الكاتبة.
اتهام إسرائيل بأريحيةتظل القضية الإسرائيلية الفلسطينية بمثابة المسار الثالث في السياسة البريطانية والأمريكية. (وفي هذا الأسبوع فقط، تم تعليق عضوية أحد الساسة العماليين في بريطانيا بسبب تلميحه إلى أن قصف غزة يرقى إلى مرتبة الإبادة الجماعية).
ولكن بالنسبة لأغلب دول العالم، فإن هذه لعبة عادلة.
اقرأ أيضاً
ترحيب دولي وعربي بتدابير العدل الدولية بشأن منع الإبادة في غزة
ومن خلال رفع هذه القضية، جعلت جنوب أفريقيا من المقبول اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم خطيرة في إطار دولي رسمي كبير، تقول الكاتبة.
علاوة على ذلك، اضطرت إسرائيل إلى الرد قانونيا وليس خطابيا.
وتضيف: لأن محكمة العدل الدولية تفتقر إلى سلطة التنفيذ، فمن المرجح أن يكون الضغط الأمريكي على إسرائيل للتصرف بشأن التدابير المؤقتة للحكم هو الطريقة الوحيدة التي ستدخل حيز التنفيذ.
المصدر | ساشا بولاكو سورانسكي / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جنوب افريقيا محكمة العدل الدولية الابادة الجماعية غزة محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
الرئيس السابق لتعاضدية الموظفين يمثل أمام محكمة الإستئناف في قضايا اختلاس
زنقة 20 ا الرباط
يمثل عبد المولى عبد المومني، الرئيس السابق للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، وأمين المال السابق، واثنان آخران من المسؤولين السابقين، اليوم الإثنين في أول جلسة أمام غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بعد الانتهاء من التحقيقات التفصيلية التي باشرتها قاضية جرائم الأموال في عدة ملفات من بينها صفقة تسمى “الشامل”.
وجاءت متابعة عبد المولى ومن معه على خلفية تسجيل اختلالات مالية وإدارية خطيرة بالتعاضدية العامة، خلال فترة توليه رئاستها بين سنتي 2010 و2019. وقرر الوكيل العام للملك متابعته من أجل اختلاس وتبديد أموال التعاضدية العامة للموظفين، بعد إجراء افتحاص لمجموعة من الصفقات، وخاصة صفقة تسمى “الشامل” التي تسببت في تبديد أزيد من أربعة ملايير سنتيم من أموال الموظفين المنخرطين بالتعاضدية، الذين يفوق عددهم 400 ألف منخرط.
وكانت قاضية التحقيق بالغرفة الخامسة المكلفة بجرائم الأموال قد قررت متابعة عبد المولى المومني، في حالة اعتقال، رفقة موظفين اثنين، وأمرت بإيداعهم سجن العرجات بعد عزله من منصبه.
وتوبع في هذه القضية، إلى جانب الرئيس السابق والموظفين المذكورين، 5 أشخاص آخرون بناء على شكايتين منفصلتين تقدم بهما كل من يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، والمدير الحالي للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية.
وتابعت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط المعنيين بالأمر بتهمة تبديد أموال عمومية واختلالات في الصفقات التي كانت تبرمها التعاضدية.
وشهد الملف تحقيقات متواصلة من طرف الشرطة القضائية بالرباط، حيث تم التحري في اتهامات بارتكاب اختلالات مالية وتبديد أموال عمومية خلال الحقبة التي كان يرأس فيها عبد المومني التعاضدية.
وجرى خلال مرحلة البحث من طرف الضابطة القضائية بالرباط، التحقيق في عدد من الصفقات التي أبرمتها التعاضدية العامة، إضافة إلى خيانة الأمانة.