الوحدة نيوز:
2025-04-30@21:45:23 GMT

لعنةُ غزّة

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

لعنةُ غزّة

المثنى الشيخ عطية*

 

وأنت يا أوديسيوس المحتال

يا لعبةً بيد ملكٍ تظنّ أنه لعبتُك

اَيها الثعلب المخادع المخدوع

وأنت تعلم ذلك

سوف تقف هنا لا مُحال

في ساحة طروادة التي ما زلتَ تَحرقُ بقنابل الفوسفور

وسط جثث نساء غزّة المتناثرةِ بين أنقاض بيوتهنّ

وأطفالِهنّ المقطَّعين بصواريخك

ورجالِهنّ الذين لم تترك أكفُّهم مقابضَ سيوفهم

هنا حيث تنتشر غربان العالم المفتون بحصانكَ الخشبيّ

فوق الجثث

هنا حيث تجري ولا تجري الرّياح كما تريد

هنا حيث تجدّدُ دماء البشر خِصبَ ترابِها بشقائق النعمان

هنا في أرض كنعان

هنا سوف تُلقي وداعَ نظرتكَ الأخيرة على جريمتك

قبل الرحيل إلى تيهك الجديد…

أنت اَيها المصوِّر فيلم حرقِك ضحيّةَ العنصرية

على صليبٍ معقوفٍ

بكاميرا متلازمةِ ستوكهولم

وسيفِ مُخرِجك المرفوع عهداً

بين ربّ متعطشٍ للدماء وعبدٍ مختارٍ أن تكون أنيابَه المعقوفة

لحرق البشر والنباتات والحيوانات والحجر

اَيها اللصُّ الميِّت الحيّ المعتاش على الدماء

على تفجير أرحام النساء

على سرقة ألعاب الأطفال المحروقين

من أشلاء أياديهم المتناثرة في الأنقاض…

أنت اَيها القاتل المخادع نفسه

اَيها العارف المتجاهل

اَنّ القاتل لا ينجو من خنجره الذي غرسَ في أرض ضحاياه

لا ينجو من حصادِ كوابيسهم في رأسِ ليله

لا ينجو من قدوم دَوْرِ انهياره

أنّى قصا عُمْر الممالك

إذ ستأتي دودة الأرض لقرْض عصا خداعِك

اَيها الساحر المسحور بالإيهام

اَيها الملك الذي كلّمَ الطير بلغةِ الصيّاد

وسخّر الإنس والجن عبيداً لبناء أكذوبة الميعاد

فوق الجثث

اَنت تعلم علم اليقين بلا يقينٍ

اَنك سُرعان ما سوف تخرّ رماداً

في رماد الكتب المقدّسة المتناسخة التي توّجتْ

مجدَك البائسَ بالأوهام

سرعان ما سوف تزحف غابة بيرنام

كوابيس قاتلةً في رأسك الهارب من ظلام ضحاياك

سرعان ما سوف ترى جثثَ سباياكَ

أشجاراً تسير بيد أطفال الجثث غابةً

فاغرةً فمها لابتلاعك

سرعان ما سوف تشهد عرشَكَ الممتدّ أنياباً

بين الغرب والشرق

يتقوّض

ورقةً للحرق

في يد شاعرٍ يلقي بها رماداً

في منفضة سجائره…

 

8 ديسمبر 2023

 

٭ ٭ ٭

 

وأنت يا أغاممنون المهووسُ حدَّ القتل

بمجدِ روما

إلى حدِّ حرقها

في عين قصيدةٍ لا تبالي

باتجاهات رياح الزمن على أشرعة مجازاتِها

أنت يا وريث صلَف السَّلف بقبّعة راعي بقرٍ

يحصُد الفلسطينيين الحمرَ بنيران أسلحته

على شاشةٍ تتجلّى فيها

عورةُ أبيكَ السّكرانِ بتزييف أسطورة مجده

في أرض كنعان بعد الطوفان

يا سليل الحرائق على مسرحِك المنهار

أمام من ينظرونك بعين من يعرف

أنك قاتلُ ابنتك

من أجل مجدٍ واهٍ تعيد فيه عبثاً

امبراطورية الواحد القهّار

بعرشِ بيتٍ أبيض تخفي فيه عبثاً لون الرماد

بألوان ما أحرقتْ نيرانك من بيوت الأرض

أنت يا من تحاول عبثاً

سَتْر عورتكَ القبيحة باستعارة عورة المسخ الذي خلقَ آباؤك

انتقاماً منهم وتحويلاً لهم

إلى أبنائكَ الخائفين

يا من يزوّد مسخ آبائه عبثاً بدم أسلحة إكماله

للقيامة الآن في أرض كنعان

وهو يعلم ولا يعلم أنه يطارد ظلَّه

أنت يا من تثير سخرية

من ينظرونك على خشبة مسرَحك المعتاد

وأنت تعيد عبثاً محاولة بعثِكَ روحَ مسخِك

بالنفخ في قربة «هرمجدون» المخروقة

بأنيابِ عِثّة أوهام وأكاذيب «أرض الميعاد»

أنتَ يا من تحاول عبثاً قتل بعوضةٍ

حطّت على أنفك الفاقد حاسة شمِّ سوى الدم

بقذائف أسلحتك النووية المتساقطة

عليك من مرآتك

أنت يا آكل لحم أبنائك

بفمِ مخاوفك على عرشك

وأنت تعرف

أنهم سرعان ما سوف

يباشرون أكلك

من داخلك.

 

16 ديسمبر 2023

 

٭ ٭ ٭

 

وأنت أيها المشاهد الأعمى

لما سوف يكون

أمام خشبةِ مسرح العبث بعقول المبصرين

دقِّقْ نظرك إن لم يكن ما تشاهد

هو الممثل الذي يرتدي قبّعَتَك

إن لم يكن ظلُّه المتحرّكُ بين مباني غزّة المدمّرة

هو انعكاسُ حركتِكَ

إن لم يكنْ طفلُه الخارجُ مرتجفاً من الأنقاض طفلُك

إن لم تكن تلك الفتاة التي خرجت من أنقاض مدرستها

بسخرية حظّ عابثٍ لتعتني بإخوتها

ابنتُك

إن لم تكن أمُّها الذاهبةُ إلى الله كي تسألَه عن نتيجة امتحانه لها

أمُّك

إن لم يكن ذاك الممسوحُ بأرض مشفاه أخوك الذي

لم يسعفْه الوقتُ كي يسأل الله عن منطق مَثَلِه المتلاعب بالزمن

في مسح قريةٍ كاملةٍ بأطفالها وحيواناتها

على عَقْر ناقةٍ يدّعي نبيٌّ لا يدقّق بهويته أحدٌ

أنّها ناقة الله التي يحقّ لها

احتلالَ سواقي الناس لأشجار زيتونهم

إن لم يكن ذاك المراسلُ الذي فكّر بجمع خمسٍ وعشرين ألف جثةٍ وجثةٍ

في كتابٍ يسحر الغرب بحكايات الشرق

هو ابنُك الذي يقرأ الآن حكايته للغرب

بجثة ابنه الذي أمِل أن يكونَك

وإن لم يكن هذا المسرح الذي تشاهد

بقافية رأسك

هو واجهة ما سوف يكون.

 

17 ديسمبر 2023

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إن لم یکن ک إن لم فی أرض

إقرأ أيضاً:

العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا

في عام 1979، خلال الزيارة الأولى ليوحنا بول الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد تربعه على كرسي البابوية الكاثوليكية، التقى بول الثاني بالرئيس جيمي كارتر في البيت الأبيض. ولم يمض وقت طويل على ذلك، حتى وجه البابا دعوة إلى زبجنيو بريجينسكي، مستشار الأمن الوطني للرئيس كارتر، لحضور عشاء في سفارة الفاتيكان بواشنطن. كان كارتر قد رغب خلال مناقشته مع البابا حديث الانتخاب في تناول مسألة انحدار الأخلاق بجانب الشؤون العالمية، أما بريجينسكي فكانت في ذهنه مواضيع أكثر نزوعا إلى العملية.

كان الهاجس المشترك الذي يسيطر على البابا والمستشار هو الاتحاد السوفييتي. وفيما يتناولان عشاء بسيطا في السفارة البابوية للكرسي الرسولي، استكشفا السبل التي يستطيعان بها معا إضعاف قبضة موسكو على الأمم الواقعة في أسرها. أصيب بريجينسكي بالذهول من فرط معرفة البابا بالشؤون الجيوسياسية وسعة اطلاعه عليها. فقال مازحا: إن كارتر أقرب إلى زعيم روحي بينما البابا أشبه برجل دولة دنيوي. فإذا بالزعيم اليسوعي يؤكد المزحة بضحكة ارتج لها بطنه حسبما كتب بريجينسكي في يومياته الخاصة التي حصلت عليها بصفة حصرية.

ابتداء بذلك العشاء، جمع تحالفا وثيقا بين الرجلين بولنديي المولد، اللذين كان أحدهما أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من خارج إيطاليا منذ أربعمائة وخمسة وخمسين عاما وكان الثاني أول أمريكي بولندي الأصل يتولى منصبا استراتيجيا رفيع المستوى (ولعله الوحيد إلى الآن).

وتبين في أواخر عام 1980 أن تلك العلاقة وليدة الصدفة شديدة الأهمية، وذلك عند إثناء السوفييت عن غزو بولندا التي كانت (حركة التضامن) قد ظهرت فيها للتو بوصفها تحديا جسيما للحكم الشيوعي. ودامت الشراكة من خلال التحاور في زيارات بريجينسكي للفاتيكان، وفي مراسلات مطولة بخط اليد، واتصالات عبر الهاتف. حتى أن هاتف بريجينسكي في البيت الأبيض كان فيه زر للاتصال السريع عليه حرف الباء من كلمة البابا.

علاقة البابا يوحنا بول مع بريجينسكي مثال ناصع لنجاح الدبلوماسية عند توافر الثقة المتبادلة. وقد يندر التوافق الغريزي، لكنه يكون عظيم الأثر عند توافره. والحوار الدائم سواء بين الأصدقاء أو بين الخصوم أمر شديد الأهمية في عالمنا المتقلب اليوم. والقدرة في لحظة التوتر على تناول الهاتف مع العلم بإمكانية الوثوق في الطرف الآخر أمر لا يتحقق إلا نتاجا لعمل وجهد مستمرين.

غير أن صعوبة تخصيص الوقت اللازم لذلك أمر يزداد صعوبة. كما أن التكنولوجيا تتيح وجود المبعوثين الرئاسيين على مقربة من البيت الأبيض ليستجيبوا لسيل الطلبات المتنافسة. والعالم بات أشد تعقيدا مما كان عليه الحال قبل أربعين سنة، ولم يتدن وضع الدبلوماسيين في الولايات المتحدة قط بقدر ما هو اليوم. والرصد الإعلامي المستمر على مدار الساعات الأربع والعشرين يجعل الخصوصية والسرية أمرا شديد الصعوبة. فزيارة كزيارة هنري كيسنجر السرية إلى بكين سنة 1971 لتمهيد التقارب مع ماو تسيتونج أمر يصعب تصوره اليوم.

كما أن كيسنجر أقام علاقات قوية مع نظرائه السوفييت (في حين كان بريجينسكي مكروها هناك، فأبقاه الرئيس كارتر بعيدا عنهم). وحتى مع قيام الرئيس ريتشارد نيسكون بإغواء الصين لتبتعد عن كتلة الاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة، كان كيسنجر يتودد إلى وزير الخارجية السوفييتي المتزمت أندريه جروميكو، ويتناول العشاء بين الحين والآخر مع أناتولي دوبرينين السفير السوفييتي القديم في واشنطن. فاستطاعت الولايات المتحدة إبعاد الصين عن الاتحاد السوفييتي مع ترسيخ الوفاق مع موسكو فكان ذلك مأثرة للدبلوماسية. وكان أيضا ثمرة لاستثمار الوقت في تمتين العلاقات الشخصية.

من الأمثلة القليلة الحديثة على الحوار الدائم بين الخصوم مثال جيك سوليفان ـ مستشار الأمن الوطني للرئيس جو بايدن ـ ووانج جواي كبير الدبلوماسيين الصينيين. ففي النصف الثاني من ولاية بايدن، التقى الرجلان في فيينا، ومالطا، وبانكوك، وبكين، وواشنطن لإجراء محادثات وصلت إلى خمسين ساعة بحسب ما قال سوليفان. غير أن سعي جيك سوليفان إلى إضفاء طابع الاستقرار على العلاقات الأمريكية الصينية انتهى فجأة بانتصار دونالد ترامب في نوفمبر الماضي. ولم يستجب الرئيس ترامب حتى الآن لطلب الصين منه تعيين مبعوث خاص.

بدون الثقة التي تنجم عن صلابة العلاقة بين المسؤولين، تزداد كثيرا خطورة أن يقع بالصدفة حادث عسكري ناجم عن سوء التواصل أو الجهل. فيجب في المقام الأول ألا توجد مفاجآت. والحديث المسهب يوضح نوايا الجانب الآخر ويقلل فرص حسابات خاطئة قد تكون مهلكة. وحتى بدون أولويات الرئيس ترامب المتغيرة التي لا يمكن التنبؤ بها، فإن عالمنا اليوم أشد صعوبة على أي رئيس أمريكي من مناورة الانقسام بين القطبين في أثناء الحرب الباردة.

لم يكن دأب المناورات السياسية الأمريكية قط أن تتوقف عند حدود البلد. لكن السياسة الخارجية لم تكن مسيَّسة خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بقدر ما هي اليوم.

فلقد بلغ الخطر على بولندا سنة 1980 نقطة الذروة بعد أن خسر كارتر الانتخابات أمام رونالد ريجان. ففي السادس من ديسمبر، حذر رئيس المخابرات الأمريكية ستانسفيلد تيرنر الرئيس الأمريكي من احتمال قيام الاتحاد السوفييتي بغزو بولندا في غضون ثمان وأربعين ساعة. وكان للسوفييت قرابة خمس عشرة كتيبة على حدود بولندا. وكان بريجينسكي والبابا يوحنا بول يعملان معا منذ أسابيع عبر الهاتف لتحذير حركة التضامن وزعيمها الكاريزمي ليخ فاونسا من أجل كبح الخطاب المعادي للسوفييت. إذ قالا له إنه لا ينبغي إعطاء السوفييت ذريعة لعبور الحدود.

في الوقت نفسه، أوضحت واشنطن وزعماء الأمم المتحالفة والفاتيكان للسوفييت أن بولندا أمر غير قابل للهضم. فخلافا لغزو السوفييت للمجر سنة 1956 ولتشيكوسلوفاكيا سنة 1968، سوف يقابل الجيش الأحمر مقاومة ثقيلة من العمال المنتمين إلى نقابة فاونسا العمالية الجماهيرية، ومن الكنيسة الكاثوليكية، بل ومن عناصر في الجيش البولندي. وفي أثناء ذلك، كان بريجينسكي يطلع فريق الرئيس التالي على المستجدات. ووافق مستشار الأمن الوطني القادم ريتشارد ألن على تأكيد تحذيرات كارتر لموسكو.

لم يقتصر انتفاع علاقة بريجينسكي بالبابا يوحنا بول على أصولهما البولندية فقط، وإنما انتفعت أيضا من التوقيت: فقد انتخب كاروف فويتيلا لمنصب البابوية سنة 1978. وعندما أعلن الفاتيكان النتيجة، أمر يوري أندروبوف ـ رئيس جهاز كيه جي بي ـ بإعداد تقرير عن الانتخابات، فكشف التقرير عن مؤامرة بريجينسكي لتزوير اجتماع الكرادلة. لم يكن من أساس لذلك الزعم. ولكن علاقة البابا وبريجينسكي جاءت تعويضا لجنون موسكو. وبسبب التنسيق بينهما في التكتيكات، وهو التنسيق القائم على الثقة والصداقة، ساعدا في الحيلولة دون وقوع غزو كان يمكن أن يغير

مسار التاريخ.

إدوارد لوس صحفي إنجليزي يعمل محررا للشؤون الأمريكية وكاتب عمود في فايننشال تايمز.

** خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • لعنة الميراث.. شاب يشرع في إنهاء حياة نجل عمه بسوهاج
  • حدث وأنت نائم| اغتيال براءة الطفل ياسين على يد مسن.. وشاب يذبح زوجته في بور سعيد
  • الجديع ينتقد إدارة الهلال بعد خسارته : أخطاء متراكمة وأداء لا يليق .. فيديو
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟
  • المشهد اليمني الذي يشبهُ غزة
  • أبو ديابي.. موهبة فرنسية حطمتها لعنة الإصابات
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • الأمير الحسين لزوجته: كل عام وأنتِ نور حياتنا أنا وإيمان
  • نجاح سلوت مع ليفربول يفتح ملف لعنة الموسم الأول في الدوري الإنجليزي