الوحدة نيوز:
2024-10-06@06:51:34 GMT

لعنةُ غزّة

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

لعنةُ غزّة

المثنى الشيخ عطية*

 

وأنت يا أوديسيوس المحتال

يا لعبةً بيد ملكٍ تظنّ أنه لعبتُك

اَيها الثعلب المخادع المخدوع

وأنت تعلم ذلك

سوف تقف هنا لا مُحال

في ساحة طروادة التي ما زلتَ تَحرقُ بقنابل الفوسفور

وسط جثث نساء غزّة المتناثرةِ بين أنقاض بيوتهنّ

وأطفالِهنّ المقطَّعين بصواريخك

ورجالِهنّ الذين لم تترك أكفُّهم مقابضَ سيوفهم

هنا حيث تنتشر غربان العالم المفتون بحصانكَ الخشبيّ

فوق الجثث

هنا حيث تجري ولا تجري الرّياح كما تريد

هنا حيث تجدّدُ دماء البشر خِصبَ ترابِها بشقائق النعمان

هنا في أرض كنعان

هنا سوف تُلقي وداعَ نظرتكَ الأخيرة على جريمتك

قبل الرحيل إلى تيهك الجديد…

أنت اَيها المصوِّر فيلم حرقِك ضحيّةَ العنصرية

على صليبٍ معقوفٍ

بكاميرا متلازمةِ ستوكهولم

وسيفِ مُخرِجك المرفوع عهداً

بين ربّ متعطشٍ للدماء وعبدٍ مختارٍ أن تكون أنيابَه المعقوفة

لحرق البشر والنباتات والحيوانات والحجر

اَيها اللصُّ الميِّت الحيّ المعتاش على الدماء

على تفجير أرحام النساء

على سرقة ألعاب الأطفال المحروقين

من أشلاء أياديهم المتناثرة في الأنقاض…

أنت اَيها القاتل المخادع نفسه

اَيها العارف المتجاهل

اَنّ القاتل لا ينجو من خنجره الذي غرسَ في أرض ضحاياه

لا ينجو من حصادِ كوابيسهم في رأسِ ليله

لا ينجو من قدوم دَوْرِ انهياره

أنّى قصا عُمْر الممالك

إذ ستأتي دودة الأرض لقرْض عصا خداعِك

اَيها الساحر المسحور بالإيهام

اَيها الملك الذي كلّمَ الطير بلغةِ الصيّاد

وسخّر الإنس والجن عبيداً لبناء أكذوبة الميعاد

فوق الجثث

اَنت تعلم علم اليقين بلا يقينٍ

اَنك سُرعان ما سوف تخرّ رماداً

في رماد الكتب المقدّسة المتناسخة التي توّجتْ

مجدَك البائسَ بالأوهام

سرعان ما سوف تزحف غابة بيرنام

كوابيس قاتلةً في رأسك الهارب من ظلام ضحاياك

سرعان ما سوف ترى جثثَ سباياكَ

أشجاراً تسير بيد أطفال الجثث غابةً

فاغرةً فمها لابتلاعك

سرعان ما سوف تشهد عرشَكَ الممتدّ أنياباً

بين الغرب والشرق

يتقوّض

ورقةً للحرق

في يد شاعرٍ يلقي بها رماداً

في منفضة سجائره…

 

8 ديسمبر 2023

 

٭ ٭ ٭

 

وأنت يا أغاممنون المهووسُ حدَّ القتل

بمجدِ روما

إلى حدِّ حرقها

في عين قصيدةٍ لا تبالي

باتجاهات رياح الزمن على أشرعة مجازاتِها

أنت يا وريث صلَف السَّلف بقبّعة راعي بقرٍ

يحصُد الفلسطينيين الحمرَ بنيران أسلحته

على شاشةٍ تتجلّى فيها

عورةُ أبيكَ السّكرانِ بتزييف أسطورة مجده

في أرض كنعان بعد الطوفان

يا سليل الحرائق على مسرحِك المنهار

أمام من ينظرونك بعين من يعرف

أنك قاتلُ ابنتك

من أجل مجدٍ واهٍ تعيد فيه عبثاً

امبراطورية الواحد القهّار

بعرشِ بيتٍ أبيض تخفي فيه عبثاً لون الرماد

بألوان ما أحرقتْ نيرانك من بيوت الأرض

أنت يا من تحاول عبثاً

سَتْر عورتكَ القبيحة باستعارة عورة المسخ الذي خلقَ آباؤك

انتقاماً منهم وتحويلاً لهم

إلى أبنائكَ الخائفين

يا من يزوّد مسخ آبائه عبثاً بدم أسلحة إكماله

للقيامة الآن في أرض كنعان

وهو يعلم ولا يعلم أنه يطارد ظلَّه

أنت يا من تثير سخرية

من ينظرونك على خشبة مسرَحك المعتاد

وأنت تعيد عبثاً محاولة بعثِكَ روحَ مسخِك

بالنفخ في قربة «هرمجدون» المخروقة

بأنيابِ عِثّة أوهام وأكاذيب «أرض الميعاد»

أنتَ يا من تحاول عبثاً قتل بعوضةٍ

حطّت على أنفك الفاقد حاسة شمِّ سوى الدم

بقذائف أسلحتك النووية المتساقطة

عليك من مرآتك

أنت يا آكل لحم أبنائك

بفمِ مخاوفك على عرشك

وأنت تعرف

أنهم سرعان ما سوف

يباشرون أكلك

من داخلك.

 

16 ديسمبر 2023

 

٭ ٭ ٭

 

وأنت أيها المشاهد الأعمى

لما سوف يكون

أمام خشبةِ مسرح العبث بعقول المبصرين

دقِّقْ نظرك إن لم يكن ما تشاهد

هو الممثل الذي يرتدي قبّعَتَك

إن لم يكن ظلُّه المتحرّكُ بين مباني غزّة المدمّرة

هو انعكاسُ حركتِكَ

إن لم يكنْ طفلُه الخارجُ مرتجفاً من الأنقاض طفلُك

إن لم تكن تلك الفتاة التي خرجت من أنقاض مدرستها

بسخرية حظّ عابثٍ لتعتني بإخوتها

ابنتُك

إن لم تكن أمُّها الذاهبةُ إلى الله كي تسألَه عن نتيجة امتحانه لها

أمُّك

إن لم يكن ذاك الممسوحُ بأرض مشفاه أخوك الذي

لم يسعفْه الوقتُ كي يسأل الله عن منطق مَثَلِه المتلاعب بالزمن

في مسح قريةٍ كاملةٍ بأطفالها وحيواناتها

على عَقْر ناقةٍ يدّعي نبيٌّ لا يدقّق بهويته أحدٌ

أنّها ناقة الله التي يحقّ لها

احتلالَ سواقي الناس لأشجار زيتونهم

إن لم يكن ذاك المراسلُ الذي فكّر بجمع خمسٍ وعشرين ألف جثةٍ وجثةٍ

في كتابٍ يسحر الغرب بحكايات الشرق

هو ابنُك الذي يقرأ الآن حكايته للغرب

بجثة ابنه الذي أمِل أن يكونَك

وإن لم يكن هذا المسرح الذي تشاهد

بقافية رأسك

هو واجهة ما سوف يكون.

 

17 ديسمبر 2023

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إن لم یکن ک إن لم فی أرض

إقرأ أيضاً:

كريم وزيري يكتب: طبق العشاء الذي أشعل حرب أكتوبر

قبل خمسون عامًا، كانت مصر على أعتاب لحظة فارقة في تاريخها الحديث، بعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي لسيناء في أعقاب حرب 1967، عاشت المنطقة في حالة من "اللاحرب واللاسلم"، حيث لم تشهد صراعًا عسكريًا مفتوحًا، ولكن لم يتم التوصل أيضًا إلى سلام حقيقي، تلك الفترة كانت تحمل تحديات سياسية هائلة للرئيس أنور السادات، الذي كان يواجه ضغوطًا داخلية هائلة لاستعادة الأرض وتحرير سيناء، وفي ظل هذا السياق المتوتر، برز دور أحمد حافظ إسماعيل، وزير الخارجية ومستشار السادات للأمن القومي، والذي قاده إلى لقاء حاسم مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر.

وفي بداية عام 1973، أرسل السادات أحمد حافظ إسماعيل إلى الولايات المتحدة، حيث التقى بكيسنجر، مهندس السياسة الخارجية الأمريكية، خلال هذا اللقاء، الذي كان يتمتع بطابع غير رسمي إلى حد ما، طرح كيسنجر على إسماعيل مقولة شهيرة ومليئة بالرمزية "لا أحد يقترب من الطبق وهو بارد، لا بد أن يكون ساخنًا ليقترب منه"، هذا الموقف، الذي جاء بعد أن شكا إسماعيل من أن الطبق الذي قُدم له في العشاء كان باردًا، كان بمثابة رسالة مشفرة من كيسنجر للسادات بأن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، وأنه إذا أرادت مصر تحريك الأمور، فإنها يجب أن تتخذ خطوة حاسمة.

كانت هذه اللحظة واحدة من عدة رسائل غير مباشرة من كيسنجر تفيد بأن واشنطن لن تتدخل بفعالية لإنهاء النزاع ما لم تتحرك مصر، فقد كان هناك إحساس عام بأن الولايات المتحدة، التي كانت تسعى للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مصالح إسرائيل، لن تضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات دون ضغط ملموس على الأرض، ومن هنا أدرك إسماعيل أن السبيل الوحيد لكسر حالة الجمود هو عبر التحرك العسكري.

هذا اللقاء الحاسم بين أحمد حافظ إسماعيل وهنري كيسنجر يظهر كيف أن التفاصيل الصغيرة والرموز يمكن أن تكون مؤشرًا على تحولات كبرى في السياسة الدولية، وأن وراء كل قرار كبير توجد لحظات صغيرة من الفهم العميق والتحليل الدقيق.

وعند عودة أحمد حافظ إسماعيل إلى مصر، نقل الرسالة إلى السادات، الذي كان قد بدأ بالفعل في التخطيط لحرب واسعة النطاق تهدف إلى استعادة سيناء بالقوة، وجاءت حرب أكتوبر في السادس من أكتوبر 1973 كتتويج لهذا التخطيط الدقيق، حيث تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس وتحقيق انتصارات ميدانية مهمة، هذا التحرك أجبر القوى العظمى على إعادة التفكير في مواقفها، وخاصة الولايات المتحدة، التي بدأت تتحرك بنشاط لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع بعد أن أدركت خطورة الوضع على مصالحها.

التاريخ يعيد نفسه أحيانًا بطرق غير متوقعة، وموقف كيسنجر في ذلك اللقاء العابر مع أحمد حافظ إسماعيل كان أحد تلك اللحظات الصغيرة التي غيرت مجرى الأحداث، تلك الكلمات البسيطة عن "الطبق البارد" كانت إشارة إلى أن الجمود ليس خيارًا، وأنه على الدول التي تسعى إلى تحقيق أهدافها أن تكون مستعدة لاتخاذ خطوات جريئة.

في النهاية كانت حرب أكتوبر نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، وفتحت الطريق أمام مفاوضات السلام اللاحقة التي أدت في نهاية المطاف إلى معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل واليوم، بعد مرور 51 عامًا على تلك الحرب التاريخية، ما زالت الدروس المستفادة من ذلك اللقاء بين إسماعيل وكيسنجر قائمة، إنها تذكرنا بأن الدبلوماسية وحدها ليست دائمًا كافية، وأن هناك أوقاتًا تتطلب فيها الأزمات خطوات جريئة لكسر الجمود وفي حالة مصر، كانت تلك الخطوة هي الحرب التي استعادت الكرامة الوطنية وفتحت الباب لعملية سلام طويلة الأمد.

مقالات مشابهة

  • حدث وأنت نائم| كشف خفايا فبركة «سحر» مؤمن زكريا.. وجريمة قتل هزّت الزاوية الحمراء
  • بعد 66 مليون سنة.. علماء: كويكب واحد هو الذي قتل الديناصورات
  • كريم وزيري يكتب: طبق العشاء الذي أشعل حرب أكتوبر
  • بعد حصده جائزة الجمهور.. قصة فيلم «ما الذي ينمو في راحة يدكِ؟»
  • رسائل تهنئة بمناسبة يوم المعلم 5 أكتوبر 2024.. عيد على أستاذك
  • الجيش فرض طوقاً أمنيّاً في مُخيّم البداوي... ما الذي يجري هناك؟
  • من هو هاشم صفي الدين الذي يحاول الاحتلال اغتياله؟ (إنفوغراف)
  • من هو هاشم صفي الدين الذي قُتل بغارة اسرائيلية بضاحية بيروت ؟
  • الحفل التنكري.. حكاية الملك الذي عاش صراعا بين الحب والسلطة
  • من هو هاشم صفي الدين الذي زعم الاحتلال استهدافه؟