صانع الفتنة الذي يضحك في كذبته
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة العراق عن صانع الفتنة الذي يضحك في كذبته، بقلم فاروق يوسف كان إلقاء اللائمة على إسرائيل في كل ما يحدث لنا من كوارث ومآس عملا دعائيا يسيرا لا يحتاج إلى براهين أو قرائن. كل ما .،بحسب ما نشر شبكة اخبار العراق، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات صانع الفتنة الذي يضحك في كذبته، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
بقلم:فاروق يوسف كان إلقاء اللائمة على إسرائيل في كل ما يحدث لنا من كوارث ومآس عملا دعائيا يسيرا لا يحتاج إلى براهين أو قرائن. كل ما نفعله بأنفسنا هو من عمل إسرائيل. كلام تقبله العامة وإن كانت هي الأخرى لا ترغب في المزيد من النقاش بسبب خضوعها لمبدأ الأقدار التي لا يمكن ردها. إن كانت إسرائيل أو سواها من يقف وراء أزماتنا المستمرة فالأمر سواء. ذلك لأن المكتوب من وجهة نظر الكثيرين لا بد أن يحدث. تلك ثغرة لم تستطع المؤسسات الثقافية أن تسدها. ليس من المستبعد أن بعض تلك المؤسسات حين تحول إلى جوقة مغنين وعازفين في قوافل الأنظمة العربية المهزومة قد ساهم في الإبقاء على أسطوانة إسرائيل وهي تدور ولتذهب المصداقية إلى الجحيم. كانوا يكذبون حتى في أحوال الطقس فلمَ لا يكذبون في أحوال السياسة. هم أقوى من أن يُقال لهم أنتم تكذبون. ولو قيل ذلك فإنه لا يؤثر على “شرعية” النظام التي تستند إلى أجهزة أمنية يمكنها أن تنتزع اعترافات الارتباط بإسرائيل حتى من أشد الناس عداء لدولة الاحتلال. ما يقوله حسن نصرالله زعيم حزب الله (اللبناني) ينتمي إلى ذلك المجال الذي مغنط العرب في أكثر لحظاتهم خزيا وجعلهم أسرى لبداهة زائفة هي مسؤولية إسرائيل عن كل هزائمهم وليس فقط العسكرية. لو لم تمطر السماء وعمّ الجفاف فإن إسرائيل هي السبب لأنها تملك القدرة على طرد الغيوم من سماء العرب أو عدم تكونها من الأساس. لقد كذبنا على أنفسنا وصدقنا أكاذيبنا. من شروط الكذب أن يصدقه قائله لكي يصدقه الآخرون. وحين يكذب نصرالله يبدو كما لو أنه يقول حقائق لا يرقى إليها الشك. قال في آخر خطاب له إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) هو الذي يقف وراء عملية حرق صفحات من المصحف أمام جامع ستوكهولم الكبير، من أجل خلق فتنة بين المسلمين والمسيحيين العرب. اعتمد نصرالله في استنتاجه، الذي طرحه على أساس كونه حقيقة مفروغا منها، على أن الشخص الأبله والتافه الذي قام بعملية الإحراق هو مسيحي عراقي. لذلك حذر سيد المقاومة من الانجرار وراء تلك الفتنة. هنا يحار المرء. هل يكذب نصرالله على نفسه ويسعى لتضليلها أم أنه يستخف بعقول الآخرين بحيث يحذرهم من فتنة هو وأشباهه من عملاء إيران قد أتموا صناعتها وجعلوها قاعدة للعيش في لبنان واليمن والعراق؟ يتذاكى نصرالله ولا يُخفي عن مشاهده أنه يتذاكى. فهو لا يواجه جمهورا واقعيا. إنه يوجه خطاباته من خلال شاشة يراه الجمهور من خلالها فيما ينظر هو إلى جمهور أبله اقتيد إلى قاعة، يعرف جيدا أنه لن يرى الخطيب فيها إلا من خلال شاشة وهو ما يمكن أن يقوم به المرء في بيته. من المؤسف أن لا أحد صرح بأنه ندم لأنه اقتيد إلى تلك الحفلة التي كان سيدها رجلا يقول كلاما ينتمي إلى سنوات الغفلة والفقر المعرفي وسوء الفهم الذي وقعنا فيه حين اعتقدنا أن إسرائيل مهتمة بتفاهاتنا وبذاءتنا وسوء تصريفنا لأمورنا وجهلنا وانحطاط أخلاقنا وتمزقنا وهشاشتنا ورغبتنا في الانتحار الذاتي. ولكن لماذا تنفق إسرائيل أموالا وتهدر جهودا على ما نقوم به ذاتيا دون الاستعانة بأحد؟ “اعرف عدوك” نصيحة لا يحترمها نصرالله بالرغم من أنه على تماس مباشر مع عدوه منذ أكثر من ثلاثين سنة. فليس من المنطقي ألّا تكتشف أجهزة الدولة السويدية ما اكتشفه. كما أن السويد مسؤولة عما يجري على أراضيها وليس من مصلحتها أن تقوم فتنة تستفز جزءا من رعاياها في ما لا ينفعها في شيء. الأهم من كل ذلك أن جهاز الموساد نفسه لا يورط نفسه في عملية تافهة، سبق لدنماركي أن قام بها ولم تشعر الدولة السويدية بالإحراج لأن أراضيها احتضنتها. كل ذلك لا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
(مناوي) الذي لا يتعلم الدرس
الخطاب السياسي لمناوي هو خطاب مرتجل وعشوائي، لكنه يظل عينة مناسبة لفحص المرض، فخطاب مناوي نموذج مكشوف لمستتر مكنون خطاب السودان الجديد، وهو في حالته العارية بلا رتوش المثقفين وفي ذات الوقت بدون حس التعبئة والحشد، وسبب ذلك أن مناوي يرجو منه أن يكون خطابا سياسيا لحركته لكن الخطاب يأتي متفجرا وخطيرا، وخصوصا حين تضيف له حس الهزل والهذر عنده. أن صفة التفجر والعنف هي أصل الخطاب وحقيقته، وأظن مناوي جاهل بذلك ولكن يجب في كل الحالات أخذه بجدية.
فيما يخص مناوي نفسه فليس المقام مناسب لتحليل تام وطويل لحالته، ولكنه اختصارا عبارة عن رجل أعمال سياسي مسلح، يتحرك وفق منطق براغماتي نحو الدولة، حركته حركة عرقية تلبست لباس السودان الجديد وبذلك فهي تحالف مصالح نخبوي هدفه تحقيق العوائد من السياسة، وهذه الحالة يطول شرحها لأنها تختلف في صيغة مناوي البراغماتية عنها في صيغ الحلو وعبدالواحد، ومهما كان فصيغة مناوي قابلة للتسوية وهناك بعيدا ستجد ثوابت معقولة، وربما ارتباط أكثر بعناصر محلية. لكن في كل الحالات تظل هي ظاهرة تحالف مصالح عرقي مسلح لا يحمل أي صفة شرعية للحديث عن دارفور وتحتاج لإصلاح.
المهم بالنسبة لي هو مضمون الخطاب الذي قدمه، ولي فيه ثلاث نقاط، ثم ختام بخلاصة نهائية ونصيحة للرجل وحركته وأتباعه:
أولا: تفسير الصراع:
ثمة خلط مفاهيم كبير يحدث في عقل مناوي لأنه لا يملك فرصة للفهم، ولا يوجد من حوله من يساعده في ذلك، إن مفاهيم مثل لعبة الأمم والتدخل الخارجي واستغلال التناقضات الداخلية هي مفاهيم صحيحة، لكن من يقولها لا يمكن منطقيا أن يردد دعايات الآخرين حول وجود سياسات متعمدة عرقيا ويربطها بالشمال ضمنيا في حديثه، ولو فرضنا جدلا صحة الحديث المبتور عن زمن الإنقاذ، فما معنى ذلك سوى رغبة في ابتزاز الدولة من جديد. دعك عن أن حركة مناوي نفسها تقوم على علة قديمة، فهي حركة عرقية صرفة وارتكبت انتهاكات كثيرة أيضا بل وكانت تصنف جزء من الجنجويد أنفسهم كما أشارت الصحفية جولي فلينت في ورقتها الشهيرة، أيضا فإن اتفاق أبوجا الذي تحدث عنه مناوي ظلم عرب دارفور ومطالبته بنزع سلاح الجنجويد كانت جزء من دعاية غربية، وظفت مناوي ودعته لزيارة أمريكا ووقتها وكان هو قطعة في رقعة شطرنج أو (كلبا في لعبة الضالة) كما قال، كان مطلوبا نزع السلاح من الجميع وفهم مخاوف مجتمعات العرب هناك، وقد كان مناوي يتغاضى عن ذلك ويفكر في قسمة سريعة للسلطة والثروة فالنفظ وقتها كان وعدا بثمن غال وكان مدفوعا بمنظمات وجهات خارجية تساعده فنيا وسياسيا. إن مسألة العمالة لم يكن بعيدا عنها وهي كانت في نوع من التحالف مع مشروع غير وطني، على مناوي أن يعيد القراءة والنظر في تفسير الصراع والتواضع أكثر فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بحجر، وهذا الفهم سيمنحه قدرة لتشخيص الأبعاد المركبة وفهم كيف أنه قبل يوما أن يكون أداة في يد الآخرين.
ثانيا:خريطة دارفور.
خريطة دارفور التي ظهرت في خطابه أيضا تثير استفزازا كان في غير محله، ومناوي يخدم بذلك خطوطا تقسيمية خطيرة، وحتى لو فرضنا أنه ظنها مسألة خلافية فما معنى بعثها اليوم؟ في الحقيقة فإن خريطة دارفور حدودها شمالا حتى خط ١٦ عرض وتبدأ جنوبا من خط ١٠ عرض، وشرقا حدودها خط ٢٧ ثم غربا حتى خط ٢٢. وأدناه صورة من كتاب موسى المبارك عن دارفور يعود بمصدره لبحث مهم عن تاريخ دارفور للبريطاني لامبن. G.D.Lampen بعنوان تاريخ دارفور. لكن المهم أن مناوي أن مناوي يظن أنه يتحدث بذكاء حين يقول أن أهل دارفور هم وكلوه بهذا الحديث، وهذا ابتزاز وتذاكي خبيث فمناوي لم يفوضه أحد ومن المهم له أن يكون أكثر تواضعا أيضا في هذا الأمر، لا يمكن له أن يتحدث عن السودان ككل وحين يأتي لدارفور يتحدث كأنه الصوت الوحيد.
ثالثا:مراجعات مطلوبة.
ما سبق هو مناقشة لماورد في خطابه لكن القصة أكبر من ذلك، مطلوب من مناوي وحركته مراجعات أعمق كنت قد طالبتهم بها من قبل، إن مسألة تحرير السودان، والأبعاد العرقية في التفسير، وابتزاز السلطة وعدم الوعي بالمخطط الخارجي كل ذلك يمنع تحول مناوي من براغماتي ذو بوصلة وطنية إلى وطني حقيقي، فالحالة الأولى قابلة للانتكاس في أي لحظة.
الختام:
على مناوي وحركته ضبط الخطاب جيدا، ويجب أن يترك طريقة الهذر والسخرية والارتجال والعشوائية وإدعاء الخفة والمرح، ليكون مسؤولا عن أفعاله وخطابه، المسألة ليست هذرا ولعبا بل مسؤولية وجد، وعلى أعضاء حركته ألا يكونوا مجرد حراس لمصالح وموظفين برواتب أمام مديرهم التنفيدي، بل عليهم مراجعة هذا المدير التنفيذي وتطوير وعيهم بهذه الأمور.
نقول ما سبق لأننا نؤمن إيمانا قاطعا، بأن ما يوحد السودان أعظم وما يجعل المصير مشتركا أكبر بكثير وأن كل مداخل التفكيك متشابهة كيفما كانت، سواء من الشمال أو الغرب أو الشرق، فإنها ستتوسل مفاهيم مضللة في تفسير الواقع، ثم وةتغذي هذه الحالات بعضها البعض بردود فعل ومتتالية هندسية تصاعدية تفكك البلد وتخدم الغير. مناوي إذا لم يتطور فهو جزء من هذه المتتالية وفي كل الحالات فإن مجتمع دارفور ومعنى وجودها في التاريخ السوداني كل ذلك أكبر من مناوي ومن حركته.
هشام عثمان الشواني
الشواني