ترأَّس الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- الاجتماعَ الثاني لملتقى بحوث ودراسات الأقليات التابع للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي عُقد اليوم على هامش المؤتمر الدولي "الفتوى في المجتمعات المعاصرة" والذي يُعقد في سنغافورة وتختتم أعماله اليوم.

وتوجَّه المفتي بخالص الشكر إلى دولة سنغافورة قيادةً وشعبًا، وإلى المجلس الإسلامي في سنغافورة ومكتب مفتي سنغافورة على استضافة هذا الاجتماع المهم الذي حضره عدد من العلماء أعضاء الملتقى من مختلف دول العالم، وبحضور سعادة السفير أحمد مصطفى، سفير مصر في سنغافورة.

وتم خلال الاجتماع عرض وإقرار اللائحة التنفيذية للملتقى، وإقرار اللجان واستراتيجيات العمل المستقبلية وبرنامج عمل الملتقى للعام 2024.

كما تمَّ الاتفاق على تشكيل ثلاث لجان للملتقى الأولى، هي: لجنة البحث والنشر وتحكيم الأبحاث برئاسة المفتي رئيس الملتقى، ولجنة الدعم العلمي للأمانة الفنية برئاسة د. إبراهيم نجم مستشار فضيلة المفتي والأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، واللجنة الثالثة لجنة تعزيز التواصل الفعال برئاسة الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.

وأما برنامج العمل للعام الحالي 2024 فتضمَّن عقد ندوات دولية في الموضوعات التي تتعلق بقضايا الأقليات المسلمة والفتاوى الخاصة بهم وضبطها، والآليات والوسائل التي تسهم في اندماج الأقليات المسلمة في مجتمعاتهم.

كما يستهدف الملتقى في دورته الحالية إنشاء مجلة علمية محكمة تهتم بقضايا الأقليات وما يتعلق بهم، وتصدر كل ستة أشهر؛ ليُصدر منها الملتقى في دورته الحالية عددين، وتشتمل هذه المجلة في كل عددٍ منها على ثلاثة أبحاث علمية تقوم الأمانة الفنية للملتقى بعرضها على لجنةٍ علميةٍ تتشكل من بعض أعضاء الملتقى وتختص بتحكيم الأبحاث المخطط نشرها، وتحدد الأمانة الفنية قواعد النشر فيها وتقرها اللجنة العلمية.

هذا بالإضافة إلى إنشاء نشرة إلكترونية تُعنى بقضايا الأقليات المسلمة بعنوان نشرة «الملتقى» الإلكترونية، على أن تصدر كل ستة أشهر، إنشاء مكتبة إلكترونية تهدف إلى جمع وتصنيف سائر ما أُلِّف من كتب وأبحاث وأوراق ومقالات فيما يخص قضايا الأقليات.

ويستهدف الملتقى أيضًا في دورته الحالية تفعيل مرصد الجاليات المسلمة، وهو مرصد بحثي يهدف لخدمة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لتحقيق الرصد الدقيق والمتابعة الرصينة لأوضاع الجاليات الإسلامية في الخارج، ومساعدة صنَّاع القرار في المؤسسات الدينية والإفتائية على اتخاذ المواقف وبناء السياسات والبرامج التي تحقق صالح تلك الجاليات وتدفع في اتجاه حل مشكلاتهم والتغلب على المعوقات التي تواجههم.

كما تم بحث إصدار «موسوعة الأقليات المسلمة»، وهي موسوعة تهدف لتحديد مفهوم الأقلية المسلمة وبناء عليه تحديد أماكن وجودها، ثم رصد أحوالها وَفق نموذج محدد يعكس البيانات الديموغرافية والمذاهب والأفكار السائدة وأهم الإشكالات الإفتائية التي تواجهها ونحو ذلك ليساعد في توجيه دفة الملتقى من حيث بحوثه ودراساته وندواته وأعماله المختلفة، كذلك سيتم إعداد قواعد بيانات تضم حصرًا فتاوى وقضايا الأقليات، وبرنامج إلكتروني لرصد أحوال الأقليات.

جدير بالذكر أن "ملتقى بحوث ودراسات الأقليات المسلمة" تم تدشينه خلال المؤتمر العالمي الثامن للإفتاء أكتوبر الماضي، ويهدف إلى توفير مساحة علمية وبحثية تجمع الباحثين والدارسين من مختلف التخصصات التي تتعلق بشئون الأقليات المسلمة، وعقد حلقات نقاشية حول هذه الشئون، والخروج بمشروعات وبرامج وأعمال ونشرات مطبوعة وإلكترونية وأوراق بحثية رصينة وفعاليات تتعلق بضبط التعامل مع قضايا الأقليات المسلمة.

كما يهدف الملتقى إلى القضاء على فوضى الفتاوى المتطرفة والشاذة التي تُصدَّر للأقليات المسلمة، وتصدير صورة إيجابية وحقيقية عن الشريعة الإسلامية، وكذلك القضاء على الأفكار الدينية المغلوطة والرد على شبهات المشككين في الشريعة، وأيضًا مناقشة قضايا الأقليات المسلمة المعاصرة والمساهمة في وضع حلول فعالة لها، فضلًا عن استشراف ما يطرأ على أوضاع الأقليات المسلمة من معوقات في الاندماج والتعامل داخل مجتمعاتهم، والعمل على تذليل تلك العقبات وحل تلك الإشكاليات، وكذلك بناء جسور من التواصل والتعاون بين أعضاء الملتقى وتبادل الخبرات فيما بينهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الإفتاء الفتوي سنغافورة وهیئات الإفتاء فی العالم الأقلیات المسلمة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الحوار بين الأديان ضرورى في مواجهة التحديات العالمية

أكَّد فضيلةُ الأستاذ الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم أن الحوار بين أتباع الأديان لم يعد خيارًا، بل ضرورة مُلحَّة في ظل التحديات العالمية الراهنة. وأوضح أنَّ الحفاظ على العلاقات المتينة بين أتباع الديانات المختلفة هو السبيل الأمثل لتحقيق التعايش السلمي ومواجهة أي محاولات لبثِّ الفرقة والكراهية.


وأضاف فضيلته "إن الأديان السماوية جميعها تتفق في الدعوة إلى القيم الإنسانية المشتركة، مثل العدالة، والرحمة، والتسامح، وهي مبادئ يجب أن نعمل جميعًا على ترسيخها."


جاء ذلك خلال  الاجتماع التمهيدي لتنسيق الأعمال المشتركة بين أتباع الأديان المختلفة، الذي عُقد بمقرِّ وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة.

 

توطيد العلاقات بين أتباع الديانات.


شارك فى الاجتماع  عدد من الشخصيات الدينية والإعلامية، بهدف تعزيز الحوار الديني والتنسيق المشترك لخدمة المجتمع وتوطيد العلاقات بين أتباع الديانات.

 

أشار مفتي الجمهورية إلى أن المقاصد الخمسة التي أجمعت عليها الشرائع السماوية تعد الأساس للحفاظ على كيان المجتمع واستقراره، لافتًا الانتباه إلى أنَّ تركيز هذا المؤتمر على هذه المقاصد يمثل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين المسلمين وغير المسلمين.

 

وأضاف فضيلة المفتي "علينا توسيع نطاق التعاون ليشمل قوافل دعوية مشتركة وزيارات تبادلية بين الكنائس والمساجد، مما يسهم في تقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهم المتبادل."

 

تطرق فضيلة المفتي إلى أهمية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية والاستفادة منها، مشددًا على ضرورة وجود خطاب ديني معتدل يصل إلى الأجيال الشابة من خلال هذه الوسائل. وقال: "نحن نعيش في عصر تكنولوجي سريع التطور، وعلينا كقيادات دينية أن نكون حاضرين بشكل فعَّال على هذه المنصات لنقل الرسائل التي تعزز من قيم التسامح والتعايش."

 

شدد فضيلة مفتي الجمهورية على ضرورة التركيز على القيم الأخلاقية باعتبارها حائطَ الصدِّ الأول ضد أي سلوكيات منحرفة أو متطرفة، مؤكدًا أن غياب القيم هو بداية لظهور العديد من التحديات المجتمعية، ونحن هنا اليوم لنتكاتف من أجل بناء مجتمعات قائمة على أُسس من الأخلاق والمبادئ المشتركة.

 

من جانبه أكَّد  الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أنَّ مقاصد الشريعة ليست حكرًا على الشريعة الإسلامية فقط، بل تمثل مقاصد مشتركة لجميع الأديان السماوية. وأضاف الوزير أن هذه المقاصد يجب أن تكون محورًا لبرامج إعلامية مشتركة، مثل الندوات والقوافل المشتركة في الجامعات ومراكز الشباب، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذه المقاصد يضمن حماية الوطن في مرحلة أولى من العمل المشترك سريع التنفيذ.

 

فيما  أشار فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إلى ضرورة إنشاء مركز إعلاميٍّ مشترك يتبنى القيم والأنشطة المشتركة، والتركيز على القوافل الإلكترونية، ورصد العوائق والمشكلات، وتبنِّي أعمال سينمائية وأفلام قصيرة لإثراء الفكرة.

 

أشاد القمُّص بولس حليم، ممثل الكنيسة المصرية، بجهود بيت العائلة المصرية في تعزيز العلاقات بين الطوائف، وأكد أهمية التعاون بين الجميع لحلِّ ما يطرأ من قضايا عبر المنابر والخطب.

 

فيما أكد الأستاذ محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية، على ضرورة إعداد حملة إعلامية تركز على التلاحم والتماسك بين المسلمين والمسيحيين، مشيرًا إلى أهمية التنسيق بين جميع الأطراف.

حضر الاجتماع كلٌّ من فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والأستاذ الدكتور محمد الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والقمص بولس حليم، والقمص مينا صبحي مُمثِّلَيْنِ عن الكنيسة المصرية، والسيد محمد نوار، رئيس الإذاعة المصرية، وعدد من الشخصيات الدينية والإعلامية.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الحوار بين أتباع الأديان ضرورة لتحقيق التعايش السلمي
  • مفتي الجمهورية: الحوار بين الأديان ضرورى في مواجهة التحديات العالمية
  • مفتي الجمهورية يعقد اجتماعا لمشاركة «الإفتاء» في معرض القاهرة للكتاب
  • مفتي الجمهورية:لا يخلو عصر من وجود طائفة تجعل من الإلحاد بوابة تتبوأ بها مكانًا عليًّا
  • مفتي الجمهورية يبحث مع سفير سنغافورة سبل تعزيز التعاون بمجال الإفتاء
  • المفتي يستقبل سفير سنغافورة في القاهرة لبحث تعزيز التعاون في مجال الإفتاء
  • مفتي الجمهورية يبحث مع سفير سنغافورة تعزيز التعاون
  • مفتي الجمهورية يشهد افتتاح البرنامج التدريبي لأمناء الفتوى
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدا من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا رفيع المستوى من علماء الجمعية المحمدية بإندونيسيا