معرض الكتاب يحاور كتاب الجوائز.. ومشاركون: مصر قبلة المثقفين والزعماء الأفارقة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
استضافت القاعة الدولية، خلال فعاليات الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور "كاتب وجائزة "، ثلاثة من أبرز المثقفين الحاصلين علي جوائز وهم: الدكتور السيد علي فليفل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، والدكتورة هناء محمد الجوهري أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة والدكتور صلاح سالم المفكر والكاتب بجريدة الأهرام، وأدار اللقاء آية عبد الرحمن.
طرحت مديرة الندوة الإعلامية آية عبد الرحمن، في البداية سؤال حول علاقة مصر بأفريقيا وريادتها في القارة الإفريقية وهل هو نظري أم واقع، على الدكتور السد علي فليفل.
وأجاب د.فليفل والحاصل علي جائزة الدولة التقديرية لعام ٢٠٢٣، قائلا أن أجدادنا وأباءنا كانوا أكثر دراية بحقيقة الدور المصري والأفريقي وقد تراجع هذا بسبب غياب الرؤية فقد أصبحت أفريقيا ضرورة وجود للحياة المصرية، فلا معني أن نكون في أهم موقع أفريقي ونتعامل مع مربع ضيق لا يملك الموارد والمواد للانطلاق فهذا الموقع مطمع لكل من يدعي الهيمنه فهو يتطلع إلى موقع مصر الذي يربط بين الشرق والغرب والدور المصري يتضاعف مهمته بإدراك أهميته في هذا الموقع وكثير من الناس ينظرون لمصر بشكل غير سليم فبعض يراها شرق متوسطية وآخر عربية وغيرها في حين مصر هي أفريقية.
ويرى فليفل أن الدولة المصرية كانت صاحبة الدور الرئيسي لاستقلال الصومال ثم تمر السنوات لتسقط مرة أخرى، لذلك يجب أن تعود مصر للاهتمام بدورها الأفريقي الفاعل في المنطقة، مشيرا إلى أنها استطاعت أن تصمد أمام كل الطامعين وترفضهم بل وتطردهم، وينادي فيلفل بضرورة الاهتمام بتدريس أفريقيا ولغتها وتوطيد العلاقات بين البلدان الإفريقية وبعضها.
وذكر أنه سبق واستدعى البرلمان وزيري التعليم واقترحوا عليهم تزويد المناهج بالدراسات الخاصة بأفريقيا وإنه سبق واعد خطة علمية بمادة دسمه لكل المراحل الدراسية وتوقف المشروع بعد رحيل د.طارق شوقي، ثم ناشد أيضا بضرورة وجود دراسات جامعية في المناهج للعلاقات الدولية بافريقيا، كيف يفكر في التعايش وأن تتواصل مصر معهم وتساندهم فهم في حاجة للاهتمام.
وأشاد بالدور التي تقوم به الدولة المصرية الآن مع أفريقيا ونحتاج المزيد، واوصي بأن ذهاب معرض القاهرة الدولي للكتاب العواصم الإفريقية مهم جدا، فقد كانت مصر قبلة المثقفين والزعماء الأفارقة وهذا ما عدنا له الان، فيجب إلا يغيب عن المواطن المصري إنه أفريقي ويكفي مياه النيل الجاري بيننا دليلا علي ذلك.
فيما قالت دكتورة هناء الجوهري والحاصلة علي جائزة الدولة التقديرية: كما يعلم الجميع أن اغلب عمل مدرسين الجامعة أساسه الأبحاث ومع الوقت اكتشفت في نفسي أنني أميل للعمل مع الفئات الأقل حظا أو تحاول تحسين وضعها وبدأت بالماحيستتر بالعمل علي العاملين في وظائف إضافية وبدات رحلة غريبة جدا وكانت أول مرة مع سائق تاكسي يعمل موظف بوزارة الزراعة وبدأت من خلاله التعرف على من يعملون بوظائف إضافية لتحسين دخولهم.
وتقول د.هناء أنها تقوم بتشجيع اي إنسان يحاول زيادة دخلهم من خلال عمل شريف ثم قرأت كثيرا عن الشرائح المجتمعية وهي مقسمة إلى ثلاث شرائح عليا ومتوسطة ودنيا واكتشفت ان اكثر الناس ترحيبا بالغريب هم الطبقات البسيطة وكانت بدايتي في هذا البحث هو منشية ناصر وقد خرجت رسالة جيدة جدا.
وبدا من حينها اهتمامها وولعها بمناهج البحث وطرقها وخاصة البحث الكيفي لانه قائم علي المقابلات وأصبح لديها الخبرة في تحويل الكلام العادي لعلمي ثم بدات ترجمة العلوم الاجتماعية ونظرية المصطلحات الثقافية وقد اشتركت في موسوعة علم الاجتماع والإنسان وتعود لتؤكد ان شغفها الحقيقي هو البحث العلمي وعملت في العشوائيات لفترة طويلة خرجت منها بكتاب "ثقافة التحايل".
أما د.صلاح سالم الحاصل أيضا علي عدة جوائز آخرها جائزة الدولة التقديرية لعام ٢٠٢٣، فبدأ حديثه عن والده وكيف إنه أطلق عليه هذا الإسم لأن والده كان يحب أعضاء مجلس قيادة الثورة وإنه منذ صغره كان لديه استاذ ملهم اسمه ابو العينين كان يسألهم في الصف الرابع الابتدائي عن ماذا يريدون أن يعملون عندما يكبرون فاجابه برغبته إن يكون كاتبا أو رئيس جمهورية، ويقول سالم إنه كان يحب القراءة والكتابة وفي الثانوي كتب موضوع عن السلام فظلت استاذته تتحدث عن هذا الموضوع طوال العام وتنبأت له هي وزوجها أنه سيصبح كاتب كبير، ويذكر إنه في الجامعة بكلية سياسة واقتصاد كان يفوز دائما في مسابقات القصة والمقال، ويفخر سالم بان علاقته باساتدته كانت جيدة وقريبة دائما ومن خلال اهتماماته الثقافيه استطاع الوصول لامنيه بان يعمل في مركز الدراسات الاستراتيجيه بالاهرام وقد تحقق حلمه واصبح يكتب مقالا كما كان يكتب زكي نجيب محمود الذي كان يحبه كثيرا و بدأت يكتب كتاب تلو الآخر حتي فاز بجائزة الصحافة الغربية كافضل كاتب سياسي عام ٢٠٠١ مما جعله يكتب مقال بالاهرام ليصبح اصغر كاتب مقال في حينها و حصل عن كتابه الثاني"الحالة التركية وتحولاتها " عام ١٩٩٨علي جائزة الدولة التشجيعية ثم تفرغ لتاريخ الاديان والفلسفة في كل الحضارات ودراسة التجربة الإنسانية لمدة ١٥ عام تفرغ خلالها لهده التجربة الذي انجز فيها ٢٧ كتاب حصل عنها علي جائزة الدولة التقديرية ٢٠٢٣.
وأكد صلاح سالم إنه راضي عن كتاباته ومشواره المهني لانه لم يجبر يوما علي كتابة شيء خارج قناعاته وإنه يتمني في المرحلة القادمة ان يكتب عن الإنسان وسموه وهذا هو الهدف الذي يريد ان يكتب عنه ما تبقي من حياته.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدولة المصرية فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيلها.. حكايات وأسرار من حياة زينات صدقي مع المثقفين والأدباء في جلسات المزاج
صاحبة حضور طاغٍ وروح دعابة جعلتها قريبة من المثقفين والأدباء الذين عشقوا بساطتها وخفة ظلها، زينات صدقي التي تحل اليوم ذكرى رحيلها، "أشهر عانس في السينما المصرية"، ليست مجرد ممثلة كوميدية موهوبة، بل كانت شخصية تحمل في طياتها ثقافة الحياة وتجاربها، مما جعلها مادة خصبة لحكايات لا تُنسى في مجالس الفن والأدب.
زينات ونجوم الفكر في "جلسات المزاج"
عُرفت زينات بعلاقتها الوطيدة ببعض رموز الفكر والأدب، مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وغيرهم من الكتّاب الذين كانوا يلتقون في المقاهي والمنتديات الثقافية، كان نجيب محفوظ من المعجبين بشخصيتها الفريدة، وغالبًا ما كان يلتقي بها في جلسات فنية يتصدرها الحديث عن السينما والمجتمع، ويقال إنها ذات مرة مازحته قائلة: ("يا أستاذ نجيب، إنت بتاخد جايزة نوبل في الأدب، وأنا واخدة نوبل في الضحك" فضحك محفوظ بشدة وردّ: "وأي جائزة أهم من الضحك؟").
أما توفيق الحكيم، الذي كان معروفًا بميوله الفلسفية وحبه للعزلة، فقد وجد في زينات نقيضًا له، لكنها كانت تستطيع إخراجه من جديته بتعليقاتها الساخرة، ويُحكى أنها قابلته ذات مرة وسألته عن أحد كتبه الجديدة، فردّ متحفظًا، فقالت له: "طبعًا كتاب مليان حكم وفلسفة، بس قول لي فيه ضحك شوية ولا كله كآبة؟" فضحك الحكيم وأخبرها أن روحها المرحة تسبقها إلى أي مكان.
مواقف طريفة مع الأدباء
تحكي بعض الروايات أن زينات حضرت إحدى الندوات الأدبية الكبرى التي كان فيها يوسف إدريس، والذي كان معروفًا بحبه للقصص الواقعية والشخصيات الشعبية، وبينما كان يتحدث عن المرأة في الأدب المصري، قاطعته زينات قائلة: "يعني أنا لو كنت بطلة في رواية عندك، كنت هتبقى حكايتي إيه؟" فأجابها ضاحكًا: “أكيد هتبقي رمز البهجة وسط المعاناة، وأنتِ أحق ببطولة أي رواية فيها حياة.”
خفة ظلها التي لا تُنسى
كانت زينات صدقي نموذجًا فريدًا للمرأة التي تحمل بداخلها ثقافة شعبية فطرية، جعلتها قريبة من الجميع، حتى من طبقة المثقفين التي ربما لم تكن في دائرتها المباشرة، لكنها بأسلوبها العفوي وروحها النقية، جعلت الجميع يشعرون بأنهم في حضرة شخصية استثنائية، تمتلك بساطة الناس وذكاءً يضاهي كبار المفكرين.
ورغم أن الأضواء خفتت عن زينات في أواخر حياتها، إلا أن ذكرياتها مع الأدباء والمثقفين بقيت حاضرة في الكواليس والمجالس، شاهدة على زمن كان فيه الضحك والثقافة يسيران جنبًا إلى جنب.
زينات صدقي والفكاهة كوسيلة للنقد الاجتماعي
لم تكن زينات مجرد "خفيفة ظل"، بل كانت تمتلك ذكاءً اجتماعياً جعلها قادرة على فهم قضايا عصرها وتقديمها بطريقة ساخرة، كانت تدرك تمامًا أن الكوميديا ليست مجرد ضحك، بل وسيلة لطرح قضايا الناس، وهو ما جعلها قريبة من الأدباء الذين رأوا فيها نموذجًا للمرأة الشعبية الواعية.
مثلاً، يُقال إنها حضرت ذات مرة ندوة أدبية حول "أزمة المرأة في المجتمع"، فجلست في الصفوف الأولى وهي تستمع بانتباه، وعندما سألها أحد الصحفيين عن رأيها، قالت: "أنا شايفة إن أزمة المرأة في الجواز، مش في المجتمع، الواحد لازم يلاقي عريس الأول وبعدين يفكر في القضايا الكبيرة" فضجت القاعة بالضحك، لكنها كانت في الحقيقة تشير إلى أزمة العنوسة التي كانت قضية اجتماعية بارزة آنذاك.
ذكرياتها في المقاهي الثقافية
كانت زينات من روّاد بعض المقاهي الشهيرة التي يجتمع فيها المثقفون، مثل مقهى ريش، والزيتونة، وكسّاب، هذه الأماكن لم تكن مقتصرة على الأدباء فقط، بل كانت ملتقى لكل من يحب الحوار والفن، في أحد اللقاءات، سألها صحفي عن رأيها في المسرح التجريبي، فردّت ممازحة: "يعني إيه تجريبي؟ إحنا جرّبنا كل حاجة ولسه بنجري ورى الجمهور" فتعالت الضحكات، لكنها في العمق كانت تشير إلى معاناة المسرح في جذب الجمهور أمام زحف السينما والتلفزيون.
رسائل نجيب محفوظ إليها
يُروى أن نجيب محفوظ كان يُكنّ احترامًا كبيرًا لزينات صدقي، لدرجة أنه أرسل لها رسالة في أواخر أيامها بعد أن تدهورت حالتها المادية، قائلاً: "لا يمكن أن ننسى من أضحك مصر ورسم الابتسامة على وجوهنا، أنتِ تاريخ لن يُمحى"، وكانت هذه الرسالة واحدة من لحظات التقدير القليلة التي أسعدتها في سنواتها الأخيرة.
تراثها الممتد في الذاكرة الثقافية
على الرغم من أن زينات لم تكن كاتبة أو مفكرة بالمعنى التقليدي، إلا أنها كانت "مثقفة بالفطرة"، تفهم المجتمع وتعبر عنه بلغة الناس، مما جعلها قريبة من الأدباء الذين وجدوا فيها "حكاية تمشي على قدمين"، تنبض بالحياة والمرح، وتختزن في داخلها تجارب تستحق أن تُروى.