بقدر ما قد ترغب الإدارة الأمريكية في إبقاء الصراع محصوراً في غزة بين إسرائيل والمقاومة وعلى رأسها "حماس"، فإن الحقيقة هي أنه امتد إلى عدة بلدان أخرى، وغذت عدم الاستقرار والعنف في المنطقة.

هكذا يتحدث الكاتب دانيال لاريسون، في مقال نُشر على موقع "ريسبونسبل ستيتكرافت"، وترجمه "الخليج الجديد"، مستنكرا إنكار إدارة الرئيس جو بايدن، أي صلة بين الحرب في غزة والصراعات المستمرة التي تشارك فيها القوات الأمريكية في العراق وسوريا واليمن.

ويقول إنه لأمر ضار للشعب الأمريكي والعسكريين الأمريكيين أن نتظاهر بأن الدعم الأمريكي للحرب في غزة لم يكن له بالفعل عواقب سلبية خطيرة على الاستقرار الإقليمي وعلى القوات الأمريكية في المنطقة، في حين أنه كان له بالفعل عواقب سلبية خطيرة.

ويلفت إلى الهجوم على القاعدة العسكرية "البرج 22" على الحدود السورية الأردنية، الأحد الماضي، ما أوقع 3 جنود أمريكيين قتلى، فضلا عن إصابة 40 آخرين، وهو الحادث الأول الذي يقع فيه قتلى، بعد نحو 150 هجوما على القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، منذ اندلاع حرب غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وعندما سُئل عن هذا "نفس الصراع الأكبر" في مؤتمر صحفي الأربعاء، نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، أي صلة بين غزة والقتال الأمريكي مع الحوثيين أو الضربات المتبادلة بين الميليشيات المحلية وقوات الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً

50 مدينة أمريكية تطالب بايدن بالضغط لوقف حرب غزة

وقال كيربي: "أنا لا أتفق مطلقًا مع وصفك بالصراع الأكبر.. هناك صراع يدور بين إسرائيل وحماس.. وسنتأكد من أننا نواصل تزويد إسرائيل بالدعم الذي تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد هذا التهديد الذي لا يزال قائما".

وأضاف: "كانت هناك هجمات على قواتنا ومنشآتنا في العراق وسوريا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، أما بالنسبة للحوثيين، فيمكنهم الادعاء بأن كل ما يريدونه مرتبط بغزة، لكن ثلثي السفن التي يضربونها ليس لها أي صلة بإسرائيل على الإطلاق.. لذلك هذا ليس صحيحا، إنه كذب".

ويعلق لاريسون على إجابة كيربي بالقول إنها "مضللة وكاذبة".

ويلفت إلى أن الجماعة المظلة في العراق التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم في الأردن (المقاومة الإسلامية في العراق)، صراحة أن هجومها كان مرتبطا بالحرب في غزة.

وأكدت قيادة الحوثيين أن هجماتها ستستمر طالما استمرت الحرب.

ويضيف: "قد يكون قرار الجهات الفاعلة الأخرى بالقفز على عربة قضية ما، أمرًا ساخرًا أو لا، ولكن لا يمكن إنكار أنهم قفزوا إلى العربة".

اقرأ أيضاً

هآرتس تكشف عن فريق بايدن الكبير للتعامل مع حرب غزة.. دائرة ضيقة وواسعة

ويتابع الكاتب: "إن رفض مواجهة حقيقة الارتباط بين هذه الصراعات، يضمن أن الولايات المتحدة سوف تلاحق سياسات غير فعّالة وهدّامة من خلال تجاهل حقيقة مفادها أن المفتاح إلى نزع فتيل التوترات الإقليمية يتلخص في إنهاء الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن".

ويزيد: "لم يذكر كيربي أن هجمات الميليشيات على القوات الأمريكية في العراق وسوريا توقفت لعدة أشهر قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، بسبب التفاهم الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وإيران، فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى".

ويستطرد: "لم تستأنف تلك الهجمات إلا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، قبل أن ترتفع إلى مستويات قياسية".

ويشير لاريسون: "لدى الميليشيات المحلية أسباب إضافية خاصة بها لاستهداف القوات الأمريكية قبل الحرب، لكن لا توجد طريقة لفهم شدة الهجمات في الأشهر الأخيرة أو توقفها أثناء توقف القتال في غزة العام الماضي، دون الاعتراف بارتباطها ببعضها البعض".

الأمر نفسه ينطبق على هجمات الحوثيين، وفق المقال، فلم يشن الجماعة اليمنية حملة ضد الشحن التجاري خلال حربهم مع التحالف السعودي، لذا فإن هذا ليس بالأمر الذي فعلوه عادة منذ الاستيلاء على السلطة في عام 2014.

وكانت هجمات الحوثيين الأولى بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، موجهة إلى إسرائيل نفسها، قبل أن تحول تكتيكاتها إلى استهداف السفن التجارية، لكن كان من الواضح أنهم كانوا يفعلون ذلك رداً على الحرب.

اقرأ أيضاً

بيرني ساندرز يدعو إدارة بايدن للتحرك لإنهاء كارثة حرب غزة.. ماذا قال؟

ويلفت لاريسون إلى أنه "لا شك أن الحوثيين يتصرفون بشكل انتهازي ويشنون هذه الهجمات جزئيًا لتعزيز حظوظهم السياسية في اليمن، لكن هذا لا يغير حقيقة أن هذه الهجمات تحدث الآن بسبب الحرب في غزة".

ويتابع: "إذا كان هذا صحيحًا، فمن المعقول أيضًا استنتاج أن الهجمات ضد السفن يمكن أن تنتهي بوقف إطلاق النار هناك أيضًا".

ويزيد: "لدى إدارة بايدن حوافز سياسية قوية لإنكار الروابط بين هذه الصراعات المختلفة، وإذا اعترفوا بوجود صلة، فإن ذلك يجعل من الصعب عليهم تبرير دعمهم غير المشروط للحرب الإسرائيلية بسبب التكاليف الأكبر المترتبة على ذلك، كما أنه يقوض حجتهم للقيام بعمل عسكري في اليمن ضد الحوثيين".

ويحتاج البيت الأبيض إلى أن يعتقد الأمريكيون أن تكاليف الدعم المستمر للحرب أقل مما هي عليه الآن، ويحتاجون أيضاً إلى أن يقتنع الأمريكيون بأن الضربات على اليمن لا تتعلق بمعارضتهم العنيدة لوقف إطلاق النار في غزة، وفق لاريسون.

ويضيف: "الآن بعد أن سقط قتلى أمريكيون جراء هجوم شنته ميليشيات عراقية، تريد الإدارة تجزئة كل صراع حتى لا يستنتج الشعب الأمريكي أن جنودهم يقتلون بسبب حرب خارجية، اختار الرئيس دعمها دون شروط".

ويلفت الكاتب إلى إصرار الإدارة الأمريكية على أنها تريد منع نشوب حرب إقليمية، لكن ذلك لن ينجح إذا فشلت في إدراك العلاقات بين الحملة الإسرائيلية وما يحدث في أماكن أخرى في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً

بايدن لنتنياهو: لن أدعم حربا مستمرة لمدة عام في غزة

ويتابع: "لقد أدى إنكار الارتباط مع غزة في اليمن بالفعل إلى خطأ التصعيد ضد الحوثيين، ولم يفعل ذلك أي شيء لجعل الشحن التجاري أكثر أمانًا، لكنه دفع الولايات المتحدة إلى معركة أخرى مفتوحة غير ضرورية".

ويزيد: "كما ارتكب بايدن خطأ مماثل بقصف سوريا والعراق، رداً على هجوم الطائرات بدون طيار في الأردن".

ويخلص المقال إلى أنه "يمكن للولايات المتحدة أن تختار توريط نفسها بشكل أعمق في صراعات الشرق الأوسط كما تفعل الآن، أو يمكنها أن تدرك عبث وحماقة السير على نفس الطريق المسدود الذي سلكته من قبل".

ويزيد: "إذا أرادت واشنطن تجنب التورط في صراعات جديدة، فعليها أن ترفض طريق التصعيد، وعليها أن تتوقف عن تأجيج الحرب في غزة التي تعد أحد المحركات الرئيسية لعدم الاستقرار الإقليمي".

ويقول لاريسون، إنه على المدى الطويل، "تحتاج الولايات المتحدة إلى تقليل وجودها العسكري في المنطقة لتجعل من الصعب على الجهات الفاعلة الأخرى ضرب القوات الأمريكية، كما تحتاج إلى إعادة تقييم علاقاتها مع عملائها وتقليصها بشكل كبير".

ويختتم المقال بالقول: "يستحق الجمهور محاسبة صادقة عما تفعله حكومتنا في الشرق الأوسط، وفي الوقت الحالي لا يقدم البيت الأبيض أي شيء قريب من ذلك، وإذا لم يغير بايدن مساره، فإن أقل ما يمكنه فعله هو أن يصارح الشعب الأمريكي بالتكاليف الكاملة للاستمرار في المسار الخطير الذي اختاره".

اقرأ أيضاً

بعد حرب غزة.. بايدن يخطط لصفقة إقليمية كبرى قبل الانتخابات

المصدر | دانيال لاريسون/ ريسبونسبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن البيت الأبيض حرب غزة اضطرابات إسرائيل العراق سوريا الحوثيون أکتوبر تشرین الأول القوات الأمریکیة الولایات المتحدة الأمریکیة فی الشرق الأوسط الحرب فی غزة فی العراق اقرأ أیضا حرب غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

احتجاجات وتحريض واسع ضد كتاب يتحدث عن حماس في جامعة بريطانية

اندلعت حالة من الجدل والتظاهرات المتبادلة وحتى الاشتباكات بين أنصار القضية الفلسطينية ومؤيدي الاحتلال الإسرائيلي في حرم كلية لندن للاقتصاد، بسبب استضافة الجامعة لحفل إطلاق كتاب يحمل عنوان "فهم حما:س ولماذا هذا مهم".

وجاءت الفعالية لتكون بمثابة إطلاق للكتاب (اسمه الأصلي Understanding Hamas And Why That Matters)، الذي حرره كل من هيلينا كوبان، ورامي خوري، ونشرته دار أو آر بوكس، وبمساهمات من باولا كاريدي، وجيروين جونينج، وخالد حروب، ومعين رباني، وعزام التميمي.

وبحسب دار النشر، يقدم الكتاب، الذي يسهل الوصول إليه والموثوق به، نظرة ثاقبة ضرورية للغاية لحركة يساء فهمها على نطاق واسع، والتي سيكون مشاركتها في حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني أمرا بالغ الأهمية.

View this post on Instagram A post shared by Liberation Links (@liberation_links)
وفي مختلف الخطابات السائدة في الغرب، تعرضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتشويه شديد، واعتبارها "إرهابية" أو أسوأ من ذلك، واشتدت هذه الحملة بعد إنطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، التي جاءت ردا على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بسحب ما أكدت الحركة.


ويقدم الكتاب نفسه على أنه لا يدافع عن حماس ولا يقف ضدها في نفس الوقت، بل يهدف في سلسلة من المحادثات الغنية والمتعمقة مع خبراء بارزين، إلى "تعميق فهم حركة تشكل لاعبا رئيسيا في الأزمة الحالية".

 وينظر الكتاب، من بين أمور أخرى، إلى التحول الحاسم الذي شهدته حركة حماس من النشاط الاجتماعي والديني إلى المشاركة السياسية الوطنية؛ والتوازن الدقيق بين الجناحين السياسي والعسكري لها؛ وتحولها من الميول المعادية لليهود في وقت مبكر إلى موقف يميز بين اليهودية والصهيونية.

Starting now at the @LSE, Helena Cobban @helenacobban discusses her co-edited book, 'Understanding Hamas And Why That Matters', with @GunningJeroen and @CataWinnie https://t.co/i20yDNHA45 — OR Books (@orbooks) March 10, 2025
والاثنين، أقيمت ندوة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، بمشاركة كاثرين شاريت من جامعة وستمنستر، وهيلينا كوبان من مؤسسة التعليم العالمي العادل، وجيروين جانينج من مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، ومعين رباني من مجلة "جدلية"، بينما كان مايكل رئيس الجلسة من مركز الشرق الأوسط بكلية لندن.

ويأتي إصدار الكتاب في وقت حساس، حيث بدأت إدارة ترامب، التي تدعم "إسرائيل" دون شروط، مفاوضات مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وهي خطوة أثارت حالة في الغضب في "إسرائيل" باعتبار انها تتجاوز رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي يُتهم بتقديم بقائه السياسي على تأمين إطلاق سراح الأسرى.

كما يأتي النشر وسط نقاش متجدد حول سياسات الغرب تجاه حماس، وتصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، التي اعترف فيها بأن مقاطعة حماس بعد فوزها في انتخابات 2006 كان خطأً، مؤكدًا أن التعامل مع الحركة ضروري لأي حل مستقبلي.

ماذا قالوا؟
وصف الصحفي والمؤلف ومخرج الأفلام الأمريكي ماكس بلومنثال بأنه تمهيدي وسهل الوصول إليه وشامل يستند إلى خبرة حقيقية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.

ووصف عالم السياسة الأمريكي والباحث في العلاقات الدولية والأستاذ في جامعة شيكاغو الكتاب بأنه "مهم حقا ويجب أن يقرأه كل من يهتم بجدية بفهم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وأكدت الناشطة السياسية الأمريكية ميديا بنجامين "لا أستطيع أن أتركه (الكتاب) وأوصي به بشدة لأي شخص مهتم بمحنة الشعب الفلسطيني".

أما تشارلز دبليو فريمان الابن، وهو دبلوماسي وكاتب أمريكي متقاعد، وخدم في الخارجية الأمريكية ووزارتي الخارجية والدفاع في العديد من المناصب المختلفة وشغل منصب السفير الأمريكي في السعودية من عام 1989، فقد قال عن الكتاب: "في عالم حرب المعلومات، حيث لا يوجد إلا القليل من الحقيقة وكل إهانة يمكن تصديقها، فإن الوصول الموثوق إلى الحقائق أمر لا يقدر بثمن".

وأضاف السفير السابق فريمان، الذي عمل أيضا كمترجم رئيسي للرئيس الأمريكي الأسبق، ريتشارد نيكسون، أن  كتاب "فهم حماس يخبرنا بما يحدث كما هو".

بينما قال جوناثان كُتّاب، هو أحد مؤسسي منظمة حقوق الإنسان الفلسطينية "الحق" ومحامٍ معروف في مجال حقوق الإنسان الدولية، عن الكتاب: إنه "أمر حيوي وفي الوقت المناسب.. لا أحد يستطيع التعامل مع القضية الفلسطينية، أو مع غزة، دون فهم حماس والتصالح معها".

تحريض واسع
قبل أسبوع من إقامة الحدث، حذرت وزارة الداخلية البريطانية المتحدثين المشاركين في فعالية "فهم حماس" من أنهم سيواجهون "القوة الكاملة للقانون" إذا أعربوا عن دعمهم لـ"المنظمة الإرهابية المحظورة".


وبحسب ما نقلت صحيفة "جويش نيوز"، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الشرطة "تراقب بشكل روتيني أي خروقات لقانون الإرهاب"، داعية أي شخص يشارك في الفعالية إلى "التفكير بجدية في أفعاله وأي آراء يخطط للتعبير عنها علنا".

وأضافت الصحيفة أن وزيرة الداخلية إيفات كوبر، من بين كبار الوزراء في الحكومة الذين "يشعرون بالقلق" إزاء التأثير المحتمل للحدث في كلية لندن، والذي يتناول كتاب بعنوان "فهم حماس ولماذا هذا مهم".

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: "إن الأمن القومي يظل على رأس أولوياتنا، وحماس منظمة محظورة، ومن المخالف للقانون أن تكون عضوا فيها أو تدعو إليها أو تعبر عن دعمك لها، وهو ما يعاقب عليه بالسجن لمدة أقصاها 14 عاما أو غرامة غير محدودة".

So, in summary...

Last night at the London School of Economics a group of #Palestine protesters were out in opposition against a group of #Israel counter-demonstrators who were calling out LSE over the book launch event for "Understanding Hamas: And Why That Matters." pic.twitter.com/vIowVFq2wE — Matt Capon (@MattLCapon) March 11, 2025
وأضاف "في حين أن الأمر متروك للشرطة لتحديد ما إذا كانت الجريمة قد ارتُكبت، وتراقب الشرطة بشكل روتيني الانتهاكات لقانون الإرهاب، فإن أي شخص يثبت ارتكابه جريمة سيواجه القوة الكاملة للقانون".

واعتبرت الصحيفة أن المسؤولين كلية لندن تلقوا "تحذيرا صارما بشأن عواقب المتحدثين الذين يروجون بنشاط لحماس في الحدث، وأنه تم تغيير الملاحظات الترويجية للحدث على موقع الكلية على الإنترنت في ثلاث مناسبات، مما أدى إلى تخفيف حدة التعليقات الأصلية على حماس".

ويذكر أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، أقر مجلس العموم البريطاني المذكرة التي تقدمت بها وزيرة الداخلية حينها بريتي باتيل، لتصنيف حركة حماس بجناحيها السياسي والعسكري "إرهابية".

وطالب كل من مجلس النواب وجماعات أخرى، بما في ذلك حملة مكافحة معاداة السامية، بإلغاء الحدث، معتبرين أنه "من الصعب رؤية هذا إلا كمحاولة لتبرير جماعة محظورة باعتبارها منظمة إرهابية في هذا البلد".

The scene outside LSE this evening, as Hamas is about to be whitewashed inside. They dress like terrorists because they love terrorists.

This is British academia in 2025. A stinking hatred swamp. pic.twitter.com/cxcyM6boxU — habibi (@habibi_uk) March 10, 2025
كما كتب اتحاد المحامين البريطانيين من أجل "إسرائيل" (UKLFI) إلى البروفيسور لاري كرامر، رئيس ونائب مستشار الكلية لـ "التنبيه إلى المخاوف القانونية بشأن استمرار الحدث".

ورغم اعترافهم بأن الكلية ملزمة بضمان حرية التعبير داخل المؤسسة، أشار اتحاد UKLFI أيضًا إلى "تصنيف حماس كمنظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000".

بدورها، قالت رابطة الطلاب اليهود إنها "تشعر بقلق بالغ" بشأن الحدث، وأنه "يخاطر بمنح الشرعية لحركة حماس بدلاً من تحليل أفعالها وأيديولوجيتها وتأثيرها بشكل نقدي".

وخلال الأسبوع الماضي، صرّح متحدث باسم وزارة التعليم قائلا: "بينما يحق للجميع التعبير عن آرائهم السياسية، فإن مؤسسات التعليم العالي ملزمة بحماية حرية التعبير والحرية الأكاديمية ضمن إطار القانون، ولكن يجب أن تكون أي مناقشات قانونية".

وأضاف: "تقع على عاتق أي جامعة، باعتبارها مؤسسة مستقلة، مسؤولية ضمان قانونية الخطاب في الفعاليات التي تستضيفها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمنظمات إرهابية محظورة".

Understanding Hamas project: Understanding Hamas - Just World Educational
Understanding Hamas book: UNDERSTANDING HAMAS: And Why That Matters | Helena Cobban & Rami G. Khouri | OR Books#Gaza #Palestine #Hamas #Israel pic.twitter.com/TegSsYmEvq — JustWorldEd (@JustWorldEd) March 6, 2025
وقالت الصحيفة الداعمة لـ"إسرائيل" أن منشورات مؤلفة الكتاب هيلينا كوبان، تضمنت  استخدامًا متكررًا لمصطلح "Zios" (داعمو الصهيونية) عند الإشارة إلى الصحفيين والنشطاء الداعمين لـ"إسرائيل".

وذكرت أنها علّقت على تأكيد مقتل عائلة بيباس في غزة (أم طفليها أكدت المقاومة مقتلهم في قصف إسرائيلي)، وشاركت منشورًا يدعي أن "التعامل مع مقتل طفلين إسرائيليين كخبر صادم، بينما يتم تجاهل أو تبرير مقتل أكثر من 20,000 طفل فلسطيني، هو عنصرية وتبرير للإبادة الجماعية".


وطال التحريض أيضا المؤلف المشارك رامي خوري، فهو مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت، وجرى نقل بعض تصريحاته التي أكد فيها أن الدعاية الإسرائيلية الفعالة شيطنت حماس في الغرب منذ فترة طويلة باعتبارها "جماعة إرهابية متهورة وشرسة تسعى إلى تدمير إسرائيل".

بدورها، اتهمت السفيرة الإسرائيلية في بريطانيا جامعة رائدة بـ "توفير منصة للدعاية لحماس" من خلال استضافة حفل إطلاق كتاب.

ودعت تسيبي هوتوفلي كلية لندن للاقتصاد إلى إلغاء المحاضرة حول الكتاب، معتبرة أن "ذلك من شأنه زيادة الدعم للجماعة الإرهابية بين الطلاب".

Last night, anti-terror demonstrators gathered outside LSE in protest to the university’s decision to host a book launch that sympathises with and offers a platform to Hamas - a terror group proscribed under UK law.

I wrote to LSE’s Vice Chancellor raising my concerns about the… pic.twitter.com/bwwKYtlfzk — Tzipi Hotovely (@TzipiHotovely) March 11, 2025
وفي رسالة إلى لاري كرامر، رئيس كلية لندن للاقتصاد، كتبت هوتوفلي: "أشعر بقلق عميق من أن الحدث يوفر منصة للدعاية لحماس - وهي منظمة إرهابية محظورة بموجب قانون المملكة المتحدة، وأخشى أن يؤدي الترويج لمثل هذا الكتاب، الذي يتعاطف مع حماس ويبرر بقاءها ووجودها، إلى زيادة الدعم لمنظمة إرهابية وحشية بين طلابك وخارجهم".

في كانون الثاني/ يناير 2024، اكتسبت عريضة "Change.org"، التي تدعو إلى طرد السفيرة الإسرائيلية لدى بريطانيا تسيبي هوتوفلي، زخمًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة.

وتؤكد العريضة، أن هوتوفلي "تستخدم لغة إبادة جماعية بشكل علني، وتدعو إلى ارتكاب أعمال إبادة جماعية، فيما يستمر التطهير العرقي في قطاع غزة والضفة الغربية".

وواجهت دعوة علنية إلى تدمير غزة بالكامل أطلقتها هوتوفلي ضمن برنامج تلفزيوني على قناة "إل بي سي" البريطانية هجومًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين داعمين للفلسطينيين، ليوقع أكثر من 100 ألف شخص على عريضة تطالب الحكومة البريطانية بطردها من البلاد.

هوتوفلي كانت قالت خلال ذلك: "أحد الأمور التي أدركناها أنه في كل المدارس والمساجد والأنفاق في غزة هناك منازل خاصة للوصول إلى الأنفاق".

ورد عليها مقدم البرنامج إيان ديل بسؤال: هذه الحجة تُبرر تدمير غزة بأكملها؟، فأجابته سفيرة إسرائيل في بريطانيا: هل لديك حلّ آخر لتدمير مدينة الأنفاق تحت الأرض؟.

وفي عام 2021، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا مع حادثة طرد هوتوفلي، من قبل طلبة كلية الاقتصاد في لندن، وذلك خلال مشاركتها في ندوة عن الشرق الأوسط بالكلية.

وقد قوبل تصرف الطلبة في كلية الاقتصاد بترحيب واسع من الناشطين على المنصات العربية الذين احتفوا بخطوة الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاج على وجود السفيرة الإسرائيلية والاحتلال الإسرائيلي.



ولم تتوقع السفيرة الإسرائيلية أن تُستقبل بهذا الاستهجان من الطلاب والنشطاء الذين دفعوها إلى الفرار، وسط هتافات مناهضة لـ"إسرائيل".

موقف الكلية
ودافع متحدث باسم كلية لندن للاقتصاد عن الحدث قائلا: إن حرية التعبير وحرية التعبير تدعم كل ما نقوم به في كلية لندن للاقتصاد، ونشجع الطلاب والموظفين والزوار بشدة على مناقشة القضايا الأكثر إلحاحًا في جميع أنحاء العالم".

وأضاف "نستضيف عددا هائلا من الأحداث كل عام تغطي مجموعة واسعة من وجهات النظر والمواقف، ولدينا سياسات واضحة لضمان تسهيل المناقشات في هذه الأحداث وتمكين جميع أعضاء مجتمعنا من دحض الأفكار بشكل قانوني وحماية حقوق الأفراد في حرية التعبير في إطار القانون".

المشاركون في الحدث 
هيلينا كوبان، مؤلفة الكتاب، وهي كاتبة وباحثة بريطانية أمريكية، وتُعتبر خبيرة في العلاقات الدولية، مع تركيز خاص على شؤون الشرق الأوسط، والنظام الدولي، والعدالة الانتقالية.

 وشغلت كوبان منصب زميل أول غير مقيم في مركز السياسة الدولية بواشنطن العاصمة، وهي المديرة التنفيذية لشركة النشر التي أسستها، "جاست وورلد بوكس"، بالإضافة إلى رئاستها للمنظمة التعليمية غير الربحية "جاست وورلد إديوكيشِنال".

خلال مسيرتها المهنية، ساهمت كوبان في العديد من المنصات الإعلامية وألّفت سبعة كتب، ومن أبرز أعمالها كتاب "المنظمة تحت المجهر" (1984)، الذي يتناول الخلفيات التاريخية لقيام منظمة التحرير الفلسطينية والحركات الفلسطينية الرئيسية، وكتاب "لبنان: 400 سنة من الطائفية"، الذي يستعرض التاريخ الطائفي في لبنان.

Understanding Hamas project: Understanding Hamas - Just World Educational
Understanding Hamas book: UNDERSTANDING HAMAS: And Why That Matters | Helena Cobban & Rami G. Khouri | OR Books#Gaza #Palestine #Hamas #Israel pic.twitter.com/Q6lzbWkxTl — JustWorldEd (@JustWorldEd) January 23, 2025
قدمت كوبان إسهامات ملحوظة في دراسة السياسة الفلسطينية، وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، والسياسة اللبنانية، وعملية السلام السورية الإسرائيلية، وحرب الولايات المتحدة على العراق، ودراسات الشرق الأوسط بشكل عام. 

رامي جورج خوري، مؤلف مشارك في الكتاب، وصحفي وكاتب ومحلل سياسي لبناني أمريكي، يُعرف بعمله في تحليل قضايا الشرق الأوسط، خاصة الصراع العربي الإسرائيلي، والسياسة الفلسطينية، وشؤون العالم العربي بشكل عام، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة جوردان تايمز.


كاثرين شاريت، محاضرة أولى في العلاقات الدولية بجامعة وستمنستر، وتشمل اهتماماتها البحثية وجهات النظر المناهضة للاستعمار والإمبريالية بشأن السيادة والدبلوماسية. 

وكان بحث كاثرين للدكتوراه، الذي أكملته في جامعة أبيريستويث حول دبلوماسية الاتحاد الأوروبي وحماس في أعقاب الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. 

جيروين جانينج، أستاذ زائر في مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد وأستاذ في السياسة الشرق أوسطية ودراسات الصراع في قسم الاقتصاد السياسي وفي معهد دراسات الشرق الأوسط في كينجز كوليدج لندن. 

يعد جانينج أحد مؤسسي مجال دراسات الإرهاب النقدية وقام بالتدريس وتقديم المشورة لصناع السياسات ومنظمات المجتمع المدني.

معين رباني، المحرر المشارك في مجلة "جدلية"، وهو رئيس تحرير مجلة بناء السلام والتنمية ومحلل أول سابق في شؤون "إسرائيل" وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية.

مايكل ماسون، مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن، وهو أيضًا أستاذ في الجغرافيا البيئية في قسم الجغرافيا والبيئة في الكلية، وزميل في معهد غرانثام للأبحاث حول تغير المناخ والبيئة، وهو مهتم بالسياسات البيئية والحوكمة كما يتم تطبيقها على مسائل المساءلة والأمن والسيادة. 

مقالات مشابهة

  • مطارا مسقط وصلالة يتوّجان بجوائز جودة خدمة المطارات
  • تتويج مطاري مسقط وصلالة بجوائز جودة خدمة المطارات في الشرق الأوسط
  • تمارا حداد: إسرائيل قد لا تكون قادرة على الدخول فى حرب ثانية
  • احتجاجات وتحريض واسع ضد كتاب يتحدث عن حماس في جامعة بريطانية
  • العراق في صدارة الدول الأكثر تلوثاً في الشرق الأوسط
  • معادلات جديدة تعتري الشرق الأوسط
  • الاستخبارات الأمريكية تمنع وصول مسؤولي بايدن السابقين إلى المعلومات السرية
  • روسيا وتركيا تبحثان الوضع في سوريا
  • ويتكوف يتوقع تحقيق تقدم كبير في محادثات أوكرانيا هذا الأسبوع
  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن