مرور 49 عاما على وفاة أم كلثوم.. جوائز وأوسمة خلدت اسم «كوكب الشرق»
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
أم كلثوم.. صاحبة الصوت العذب والطلة الراقية والكلمات الشجية، ملكة العقول والقلوب، صاحبة الصوت الذهبي الذي أذهل المشرق والمغرب، إنها كوكب الشرق أم كلثوم، والتي يحل علينا اليوم ذكرى وفاتها.
ويستعرض «الأسبوع» في السطور التالية صفحات من تاريخ أم كلثوم.
نشأة أم كلثومولدت أم كلثوم لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، الخديوية المصرية، كان والدها الشيخ إبراهيم إماما ومؤذنا لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل ربة منزل، ولها أخت متزوجة اسمها رقية وأخ اسمه خالد أكبر منها.
تضاربت مصادر تاريخ ميلادها الدقيق، فبعض المصادر تشير إلى أن تاريخ ميلادها يعود لتاريخ 31 ديسمبر 1898، ومصادر أخرى ترجح أن ميلادها يرجع لتاريخ 4 مايو 1908م وهو المذكور في سجل مواليد المحافظة.
وعاشت العائلة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني. وكان الدخل المادي للأسرة منخفض، حيث إن المصدر الرئيس للدخل هو والدها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية، ومع ذلك لم يكن مجموع دخله من عمله الاصلي كمؤذن وعمله الإضافي كمنشد يتجاوز العشرين قرشا
أول حفل غنائي لأم كلثوموذات مرة سمعت أباها يُعلم أخيها خالد القصائد والتواشيح ليساعده في عمله الإضافي، ومع التكرار حفظت ما سمعته وبدأت تقليد والدها دون قصد وهي تلعب مع دميتها، وعندما سمع والدها ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء مقابل طبق حلوى المهلبية، وكان أول حفل فيه خمسة عشر شخصا فقط، فغنت وصفق لها الجمهور وأخذت طبق المهلبية كأول أجر لها.
هكذا كان الحال طيلة الحفلات اللاحقة وأصبح والدها يدربها مع أخيها خالد إلى أن أُشتهروا في القرى المجاورة، وتمكنت لأول مرة من أن تساعد والدتها ماديًا، ففي أحد الحفلات اعطاها أحد الاشخاص قطعة فضية من فئة العشرة قروش بعد أن أعجب بصوتها، فخبأتها في منديلها إلى أن عادت للمنزل فأعطتها والدتها. لاحقا ارتفع أجر حفلتهم الواحدة إلى ربع جنيه، ثم جنيه واحد، فجنيه ونصف! وأصبحوا قادرين على الذهاب للقرى المجاورة ركوبا القطار في الدرجة الثالثة.
زارت القرى واحدة تلو الاخرى وشاء القدر أن تترك في كل قرية عددا من المعجبين بصوتها، وبدأت تكتشف أن العالم أكبر من هذه القرى، وأن هناك مدينة اسمها القاهرة، وحدث ذلك عندما سمع عز الدين يكن باشا بها ودعاها لإحياء ليلة الإسراء والمعراج، فكانت تلك أول زيارة لها للقاهرة وعندما بدأت الغناء انبهر الحضور بصوتها، كما أعجبت سيدة القصر بها فأعطتها خاتما ذهبيا وثلاث جنيهات أجراً لها، ثم تكررت زياراتها للقاهرة بعد ذلك.
وتفوقت أم كلثوم في 6 أفلام للسينما المصرية أبرزها فيلم دنانير وتدور أحداثه حول حياة الفتاة البدوية "دنانير" ذات الصوت العذب بين حياة الصحراء وبساطتها وبين بذخ وفتن قصور الإمارة فى عهد هارون الرشيد.
أهم أعمال أم كلثومتميزت أم كلثوم بصوتها القوي والعميق وقدرتها على التعبير عن المشاعر بطريقة مؤثرة، حيث كانت تستخدم تقنيات فنية متقدمة في أدائها للأغاني، مثل التزامن الكامل بين الكلمات والموسيقى والتلاعب بالإيقاعات والتركيز على التفاصيل الصوتية الدقيقة.
وأصبحت أم كلثوم رمزًا للفن العربي، وأغانيها تعتبر تراثًا ثقافيًا لا يموت. تمتاز أغانيها بالعمق والروحانية والمواضيع الشاملة التي تتناولها، وكانت قادرة على لمس قلوب الناس وإحداث تأثير عاطفي عميق في جمهورها.
وقدمت أم كلثوم خلال مسيرتها الفنية التي استمرت لأكثر من خمسة عقود، العديد من الألبومات والأغاني الشهيرة، ومن بين أشهر أغانيها «ألف ليلة وليلة» و«الأطلال» و«أنت عمري» و«ألف ليلة وليلة» و«كان عنا طاحونة».
أوسمة وجوائز حصلت عليها كوكب الشرق
حصلت كوكب الشرق أم كلثوم، العديد من الجوائز من عدة دول عربية وأجنبية خلال مسيرتها الفنية، منها وسام نجمة الاستحقاق الباكستاني، ووسام الكمال في مصر من الملك فاروق، وجائزة الدولة التقديرية في الستينيات، ووسام الأرز اللبناني، ووسام النهضة الأردني، ونيشان الرافدين العراقي، ووسام الاستحقاق السوري.
وفاة أم كلثوموفي فترة السبعينيات عانت أم كلثوم من التهاب الكلى حيث سافرت إلى لندن للعلاج، حتى وفاتها يوم 3 فبراير عام 1975.
اقرأ أيضاًأحفاد أم كلثوم وعبد الوهاب وأحمد رامي ضيوف لميس الحديدي غدًا
«حفيد أم كلثوم» لـ عمرو مصطفى: توقيع وإذن ورثة كوكب الشرق باطلين (فيديو)
في ذكرى ميلاد كوكب الشرق.. ما سر خلاف أم كلثوم ورياض السنباطي؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أم كلثوم حياة أم كلثوم ذكرى وفاة أم كلثوم وفاة أم كلثوم کوکب الشرق أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
بين الحبر والحنين.. أحلام مستغانمي حكاية امرأة كتبت وطنها من الذاكرة
لم تكن أحلام مستغانمي، التي يحل اليوم عيد ميلادها، مجرّد كاتبة، بل ذاكرة حيّة لجيل بأكمله، جيلٍ عاش بين صوت الرصاص وصوت القصائد، بين فقد الوطن وفقد الحبيب.
وُلدت أحلام مستغانمي في 13 أبريل عام 1953، في مدينة تونس، حيث كانت عائلتها لاجئة بسبب نضال والدها السياسي ضد الاستعمار الفرنسي، والدها، محمد الشريف مستغانمي، كان مناضلاً جزائريًا، شارك في الثورة وكان من أوائل المعتقلين السياسيين، مما جعل تأثير الوطنية حاضرًا بقوة في حياتها منذ الطفولة، كانت تربيتها خليطًا من الصمت الذي فرضه القمع، والصوت الذي علمها والدها ألا تخنقه مهما كان الثمن.
بعد الاستقلال، عادت العائلة إلى الجزائر، وهناك بدأت أحلام حياتها في ظل مجتمع كان لا يزال يُعيد ترميم نفسه من آثار الاستعمار، درست الفلسفة في جامعة الجزائر، وكانت أول امرأة جزائرية تُقدّم برنامجًا إذاعيًا باللغة العربية، بعنوان "همسات"، جذب إليها جمهورًا كبيرًا، خاصة من فئة الشباب، لكنّ هذا النجاح أثار حسد البعض، لتجد نفسها مجبرة على مغادرة الجزائر إلى باريس، بحثًا عن حرية الكتابة والحياة.
في المنفى الباريسي، بدأت أحلام رحلتها الأدبية الفعلية، أصدرت ذاكرة الجسد عام 1993، وهو العمل الذي قلب الموازين، وأحدث ثورة في الأدب العربي النسوي، حتى نزار قباني قال عنها: "روايتها دوختني.. وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وإنساني وشهواني وخارج على القانون مثلي.. ولو ان أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة".
ويتابع نزار قباني قائلا: "هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري لقد كانت مثلي تهجم على الورقة البيضاء بجمالية لا حد لها وشراسة لا حد لها.. وجنون لا حد له.. الرواية قصيدة مكتوبة على كل البحور بحر الحب وبحر الجنس وبحر الايديولوجيا وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها، ومرتزقيها وأبطالها وقاتليها وسارقيها، هذه الرواية لا تختصر (ذاكرة الجسد) فحسب ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري والحزن الجزائري والجاهلية الجزائرية التي آن لها أن تنتهي، وعندما قلتُ لصديق العمر سهيل إدريس رأيي في رواية أحلام، قال لي: لا ترفع صوتك عالياً.. لأن أحلام إذا سمعت كلامك الجميل عنها فسوف تجنّ... أجبته: دعها تُجن.. لأن الأعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها إلا مجانين".
ثم توالت الأعمال: فوضى الحواس، عابر سرير، نسيان.com، والأسود يليق بكِ، كتبت عن الوطن، عن الحنين، عن الفقد، عن المرأة التي لا تنكسر رغم الحب، والتي تحب رغم كل شيء، جعلت من اللغة العربية مسكنًا للألم، ومن السرد ملاذًا للضعفاء والحالمين.
أحلام مستغانمي ليست فقط كاتبة تبيع ملايين النسخ، بل أيقونة ثقافية، تحمل في قلمها جراح وطن، وصرخة أنثى، وأمل شعب، أعمالها تُدرَّس في الجامعات، وتُترجم إلى لغات العالم، وتُقرأ كما لو أنها مرآة لقلوبنا.
في عيد ميلادها، لا نحتفل فقط بكاتبة، بل بحكاية كاملة، امرأة عاشت بين المنفى والمنفى، فقررت أن يكون الأدب وطنًا، والحبر سلاحًا، والذاكرة بيتًا لكل من يبحث عن انتماء.