مستشار حمدوك ينعت «الحرية والتغيير» بالانحطاط وممارسة الأكاذيب
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
رصد – نبض السودان
كتب أمجد فريد المستشار السابق لحمدوك، مقالا انتقد فيه قوى الحرية والتغيير، ونعتها بالانحطاط وممارسة الأكاذيب والإساءات والتجريح.
في توثيق انحطاط تحالف شبق السلطة (١)
تحالف ما تبقى اليوم من قوى الحرية والتغيير في تمظهراته المختلفة سواء ان كانت تقدم ام غيرها يظنون ان ممارسة الانحطاط الاعلامي المشهود واطلاق اوباشهم في السوشيال ميديا لنشر الأكاذيب والاساءات ستنجح في تشتيت النقد الموجه لأدائهم السياسي عبر ارهاب الاخرين بالابتذال السياسي واغتيال الشخصية.
ولكن هيهات لهم ذلك.
الاختلاف مع هؤلاء هو انهم انخرطوا في منظومة عمالة داخلية وخارجية متكاملة. بدأت منذ شراء قوات الدعم السريع لبعض كوادرهم القيادية بالوعود بإشباع مطامعهم الذاتية في مقاعد السلطة والتبرير بأطروحات السياسة الاثنية والجهوية او بالدفع المالي المباشر حينها. وتراوحت الرشاوي من الدفع المالي المباشر الي سيارات اللاندكروزر والبكاسي الدبل كبين. وكنت قد كتبت عن هذا الموضوع في حينه، وثارت ثائرة القطيع.
هل لا يعلم بقية اطراف وجهات الحرية والتغيير هذا الامر. لا … هم يعلمون، ويتعاملون مع الامر بغض النظر وتفادي المواجهة والقبول به كامر واقع سعيا وراء الحفاظ على مقاعدهم في الطاولة التي يعتبرونها طاولة الممارسة السياسية الموجودة والوحيدة الممكنة وانها الأقرب لتحقيق شبقهم لاستعادة مقاعد السلطة بأي ثمن. والمدهش ان نفس هولاء هم الذين يشتكون في السر والعلن السياسي من اختطاف قرارهم وسيطرة مجموعة محددة على قرار وتوجهات الحرية والتغيير وتقدم لاحقا بينما يتصالحون مع انفسهم بوهم انهم يقومون بمحاولات اصلاح من الداخل.
بطبيعة الحال، انفجرت هذه التناقضات ومحاولات الاستقواء بالسلاح والاستعانة بطرف عسكري على الاخر في الحرب التي تدمر البلاد اليوم. افسدت هذه التناقضات حينها اي افق لعملية سياسية لأنهاء انقلاب ٢٥ أكتوبر، لأن المزايدة الدائمة كانت في عينهم على السلطة، لدرجة الاستهزاء الفج من بعضهم بأعداد الشهداء المتزايدة في المظاهرات المناهضة للانقلاب فيما هم يماطلون اعلان الاتفاق الذي توصلوا اليه سعيا وراء المزيد من المكاسب الذاتية بالقول (ما اصلو الناس بتموت)… وكأن هولاء الشهداء مجرد ارقام في مذابح شبقهم للعودة لمقاعد الحكم.
اندلعت الحرب وانخرطت نفس المجموعة في نفس نهج العمالة الخارجية هذه المرة بالدفاع وبدون حياء عن الدول والأطراف التي تدعم استمرار الحرب في السودان بل تغذي المليشيا بالسلاح والعتاد والدعم المالي غير المحدود والمرتزقة. اندفع بعض قادتهم فور اندلاع الحرب الي وانشطن ليعقدوا اجتماعات رسمية ومشاورات يروجون فيها الي ان إيقاف الحرب يكون بالاعتراف بحميدتي كرئيس للسودان، وانه القائد الشرعي للمؤسسة العسكرية الرسمية في السودان، الامر الذي اذهل حتى الأجانب الذين كانوا يستمعون لهم، واندفعوا بعد ذلك في التدليس لدرجة اختلاق وقائع وجرائم اغتصاب بغرض نسبتها للجيش من اجل مساواته مع ما ظل يرتكبه مرتزقة قوات الدعم السريع. تعامل هؤلاء مع جرائم مليشيا قوات الدعم السريع وكأنها من قبيل الطبيعي والذي يتوجب على شعب السودان ان يقبله من اجل خاطر عودتهم الي مقاعد السلطة! ولم يجفل لهم طرف وهم يصفون دولا مثل الامارات وتشاد بالشقيقة ويغضون العين عن دعمها المستمر لاستمرار الحرب في السودان، بل اندفعوا في محاولات لتغيير التاريخ القريب ووصفها بانهم قدموا دعما للانتقال … وكأنهم تناسوا ما يعلمونه جيدا من ان الامارات مارست اكبر قدر من الابتزاز الممكن بكل انواعه لتعطيل الانتقال والسعي لتحقيق مصالحها في نهب السودان بالتحالف مع الطرفين العسكريين المتحالفين الان، وقبل ذلك كانت المحرض الأكبر على جريمة فض الاعتصام وبعدها شاركت والسعودية ومصر وروسيا في دعم انقلاب ٢٥ أكتوبر! كل هذا التاريخ القريب، يرغبون في محوه بدون ان ينتبهوا الس الناس قد يمكن لها تغفر لكن لا يمكن لها ان تنسى!
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: حمدوك مستشار ينعت الحریة والتغییر
إقرأ أيضاً:
كاميرون هدسون: ردة فعل أمريكا ستكون قوية على القاعدة الروسية في السودان
قال الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس، دونالد ترمب، تهتم بالسلام في منطقة «الشرق الأوسط»، ولتحقيق هذا الأمر، تحتاج إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقع عليها السودان سابقاً.
التغيير ــ وكالات
وأوضح هدسون أن إدارة ترامب ستكون مهتمة بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ آمناً للإرهاب، ولا تريد تشظيه ليصبح مثل الصومال أو ليبيا.
وقال هدسون في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، من العاصمة الكينية نيروبي، أن الإدارة الأميركية تسعى لحفظ الأمن على طول البحر الأحمر، «وهذا يعني أن تظل روسيا وإيران بعيدتين عن حيازة أي قواعد في تلك المنطقة»، كما تريد لحركة السفن والملاحة أن تمضي في حركتها بصورة آمنة.
وقال هدسون الباحث البارز في برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن إدارة ترمب، تهتم أيضاً بالسلام في منطقة «الشرق الأوسط»، ولتحقيق هذا الأمر، تحتاج إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقع عليها السودان سابقاً، لكن كيف يمكن لهذه الاتفاقية أن تمتد وتتسع في ظل ظروف الحرب التي يخوضها السودان؟ ولكي تضمن السلام في السودان، من الضروري أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط.
القاعدة الروسيةوتعليقاً على الاتفاق بين السودان وروسيا، بمنح الأخيرة قاعدة بحرية على البحر الأحمر، قال: «لست متأكداً من مدى صدقية ذلك الاتفاق، وما تلك الصفقة، لكن إن كان هذا صحيحاً، فمن المؤكد سيكون إشكالية كبيرة لترمب، وسيكون له رد فعل قوي حتى يعلم السودان أن ذلك الاتفاق كان خياراً سيئاً، و«يجب أن يخاف الناس من ذلك»، وأضاف: «لذلك لا أتمنى أن أرى روسيا تهدد مصالحه في البحر الأحمر».
وبشأن أولوية الملف السوداني، قال: «إدارة ترمب لم تعين بعد فريقها الذي سيدير الشؤون الأفريقية، وهذه تتطلب تعيين بعض الموظفين الرسميين الذين يمكن أن يديروا هذا الملف، ربما لا يتم هذا فورياً، ونأمل أن يكون قريباً، لأن الوضع في السودان يقتضي الإسراع في ذلك الملف، وأعتقد جازماً أن الرئيس ترمب سيعين مبعوثاً خاصاً للسودان، يساعد ذلك في خلق تفكير جديد، بالنسبة لما يمكن أن يفعله في السودان».
وتوقع هدسون أن تواكب إدارة ترمب أي متغيرات يمكن أن تحدثها الحرب في السودان، في إشارة منه إلى التطورات على المستوى العسكري الميداني، وقال: «الوضع الآن أن الجيش السوداني استطاع أن يستعيد العاصمة الخرطوم، لكن هناك أيضاً إمكانية أن تستولي قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ومن ثم تسيطر على كل إقليم دارفور، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى وجود حكومة ثانية في الفاشر».
خيارات إدارة ترامبوتابع: «لا أستطيع أن أتنبأ كيف يمكن أن تستجيب إدارة الرئيس دونالد ترمب لذلك السيناريو، ربما يتيح الوضع الراهن إمكانية لمفاوضات سلام أعتقد أن الإدارة الأميركية ستدعمها، لكن هذا السيناريو يمكن أيضاً أن يحدث فوضى كذلك وفقاً لما ستؤول إليه الأمور، وفي ليبيا توجد حكومتان، ونحن نتحدث مع كلتيهما». وفي هذا الصدد أشار هدسون، إلى شهادة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمام الكونغرس، التي وصف فيها «قوات الدعم السريع» بأنها ميليشيا ارتكبت جرائم إبادة جماعية، وقال: «لذلك لا أعتقد أن وزارة الخارجية يمكن أن تدخل في مفاوضات معها، أو تتعامل مع الحكومة في الفاشر بوصفها حكومة شرعية».
وأضاف: «أتوقع أن يكون أداء إدارة ترمب في الملف السوداني أفضل من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي كانت تتعامل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، باعتبار أن كليهما مدان، وغير شرعي بالمستوى نفسه، نأمل من إدارة ترمب أن تعدّ الجيش السوداني رغم ارتكابه جرائم في الحرب، لكنه مع ذلك يظل مؤسسة دستورية من مؤسسات الدولة، وينبغي أن يعامل على هذا الأساس».
ورأى هدسون أن «إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كانت بطيئة في رد فعلها عندما وقع انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وعندما اندلعت الحرب في البلاد، كما أن تجاوبها كان بطيئاً، ولم تقم بتعيين مبعوث خاص إلّا بعد مرور عام على الحرب، التي ظلت مشتعلة كل هذا الوقت. لذلك اعتقادي أن إدارة بايدن لم تول السودان اهتماماً كافياً، كانت خاملة في البداية، ثم صرحت بأنها تتعامل مع الجيش والدعم السريع بالمستوى نفسه، ثم أوقفت تفاهماتها مع الجيش والذين يتحاربون على الأرض، وقررت أنها ستتفاهم فقط مع القوى المدنية، لكن هذه القوى لم تكن منظمة وموحدة، ولا تملك تصوراً لوقف الحرب».
وتابع هدسون أن محاولة الإدارة السابقة العودة بالأوضاع في السودان إلى مرحلة الثورة ليست صائبة، ولن تستطيع أن تعود بالزمن إلى الوراء، وتتخلى عن التعامل مع حالة الحرب التي كانت قد بدأت بالفعل.
وبشأن مصير العقوبات الأميركية على قادة طرفي الحرب، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قال: «إذا كانت إدارة جو بايدن تريد فرض عقوبات، كان ينبغي أن تفعل ذلك منذ بداية الحرب، وليس في الأيام الأخيرة».
وأضاف هدسون: «في اعتقادي أن الإدارة السابقة أساءت استعمال العقوبات، لكن على أي حال فإن العقوبات لا تزال سارية، وأمام إدارة ترمب فرصة لاستخدام هذه العقوبات في ماذا تريد أن يحدث في السودان، وأن تضع قائمة بالشروط التي يمكن أن تعمل على رفع العقوبات وتحديداً عن الجنرال البرهان، ورأيي أن تتحدث الإدارة الأميركية علناً عن الطريقة التي يمكن أن ترفع بها العقوبات، وتنص على هذه الشروط بوضوح شديد لإزالتها».
ووصف الدبلوماسي الأميركي السابق، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، عند زيارته إلى بورتسودان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأنه جنرال «حكيم جداً»، ويستشعر أن الحرب مدمرة لبلده وشعبه ولاقتصاده.
وقال: «ما سمعته منه أنه لا يريد لهذه الحرب أن تستمر أكثر مما يجب»، ويرى أن مبررات إنهاء الحرب ليست كافية، ويجب أن يكون هناك سلام، هو لا يريد للقتال أن يتوقف ثم تعود الحرب لتبدأ من جديد.
وأضاف: «في تقديري أن البرهان يريد وقف الحرب، لكن يجب أن يجد حلاً لتهديدات (قوات الدعم السريع)، “لذلك ليس الأمر أن تقف الحرب فقط، وبالنسبة له يجب أن يكون هناك حل مستدام في السودان حتى لا تعود الحرب مرة أخرى، وهذا ما يجب أن يفكر فيه الناس».
وأشار هدسون إلى العلاقات الجيدة التي تربط الرئيس دونالد ترمب، مع جوار السودان العربي، وقال: «كل هذه الدول لها مصالح في السودان، يمكن استيعابها في إطار صفقة لمساعدة السودان للخروج من الحرب، وأظن أن الرئيس ترمب سيعمل نفوذه لتشجيع الحوار… لكن كما قلت للبعض من قبل إنه يصعب التنبؤ بتصرفاته، ولن تستطيع أن تعرف ما الذي سيفعله».
نقلاً عن : الشرق الأوسط
الوسومإدارة ترامب البرهان القاعدة الروسية كاميرون هدسون