رصد – نبض السودان

كتب أمجد فريد المستشار السابق لحمدوك، مقالا انتقد فيه قوى الحرية والتغيير، ونعتها بالانحطاط وممارسة الأكاذيب والإساءات والتجريح.

في توثيق انحطاط تحالف شبق السلطة (١)

تحالف ما تبقى اليوم من قوى الحرية والتغيير في تمظهراته المختلفة سواء ان كانت تقدم ام غيرها يظنون ان ممارسة الانحطاط الاعلامي المشهود واطلاق اوباشهم في السوشيال ميديا لنشر الأكاذيب والاساءات ستنجح في تشتيت النقد الموجه لأدائهم السياسي عبر ارهاب الاخرين بالابتذال السياسي واغتيال الشخصية.

ونهجهم في ذلك ان يغطوا على عجزهم عن تبرير مواقفهم عبر محاولة خلق قداسة زائفة لها واحتكار الصوت المدني في طريق الخراب الذي يسعون في سبله، شبقاً للسلطة، حتى ولو جاءت على حساب الوطن وشعبه.

ولكن هيهات لهم ذلك.

الاختلاف مع هؤلاء هو انهم انخرطوا في منظومة عمالة داخلية وخارجية متكاملة. بدأت منذ شراء قوات الدعم السريع لبعض كوادرهم القيادية بالوعود بإشباع مطامعهم الذاتية في مقاعد السلطة والتبرير بأطروحات السياسة الاثنية والجهوية او بالدفع المالي المباشر حينها. وتراوحت الرشاوي من الدفع المالي المباشر الي سيارات اللاندكروزر والبكاسي الدبل كبين. وكنت قد كتبت عن هذا الموضوع في حينه، وثارت ثائرة القطيع.

هل لا يعلم بقية اطراف وجهات الحرية والتغيير هذا الامر. لا … هم يعلمون، ويتعاملون مع الامر بغض النظر وتفادي المواجهة والقبول به كامر واقع سعيا وراء الحفاظ على مقاعدهم في الطاولة التي يعتبرونها طاولة الممارسة السياسية الموجودة والوحيدة الممكنة وانها الأقرب لتحقيق شبقهم لاستعادة مقاعد السلطة بأي ثمن. والمدهش ان نفس هولاء هم الذين يشتكون في السر والعلن السياسي من اختطاف قرارهم وسيطرة مجموعة محددة على قرار وتوجهات الحرية والتغيير وتقدم لاحقا بينما يتصالحون مع انفسهم بوهم انهم يقومون بمحاولات اصلاح من الداخل.

بطبيعة الحال، انفجرت هذه التناقضات ومحاولات الاستقواء بالسلاح والاستعانة بطرف عسكري على الاخر في الحرب التي تدمر البلاد اليوم. افسدت هذه التناقضات حينها اي افق لعملية سياسية لأنهاء انقلاب ٢٥ أكتوبر، لأن المزايدة الدائمة كانت في عينهم على السلطة، لدرجة الاستهزاء الفج من بعضهم بأعداد الشهداء المتزايدة في المظاهرات المناهضة للانقلاب فيما هم يماطلون اعلان الاتفاق الذي توصلوا اليه سعيا وراء المزيد من المكاسب الذاتية بالقول (ما اصلو الناس بتموت)… وكأن هولاء الشهداء مجرد ارقام في مذابح شبقهم للعودة لمقاعد الحكم.

اندلعت الحرب وانخرطت نفس المجموعة في نفس نهج العمالة الخارجية هذه المرة بالدفاع وبدون حياء عن الدول والأطراف التي تدعم استمرار الحرب في السودان بل تغذي المليشيا بالسلاح والعتاد والدعم المالي غير المحدود والمرتزقة. اندفع بعض قادتهم فور اندلاع الحرب الي وانشطن ليعقدوا اجتماعات رسمية ومشاورات يروجون فيها الي ان إيقاف الحرب يكون بالاعتراف بحميدتي كرئيس للسودان، وانه القائد الشرعي للمؤسسة العسكرية الرسمية في السودان، الامر الذي اذهل حتى الأجانب الذين كانوا يستمعون لهم، واندفعوا بعد ذلك في التدليس لدرجة اختلاق وقائع وجرائم اغتصاب بغرض نسبتها للجيش من اجل مساواته مع ما ظل يرتكبه مرتزقة قوات الدعم السريع. تعامل هؤلاء مع جرائم مليشيا قوات الدعم السريع وكأنها من قبيل الطبيعي والذي يتوجب على شعب السودان ان يقبله من اجل خاطر عودتهم الي مقاعد السلطة! ولم يجفل لهم طرف وهم يصفون دولا مثل الامارات وتشاد بالشقيقة ويغضون العين عن دعمها المستمر لاستمرار الحرب في السودان، بل اندفعوا في محاولات لتغيير التاريخ القريب ووصفها بانهم قدموا دعما للانتقال … وكأنهم تناسوا ما يعلمونه جيدا من ان الامارات مارست اكبر قدر من الابتزاز الممكن بكل انواعه لتعطيل الانتقال والسعي لتحقيق مصالحها في نهب السودان بالتحالف مع الطرفين العسكريين المتحالفين الان، وقبل ذلك كانت المحرض الأكبر على جريمة فض الاعتصام وبعدها شاركت والسعودية ومصر وروسيا في دعم انقلاب ٢٥ أكتوبر! كل هذا التاريخ القريب، يرغبون في محوه بدون ان ينتبهوا الس الناس قد يمكن لها تغفر لكن لا يمكن لها ان تنسى!

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: حمدوك مستشار ينعت الحریة والتغییر

إقرأ أيضاً:

فقه السياسة والتغيير والبناء

 

في فقه السياسة المعاصر ليس هناك من فساد يمارس، بل هناك خطوات إجرائية فاسدة، ليس هناك من فساد في الدولة، بل هناك هيكل إداري فاسد ومترهل ولم تجدد وظائفه وأهدافه، عالم اليوم أصبح عالما مكشوفا ومفضوحا، ومن أراد إصلاح الشأن فإصلاح الشأن يرتبط بحركة الواقع ووعيه لأن حركة المجتمع ترتبط بالمعرفة، والمعرفة متسعة الأرجاء والآفاق، فحركة النمو في المجتمع لا تتحقق بالفطرة، ولكنها صناعة تعتمد على المعرفة العلمية للقواعد والأصول العامة في موازين الاقتصاد العامة، ومن لا يحمل مشروعا للحياة، قادر على تحقيق الحد الأدنى من الكرامة للإنسان فهو يحرث في بحر دون أن يعود بسمكة في آخر إبحاره ومطافه .
ومن يرى في نفسه الصلاح والخير دون أن ينظر إلى عموم الخيرية في سواه، بل يقدر سوء النوايا وفناء الخيرية، عليه أن ينظر إلى الأثر في الواقع، فإن كان الواقع يتحرك في مسارات طبيعية وفق المعيار العالمي للنمو فقد أصاب، وإن كان الواقع يتحرك في مسارات عكسية وبسرعة تراجع عالية فعليه أن يدرك أنه قد وقع في الخطأ، وأنه قد فاته العلم والمعرفة، فالقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لا تكون اعتباطا وتسلية بمبررات واهية، قد يكون هذا الأمر مطلوبا في الزمن القديم لكنه في زمن الدولة الوطنية الحديثة هو الضياع والتيه بعينه، فكل تراجع يكون نتيجة لمقدمات، وكل مقدمة خاطئة طريقها الثابت النتائج الخاطئة ومن وقع في الخطأ لا ينفعه الندم ولات حين ندم .
نحن نسير في طريق واضح المعالم بمنهجية قرآنية، وفكرة الرؤية الوطنية لبناء الدولة فكرة عائمة تقوم على النظرية الرياضية الفيثاغورسية بالغة التعقيد وغير واضحة المعالم والأبعاد، ولذلك لم تؤت أكلها على مدى سنوات، لأنها تفتقر إلى الفلسفة، وإلى التسلسل، وإلى الخطوات المنطقية التي تتبعها الخوارزميات في حل القضايا، ولذلك تضع بينها وبين الواقع جبالا من ضبابية الرؤية والتفاعل، وهي غير قابلة للتحقق، وقد قالت الأيام لنا ذلك، وقد أصبح من المستحسن وضع قاعدة فلسفية والبناء عليها، والقاعدة موجودة وهي ذات رؤى واضحة من الهدي القرآني يمكن البناء عليها وفق قيم العصر وتشظياته وأبعاده النفسية والاجتماعية والثقافية مع الوعي بالمستوى الحضاري المعاصر.
ميزة المعتزلة أنها تقدم العقل على النقل، وميزة الزيدية أنها معتزلة، لذلك فالعقل هو الغالب في التفاعلات والتشريعات التي قالت بها الزيدية، والتسليم المطلق للنص عند الأشعرية عمل على تعطيل حركة التاريخ، وجعلها ثابتة دون تمايز للمراحل، والتسليم المطلق هو الضياع، ولذلك تتحدث السيرة النبوية عن قضايا التكامل مع الآخر التي انتهجها الرسول الأكرم فهو لم يستبد برأيه في الحروب التي خاضها ولا في القضايا الاجتماعية ولا السياسية، إذ الثابت أنه كان يطرح القضايا على طاولة النقاش وهو المعصوم، لذلك ففكرة التسليم المطلق تتناقض مع المنطق السليم ومع العقل، فالمرء مهما بلغت به المعرفة يظل في حاجة سواه حتى يكتمل به، ولو عمل العرب على تفعيل خواص التفكير لكانوا اليوم أمة عظيمة لكنهم تركوا غيرهم يفكر بالنيابة عنهم فذلوا وهانو وصغروا ونالهم من الصغار الشيء الكثير، فحالهم حال بائس يتقبلون القضايا من سواهم ككليات دون تحليل ونقاش ويخوضون غمار الأحداث دون وعي أو بصيرة، ويمكن قياس ذلك الحال على واقع السعودية ولنسأل مثلا .. ما الذي جنتيه السعودية من عدوانها على اليمن؟ الجواب: لا شيء، سوى توظيفها لمشاريع أعداء الأمة، وهذي معضلة في حد ذاتها، حين تصبح أداة طيعة بيد عدوك يسخرك فتطلق العنان لتنفيذ مهامه وتنوبه في حروبه معك .
نحن نحارب في جبهة واحدة اليوم تاركين بقية الجبهات وراء ظهرونا ولذلك من المستحيل أن نتوقع النجاح والفلاح، من أراد النجاح أخذ بأسبابه وتكامل في مشروعه، فالقوة لا تعني العتاد والسلاح ولكنها متعددة المعاني والأوجه فهي تعني القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية فإذا تظافرت وتآزرت القوى تنتصر الأمة وإن لم تتظافر وتتآزر تفشل الأمم ونماذج الأمم من حولنا وفي التاريخ كثر لمن ألقى السمع أو كان بصيرا.
اليوم نحن أمام واقع جديد في اليمن وفي العالم كله، فالذي حدث خلال سوالف الأيام الماضية في المنطقة وخاصة في غزة ولبنان كان تحولا كبيرا في المسارات، وتلك التحولات سوف تترك آثارا عميقة في البناءات وفي مسارات اللحظة والمستقبل، تترك آثارا على اللحظة من خلال ما تتركه من ظلال على النظام العام والطبيعي، وتترك ظلالا على المستقبل من خلال ما تقوم به اللحظة من تأسيس لقضايا ستكون هي ملامح المستقبل، ولذلك فالصناعة تبدأ من اللحظة التي نعيش ونشهد تبدلاتها وتحولاتها العميقة سواء في المسار اليمني أم في المسار العربي والدولي فالمسارات تتكامل وتترك أثرا واضحا على الصناعة وعلى المستقيل .
وأمام مثل ذلك تصبح حاجتنا إلى المعرفة في البناء المتناغم مع الجذر التكويني والمتفاعل مع المتغيرات العصرية أكثر ضرورة وأشد إلحاحاً في ظل ما شهدناه من حالات جدل واسع حول بناء الدولة ولعل فكرة التغيير الجذري اليوم في محك التجربة اليوم فهي تحتاج الرعاية والتشذيب لتصل إلى مبتغاها.

مقالات مشابهة

  • مسؤول أمريكي سابق: ترامب يستطيع إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة
  • وإذا ما توقفت الحرب
  • الإسلاميون في السودان: من قبضة السلطة إلى هاوية التمرد
  • زيارة حمدوك وهستيريا البلابسة!!
  • حمدوك رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية: لا تحركنا أجندة شخصية ورؤيتنا إيقاف الحرب وضخ دماء جديدة
  • تظاهرات وهتافات ضده.. حمدوك في لندن يطالب بنشر قوات دولية وحظر طيران و يكشف مصير عودته للسلطة ولقائه مع حميدتي وحملة رفض واسعة لـ تقدم
  • فقه السياسة والتغيير والبناء
  • حمدان بن محمد: ندعم نقل رسائل الأمل والتغيير الإيجابي من دبي للعالم
  • (حمدوك).. الملاحقة بالقانون!!
  • حمدوك يؤكد ضرورة توحيد المبادرات في مظلة وعملية سياسية واحدة