لبنان ٢٤:
2025-03-15@06:14:08 GMT
هاشم: لإيلاء المنطقة الجنوبية الحدودية اهتماما خاصا
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
شدد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم على "ضرورة إيلاء الحكومة متطلبات المنطقة الجنوبية الحدودية بكل بلداتها وقراها من اعالي العرقوب الى الناقورة اهتماما خاصا في اول اجتماعاتها وان تعمل على تأمين الاحتياجات الحياتية وخاصة للذين ما زالو في قراهم رغم ما يتعرضون له من إعتداءات يومية لا توفر الاماكن السكنية وموارد الرزق الاساسية وما يصيب القطاع الزراعي من خسائر سواء في الاشجار المثمرة او المواشي والنحل وصولا لاستهداف المراكز التجارية وبعض الصناعات الصغيرة وهذا ما ينعكس سلبا على ابناء المنطقة الباقين في ارضهم تحديا لعدو يريد إفراغ المنطقة من سكانها وجعلها ارضا محروقة ولهذا يستمر باستخدام القذائف الحارقة المحرمة".
وقال: "إذا أضفنا الظروف الطبيعية والطقس البارد حيث الامكانيات معدومة لتأمين التدفئة المطلوبة في ظل ارتفاع سعر المازوت والحاجة كبيرة للادوية والاستشفاء والغذاء. ولا بد للحكومة من ان تتحمل المسؤولية الكاملة لمساعدة الناس لأن بقاءهم افشال لمخططات العدو الصهيوني، ولولا ما تم تأمينه من مساعدات من مجلس الجنوب بتوجيهات الرئيس نبيه بري مهما كانت الامكانيات لكانت غابت الدولة عن دورها الوطني في مثل هذه الظروف الاستثنائية".
أضاف بعد جولة في منطقة العرقوب ومرجعيون: "ما دامت أجواء الحرب مستمرة فلا بد من خطوات استثنائية مراعاة لواقع المنطقة الحدودية وانعدام الامكانيات المادية في ظل غياب المساعدات المباشرة ولاننا سنبقى منحازين لقضايا الناس، وفي هذه الايام فإن الحكومة مطالبة وفق مطالبات الناس بأن تفتش عن آلية قانونية لإعفاء القرى الحدودية من الرسوم على الخدمات الاساسية من كهرباء وماء وغيرها، أقله في مرحلة الحرب الدائرة على الجنوب وهذا اقل ما يمكن ان تقدمه تجاه صمود الناس وتشبثهم بأرضهم".
وتابع: "لاننا في مرحلة حراك الموفدين من كل حدب وصوب وفي اغلبية الطروحات لم تستهدف مصلحة لبنان إنما الغاية كانت طمأنة العدو الاسرائيلي وتأمين الامن لمستوطنيه ولو وصلت الامور لهم الى افراغ القرى والبلدات المجاورة للحدود من ابنائها، وبالتأكيد هذا ما يتم رفضه والتمسك بالقرارات الدولية من ١٧٠١ الى غيره وفق متطلبات المصلحة الوطنية انطلاقا من الانسحاب من كل شبر محتل بدءا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا الى الغجر وصولا الى النقطة ب ١ في بحر الناقورة، وهذا ما نطمئن اليه مع متابعة القيمين على اي تفاصيل في حركة الاتصالات الداخلية والخارجية والذي يتمسك الرئيس نبيه بري بأدق التفاصيل حفاظا على حق لبنان بأرضه وحماية سيادته مهما كانت اراء الاخرين ونواياهم لأن الأهم ما نطرحه كلبنانيين وهذا ما يتطلب من البعض الانتباه الى اي موقف ملتبس كي لا يكون ذريعة للعدو او من يحاول خدمته ولو على حساب حقوقنا".
وختم: "مسؤولية انقاذ وطننا وحمايته تقع على عاتق اللبنانيين مهما تباينت المواقف والاراء في مقاربة الملفات الداخلية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هكذا غيّر العصر تقاليد رمضان في لبنان (صور)
رمضان في لبنان كان دائمًا يحمل نكهة خاصة، تمتزج فيها الروحانية بالتقاليد العائلية والاجتماعية التي تعكس صورة لبنان المتنوع. فلطالما اجتمع اللبنانيون، بمختلف طوائفهم، الى مائدة الإفطار، وفي الأسواق والقرى التي تنبض بالحياة في هذا الشهر الفضيل، ما جعل رمضان مناسبة تتجاوز البعد الديني لتصبح جزءًا من الهوية الثقافية اللبنانية. لكن اليوم، ومع الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد، تغيّرت ملامح رمضان في لبنان، فلم تعد الأجواء هي نفسها، ولم تعد العادات كما كانت. الحرب والانهيار الاقتصادي وتردي الوضع المعيشي جعلت الكثيرين يكافحون لتأمين أبسط متطلبات الإفطار. أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني، والقدرة الشرائية للمواطنين تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة، مما حوّل مائدة رمضان من فرصة للالتقاء والفرح إلى عبء ثقيل على كاهل العائلات.في السابق، كانت الشوارع والأسواق تعج بالناس الذين يتسوقون استعدادًا للإفطار، أما اليوم، فالمشهد مختلف تمامًا. المحال التجارية تشكو من قلة الزبائن، والبائعون يواجهون صعوبة في تصريف بضائعهم بسبب ارتفاع الأسعار. حتى التقاليد الرمضانية التي كانت تُضفي أجواء خاصة على هذا الشهر، مثل المسحراتي والاحتفالات الليلية، تراجعت بشكل كبير نتيجة الظروف المعيشية القاسية، خاصة بعد الحرب الطاحنة التي استنزفت من مالية البلديات.
مبادرات فردية وجماعية
وعلى الرغم من الاوضاع الصعبة التي يمرّ بها اللبنانيون، إلا أنّ صورة القرى الرمضانية التي تملأ شوارع بيروت وطرابلس وعكار وعددا آخر من القرى عكست روح الصمود التي يتمتع بها هذا الشعب، خاصة وأنّ معظم هذه القرى بُنيت بجهود إمّا فردية من قبل أشخاص ميسورين، أو من خلال تعاون كبير بين الجمعيات الاقتصادية والاجتماعية والبلديات وسكان القرى، حيث ترجم هذا التعاون بإنشاء قرى رمضانية تستقبل مئات وآلاف الأشخاص، بالاضافة إلى تحويل هذه القرى إلى مصدر رزق على مدار هذا الشهر الفضيل، إذ يقوم اللبنانيون باستئجار كوخ صغير داخل هذه القرى حيث يتم عرض المنتجات المحلية، أو تقديم خدمات الطعام خلال فترة الافطار، وهذا ما تشهده بيروت على سبيل المثال، إذ يؤكّد أحد القائمين على إحدى القرى الرمضانية أن بيروت لوحدها تستقبل يوميا أكثر من 5000 زائر من اللبنانيين، هذا عدا عن الزوار الذين فقط يقصدون المطاعم للإفطار.
وأشار لـ"لبنان24" إلى أنّ هذه القرى حرّكت العجلة الاقتصادية في العاصمة، حيث تقوم الجهات المعنية بجولات رقابية دائمة على الأسعار لضمان حماية المستهلك، لافتًا إلى أنّ المدينة تنبض فعليا بالحياة بعد أشهر من صور القصف والنار والدمار التي قتلت روح البهجة داخلها.
ومن بيروت إلى طرابلس، لم تتوان جمعية تجار لبنان الشمالي عن دعم أنشطة رمضان ، من خلال تزيين الشوارع بحلل مميزة، وهذا ما يميز لبنان عن باقي الدول العربية، إذ تولي الجهات المعنية اهتماما خاصا بالزينة الرمضانية حيث تضاء الشوارع والساحات العامة بالفوانيس والهلال والزينة الرمضانية الملونة المتنوعة الأحجام والاشكال.
وعلى الرغم من تغير العصر، فمع قدوم شهر رمضان المبارك، تتجدد في لبنان بعض العادات والتقاليد الرمضانية القديمة التي تأبى الاندثار رغم تغير الأحوال الاجتماعية وهجرة الشباب وضعف الروابط الأسرية. في مدن كصيدا وطرابلس، لا تزال الفرق الصوفية تحيي ليالي رمضان بمواكب جوالة تجوب الشوارع، تصدح فيها الأناشيد والقصائد الدينية والمدائح النبوية، وسط أجواء تعبق بالروحانية والفرح. هذه الفرق، التي لطالما كانت جزءًا من المشهد الرمضاني، تضفي لمسة من الأصالة والحنين إلى زمن كانت فيه الأحياء تكتسي بحلة رمضان التقليدية، حين كان الشهر الفضيل مناسبة لتعزيز أواصر المحبة والتواصل بين الأهالي.
ومن بين التقاليد التي لا تزال حاضرة، رغم التغيرات الحياتية، ما يُعرف بـ"سيبانة رمضان"، وهي عادة متوارثة في بيروت، حيث تخصص العائلات نزهة على شاطئ العاصمة في الأيام الأولى من الشهر، يجتمعون خلالها حول موائد غنية بالمأكولات التقليدية والحلويات، احتفالًا بقدوم رمضان. ورغم أن الزمن أحدث تحولًا كبيرًا في أنماط الحياة، فإن بعض الطقوس الرمضانية لا تزال عالقة في الوجدان، كظاهرة "المسحراتي"، ذلك الرجل الذي كان يجوب الشوارع بطبلته لإيقاظ الصائمين في وقت السحور، مرددًا عباراته الشهيرة: "اصحى يا نايم وحّد الدايم... رمضان كريم".
ومع أن هذه العادة شهدت تراجعًا كبيرًا واقتصرت على بعض القرى والمدن الصغيرة، فإن مظاهر التكافل الاجتماعي في الشهر الفضيل لا تزال حاضرة بقوة. ففي مختلف المناطق اللبنانية، تقوم الجمعيات الخيرية بإعداد "موائد الرحمن" لإفطار الفقراء والمحتاجين، بينما يحرص البعض على توزيع وجبات "إفطار صائم" على المارة، لترسيخ قيم العطاء والتضامن في هذا الشهر الذي يحمل معاني الرحمة والمودة.