موقع النيلين:
2025-01-31@06:08:45 GMT

رشا عوض: الخيانة والعمالة.. في حديث الحرب

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT


اكثر النقاط المثيرة للغثيان في خطاب الدعاية الكيزانية الحربية هي اتهامات العمالة والخيانة الوطنية لخصومهم السياسيين المعارضين لهذه الحرب التافهة ، وأكبر خطأ يمكن أن نقع فيه هو القبول بأن نضع أنفسنا في مواقع دفاعية الأولى بها هم العملاء والخونة الحقيقيون !
اي تدخل اجنبي مشبوه في السودان فتح ثغرته هؤلاء الكيزان !\

ايام المراهقة الإنقاذية الأولى جعل شيخهم السودان مرتعا للمتطرفين والارهابيين ، لم يثبتوا على ذلك ومن باب الحرص على حماية كرسي السلطة من غضب السيد الأمريكي ، خانوا “اخوتهم في الجهاد” إذ طردوا أسامة بن لادن بعد ان نهبوا أمواله ! وصلاح قوش سلم الـ CIA أخطر المعلومات والملفات عن “المجاهدين” والتذلل *لأمريكا* بلغ درجة ان يقول وزير *خارجيتهم* متباهيا:
*كنا عيون واذان أمريكا* في *المنطقة*!

بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري في أديس ابابا *احتلت مصر حلايب* *واحتلت اثيوبيا الفشقة* فصمتوا صمت القبور (*بغم* ما *قالوها*)!
\
خانوا الوطن عندما تسببوا في احتلال جزء من أراضيه بمغامرتهم الصبيانية تلك ! وخانوه عندما تخاذلوا *وجبنوا* عن تحريره من المحتل الاجنبي وقبلوا بالاحتلال وبنهب موارد البلاد *وبالتنازل* عن اراضي زراعية شاسعة في صفقات مجحفة قبلوها صاغرين ! بل خانوا حتى الدراويش المساكين الذين نفذوا أوامر اغتيال حسني مبارك ! قتلوهم لمحو آثار الجريمة ولحماية الرؤوس الكبيرة ! قتلوهم جميعا الواحد تلو الاخر بوسائل خسيسة افتضح أمرها بعد ان اختصموا حول غنائم السلطة ! وظهر *الترابي* في قناة الجزيرة يحكي *بلا حياء* تفاصيل هذه الجريمة التي كان هو على علم بها ان لم يكن شريكا فيها تخطيطا وتحريضا ! واعترف بأنهم قتلوا كل منفذيها وشهودها من السودانيين ! وكان يظن وهو يكشف هذه الفضيحة انه يفضح تلاميذه ولكنه نسي انه فضح الانحطاط الاخلاقي المشين لنظامه الشبيه بنظام العصابات !

*هل* من خيانة للوطن اكبر من الصمت عن احتلال جزء من أراضيه وبيع مصالحة بثمن بخس تحت الابتزاز؟

*هل* من خيانة للوطن أكبر من التضحية بوحدته مقابل البقاء في السلطة كما فعل الكيزان مع جنوب السودان!

*هل* من خيانة للوطن أكبر من تخصص الاجهزة الامنية والاستخبارية في صناعة الاجسام الانفصالية التي تدعو الى تقسيم البلاد كمنبر السلام العادل ثم دولة البحر والنهر؟
*هل* من خيانة وعمالة أكثر من توجيه الدعوة *لروسيا* لانشاء قاعدة عسكرية في *البحر الاحمر* كما فعل البشير؟

*اشعال الحرب*
أما الخيانة العظمى فهي إشعالهم لهذه الحرب واصرارهم على اطالة امدها وتوسيع دائرتها مع عجزهم عن الانتصار العسكري عجزا فاضحا تعكسه الوقائع على الأرض ! وسبب الهزيمة هو خيانتهم للوطن عبر إضعاف الجيش فنيا وعدديا وتقوية المليشيا الموازية له التي صنعوها هم عبر عناصرهم في الجيش ! سلحوها ودربوها والان بكل “بجاحة وقوة عين” يصعدون الى مقعد الاستاذية الوطنية في الحديث عن الجيش الواحد رمز السيادة ويصدرون احكام الاعدام السياسي على خصومهم بزعم انهم لم يدينوا انتهاكات المليشيا !! يتحدثون بلا حياء عن الانتهاكات من مقاعد الاستاذية وهم من بدأ عهدهم بدق مسمار في رأس طبيب وانتهى بدق خازوق في جسد معلم وبين البداية والنهاية مجازر جماعية وجرائم غير مسبوقة في تاريخ السودان نفذها الجنجويد بقيادة موسى هلال الكوز تحت غطاء طيران جيش الكيزان وتحت حماية جهاز امن الكيزان الذي كان يسجن من يفتح فمه ضد هذه الانتهاكات !!

ومن *امثلة خيانتهم* الوطنية العظمى استجلابهم لقبائل عربية من خارج الحدود وتوطينها في اراضي القبائل الدارفورية السودانية ومنحهم الجنسية السودانية ، بل انهم في مرحلة سابقة من مراحل هوسهم جعلوا الجنسية السودانية من حق كل مسلم على وجه الارض وطبعا المقصود منحها للاسلامويين وليس كل مسلم !

والان يتصايحون بلا حياء من عرب الشتات والغزو الاجنبي والتغيير الديموغرافي !
وهم اول نظام في العالم يعبث بجنسيته وارضه بهذا الشكل ! اليست هذه مسخرة بحق !
من *فتح الثغرات*؟
اما بخصوص الصياح والولولة من التدخل الاماراتي فمن الذي فتح الباب الذي دخلت منه الامارات الى الشأن السوداني؟

من الذي أنشأ الدعم السريع؟ من الذي قرر المشاركة في حرب اليمن؟
من الذي اسس للفساد وابتدع بدعة التجنيب والنشاط الاقتصادي الموازي خارج ولاية وزارة المالية وتحت سيطرة العسكر خصوصا في النفط ثم الذهب؟

من الذي مكن موسى هلال من جبل عامر وبسبب ضعف الجيش فشل في تحريره منه فورثه حميدتي بعد ان طرد منه موسى هلال تحت مباركة عمر البشير واصبح هذا الذهب الملطخ بالدماء؟

ان الاجهزة الامنية والعسكرية بسبب الفساد والحصانة المطلقة من المساءلة على أي مستوى ، ثم بسبب انقسام العصابة الاسلاموية وصراعها على غنائم السلطة ، انقسمت هذه الاجهزة تبعا لذلك !

جزء منها باع نفسه للخليج ، وجزء باع نفسه لمصر ، وكل *مخابرات الاقليم* باعت *واشترت* في هذه الاجهزة الكيزانية الفاسدة والرخيصة ، وبالتالي فحديث العمالة لا تسأل عنه القوى السياسية الديمقراطية بل تسأل عنه *اجهزتهم* الفاسدة البائعة والمبيوعة !
وفي هذه الحرب فان الدعم السريع عن طريق المال اخترق كل اجهزة الدولة الامنية والعسكرية واصبحت له فيها عيون واذان وايدي ساعدته على التقدم الكاسح في الميدان !
ولكن بسبب “البجاحة *المقززة*” و”المكابرة *الرعناء*” التي يتصف بها الكيزان – كبارهم وصغارهم – فإنهم دائما في حالة بحث عن شماعة خارجية لتعليق خيباتهم بدلا من التأمل في عيوبهم الذاتية التي اوردتهم موارد الهزائم العسكرية والسياسية والاخلاقية.

وبسبب عمى البصيرة يتصايحون الان ان في الجيش طابورا خامسا وان كتائب المجاهدين والمستنفرين يجب ان لا تأتمر بامر الجيش وان تخوض معاركها بنفسها كما ورد في تسجيلات اسفيرية ، وطبعا هذا ينسف فرضية ان هذه حرب الانتصار لمؤسسية القوات المسلحة كجيش وطني كما يزعمون ، إذ *تتواتر الاتهامات* الكيزانية *للجيش* بالتخاذل وهناك مطالبات باستبداله بالمقاومة الشعبية (وطبعا شعبية تقرأ كيزانية بواسطة كتائب الظل)

*خلاصة* ذلك هي ان هذه الحرب منزوعة البعد الوطني والمشروعية السياسية او الاخلاقية ، هي صراع سلطة عاري بين الكيزان والدعم السريع ، وداء الخيانة والعمالة المستوطن في الاجهزة الامنية والعسكرية الكيزانية أعجزهم عن النصر، والان بعض ابواق الحرب الكيزانية تراجعت عن نغمة “بل بس” واستبدلتها باحاديث خائبة عن فصل دارفور واقامة دولة البحر والنهر *واستدعاء الاستعمار المصري* لشمال السودان عبر ما يسمى دولة وادي النيل وامثلهم طريقة يحرض على *تدمير الخرطوم* بالكامل ونسف كل جسورها ومبانيها! أي تطبيق سياسة *الأرض المحروقة* بعد ان يئسوا من النصر! فهل من عمالة وخيانة وطنية وانحطاط اكبر من ذلك!

وهل الخائن والعميل هو من يسعى لإيقاف هذه الحرب والحفاظ على ما تبقى من وطن انقاذا لحياة المواطنين وكرامتهم؟ ام الخائن *والعميل الحقيقي* هو *الكوز* الذي يدعو لتوسيع الحرب ونقلها شرقا وشمالا وجنوبا مع كامل علمه بان هذا مدخل لاحراق البلاد وتقسيمها اذ لا منطق في افتراض ان الجيش الذي لم يصمد في عاصمة البلاد سوف يصمد في الأقاليم الاخرى !
انها “*متلازمة البجاحة*” ولا شيء غير ذلك!

*✍️ رشا عوض*

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه الحرب من خیانة من الذی بعد ان

إقرأ أيضاً:

جهل دبلوماسي!!

أطياف

صباح محمد الحسن

جهل دبلوماسي!!

طيف أول:

أحيانا تربكك فكرة صلبك على حائط الفشل بسبب سوء تعبير!!

ومنذ بداية الحرب أمسكت الفلول بممحاة الحيلة لتنأى بنفسها بعيداً عن ساحات العدالة والمحاكمة، وبدأت بعمليات التدمير للمؤسسات الحكومية والعدلية وحرق المستندات والأدلة، محو آثار الجريمة بجريمة!!

قامت بذلك تزامنا مع إطلاق سراح المطلوبين والمساجين من قيادات وعناصر النظام المخلوع وافراد جهاز الأمن المتهمين بجرائم قتل الثوار، فمنهم من طاله القصاص الرباني في ميادين الحرب ومنهم من هرب وعلى عاتقه أرواح من الأبرياء

والحرب التي تم إشعالها للقضاء على الثورة، كانت لها أهدافها الخفية منها وأهمها طمس أدلة الجرائم والفساد وإفلات المتهمين من العدالة

والمندوب الدائم بمجلس الأمن الحارث ادريس لم يكشف في رده على مدعي المحكمة الجنائية كريم خان الذي طالب بتسليم المتهمين المطلوبين لدى الجنائية لم يكشف أن تلف الأدلة والمستندات في الحرب هي التي تحول دون تسليم الحكومة للمطلوبين للمحكمة الجنائية

ولكنه كشف معها عدم وجود أدلة وبراهين تؤهله للمنصب الذي يشغله، فالرجل أمام العالم كله قدم في إفادته كل أسباب “الجهل الدبلوماسي” الذي يلقي قوامه “الضوء على محدودية الفكر الكيزاني، وضحالته تثبت عن فقر دبلوماسي حد العوز، فالحارث ظهر وكأنه بمنطِقه المتواضع يخاطب المدير التنفيذي لمحلية بحري ليقنعه بالعدول عن قرار يتعلق بإزالة” دكان” في السوق المركزي

وفات عليه أنه يخاطب دوائر عدلية دولية لها من التاريخ والخبرات ومن الأدلة مايكفيها لمحاكمة المتهمين

وإن فرص الأخذ والعطاء، بينها والحكومة السودانية لاتتجاوز خلق روح من التعاون السلس لتقديم المتهمين للعدالة بطريقة تحترم الأعراف والقوانين الدولية

ولكن كشف إدريس أن العقلية الكيزانية بها من الخواء مايكفي للسخرية أمام اهل العدالة الذين خاطبهم ، فالمحكمة الجنائية الدولية عندما وجهت إتهاماتها للمدانين، ومن غير الممكن والمستحيل أن تعتمد على أدلة لإدانتهم تنتظر أن تعتمدها حكومة الفلول التي يرأسونها!!

فالفقرة “2” من المادة 94 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية تقول ( للدولة الموجه إليها الطلب أن تنظر فيما إذا كان يمكن تقديم المساعدة فوراً، رهناً بشروط معينة

إذا اتخذت قرارا بالتأجيل عملاً بالفقرة 1، جاز للمدعي العام مع ذلك، أن يتخذ تدابير للمحافظة على الأدلة، وفقاً للفقرة 1 (ي) من المادة 93).

هذا بالإضافة للتقارير المسجلة والموثوقه وأدلة وإفادات الشهود

فعندما تطلب التعاون يكون ذلك بإسلوب القانون الدولي الذي يحترم سيادتك الوطنية ولكنها لن تسمح لك بإستغلاله لصالحك، فإن لم تتعاون الحكومة، فهذا لايمنع القبض على المتهمين

والحارث إدريس بإفاداته الساذجة “مرمط ” الدبلوماسية السودانية وكشف عن سوءاتها سيما أنه يقر أن السودان موقع على مذكرة تفاهم مع المحكمة الجنائية بتقديم المساعدة في التحقيقات التي تجريها المحكمة وتقديم ونقل المشتبه بهم) ولكنه يؤكد نيتها نكث عهدها ويقول الحارث: (بالرغم من قبول السودان التعاون مع المحكمة إلا ان هذا يحتاج أن يتم في سياق قانوني دائم وليس مؤقت) مما يعني أن تنتظر المحكمة إنتهاء المرحلة الإنتقالية التي ربما تستمر لسنوات بعد أن يتم وضع قانون دائم.

وإن لم يتم وضعه!!

فهذا (تحايل غبي) لن تقبل به المحكمة ولا يأتي من شخصية دبلوماسية مدركة للفقة الدبلوماسي، لكنه فشل مركب في عملية التمرير الجيد للحيلة الدبلوماسية وللخروج من مأزق التوقيع وبحجة وهمية لاتنطلي على خبراء الجنائية

فالحارث كان متواضعا للحد الذي يجعلك تيقن أنه يجهل وظيفته ومهمته الأساسية!!

وينفي معرفة الحكومة بمكان هارون!!

بالرغم من أن هارون كان يدير إجتماعاته بعطبره تحت حماية الفريق ياسر العطا من أجل استمرار الحرب التي يمسك بأمرها بجانب كرتي

ولكن لن تُسلّم السلطات السودانية هارون ولن تكشف عنه لأنه يمثل السلطة الأعلى بإعتباره يرأس الحزب الحاكم للبلاد الآن ، بأداة القوة والحرب ولوطلبت الجنائية غدا تسليم الفريق البرهان لإستجاب هارون وسلمه فورا وليس العكس فالسلطة في السودان بيد المتهم نفسه ، حتى أن ادريس استمراره في منصبه من ذهابه يقرره هارون فالدبلوماسية الكيزانية منذ الإنقلاب عادت وفقا لمزاج القيادات الإسلامية واختياراتهم على أسس الإنتماء الي التنظيم إذن من يسلم من!!

ولكن هل الجنائية الآن تنتظر تسليمهم الأمر الذي لم يتم تنفيذه منذ سنوات، أم أنها وصلت إلى قرار استلامهم!!

طيف أخير:

#لا_للحرب

قال قائد البراء إنه ليس طالب سلطة وفور انتهاء الحرب سيسلم زيه للقوات المسلحة وهذه قناعة جديدة لا تأتي إلا بخيبة جديدة

والسؤال عندما يسلم قائد البراء زيه للقوات المسلحة هل سيسلم معه سلاحه!!

الوسومالحارث إدريس السودان المحكمة الجنائية صباح محمد الحسن مجلس الأمن

مقالات مشابهة

  • عود العُشر !!الارض تتململ تحت اقدام الجيش !!
  • شبكة أطباء السودان: نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تشير إلى قيام الحكومة التشادية بترحيل لاجئين سودانيين
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • جهل دبلوماسي!!
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • المصباح: تنتهي الحرب دي نسلمكم الاجهزة والكاكي ونشوف شغلتنا
  • ثمن الخيانة الزوجية.. حكاية مقتل سائق توك توك علي يد عشيقته بالوراق
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • السودان.. حرب بلا معنى