واشنطن تعدد 4 نتائج سلبية لهجمات الحوثيين ''المتهورة'' وتتجه نحو التصعيد
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
على وقع الضربات الأمريكية المتواصلة على مواقع مفترضة للحوثيين في اليمن كان اخرها مساء امس الجمعة، جددت واشنطن عزمها على مواصلة الهجمات دفاعا عن حرية الملاحة في البحر الأحمر وفق ما اعلنه عنه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر.
ميلر قال أن هجمات الحوثيين "المتهورة" تؤدي إلى زيادة تكلفة الغذاء والدواء والوقود، حد تعبيره.
وأضاف: "إنه تلك الهجمات سوف تمنع المساعدات الحيوية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها".
وامس أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الجيش شن ضربات إضافية قال إنها "دفاعا عن النفس" ضد أهداف عسكرية للحوثيين، وأعتبر أنها تمثل "تهديدا وشيكا".
ونقلت وكالة "فويس أوف أمريكا"، عن مسؤول أمريكي (لم تسمّه) قوله، إن "الجيش يشن ضربات إضافية للدفاع عن النفس داخل اليمن ضد أهداف عسكرية للحوثيين تعتبر تهديدا وشيكا".
7 غارات على حجة
يأتي ذلك بعد تأكيد مصادر إعلامية أن الطائرات الأمريكية والبريطانية شنت سلسة غارات على مواقع في مديرية عبس بمحافظة حجة.
وأعلنت جماعة الحوثي أن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا هجوما على محافظة حجة، بسبع غارات.
وقال الحوثيون إن ما وصفوه بالعدوان قصف بأربع غارات منطقة الجر في عبس، قبل أن يعود لاحقا بشنه ثلاث غارات أخرى على المنطقة ذاتها.
صاروخ من اليمن
بالتزامن أعلن الحوثيون أنهم نفذوا عملية عسكرية بعدد من الصواريخ الباليستية ضد اهداف للكيان الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش، جنوبي فلسطين المحتلة.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن الجيش الإسرائيلي قوله إن قواته اعترضت صاروخا أطلق من منطقة البحر الأحمر.
ولم يذكر أي تفاصيل عن مصدر إطلاق الصاروخ، أو المنطقة التي كان يستهدفها، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مصدر الصاروخ هو اليمن.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن دفاعاته الجوية اعترضت فوق البحر الأحمر صاروخا باليستيا أطلق من اليمن، وكان في طريقه إلى إسرائيل.
وحسب بيان الجيش، فإن المنظومة المضادة للصواريخ البعيدة المدى "آرو/ حيتس" اعترضت الصاروخ، وأسقطته قبل وصوله إلى هدفه.
تتطلب حلا دوليا
في سياق متصل قال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء باتريك رايدر، أن اعتداءات الحوثيين على السفن والهجمات في البحر الأحمر دولية وتتطلب حلا دوليا.
وقال باتريك: "جهودنا في البحر لحماية الشحن الدولي والبحارة الذين يعبرون خليج عدن والبحر الأحمر"، مشيرا إلى أن الهدف هو تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن.
وأضاف في تصريحات إعلامية: "قمنا بإضعاف قدرة الحوثيين لكننا نعلم أن لديهم قدرات إضافية".
واضاف: "نقوم بضربات استباقية دفاعية للقضاء على قدرة الحوثيين وإضعافها عندما نراهم على وشك الهجوم".
وأكد أن "واشنطن تعلم أن الحوثيين قالوا إن سبب قيامهم بهذه الهجمات هو الوضع في غزة، لكن الحقائق تتحدث بشكل مختلف"، حسب تعبيره.
وأوضح أن "بلاده تواصل العمل بشكل وثيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة للدفاع عن الشحن الدولي وحياة البحارة".
وأكد أن "الجماعات المسلحة في المنطقة شنت أكثر من 160 هجوما ضد القوات الأمريكية خلال الفترة الأخيرة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الحرب مع إسرائيل تعزز قبضة الحوثيين على الداخل وتثير قلق دول الخليج (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إن الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وجماعة الحوثي يعزز قبضة الأخيرة على الداخل اليمني ويثير في الوقت نفسه قلق دول الخليج العربي.
وذكرت صحيفة "هارتس" في تحليل للباحث تسفي برئيل وترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" إن الحرب المستمرة تحافظ على النظام الصارم للحوثيين في اليمن، وليس هناك يقين من أنه إذا انتهت الحرب في غزة، أو إذا طلبت إيران منهم وقف هجماتها، فإن المتمردين سيتوقفون عن إرهاب إسرائيل والبحر الأحمر.
وقال التحليل إن اتفاق الرواتب، وهو نتاج لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في عام 2022 بين الحكومة اليمنية والحوثيين، يشكل انتصارا مهما للحوثيين لأنه قد يزيل على الأقل عنصرا واحدا من القائمة الطويلة من العوامل التي تشكل تهديدا مستمرا لاستقرار نظام الحوثيين الذي سيطر على صنعاء في عام 2014.
وأضاف "في مواجهة هذه الترتيبات والاتفاقيات التي تدعم نظام الحوثيين، قد يتساءل المرء عن مدى تأثير هجمات إسرائيل على ميناء الحديدة وأهداف أخرى على قدرة النظام على مواصلة الحرب أو ردعه عن إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
نطاق العمليات الإسرائيلية محدود
وحسب التحليل فإن الأمر الأكثر أهمية هو أنه على الرغم من الصور المثيرة للإعجاب القادمة من المواقع المتضررة وانقطاع التيار الكهربائي المرتبط بها، فإن نطاق العمليات الإسرائيلية في اليمن محدود. ومع ذلك، لا يرجع هذا إلى نقص القدرات العسكرية. فعندما يتم ضرب ميناء الحديدة، لا يتوقف الضرر في مناطق الحوثيين، بل يؤثر على البلاد بأكملها.
وطبقا للصحيفة فإن الحديدة هي ميناء الدخول ليس فقط للأسلحة الإيرانية والمساعدات العسكرية، ولكن أيضًا للمساعدات الإنسانية المخصصة لنحو 70 في المائة من سكان البلاد الذين يعيشون تحت خط الفقر. وكان هذا أيضًا السبب وراء تجنب الولايات المتحدة وشركائها في التحالف العسكري الذي أنشأته في البحر الأحمر لمكافحة التهديد الحوثي مهاجمة الميناء باستمرار.
ووفقا للصحيفة العبرية فإن استراتيجية الاستجابة الأمريكية تقوم على مبدأ "الردع والتدهور" في مواجهة الحوثيين في اليمن، وهو ما يعني عمليًا ضرب القواعد العسكرية ومواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولكن ليس البنية التحتية المدنية.
قلق دول الخليج
وترى أن إدارة بايدن، التي لا تخلو إدارتها لحملة البحر الأحمر من التناقضات، سعت دون جدوى إلى اتباع سياسة ثنائية، تعزيز المفاوضات بين شطري اليمن بيد واحدة والعمل بقوة ضد الإرهاب الحوثي الذي شل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وألحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي بشكل عام ودول المنطقة بشكل خاص.
وقالت "للوهلة الأولى، لا تواجه إسرائيل مثل هذه المعضلة، ولا يشكل تدمير البنية التحتية المدنية عقبة في اعتباراتها الاستراتيجية. ولكن أكثر من غزة ولبنان، والآن في سوريا، يجب على اسرائيل أن تأخذ في الاعتبار ليس فقط المصالح والسياسات الأمريكية، ولكن أيضًا مصالح وسياسات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر.
وأردفت "لم تنضم هذه الدول إلى التحالف العسكري المناهض للحوثيين الذي أنشأته واشنطن، على الرغم من الأضرار الاقتصادية التي تعاني منها. ويتمثل خوفها الرئيسي في أن يضعها الحوثيون على قائمة أهدافهم ويجددون هجماتهم على الأصول الاقتصادية الحيوية - وخاصة على المنشآت النفطية، كما فعلوا في عام 2019، عندما تضررت منشآت أرامكو".
وأوضحت أن هجمات من هذا النوع دفعت أبو ظبي إلى الانسحاب من التحالف العسكري الذي أنشأته المملكة العربية السعودية في عام 2017 وتوثيق علاقاتها مع إيران مقابل الهدوء من جانب الحوثيين. ولا تزال السعودية ترى نفسها وسيطًا في عملية السلام الداخلية في اليمن، والتي تهدف، من بين أمور أخرى، إلى إنشاء حكومة يمنية يكون الحوثيون شركاء فيها.
وأفادت أن مصر حاولت التفاوض مع الحوثيين من أجل السماح لحركة المرور في قناة السويس بالتعافي، ولكن حتى الآن دون جدوى.
حرب البحر الأحمر تخدم سياسة الحوثي
وزادت هارتس "النتيجة هي أنه في حين أن إسرائيل شريكة في التحالف العسكري في البحر الأحمر، والذي يعتمد بشكل أساسي على القوات الأمريكية والبريطانية في اختيار أهداف هجماته، إلا أنها مقيدة بـ "الخطوط الحمراء" التي تمليها دول المنطقة، وعلى الرغم من توسيع نطاق الهجمات، إلا أنها لا تزال تبدو ملتزمة بنهج إدارة بايدن "الردع والتدهور".
"ولا يُتوقع أن يضمن تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب الشهر المقبل توسيع القيود المفروضة على الاستجابات العسكرية. لقد دعم ترامب حرب المملكة العربية السعودية في اليمن، وفي عام 2019 استخدم حق النقض ضد مشروع قانون لخفض مبيعات الأسلحة إلى الرياض بسبب الكارثة الإنسانية الشديدة التي تسببت فيها الحرب في اليمن"، حد قول الصحيفة.
"لكن ترامب كان أيضًا الرئيس الذي أجبر السعوديين على بدء مفاوضات مع الحوثيين وحتى صرح بأن الحرب في اليمن لن تنتهي بقوة السلاح بل على طاولة المفاوضات"، وفق التحليل.
في غضون ذلك، لا يزال طموح انهيار النظام الحوثي من خلال استهداف البنية التحتية المدنية ومصادر الدخل -حسب التحليل- بعيدًا عن التحقق. مشيرا إلى إن ميناء الحديدة هو في الواقع مصدر دخل مهم للنظام، لكنه ليس المصدر الوحيد.
وتطرقت الصحيفة الإسرائيلية إلى إعلان الحوثي أن "الأميركيين يدفعون النظام السعودي نحو تصرفات حمقاء وعدوانية لن نقبلها. وحقيقة أننا منخرطون في "نظام الدعم" لغزة (مصطلح يرمز إلى وحدة الجبهات) لا تعني أننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد تصرفاتهم الجنونية. سنرد بالمثل. الموانئ ضد الموانئ، والمطارات ضد المطارات، والبنوك ضد البنوك". وقد نجح التهديد، وتراجعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا عن قرارها.
وحسب هارتس فإن الحرب في البحر الأحمر تخدم السياسة التي يفرضها الحوثي على مواطنيه، فضلا عن فرض التجنيد العسكري والنضال الدؤوب ضد المنافسين السياسيين.
وخلصت صحيفة هارتس في تحليلها إلى القول "رغم أن صنعاء جزء من "حلقة النار" التي أنشأتها إيران، فإن بقاء النظام يشكل أولوية قصوى بالنسبة للمتمردين، والحرب المستمرة تخدم هذا الهدف. وبالتالي، ليس هناك يقين من أن الحرب في غزة ستنتهي، وحتى لو طلبت إيران من الحوثي وقف إطلاق النار في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل، فقد لا يمتثل".