أطفال غزة يعاتبون العالم بأقدام عارية ترتجف بردا برداء لا يسمن ولا يغني من برد.. يسعى الغزيون لرشفة ماء "تبلُّ" روحهم العطشى للنجاة

ها قد وصلنا إلى اليوم الـ120 منذ أن أطمأن أهل غزة للمرة الأخيرة، حينما ذاقوا نوما هانئا، وتناولوا خبزا دافئا، وساروا في الطرقات باحثين عن الرزق، هناك، كد الغزيون في أشغالهم ومشاكلهم وتفاصيل دنياهم، قبل أن يسلب الاحتلال الإسرائيلي منهم كل مناحي الأمان، ويتركهم على رصيف الحياة، بلا أمل.

 

الغزيون في مواجهة الصواريخ والمطر

وكأن الحرب لم تكتفِ من أهل غزة، ولم تشبع من إرسال صواريخها على رؤوس الأطفال والنساء، وإسقاط الحجارة على صدورِ الآباء المنهكين، وفطر قلوب الأمهات، حتى طاردهم شبحُ الموت من خلال البرد والمطر وضيق الحال، فمنعهم من الأمل، حتى وهم على بعد أمتار من الحياة، في المنطقة الحدودية لمدينة رفح جنوبي القطاع قرب جمهورية مصر.

120 يوما في عداد البشر وقرونٌ بالنسبة للفلسطينيين، منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي تنفيذ أشد وأسوأ جرائم القتل في حق البشر، يردد اللاهث الباحث عن مأوى في بيت مهدم أو خيمة ممزقة، مقولة ربما تكون الأصدق في حق الإنسانية: "إذا كان حقُ الحياة مقرونٌ بالبحث عن الدفء والغذاء، وحسب، فعلى أرضِ غزة يموتُ الحُلُم".

ولعل هذا الطفل الفلسطيني نقل صورة لا يمكن للعقل البشري أن ينسفها من ذاكرته مهما طال الزمان؛ فها هو ببراءته، ضعفه، قلة حيلته، يسيرُ حاملا عبوات فارغة آملا أن يدرج أسمه على قائمة للوائح تضم أسماء البشر، الذين كتبَ لهم القدر حياة جديدة ومنحهم رشفة ماء يبلون بها روحهم العطشى للنجاة.

الطفل السائر بخشية وقلق في مدينة رفح جنوبي غزة، تلقى الصفعات واحدة تلو الأخرة، ولم يرأف البرد القارس بعمره؛ ففي غزة يحاربك العالم، هو استقبل المطر بيدين مفتوحتين تجمعان الماء المفقود، وبجسد هزيل نسى الطعام، وطعمه، وبرداء ممزق لا يسمن ولا يغني من برد، وبأقدام حفاة عراة.

يسير طفلنا البطل وهو يرتجف، وتقترب أصابعه من التجمد، إلا أنه يناظر عدسة الصحفي ويعض على شفتيه ألما وعتابا، هو يعاتبنا، على صمتنا وهواننا وضعفنا، ربما يعاتب العالم الذي يهرول لقطع الإمدادات عن آخر من يقدم له فتات الطعام طوعا للكيان وأكاذيبه، وربما يعاتب الطقس، الذي وقف مع الصواريخ ضدهم في هذا الظرف العصيب.

ولكنه بعد أن ناظر عدسة الصحفي لبرهة من الألم، مضى وأكمل طريقه، وعرف مبكرا منذ نعومة أظافره، أن العالم لن يحرك ساكنا، هو يكمل مسيره نحو من تبقى من عائلته، مواجها كغيره من الغزيين نقص الطعام بمعدات خاوية، مقاومين برد الليل بأقمشة من الرُقَع، ويغلبون في كل يوم النعاس كي لا يفوتوا شكل الصاروخ الهابط على رؤوس النيام، كل هذا ناظروه خلال العدوان.

في غزة فقط، يهيم الآباء على وجوههم بحثا عن أقمشة تقي أبناءهم برد الشتاء القارس الذي طرق سماء القطاع، حيث باتت صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي تسقط على الأبرياء تزامنا مع هطول المطر عليهم، ليفقد الغزيون آخر معاني الطمأنينة.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الحرب في غزة قطاع غزة الاحتلال الاسرائيلي الهطول المطري البرد

إقرأ أيضاً:

اكتشاف فيروس كورونا جديد في البرازيل

أفاد موقع"RT" بتمكن فريق من الباحثين في البرازيل، بالتعاون مع جامعة هونغ كونغ (HKU)، من اكتشاف فيروس كورونا لدى الخفافيش، وهو الأول من نوعه في أمريكا الجنوبية.

وأورد الموقع أن الفيروس يتمتع بتشابه وراثي كبير مع الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، ما يثير تساؤلات حول قدرته المحتملة على إصابة البشر.

ووأضاف الموقع أن الدراسة كشفت عن تنوع جيني واسع في الفيروسات المكتشفة، حيث تعود هذه الخفافيش إلى نوعين مختلفين: مولوسوس مولوسوس (آكل للحشرات) وأرتيبوس ليتوراتوس (آكل للفاكهة).


ووجد الباحثون أن الفيروس المكتشف يتشابه بنسبة 71.9% مع جينوم MERS-CoV، في حين تطابق البروتين الشائك الخاص به بنسبة 71.74% مع نظيره في فيروس MERS-CoV المعزول من البشر في السعودية عام 2015.

و سيتم إجراء تجارب في مختبرات عالية الأمان البيولوجي بجامعة هونغ كونغ خلال العام الجاري لمعرفة ما إذا كان الفيروس قادرا على إصابة البشر.

 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند اكتشاف فيروس "كورونا" جديد في البرازيل 8 طرق لتجنب العصبية أثناء الصيام تفسير حلم سماع صوت الأذان في المنام نصائح لتجنب الشعور بالغثيان أثناء الصيام دعاء اليوم السادس عشر من رمضان 2025 Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • ‏اليمنيون أبناء الموت الذي لا يموت
  • كان لازم مفتاح يموت.. إسلام فوزي يسخر من مسلسل ولاد الشمس
  • من مصر إلى باكستان.. أجمل التقاليد الرمضانية حول العالم
  • نجل أبوعجيلة: والدي يواجه السجن مدى الحياة دون محاكمة أو أدلة
  • ليلى عز العرب: رمضان السبعينيات كان مميزا بحدث مهم جعله رحلة زمنية مليئة بالدفء والحنين
  • فيديو. مضران : نهضة بركان الفريق الوحيد في العالم الذي إحتفلت الطبيعة بفوزه بلقب البطولة
  • اكتشاف فيروس كورونا جديد في البرازيل
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • هل حان الوقت للقلق بشأن إنفلونزا الطيور؟
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر