كثف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر خلال الفترة القليلة الماضية، وقد تركزت في خليج عدن واستهدفت سفن شحن تجارية أميركية بدرجة رئيسية، في ظل تصاعد التوترات في الممرات المائية وتفاقم أزمة الشحن التجاري العالمي، وسط توقعات بتوسع دائرة حرب السفن وانعكاسها على ناقلات النفط التي تعبر خليج عدن وارتفاع مضاعف في تكاليف النقل والتأمين.

 

ونفذ الحوثيون منذ 15 يناير/ كانون الثاني أكثر من 5 عمليات استهدفت عدداً من سفن الشحن في خليج عدن بصواريخ بحرية شملت سفن "أوسين جاز، "زاغروفا"، "كيم رينجر" و"جينكو بيكاردي".

 

يعتبر ميناء وخليج عدن من أهم المنافذ البحرية المتحكمة في البحر الأحمر من جهة الجنوب والمنفذ الرئيسي لليمن على بحر العرب والمحيط الهندي، وهو بذلك يطل على خطوط التجارة والملاحة في العالم.

 

 الخبير الملاحي ياسر المروعي، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن أهمية خليج عدن تنبع من كونه نافذة اليمن على المحيط الهندي ومن موقعه الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر عبر باب المندب بالبحر العربي، إضافة إلى كون خليج عدن ممراً رئيسياً للسفن التجارية المحملة بالوقود بشكل خاص،.

 

لذا يلاحظ استخدامه بشكل كبير من قبل السفن الأميركية والبريطانية بحكم أن الأخيرة كانت تستعمر جنوب اليمن سابقاً ولديها معرفة واسعة بأهمية استخدام هذه الممرات التي تصل خليج عدن بالمحيط الهندي.

 

ويكتسب موقع هذا الممر اليمني المائي أهمية استراتيجية بالنظر إلى قربه من الخط الملاحي الدولي الذي يربط الشرق بالغرب والذي لا يبعد سوى 4 أميال بحرية من نقطة صعود المرشد، حيث تتمكن السفن المنتظمة من الوفاء بسهولة بمواعيد زيارتها للموانئ الأخرى من دون عناء.

 

إمكانية نقل المعركة

 

الباحث الاقتصادي رشيد الحداد، يفسر في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تركز استهداف السفن في خليج عدن يؤكد أن صنعاء قادرة على نقل المعركة إلى خارج مسرح عملياتها وفرض قواعد اشتباك خارج سيطرة سلطتها، إضافة إلى أن تصاعد العمليات يأتي في ظل احتدام الصراع في البحر الأحمر وتمكن قوات صنعاء من منع السفن المتجهة نحو موانئ الاحتلال الإسرائيلي من العبور.

 

يلفت الحداد إلى أن فرض معادلة عسكرية في خليج عدن يؤكد أن صنعاء تمتلك قدرات عسكرية كفيلة بنقل المعركة إلى المحيط الهندي، حيث من الملاحظ أن معظم العمليات العسكرية التي استهدفت سفناً تجارية وعسكرية في خليج عدن طاولت سفناً أميركية، وهذا تحول جديد في مسار العمليات، موضحاً أن تركز الهجمات في خليج عدن يبدد الادعاءات الأميركية بتصاعد المخاطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

 

وفق تقارير صحافية، فقد تسببت الهجمات التي شنها الحوثيون في البحر الأحمر ضد السفن المتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي، في أكبر تحويل لمسارات التجارة الدولية منذ عقود، وهو ما أدى إلى ارتفاع التكاليف وطول أمد الرحلات بالنسبة لشركات الشحن في الأماكن البعيدة مثل آسيا وأميركا الشمالية، وهدد بحدوث تداعيات اقتصادية على سلاسل التوريد العالمية.

 

وفي الوقت الذي تجد فيه أكثر من 500 سفينة حاويات صعوبة بالغة في الإبحار عبر البحر الأحمر من قناة السويس وإليها، واستخدام ممرات أخرى مكلفة للغاية، لم تنجح الضربات الانتقامية المتكررة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، فضلاً عن العملية البحرية المتعددة الجنسيات للقيام بدوريات في المياه، في إيقاف هجمات الحوثيين التي تقول الجماعة إنها تنفذها رداً على عمليات الإبادة الجماعية في غزة.

 

ركيزة اقتصاد اليمن

 

وتمثل الممرات المائية والنقل البحري، بحسب خبراء اقتصاد ومختصين في الملاحة البحرية، ركيزة أساسية لاقتصاد اليمن نظراً لطول الساحل اليمني الممتد لأكثر من 2000 كيلومتر، إضافة لامتلاك البلاد نحو سبعة موانئ (عدن، المكلا، نشطون، الحديدة، المخا، رأس عيسى، والصليف)، منها ثلاثة موانئ رئيسية، هي: عدن، المكلا، الحديدة. إلى جانب إطلال اليمن على مضيق باب المندب، وهو الممر الرئيسي للسفن العملاقة الناقلة للنفط، ما يجعل حجم نشاط الملاحة البحرية في اليمن كبيراً جداً.

 

الباحث الاقتصادي عصام مقبل، يقول لـ"العربي الجديد"، إن هناك تصاعداً لأسعار النفط العالمية منذ الأسبوع الماضي، ومرشحة للصعود والاضطراب خلال الفترة القادمة مع توسع التوترات لتشمل ممراً مائياً مهماً آخر في اليمن يتصل بباب المندب ويربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي والبحر العربي.

 

وشدد على أن اليمن سيكون في مرمى تبعات هذه الأزمة التي تأتي في ظل تغافل وعدم اهتمام أو استعداد لها من قبل السلطات الرسمية في البلاد التي لا تزال تعاني من صعوبات بالغة لم تستطع تجاوزها في النقل البحري مع تردي وضعية الموانئ وتسببها في تفاقم أزمة التوريد إلى اليمن.

 

تبعات على النقل البحري

 

وتسود مخاوف واسعة من تبعات قد تطاول النقل البحري في اليمن جراء الأحداث المتصاعدة في الممرات المائية، كما هو الحال في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي وخليج عدن، حيث تواصل جماعة الحوثي التي تحكم أجزاء واسعة من اليمن هجماتها التي تؤكد أنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمتعاونة معها، في حين أصبح الاستهداف يشمل السفن الأميركية التي تشن بمشاركة بريطانيا هجمات بالصواريخ والطائرات الحربية على ما تقول إنها مواقع عسكرية تابعة للحوثيين.

 

يمتلك اليمن العديد من الموانئ التي كانت حتى نهاية العام 2014 تعمل بصورة مقبولة لاستقبال البضائع والسفن وتقديم خدمات الشحن والتفريغ والتخزين، إلا أن ظروف الصراع والحرب وما نجم من تدمير جزء كبير من البنى التحتية والتجهيزات في تلك الموانئ، إلى جانب الإجراءات الدولية المتعلقة بإمكانية الدخول والخروج من تلك الموانئ وإليها، قد ساهمت في الحد من القدرة التشغيلية للموانئ اليمنية.

 

ونتيجة لعمليات الإغلاق لبعض الموانئ بصورة جزئية أو كلية، إلى جانب إجراءات الحصار البحري الذي فرضه التحالف العربي منذ بداية الحرب في اليمن، وضرورة حصول السفن الواصلة إلى الموانئ اليمنية أو التي تغادرها على تصاريح خاصة من قبل البعثة الأممية ذات العلاقة، فقد شهدت حركة النقل البحري في اليمن تراجعاً كبيراً سواء في أعداد السفن أو كميات البضائع المتناولة في تلك الموانئ.

 

الخبير في الملاحة البحرية المروعي يقول في هذا الخصوص إن تبعات توسع الاستهداف للسفن ليشمل ممرات مائية أخرى في البحر العربي وخليج عدن قد لا تطاول التجارة العالمية فقط بل أيضاً تهدد بتبعات جسيمة على اليمن جراء تداعيات هذه الأحداث في ممراتها المائية.

 

ويشير إلى أنها قد تفاقم أزمة النقل وتشديد الاختناقات التي لا يزال يعاني منها قطاع النقل البحري في اليمن جراء ما تعرض له من تدمير للأصول والبنى التحتية للعديد من الموانئ التي كانت قد بدأت تتخلص بشكل تدريجي من القيود المفروضة عليها، مثل موانئ البحر الأحمر والتي أدت خلال السنوات الماضية إلى تقليص خطوط النقل البحري العاملة من اليمن وإليه وتراجعها بصورة كبيرة من 16 خطاً بحرياً قبل العام 2015 إلى 5 أو 6 خطوط فقط في الوقت الراهن.

 

ويعاني اليمن من تردي وضعية البنية التحتية والأصول التشغيلية للموانئ وقطاع النقل البحري، وذلك قبل انطلاقة حرب السفن التي أطلقها الحوثيون رداً على تجويع أهالي غزة وارتكاب إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 

إذ تعرضت موانئ البحر الأحمر التي تشمل "الحديدة والصليف والمخا" لأضرار جسيمة جراء الاستهداف المتواصل لها منذ العام 2015، حيث تتجاوز نسبة الأضرار 45.5 في المائة من إجمالي الأصول للموانئ اليمنية، الأمر الذي أثر وبصورة كبيرة على القدرة التشغيلية للموانئ اليمنية بشكل عام لتصل الطاقة التشغيلية الحالية لميناء الحديدة، والذي يعد أكبر الموانئ في البلاد إلى أقل من 40 في المائة من طاقته التشغيلية الفعلية قبل العام 2015.

 

ووفق تقرير صادر عن مركز الدراسات والأبحاث العربي "عربيا برن ترست"، تقدر خسائر اليمن بسبب الصراع ما بين 170 إلى 200 مليار دولار من ناتجه المحلي الإجمالي بين الأعوام 2015 و2022.

 

وقال الباحث الاقتصادي منير القواس، لـ"العربي الجديد"، إن "التجار في اليمن واقعون تحت نار تهدد بقاء نسبة كبيرة منهم بالنظر إلى ما يجري من صراع يفاقم الأزمات التجارية والاقتصادية والمعيشية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن خليج عدن الملاحة الدولية الحوثي أمريكا فی البحر الأحمر العربی الجدید النقل البحری البحر العربی فی خلیج عدن فی الیمن من قبل

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني

(رويترز)

في ليلة ربيعية دافئة بأثينا وقبل منتصف الليل بقليل، لاحظ مسؤول تنفيذي كبير في شركة شحن يونانية وصول رسالة بريد إلكتروني مريبة لصندوق الوارد الخاص به.

وحذرت الرسالة، التي أُرسلت أيضا إلى المدير عبر البريد الإلكتروني للشركة، من أن إحدى سفن الشحن التابعة للشركة والتي تمر عبر البحر الأحمر أضحت عرضة لخطر هجوم من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وجاء في الرسالة المكتوبة باللغة الإنجليزية والتي اطّلعت عليها رويترز أن السفينة التي تديرها الشركة اليونانية انتهكت حظر مرور يفرضه الحوثيون بالرسو في ميناء إسرائيلي وأن “القوات المسلحة اليمنية سوف تستهدفها بشكل مباشر في أي منطقة تحددها”.

وجاء أيضا في الرسالة التي حملت توقيع مركز تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن، وهو مركز جرى إنشاؤه في فبراير/ شباط للتنسيق بين الحوثيين والجهات المشغلة للسفن التجارية، “أنتم تتحملون المسؤولية والعواقب المترتبة على إدراج السفينة في قائمة الحظر”.

وشن الحوثيون نحو 100 هجوم على سفن تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، تضامنا مع الفلسطينيين في الحرب المستمرة منذ عام في غزة. وتسببت هجماتهم في إغراق سفينتين والاستيلاء على ثالثة ومقتل أربعة بحارة على الأقل.

وحذرت الرسالة التي وردت في نهاية مايو/ أيار من فرض “عقوبات” على أسطول الشركة كاملا حال استمرار السفينة في “انتهاك معايير الحظر ودخول موانئ الكيان الإسرائيلي المحتل”.

وأحجم المسؤول التنفيذي عن كشف هويته وكذلك اسم الشركة لأسباب أمنية.

وكانت رسالة التحذير هذه هي الأولى بين أكثر من 12 رسالة تهديد أخرى جرى إرسالها إلى ما لا يقل عن ست شركات شحن يونانية منذ مايو/ أيار وسط تصاعد للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرته ستة مصادر في قطاع الشحن مطلعة على الرسائل بشكل مباشر ومصدران مطلعان بشكل غير مباشر.

ومنذ العام الماضي، يطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة وقوارب محملة بمتفجرات على السفن التجارية التي على صلة بكيانات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية.

وتشير حملة رسائل البريد الإلكتروني، التي لم ترد أنباء بشأنها من قبل، إلى أن المسلحين الحوثيين يوسعون شبكتهم ويستهدفون سفنا تجارية يونانية ليست على صلة تُذكر بإسرائيل أو لا تربطها بها أي صلة على الإطلاق.

وفي الأشهر القليلة الماضية، وُجهت التهديدات لأول مرة إلى أساطيل بأكملها، مما زاد من المخاطر التي تتعرض لها السفن التي تحاول عبور البحر الأحمر.

وجاء في رسالة بريد إلكتروني منفصلة في يونيو حزيران أرسلها موقع إلكتروني حكومي يمني إلى الشركة المذكورة أولا بعد أسابيع وإلى شركة يونانية أخرى رفضت أيضا كشف اسمها “خرقت سفنكم قرار القوات المسلحة اليمنية… لذلك سيتم فرض عقوبات على جميع سفن شركتكم… مع أطيب التحيات، البحرية اليمنية”.

ويعاني اليمن من حرب أهلية منذ سنوات. وفي عام 2014، سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وأطاحوا بالحكومة المعترف بها دوليا. وفي يناير كانون الثاني أعادت الولايات المتحدة إدراج الحوثيين على قائمتها للجماعات الإرهابية.

وأحجم مسؤولون حوثيون عن تأكيد إرسالهم رسائل البريد الإلكتروني أو تقديم أي تعقيب إضافي عندما اتصلت بهم رويترز قائلين إن هذه معلومات عسكرية سرية.

ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كانت الرسائل قد أُرسلت إلى شركات شحن أجنبية أخرى.

وذكرت بيانات صادرة عن لويدز ليست إنتليجنس أن نحو 30 بالمئة من هجمات الحوثيين حتى أوائل سبتمبر أيلول كانت على سفن مملوكة لشركات يونانية، وهي تمثل أحد أكبر الأساطيل في العالم، دون تحديد ما إذا كان لهذه السفن صلة بإسرائيل.

وفي أغسطس آب هاجمت جماعة الحوثي، وهي جزء من تحالف محور المقاومة الإيراني للجماعات المسلحة غير النظامية المناهضة لإسرائيل، ناقلة سونيون وتركتها تشتعل بها النيران لأسابيع قبل أن يتم قطرها إلى منطقة أكثر أمانا.

ودفعت الهجمات الكثير من سفن الشحن إلى اتخاذ مسار أطول بكثير عبر رأس الرجاء الصالح.

وأظهرت بيانات لويدز ليست إنتليجنس أن حركة المرور عبر قناة السويس انخفضت من نحو ألفي سفينة شهريا قبل نوفمبر تشرين الثاني 2023 إلى نحو 800 سفينة فقط في أغسطس آب 2024.

وبلغت التوترات في الشرق الأوسط ذروة جديدة يوم الثلاثاء عندما شنت إيران هجوما على إسرائيل بأكثر من 180 صاروخا ردا على مقتل بعض قياديي جماعة حزب الله في لبنان وعلى رأسهم الأمين العام للجماعة حسن نصر الله.

* مرحلة جديدة

أفادت وثيقة راجعتها رويترز بأن مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية في البحر الأحمر (أسبيدس) أكدت، خلال اجتماع مغلق مع شركات شحن في أوائل سبتمبر/ أيلول، تطور تكتيكات الحوثيين. وساعدت أسبيدس أكثر من 200 سفينة على الإبحار بأمان عبر البحر الأحمر.

وقالت أسبيدس في الوثيقة التي شاركتها مع شركات الشحن إن قرار الحوثيين إرسال تحذيرات إلى أساطيل بأكملها يمثل بداية “المرحلة الرابعة” من حملتهم العسكرية في البحر الأحمر.

وحثت أسبيدس أيضا ملاك السفن على إغلاق أجهزة نظام تحديد الهوية الآلي التي تظهر موقع السفينة وتقدم مساعدة ملاحية للسفن القريبة، قائلة إن عليهم إغلاقها أو التعرض للنيران.

وذكرت أسبيدس أن نسبة دقة هجمات الحوثيين الصاروخية بلغت 75 بالمئة حينما استهدفوا سفنا تشغل نظام تحديد الهوية الآلي. وورد في الإفادة نفسها أن 96 بالمئة من الهجمات التي تم شنها حينما كان نظام تحديد الهوية الآلي مغلقا لم تصب أهدافها.

وقال فاسيليوس جريباريس قائد العمليات في أسبيدس لرويترز “أسبيدس على علم بهذه الرسائل الإلكترونية”، مضيفا أن أي رد يجب أن يكون مدروسا بعناية وأن الشركات تحصل على نصائح مشددة بإبلاغ خبراء الأمن لديها إذا تم الاتصال بها قبل الإبحار.

وأضاف “بشكل خاص، بالنسبة لمركز تنسيق العمليات الإنسانية، تكون النصيحة أو التوجيه عدم الرد على الاتصالات عبر موجات الراديو عالية التردد ولا رسائل البريد الإلكتروني الواردة من “البحرية اليمنية” أو “مركز تنسيق العمليات الإنسانية”.

وبدأت حملة الرسائل الإلكترونية من الحوثيين في فبراير شباط بتوجيه رسائل إلى ملاك السفن وشركات الشحن ونقابة البحارة الرئيسية من مركز تنسيق العمليات الإنسانية التابع للحوثيين.

وحذرت هذه الرسائل الإلكترونية، التي اطّلعت رويترز على اثنتين منها، قطاع الشحن من فرض الحوثيين حظرا على سفن بعينها من عبور البحر الأحمر، إلا أنها لم تحذر الشركات بشكل صريح من هجوم وشيك.

واحتوت الرسائل المرسلة بعد مايو أيار على تهديدات أكبر.

وقال مصدران مطلعان لرويترز إن شركتي شحن على الأقل تشغلهما اليونان تسلمتا تهديدات عبر البريد الإلكتروني وقررتا إنهاء المرور عبر البحر الأحمر، وطلب المصدران عدم تحديد هوية الشركتين لدواع أمنية.

وقال مسؤول تنفيذي في شركة شحن ثالثة تلقت رسالة أيضا إنهم قرروا إنهاء الأعمال مع إسرائيل لتتمكن سفنهم من مواصلة العبور من البحر الأحمر.

وقال ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل “إذا لم يتسن ضمان العبور الآمن للبحر الأحمر، فإن على الشركات التحرك، حتى وإن كان ذلك يعني تأجيل مواعيد التسليم… تعتمد حياة البحارة على ذلك”. والاتحاد هو النقابة الرئيسية للبحارة التي تلقت رسالة بالبريد الإلكتروني من مركز تنسيق العمليات الإنسانية.

وقالت المصادر لرويترز إن حملة البريد الإلكتروني تزيد القلق بين شركات الشحن، وإن تكاليف التأمين التي يتحملها ملاك السفن الغربيون قفزت بالفعل بسبب هجمات الحوثيين، وعلقت بعض شركات التأمين التغطية بشكل كلي.

وأوقفت شركة (كونبالك) لتشغيل السفن ومقرها اليونان عبور رحلات من البحر الأحمر بعدما تعرضت سفينتها (إم.في جروتون) للهجوم مرتين في أغسطس آب.

وقال ديميتريس دالاكوراس، الرئيس التنفيذي لكونبالك، خلال مؤتمر (كابيتال لينك) للشحن في لندن في العاشر من سبتمبر أيلول “لا تمر أي سفينة (من كونبالك) عبر البحر الأحمر. يتعلق الأمر بشكل رئيسي بسلامة الطواقم. بمجرد تعرض الطاقم للخطر تتوقف جميع المناقشات”.

وقال توربين كولن المدير الإداري لمجموعة شحن الحاويات (ليونهارت اند بلومبيرج)، ومقرها ألمانيا، إن البحر الأحمر وخليج عدن منطقة “محظورة” على أسطولهم.

ولم ترد الشركتان عندما تواصلت رويترز معهما للتعليق على ما إذا كانت حملة البريد الإلكتروني من الحوثيين قد استهدفتهما.

وتواصل بعض الشركات عبور البحر الأحمر بسبب اتفاقيات ملزمة طويلة الأجل مع المستأجرين أو بسبب احتياجها إلى نقل البضائع في تلك المنطقة بالتحديد.

ولا يزال البحر الأحمر أسرع طريق لنقل البضائع إلى المستهلكين في أوروبا وآسيا.

ولم يوقف الحوثيون حركة السفن كليا، وتستطيع أغلبية السفن المملوكة لصينيين وروس الإبحار بلا عوائق وبتكاليف تأمين أقل. ولا يعد الحوثيون السفن المملوكة لصينيين وروس ذات صلة بإسرائيل.

وورد في تسجيل صوتي لرسالة بثها الحوثيون لسفن في البحر الأحمر في سبتمبر/ أيلول وجرت مشاركتها مع رويترز “نؤكد للسفن التابعة لشركات لا صلة لها بالعدو الإسرائيلي أنها آمنة ولها حرية (التحرك) وإبقاء أجهزة نظام تحديد الهوية الآلي مفتوحا طوال الوقت”.

وأضافوا “نشكركم على تعاونكم. انتهى”.

يمن مونيتور3 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟ مقالات ذات صلة اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟ 3 أكتوبر، 2024 إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران 3 أكتوبر، 2024 وفد عُماني يبحث في اليمن تعزيز العلاقات التجارية 3 أكتوبر، 2024 بعثة أممية: مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين بانفجار ألغام حوثية غربي اليمن 3 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية بعثة أممية: مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين بانفجار ألغام حوثية غربي اليمن 3 أكتوبر، 2024 الأخبار الرئيسية الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني 3 أكتوبر، 2024 اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟ 3 أكتوبر، 2024 إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران 3 أكتوبر، 2024 وفد عُماني يبحث في اليمن تعزيز العلاقات التجارية 3 أكتوبر، 2024 بعثة أممية: مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين بانفجار ألغام حوثية غربي اليمن 3 أكتوبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟ 3 أكتوبر، 2024 إحاطة عسكرية.. خيارات إسرائيل للانتقام من إيران 3 أكتوبر، 2024 وفد عُماني يبحث في اليمن تعزيز العلاقات التجارية 3 أكتوبر، 2024 بعثة أممية: مقتل وإصابة ثلاثة مدنيين بانفجار ألغام حوثية غربي اليمن 3 أكتوبر، 2024 الحوثيون يختطفون الناشط وصانع المحتوى عبدالرحمن البيضاني من منزله في إب 3 أكتوبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 20 ℃ 20º - 19º 31% 6.25 كيلومتر/ساعة 20℃ الخميس 25℃ الجمعة 25℃ السبت 26℃ الأحد 25℃ الأثنين تصفح إيضاً الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني 3 أكتوبر، 2024 اعلام الحوثي ترس في منظومة اتحاد الاذاعات الإيراني.. لماذا يصرون على انكار التبعية؟ 3 أكتوبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬054 غير مصنف 24٬184 الأخبار الرئيسية 14٬709 اخترنا لكم 7٬019 عربي ودولي 6٬876 غزة 6 رياضة 2٬323 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬231 كتابات خاصة 2٬074 منوعات 1٬990 مجتمع 1٬833 تراجم وتحليلات 1٬766 ترجمة خاصة 51 تحليل 13 تقارير 1٬596 آراء ومواقف 1٬526 صحافة 1٬483 ميديا 1٬391 حقوق وحريات 1٬310 فكر وثقافة 895 تفاعل 813 فنون 477 الأرصاد 305 بورتريه 63 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

مقالات مشابهة

  • "البنتاغون" يُخصص 1.2 مليار دولار لصيانة السفن العسكرية المنتشرة في البحر الأحمر
  • الحوثيون يوجهون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • مجلة هندية: القوات المسلحة اليمنية تشكل مساراً مرعباً للشحن في البحر الأحمر
  • الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • رويترز تنقل تفاصيل مثيرة: اليمن يطبق قرار حظر السفن في البحار .. برسالة.!!!
  • صحيفة أوتلوك الهندية: قوات صنعاء أنشأت مسار مرعب على البحر الأحمر
  • ميليشيا الحوثي تهدد أصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • صحيفة هندية: قوات صنعاء أنشأت مسار مرعب على البحر الأحمر
  • أمريكا تصدر قراراً بشأن السفن القادمة من الموانئ السودانية
  • الصادرات تتصدر المشهد.. 58 ألف طن بضائع تتداول في موانئ البحر الأحمر