موقع النيلين:
2024-07-08@03:45:10 GMT

لن تنتهي الإساءة

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT


كما يبدو من المعنى الضمني الذي يحمله العنوان؛ أن هناك مقاربة موضوعية بين أربعة أطراف رئيسية في هذا المعنى: الإساءة، الحياة، الموت، الإنسان، فهناك حالة من الاشتباك والالتحام ما بين هذه الأطراف، ولا بد أن تكون مجتمعة أيضا، فالإساءة لا يقوم بها إلا الإنسان الحي، وعندما يغيبه الموت ينتهي مشروع الإساءة، والمعضلة هنا أكثر أن الإساءة حاصلة حاصلة، حيث ليس من اليسير تجاوزها، حتى وإن حاول الفرد منا أن يتجاوزها، نعم؛ قد يخفف من وطأة تأثيرها على الطرف الآخر، ولكن أن يقضي عليها نهائيا فهذا من المستحيل،

وإلا ما كان إنسان تتجاذبه مجموعة من المشاعر، والعواطف، والضعف، والقوة، والنفس اللوامة، وبالتالي فالنزوع عن الإساءة – سواء الإساءة على الآخر، أو الإساءة على النفس – يبقى من أحلام اليقظة، وسيظل الإنسان يسيء إلى نفسه، وإلى الآخرين من حوله إلى أن يغيبه الموت.

يأتي الاشتباك في هذه المسألة من باب وجود صراع أزلي بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والآخر، فالآخر بالنسبة للفرد قضية محورية فلا يتحرك أحدنا إلا من خلال النظر إلى الآخر، ماذا يفعل؟ ماذا يقول؟ أين يذهب؟ ماذا يأكل؟ لماذا لم يذهب؟ كيف له ذلك؟ وقس على ذلك الكثير من الأسئلة الاستنكارية التي تتقصى مختلف جوانب تحركات هذا الآخر، هل ثمة ضرورة إلى ذلك؟ الإجابة تكون نسبية، فالتطفل حالة فطرية عند كل فرد، ولا يستطيع أن يتحرر منها، لأنها من الفطرة، ولأن التطفل قائم؛

فمعنى ذلك أن الإساءة؛ هي الآخر قائمة، لأن التطفل على الآخر، هي وظيفة أخرى نقوم بها، وهي حالة استثنائية غير مدرجة ضمن الحالات الرئيسية التي يتوجب القيام بها، فماذا يهم أن أعرف عن فلان من الناس، ماذا يأكل، وإلى أين يذهب، ولماذا فعل كذا، ولم يفعل العكس؟ ولذلك كان التشديد؛ وفق النص القرآني؛ على خطورة التجسس، فمن المهم أن تسأل فلانا عن حالته الصحية؛ على سبيل المثال؛ ولكن ما الضرورة لأن تسأله عن نوع المرض الذي يعانيه، فاختزال الفهم العام وإسقاطه على الفهم الخاص للحالة الفردية هو نوع من الإساءة، لأن أحدنا لا يضمن أن يتحدث عن مرض فلان، وعن حالته المادية، وعن مواقف الخطأ التي وقع فيها، وقس على ذلك أمثلة أخرى،

وهذا كله يدرج ضمن حاضنة الإساءة. فهنا نحن؛ لا نقدم حلولا للآخر، أو مساعدات، وإنما نشتبك معه لتقصي حالات ضعفه، وفي حالات خاصة قد نستخدم هذا الاشتباك للإساءة إليه أكثر وأكثر، فيما يسمى بـ «لي الذراع» حيث نتباهى بأننا نمسك على فلان من الناس موقفا يجبره على كسر إرادته وحريته، مقابل أن لا نسيء إليه، وبالتالي؛ ففي خضم هذا النزاع الداخلي الذي نمارسه على الآخرين من حولنا، نحن نلتحم معهم شعوريا، حتى ليكاد الأمر يصل إلى مشاركتهم الكره والحزن، نفكر عنهم، ونغضب عليهم، وليس لهم، وقد ننكر عليهم سعادتهم،

فأي إفراط في الإساءة أكثر من ذلك؟ هناك وجه مشرق في مختلف العلاقات مع الآخر، وهذا أمر غير منكور، ولكن لأن وجه الإساءة ثقيل ومؤلم على النفس، فإنه يتبادر على وجه العلاقات على أنه الأكثر اكتساحا من ضده، وكما قال أبو الطيب المتنبي: «والضد يظهر حسنه الضد؛ وبضدها تتميز الأشياء» فالحسن دائما مشوق، ومرغوب فيه، ولأنه بهذا الموضع المرحب به، فإنه سريعا ما يتلاشى؛ حيث تظل النفس تنزع إلى تكراره، والشوق إليه.

أحمد سالم الفلاحي – صحيفة عمان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

"الصحفيين" تنتهي من اختيار مرشحيها لعضوية الهيئات المُنظّمة للعمل الصحفي والإعلامي

انتهى مجلس نقابة الصحفيين، في اجتماعه الطارئ الذي انعقد أمس السبت 6 يوليو 2024، برئاسة خالد البلشي، من اختيار مرشحي النقابة لعضوية الهيئات المُنظّمة للعمل الصحفي والإعلامي، وذلك بعد خلاف ونقاش حول الأسماء المُرشّحة.

واختار المجلس في ترشيحاته 2 من الصحفيين لعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، واختار في ترشيحاته أيضًا 4 لعضوية الهيئة الوطنية للصحافة؛ حيث يتم إلزامًا اختيار 3 من أصل الـ6 أسماء التي رشّحتها النقابة، وذلك وفقًا للقانون.

وتناولت تقارير إعلامية، اختيار الدكتور ضياء رشوان منسق عام الحوار الوطني، ليكون رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خلفًا للكاتب الصحفي كرم جبر.

وكشفت الأنباء عن اختيار الكاتب الصحفي عزت إبراهيم المتحدث الرسمي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، ليكون خلفًا للدكتور ضياء رشوان في رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات.

وتداولت الأنباء بشأن وقوع الاختيار على الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، ليكون رئيسًا للهيئة الوطنية للإعلام، خلفًا للإعلامي حسين زين.

كما أشارت الإنباء إلى تجديد الثقة في المهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة.

ومن المقرر أن يتم الإعلان عن التشكيل النهائي للهيئات المُنظّمة للعمل الصحفي والإعلامي، خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد أن انتهت النقابات من وضع ترشيحاتها، وذلك وفقًا للقوانين المختصة.

مقالات مشابهة

  • «ألعب وإلا أخرّب» ذاتية المنفعة وموضوعية التكامل
  • البابا تواضروس: «المحبة واحترام الآخر» من علامات نقاوة القلب
  • عملية استباقية تنتهي بضبط كدس للمواد المتفجرة من مخلفات داعش جنوبي بغداد
  • الزنتان.. حبس مسؤول طبي بتهمة الإساءة لسلطته الوظيفية
  • "الصحفيين" تنتهي من اختيار مرشحيها لعضوية الهيئات المُنظّمة للعمل الصحفي والإعلامي
  • إيلون ماسك يفجر مفاجأة بشأن تطبيق واتساب.. ماذا قال؟
  • سر مشروب تتناوله أسماء جلال ينسف الدهون في الجسم.. «بيجيب من الآخر»
  • عشان متتصدمش في الآخر.. حل امتحان الجغرافيا للثانوية العامة 2024
  • موزة بنت طحنون: الاتّجار بالبشر أكثر الجرائم المنظمة انتشاراً
  • مشاجرة بسكاكين تنتهي بمقتل شاب دون العشرين في حلبجة