الحرب بولاية الجزيرة السودانية قد تطال بنك الجينات النباتية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
تهدد الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل/نيسان الماضي التي انتقلت شرارة معاركها مؤخرا إلى ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط السودان إلى الجنوب من الخرطوم) بفقدان آلاف السلالات الوراثية النباتية المتنوعة للأغذية والزراعة عقب استهداف طال بنك الموارد الوراثية (بنك الجينات) الذيّ يمثل وفق خبراء ثراء التنوع البيولوجي الزراعي في السودان.
وتنذر تداعيات الحرب التي امتدت رقعتها بمخاوف وتهديد وجودي لخزائن الموارد الوراثية النباتية في بنك الجينات.
وقال المدير السابق لمركز صيانة وبحوث الموارد الوراثية النباتية الزراعية الطاهر إبراهيم محمد إن بنك الجينات الذي أنشأ عام 1982 يعتبر أحد المراكز البحثية العاملة ضمن منظومة هيئة البحوث الزراعية في السودان، ويتم عبره حفظ وصيانة عينات بذور لأكثر من 15 ألف مدخل، جرى جمعها من مختلف أقاليم السودان خلال الـ40 عاما، وأكثر من ذلك لبعض المداخيل.
وفي حديثه -للجزيرة نت- أشار الطاهر إلى أن المداخيل تمثل العديد من أصناف المزارعين المحلية والتقليدية والقديمة، وكذلك الأقارب البرية لكثير من المحاصيل الزراعية في السودان مثل الذرة (الذرة الرفيعة)، والدخن والسمسم والفول السوداني واللوبيا والفول المصري وحب البطيخ والقرع العسلي والبامية والطماطم والفلفل الحار والكركديه.
وتابع الطاهر "تمثل جميعها موارد وراثية نباتية للأغذية والزراعة، وموروث متراكم عبر القرون والأجيال، ومواد أساسية للبحوث العلمية ولبرامج التربية والتحسين الوراثي داخل السودان أو خارجه، لأجل استدامة وتطوير الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي والبيئي.
بنك الجينات أحد المراكز البحثية العاملة ضمن منظومة هيئة البحوث الزراعية في السودان. (التواصل الاجتماعي) حجم الضرروفي الوقت الذي أطلق فيه باحثون نداءات لإنقاذ الموارد الوراثية ببنك الجينات، علمت الجزيرة نت أن وزارة الزراعة والغابات رفعت طلبا للحكومة السودانية بشأن توفير الحماية للبنك مرفقة أهميته.
وأقرّ مدير مركز بحوث التقانة والسلامة الحيوية -هيئة البحوث الزراعية- طلال سيد عبد الحليم بصعوبة حصر حجم الضرر على بنك الموارد الوراثية لعدم وجود زيارات ميدانية.
وقال طلال في حديثه -للجزيرة نت- وقائع الأحداث تشير إلى أنه تم نهب الثلاجات "المخازن مبردة للبذور" وشرع عدد من العاملين في الهيئة بترتيب البذور في غرفة بعد أن وجدت مبعثرة.
وفي السياق ذاته، قال الطاهر إبراهيم -للجزيرة نت- وفقا للشهادات السماعية الواردة من الموقع، تعرض البنك للاعتداء، ونهبت كثير من معداته، على رأسها المبردات التي تحفظ فيها عينات البذور للمدى الطويل، كما تمت بعثرة مظاريف عينات البذور على أرضيات الغرف وخارجها، مما يعرضها للتدهور والتلف بسبب عدم توفر الظروف البيئية المثلى لصيانتها.
البنك يحفظ عينات بذور لأكثر من 15 ألف مدخل، جُمعت من مختلف أقاليم السودان خلال 40 عاما (التواصل الاجتماعي) استدامة النظم البيئيةووفقًا لخبراء، فإن بنك الجينات يحتوي على أصناف المحاصيل اللازمة لتطوير القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والآفات.
وقال الطاهر إبراهيم إن الموارد الوراثية تعتبر وحدات البناء الرئيسية والمواد الخام الأساسية لكافة أنشطة البحث العلمي والتحسين الوراثي، التي تهدف لتحسين إنتاجية وجودة المحاصيل الزراعية المختلفة.
وأضاف أن الحفاظ عليها مهم لاستدامة النظم البيئية الزراعية المختلفة، واستعادتها متى ما حدث فيها اختلال، وتتمثل أهميتها في تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي، والأمن البيئي، وتوفير المأوى والدواء والكساء والطاقة للإنسان.
مخاطر مُستقبليةوإثر أهمية بنك الجينات يقول طلال سيد إن العالم يواجه مخاطر مستقبلية من تغييرات مناخية.
وأضاف "إذا فقدت هذه الموارد الوراثية، وباتت خارج المنظومة سيكون لذلك تأثير حقيقي على الأمن الغذائي".
بالمقابل قال المهندس الزراعي بإدارة الأمن الغذائي عمار حسن بشير إن بنك الجينات ثروة علمية هائلة يتابع تطور سلالة النباتات، وحفظ الأصول والسلالات الخاصة بالنباتات بتصميم عالمي لكل نبات، ويتتبع الطفرات الوراثية للنباتات المختلفة.
وفي حديثه -للجزيرة نت- يرى عمار أن استهداف بنك الجينات جزء من مخطط تدمير البنية العلمية في السودان.
وقلل عمار من حدوث تأثير محتمل للتهديد الذي يواجه بنك الجينات على النظام الغذائي في السودان على المدى القريب.
مشيرا إلى أن النظام الغذائي الحالي لن يتأثر، لجهة أنه بنك علمي بحثي مختص بالنباتات، ويحفظ التدرج الخاص بسلالاتها، ويمكن حدوث تهديد لتوافر الغذاء الناتج عن هذه النباتات، في حده الأدنى وقواعده الأساسية على المدى البعيد.
نقل 3200 نسخة بمبادرات من منظمات عالمية تم إيداعها بقبو سفالبارد العالمي (التواصل الاجتماعي) خطة عاجلةوحول إمكانية إنقاذ الموارد الوراثية النباتية في بنك الجينات يرى الطاهر إبراهيم أنه يجب تنفيذ خطة عاجلة لإنقاذ محتويات البنك من الموارد الوراثية وإعادة تأهيل إمكاناته المادية عبر تجميع ونقل العينات بصورة مؤقتة إلى مكان أكثر أمنا داخل السودان.
وأضاف إبراهيم "يجب تهيئة المكان بالمتطلبات الضرورية من مبردات وأجهزة ومعدات، مع ضمان استمرار الإمداد الكهربائي له، والعمل على أخذ وتجهيز عينات من بذور مختلف المداخيل، بغرض شحنها وإرسالها للقبو العالمي للبذور بسفالبارد في النرويج للحفظ طويل المدى لأغراض التأمين".
من جهته، قال مدير مركز بحوث التقانة والسلامة الحيوية طلال سيد أن الخطوة المهمة والعاجلة هي نقل البذور لمناطق آمنة وإرسالها بقبو سفالبارد العالمي للبذور الذي أنشأته حكومة النرويج، وصمم لحفظ البذور في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.
وكشف طلال عن نقل 3 آلاف و200 نسخة بمبادرات من منظمات عالمية تم إيداعها بقبو سفالبارد العالمي قبل انتقال المعارك إلى ود مدني، داعيا إلى توفير الدعم لنقل ما تبقى من بذور.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الوراثیة النباتیة الموارد الوراثیة الأمن الغذائی فی السودان للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
حركة تحرير الجزيرة وتقرير مصير الجميع
*ظهور شخص بزي عسكري وهو يتلو بيان إنشاء حركة لتحرير الجزيرة يعبر عن حالة استجابة لما تعانيه الولاية منذ سقوطها قبل أكثر من عام حيث تأخر التحرير ووصلت مراحل إنتهاك الإنسان فيها حدا يفوق الوصف*
*في ظل ما حدث ويحدث في الجزيرة يبقى مفهوما مثل هذا الصوت والموقف بل يمتد الفهم للتفهم لبعض حالات الدعوة الإستباقية لمصير الجزيرة من بعد التحرير*
*ما حاق بالجزيرة شبيه بما جرى في غرب دارفور-الجنينة وشمال دارفور -الفاشر وبعض مناطق كردفان والخرطوم أيضا مع الفارق النسبي هنا وهناك وربما يكون الحال أسوأ ان ما تمكنت المليشيا من دخول الشمال ولكن أن كان الحديث والمواقف للتحرير مطلوبا فإن الحديث عن تقرير المصير سابق لأوانه وربما الخوض فيه الآن يضعف الصف -حتى صف الداعين للتحرير!!*
*المطلوب اليوم تحرير الجزيرة وكل السودان من مليشيا الدعم السريع والمطلوب غدا تقرير مصير كل السودان وليس الجزيرة وحدها*
*لن يكون السودان كما كان بعدالتحرير ولا أحد يرغب فيه أو يريده فلقد مضى مع الأيام ولن يعود ولكن هناك أكثر من صيغة يمكن أن نحافظ بها على الوطن ونعيد من خلالها تشكيل الدولة والسلطة من جديد*
*من نفسي اعتقد أن الفدرالية التى تعطى الأقاليم حقها الكامل في السلطة والثروة مع المحافظة على الوحدة هي الأنسب لحكم السودان وقد يرى البعض الآخر المناسبة في الحكم الذاتي للأقاليم وثالث الكونفدرالية ومتطرف قد يذهب للإنفصال ولكن دعونا نعرف اليوم بأن الوقت للتحرير وغدا لتقرير المصير مع التأكيد على أن لا مكان للسودان القديم في السودان الجديد!*
بكري المدنى