مغامرة خاطئة.. إيران تعلق على هجمات أمريكا في العراق وسوريا
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
أدانت إيران، اليوم السبت، بشدة الضربات الأمريكية في سوريا والعراق، مؤكدة أنها ستؤدي إلى تصعيد التوترات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم السبت، إن طهران "تدين بشدة" الضربات الأمريكية في سوريا والعراق.
وأوضح كنعاني في بيان أن "هجوم الليلة الماضية هو مغامرة وخطأ استراتيجي آخر من جانب الأمريكيين، سيؤدي فقط إلى تصعيد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة»، دون أن يوضح ما إذا كان إيرانيون قد قتلوا في هذه الضربات، بحسب وكالة «فرانس برس».
وأعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، شن غارات جوية على أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا، واستهداف "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وفصائل أخرى تابعة له.
وقالت القيادة في بيان، إن الجيش الأميركي استهدف أكثر من 85 هدفاً، باستخدام العديد من الطائرات بما في ذلك قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه.
وشملت المنشآت التي تم استهدافها "مقرات القيادة والعمليات، ومراكز الاستخبارات والصواريخ والقذائف ومخازن المسيرات، والمرافق اللوجستية، ومخازن الذخيرة"، لهذه الفصائل المسلحة، والذين "سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف"، وفق البيان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ايران سوريا العراق فيلق القدس القوات الأميركية قوات التحالف الجيش الأميركي الضربات الأمريكية في سوريا والعراق الخارجية الإيرانية
إقرأ أيضاً:
“الأردن والعراق: أخوّة فوق العواصف
#سواليف
” #الأردن و #العراق: أخوّة فوق العواصف.. لا تهزّها المباريات ولا تغيّرها اللحظات العابرة”
بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة
في عالمٍ يضجُّ بالتقلبات ويزدحم بالصراعات، ينهض الأردن بثقة العارف لمكانه، ممتلئًا وفاءً لأولئك الذين شاركوه الطريق في لحظاته الصعبة، ومن أوائلهم العراق الشقيق، الذي لم يكن يومًا مجرد دولة جارة، بل كان ظهرًا وسندًا، حاميا للبوابة الشرقية وعمقًا عربيًا حقيقيًا ارتكزت عليه مواقف الرجال ومبادئ الدول.
لن ننسى القدر العراقي ،حين ضاقت السبل، واشتدت الأزمات، كانت بغداد تمدّ يدها لعمان، لا منّةً ولا فضلًا، بل إيمانًا بوحدة الدم والمصير. وكان الأردن الرئة التي يتنفس منها العراق ، وهو على الدوام ، بقيادته الهاشمية الراسخة، وشعبه الوفي، يحفظ الجميل ويصون العهد، ويُدرك أن نهرَي دجلة والفرات لا يبعدان عنه أكثر مما يبعد القلب عن النبض.
مقالات ذات صلةإنّ ما نراه اليوم من محاولات لإثارة الفتن والانقسامات على هامش مباراة كرة قدم، ما هو إلا سحابة صيف عابرة، لن تحجب شمس المحبة، ولن تغيّر من طبيعة العلاقة التي نمت في تربة التاريخ، وسُقيت بدماء الشهداء على ثرى فلسطين و في كل ميادين النضال العربي المشترك. فالأردنيّون لا يرَون في العراقيين سوى أهلاً ورفاق درب، ومواقف العز التي سجلها العراقيون ستظل محفوظة في وجدان الأردن، لا تنال منها تغريدة، ولا تُضعفها لحظة انفعال.
المباريات تنتهي بصافرة حكم، أما الأخوّة فهي قرار شعوب وضمير أمة. لا يمكن لتصريحات انفعالية أن تهدم جدران المودة، ولا لأصوات الغضب أن تحجب صوت العقل والتاريخ. فالعراق في قلوب الأردنيين ليس دولةً بعيدة، بل بيتٌ من بيوت الدار، وأهله أهل الدار لا ضيوفها.
العروبة التي تجمعنا ليست خطبًا جوفاء ولا عبارات موسمية، بل هي التزام أخلاقي، وعهد سياسي، وسند روحي لا يسقط بالتقادم. بين العراق والأردن صفحات من المجد المشترك، من الدفاع عن فلسطين، إلى الدعم المتبادل في اللحظات الحرجة، إلى التكاتف في وجه الأزمات. وبينهما وشائج لا تمزقها مباراة، ولا تهزّها همسة غضب.
إنّ الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، وُجدت لتوحيد الشعوب، لا لشقّ صفوفها. هي مساحة للفرح واللقاء، وميدان للتنافس الشريف ، لا ساحة للنزاع و لا منصة للكراهية والتفرقة. ومهما تعالت الأصوات المتوترة، فإن صوت الحكمة هو الأبقى، ووعي الشعوب العربية هو الحصن المنيع في وجه كل محاولات التفرقة.
ومن أرض النشامى، يمدّ الأردن يده إلى العراق بالمحبة والثقة، ويقولها بلسانٍ لا يعرف المجاملة ولا يخشى اللوم: أنتم في وطنكم، وفي قلوبنا، أنتم ركنٌ من أركان عروبتنا، وسندٌ لا نتخلى عنه. لا ينال منكم مَن أراد الفتنة، ولا يغيّركم موقفٌ عابر أو تصريحٌ منفلت.
اليوم، نحن أمام فرصة جديدة، لا لمجرد التهدئة، بل لتعزيز روابط الأخوّة وتجديد العهد على أن ما يجمعنا هو أكبر من لحظات الغضب، وأسمى من خلافات عابرة. نطمح إلى علاقات تقوم على الوعي والثقة، وإرادة الشعوب لا تقلبات اللحظة.
فلنحمل عروبتنا بأمانة، ولنحفظها من انفعالات لا تليق بماضينا ولا ترسم مستقبلنا. ولنجعل من الرياضة جسورًا للقاء، لا جدرانًا للتنافر. فبين بغداد وعمان، وفي قلوب العرب جميعًا، لا مكان إلا للمحبة، ولا مستقبل إلا بالشراكة، ولا مصير إلا واحد.
ستبقى الجسور بيننا قائمة، لأن ما بين الأردن والعراق ليس مصالح عابرة، بل دم وتاريخ ومصير مشترك. وسيظل الأردن، بقيادته الهاشمية الرشيدة ، وشعبه العروبي الأصيل، وفيًّا لمن وقف معه، معتزًّا بكل شقيق عربي، حريصًا على وحدة الصف، متمسكًا بعروبته الأصيلة التي لا تهزّها العواصف، ولا تغيّرها المباريات.
بين الاردن والغراق ،وبين الاردن وكل شقيق عربي ستظل الابواب مفتوحة والجسور ممدودة ، والنوايا صافية ، والايمان راسخ بأننا ، مهما تباينت أراؤنا ، لن نسمح لكرة القدم أن تفرقنا لأن ما بيننا أكبر ، وأسمى، وأبقى.