أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الضربات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف في العراق وسوريا ليلة السبت بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين منذ عدة أيام في هجوم على قاعدة أمريكية في الأردن قرب الحدود مع سوريا لن تكون نهاية المطاف.

وأشار كاتب المقال جوليان بورجر أن الهجوم يعد الأعنف والأكبر من نوعه ضد أطراف موالية لإيران وأنه من المحتمل أن تستمر مثل تلك الهجمات لحين التأكد من زوال التهديد على القوات الأمريكية في المنطقة.

ويضيف المقال أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ووزارة الخارجية الأمريكية عكفوا خلال الأسبوع الماضي على دراسة رد الفعل المناسب لهجوم يوم الأحد الماضي على إحدى القواعد الأمريكية في شمال الأردن والذي تسبب في مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ما يزيد على 30 آخرين.

وأوضح المقال أن الولايات المتحدة حذرت أن الهجمات الأمريكية ضد كتائب حزب الله، المشتبه في تورطهم في الهجوم على القاعدة الأمريكية، سوف تكون شاملة وسوف تستمر لعدة أيام إلا أن الهجوم الذي بدأ في الساعات الأولي من اليوم السبت فاق كل التوقعات من حيث مداه ونطاقه.

ويشير المقال في هذا الخصوص إلى تصريحات صادرة عن القيادة المركزية الأمريكية تقول أن الهجوم استهدف 85 موقعا في العديد من المباني منها أربعة في سوريا وثلاثة في العراق باستخدام ذخائر عالية الدقة والعديد من الطائرات المسيرة وقاذفات قنابل من طراز "B1".

ويلفت المقال كذلك إلى تصريحات تشارلز ليستر عضو معهد الشرق الأوسط التي يقول فيها أن الهجوم الأمريكي على أهداف غرب العراق وشرق سوريا يعد الأكبر والأعنف مقارنة بأي هجوم مماثل شنته الولايات المتحدة على أطراف موالية لإيران.

ويسلط المقال الضوء على تعليق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي التي يقول فيها أن الهدف من تلك الهجمات واضح وهو توقف استهداف القوات الأمريكية، موضحا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع إيران.

ويضيف المقال أن الهجوم الأمريكي تمت دراسته بعناية كبيرة لتقليص خطر الدخول في حرب مباشرة مع إيران في الوقت الذي يحقق فيه أكبر قدر من التدمير للأسلحة الإيرانية الموجودة في سوريا والعراق.

وينوه المقال في الختام إلى أنه على الرغم من أن البيت الأبيض أبلغ الحكومة العراقية بنيته توجيه ضربات انتقامية إلا أن المتحدث باسم الجيش العراقي وصف الهجوم بأنه يشكل اعتداءا على سيادة العراق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القوات الأمريكية سوريا العراق الولایات المتحدة أن الهجوم

إقرأ أيضاً:

أن تكون قتيلا في العراق

آخر تحديث: 17 مارس 2025 - 11:24 صبقلم:فاروق يوسف يقول لك “لقد رأيت قتلى كثيرين في العراق” تقول له “أنا رأيت قتلى كثيرين في الحرب” يقول لك “ولكن القتلى الذين رأيتهم لم يكونوا محاربين” تقول له “كانوا يحملون سلاحا في بلد مسلح” يقول لك “أبدا. كانوا عزلا” تكتشف أن القاتل وحده مَن يحمل السلاح وهو يعرف أن خصمه على استعداد أن يكلمه إلى الفجر من غير أن يهدد حياته. ربما شعر القاتل أن ما يجري عبارة عن إهدار للوقت. الوقت عزيز وحياة الآخر ليست عزيزة. سيكون ذلك الآخر عدوا مؤقتا ينبغي قتله. مَن تعلم أن السلاح هو وسيلته للتعبير عن ذاته لا بد أن يفعل ذلك. “لقد قتلته” سيقول لرفاقه.سيُضاف رقم جديد إلى سلسلة القتلى. لا أحد يسأله “هل كان القتيل يهددك بالقتل؟” ما بدا واضحا أن القاتل يفلت من العقاب في دولة لا يملك فيها القتيل الحق في الدفاع عن حقه في الحياة. الصحافي ليث محمد رضا قُتل إثر مشاجرة مع عنصر في حماية أحد المسؤولين. ليست هذه هي المرة الأولى الذي يُقتل فيها صحافي في العراق.في أوقات سابقة تم تصنيف العراق على أنه بلد خطر على الصحافيين. تبخرت كذبة حرية التعبير سريعا. كان هناك من يفاخر بأن الناس في العراق صاروا يقولون علنا ما كانوا يفكرون فيه بالسر. كل الذين قُتلوا من الصحافيين كانوا قد صدقوا تلك الكذبة فدفعوا حياتهم ثمنا لذلك الخطأ. وإذا ما كانت الميليشيات هي التي تقتل فإن الدولة ليست جادة في حماية المواطنين من القتل. بل إن الدولة في الجزء الأمني منها تُدار من قبل زعماء تلك الميليشيات. لكل صحافي قتيل ملف لا يُفتح لدى السلطات المعنية. فالقاتل، حتى لو ذهب إلى السجن محكوما عليه سيتم الإفراج عنه بسرعة لأن القتل ليس مشروعا شخصيا إلا في حالات نادرة. في كل الحالات كان القتل جزءا من سياسة تكميم الأفواه.قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا،تنحصر حرية التعبير في العراق في منطقة واحدة هي شتم النظام السابق ورئيسه. هناك اليوم في العراق إعلاميون بالمئات لا تزال مهمتهم محصورة في النبش في انتهاكات نظام صدام حسين لحقوق الإنسان ومصادرة حريته وامتهان كرامته على الرغم من مضي أكثر من عشرين سنة على سقوط ذلك النظام. تلك الآلة الإعلامية تعمل ليل نهار على غسل أدمغة العراقيين من أجل فرض واقع جديد تكون فيه إيران هي سيدته التي لا غنى عنها وتكون الطائفية المدعومة بالميليشيات هي البديل للمواطنة ويكون الفساد هو المحرك لحياة العراقيين. أما مَن يقف ضد تطبيع الهيمنة الإيرانية والتمزق الطائفي والفساد فإن رصاصة ستكون ثمن حياته. الكلمة ثقيلة فيما الرصاصة خفيفة. هناك الكثير من حملة السلاح مقابل أقلية لا تملك سلاحا سوى الكلمة. المسلحون لا يخسرون شيئا حين يتخلصون من رصاصة أما الكلمة فإنها تخسر الكثير حين يصمت واحد من حملتها. قُتل في العراق بعد احتلاله أكثر من مئتي صحافي. في حين قُتل 69 صحافيا في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فيتنام قُتل 63 صحافيا. يتفوق العراق في قتل الصحافيين بسبب تواطؤ النظام السياسي مع الميليشيات التي تمارس القتل وهو ما يفسر عجز القضاء واتساع دائرة الإفلات من العقاب كما أن المنظمات الدولية المعنية بحرية الصحافة لا تمارس عملها بطريقة مهنية إذا تعلق الأمر بالعراق لكونه لا يزال محمية أميركية وكل ما حدث له وما يحدث فيه هو صناعة أميركية وإن بدا بغطاء إيراني. مشكلة الإعلاميين والصحافيين والكتاب الذين قُتلوا في العراق أنهم لم يقولوا سوى أجزاء صغيرة من حقيقة المشهد المأساوي الذي تم التعتيم عليه عالميا بسبب ارتباطه بالاحتلال الأميركي.ليث محمد رضا حياة تحولت إلى رقم حين انتصرت الرصاصة على الكلمة. قاتله في الواقع ليس مجهولا غير أنه سيكون كذلك في ملفات الشرطة. لا أحد بإمكانه أن يصطدم بمسلح في دولة تحكمها الميليشيات. وبلد تحكمه الميليشيات لا بد أن تكون الفوضى حاضنته. لقد رأى العالم كله الفيلم لذي صور كيف تضرب امرأة ضابط في شرطة المرور بنعلها وهي تصرخ باسم النائب الذي يحميها. مشهد لا يمكن أن يراه المرء في أي جزء من عالمنا. ذلك يحدث فقط في العراق وسيحدث دائما.

مقالات مشابهة

  • تحليل غربي: الضربات الأمريكية ستأتي بنتائج عكسية في اليمن.. وطريق هزيمة الحوثي عن طريق السعودية والإمارات (ترجمة خاصة)
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل في كل الظروف
  • الولايات المتحدة تستهدف مواقع الحوثيين في صعدة: مصادر تكشف عن تفاصيل الهجمات
  • تحليل- ما بعد الهجمات على الحوثيين.. الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن
  • الهجمات الأمريكية على اليمن تتسبب في أزمة بالشحن البحري
  • كوريا الشمالية تندد بالضربات الأمريكية على اليمن
  • قاذفة B-52 الأمريكية تنطلق نحو اليمن وسط تصعيد عسكري حاسم.. ماذا يجري؟
  • العراق يعزز مكانته الدولية بعد غيابه عن قائمة الحظر الأمريكية.
  • وزير الدفاع الأمريكي للسوداني يهدد بضرب ميليشيا الحشد بنفس الضربات ضد الحوثيين إذا استهدفت القواعد الأمريكية
  • أن تكون قتيلا في العراق