المحروسة.. جنة الوافد والمستجير
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن المحروسة جنة الوافد والمستجير، في السودان الشقيق يحلم معظم الشباب بالسفر للقاهرة، فقد كان الكاتب السوداني محمد فضل الجعلي خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم يقول ليه أعيش في .،بحسب ما نشر جريدة الأسبوع، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات المحروسة.. جنة الوافد والمستجير، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
في السودان الشقيق يحلم معظم الشباب بالسفر للقاهرة، فقد كان الكاتب السوداني محمد فضل الجعلي (خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم) يقول: ليه أعيش في أمريكا، وأكاد أموت من الغربة وعندما أعود هنا في مصر لا تشعر بغربة فيها أبدًا.
عشرات الكتب صدرت عن حب مصر كتبها صحفيون عرب تعلموا فيها أو زاروها.. لهم هنا ذكريات ومحبون، فمن من العرب لا يحب صوت أم كلثوم، حكى الشاعر الهادي آدم أن أصدقاءه قبلوا يده التي سلم بها على كوكب الشرق، وهو الذي كتب يوم وفاة جمال عبد الناصر مرثيته للزعيم العربي الراحل، والتي تعتبر من القصائد الجميلة، وهي بعنوان أكذا تفارقنا:
أكذا تفارقنا بغير وداع يا قبلة الأبصار والأسماعِ
ماد الوجود وزلزلت أركانه لما نعاك إلى العروبة ناعِ
ماذا عسى شعري وخطبك آخذ بالقلب ماذا يخط يراعي
كتب الدكتور حسين فوزى (رحلة السندباد) يقول: إن مصر هى أطول الأمم تاريخًا واستقلالاً، وقد عاشت المحروسة أكثر من 70% من تاريخها دولة مستقلة.. لذلك كانت دولة جاذبة دومًا بخيراتها وعشاقها كثر، وقال جيمس هنري برستيد في كتابه (فجر الضمير) الذي كتبه في عام ١٩٣٤، ليدلل على أن مصر أصل حضارة العالم، ومهدها الأول، بل في مصر شعر الإنسان لأول مرة بنداء الضمير، فنشأ الضمير الإنساني بمصر وترعرع، وأن مصر انفردت بزعامة المنطقة لأطول مدى ممكن.. .(نصف العصور الوسطى ومعظم العصور القديمة).
قال ابن الكندي المصري: "فضل الله مصر على سائر البلدان، كما فضل بعض الناس على بعض، والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضل على ضربين: في دين أو دنيا، أو فيهما جميعًا، وقد فضل الله مصر وشهد لها في كتابه، بالكرم وعِظم المنـزلة، وذكرها باسمها، وخصها دون غيرها، وكرر ذكرها، وأبان فضلها في آيات من القرآن العظيم، تنبئ عن مصر وأحوالها، وأحوال الأنبياء بها، والأمم الخالية، والملوك الماضية، والآيات البينات، يشهد لها بذلك القرآن، وكفى به شهيدًا، ومع ذلك رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في مصر وفي عَجَمها خاصة- أي القبط- وذكره لقرابته ورحمهم، ومباركته عليهم، وعلى بلدهم، وحثه على برهم ما لم يُرو عنه في قوم من العجم غِيرهم.. .مع ما خصها الله به من الخصب والفضل، وما أنزل فيها من البركات، وأخرج منها من الأنبياء والعلماء والحكماء والخواص والملوك والعجائب بما لم يخصص الله به بلدًا غيرها، ولا أرضًا سواها، فإن ثَرّب علينا مُثّرِّب بذكر الحرمين، أو شَنّع مُشنع، فللحرمين فضلهما الذي لا يُدفع، وما خصهما الله به مما لا ينكر، من موضع بيته الحرام، وقبر نبيه عليه الصلاة والسلام، وليس ما فضلهما الله به بباخسٍ فضلَ مصر، ولا بناقص منزلتها، وإن منافعها في الحرمين لبينة، لأنها تُميرهما بطعامها وخصبها وكسوتها وسائر مرافقها، فلها بذلك فضل كبير، ومع ذلك فإنها تطعم أهل الدنيا ممن يرد إليها من الحاج طول مقامهم يأكلون ويتزودون من طعامها من أقصى جنوب الأرض، وشمالها ممن كان من المسلمين في بلاد الهند والأندلس وما بينهما، لا ينكر هذا منكر، ولا يدفعه دافع، وكفى بذلك فضلاً وبركة في دين ودنيا.
وقال ابن ظهيرة المخزومي في كتاب (نظم العقيان في أعيان الأعيان)، وأما القاهرة بالخصوص فبلد عظيم الشأن، وكرسي الإمام وبغية الإسلام، والدليل على شرفها وعظمها اتخاذ الملوك لها دارًا، وبيت المال بها قرارًا، وجيوش الإسلام لها استقرارًا، ورحل إليها، ونشأ بها واستوطنها العلماء الأعلام، والسادة من أولياء الله الكرام، وأهل الفضائل والصناعات البديعة، والتجار، وسائر أصناف الخلق على اختلاف أجناسهم وأنواعهم قاطنون بها لا يبرحون
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
المُدن الاناث كالنساء تماما, إما ان تُشكل انطباعا جاذبا وربما أسراً لك نحو قاطنيها بعيدا عن واقع الثراء او حتى الفقر المالي لدى شرائح سكانها، كيف لا…؟ وهي وحدها كمدينة القادرة على إحتلال حواسك بسلاسة ربما ان شكلت لك الحاضن الدافىء لتعبك كهارب من روتين الحياة او حتى من قسوة العمل، وهذا هو الانطباع الأول لك عنها كمدينة انثى؛ او ان تكون الطارد البليد لاحاسيسك نحو اي منهما وهما المراة والمدينة معا .
(2)
المدن التي يخترقها او يُزنرها نهر دافق بالتاريخ وحكايا الحضارات والمعتقدات كالقاهرة هي فضاءات رحبة وولودة بمعاني التحرر من ضغوط العمل اثناء اجازة ما لك بحكم تنوع وتمايز مناطقها”قِبلي وبحري” وكذا قاطنيها؛ وهي ايضا المدى اللامحدود للتجوال الحرّ ّفي سمات وتفاصيل ايقاعها الصاخب نهارا والجوانيّ المختلف ليلا وكانها حقيقة بليغة التفرد مُتفق عليها وهي وعي وخطاب يومياتها عند اهلها وزائريها مثلي؛ انها لغة الحياة اليومية هوية، نِكات وكركرة اراجيل دائمة الشدو والاشتعال بآهات كل انواع العشاق، مستقرة ومميزة لها عن إناث غيرها من النساء والمدن معا، لذا فهي الآسرة لقاطنيها ولزوارها طوعا وهم من المتنوعين في هذا الجزء من العالم .
(3)
المدينة الانثى وحدها من تقرر كيف ستغوي الزايرين لها كي يمكثوا فرحين في جنباتها اعتمادا على مدى حنكتها في تقديمها لنفسها ليلا ونهار بنجاح جاذب.
(4)
الانطباع الأول عن المدن النساء ، هو الذي يجعلنا متواطئين مع إغوائها لنا دون غيرها من النساء، او حتى العواصم على حد سواء في هذا العالم الدموي المتعولم الذي اصبح جافا ومدمنا للارقام الصماء وادوات التكنولوجيا الفاترة والمُعلبة المشاعر ؛فأصبح عالما بلا قلب انساني ينبض بالتسامح او التكافل كما علموّنا خطاءً في اسرنا وكتب مدارسنا ودوسيات جامعاتنا وفي خطابات الساسة الرسمين للأسف.
(5)
#القاهرة ربما وحدها من تعلمنا بهدوء المدن الواثقة بانوثتها وتدفق نِيلها وداعبات ساكنيها الجميلة مقيمين وزوار لها، كيف ولماذا ؛ يجب ان تستمر الدهشة بالحياة وكيفية مغالبتها بالنِكات كي يتصاعد فضولي لاكتشاف مزاياها عبر العصور.
(6)
في القاهرة اجتهد بأن الجميع اصدقاء ؛الاثرياء، الفقراء عابري الشوارع والمقاهي, راكبي القوارب ومرتكبي الخطايا ربما؛ ايّ كان نوعهم او حتى جنسياتهم ولغاتهم فكلهم سائرين بالتوازي نحو أمام ما..؟.وهنا تتجلى سمات المدن الكبرى مثل القاهرة كما اعتقد..حمى الله #مصر وعمم دعابة روحها على شقيقاتها من العواصم الاخرى.