شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدا جديدا في الشرق الأوسط، بعد شن القوات الأمريكية ضربات انتقامية في سوريا والعراق ضد الميليشيات الموالية لإيران، ردا على هجوم البرج 22 شمال شرق الأردن والذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية، وتسبب في مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

وتسببت الضربات الأمريكية التي استهدفت بعض المنشآت التابعة للحرس الثوري الإيراني، في مقتل وإصابة العشرات في سوريا والعراق، ولم يقتصر القصف الأمريكي على سوريا والعراق، وإنما امتد إلى اليمن حيث استهدف منشآت للميليشيات الحوثية الموالية لإيران، والتي تشن هجمات على السفن المارة بالبحر الأحمر، بزعم مناصرة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

تفاصيل القصف الأمريكي للمناطق السورية

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صادر اليوم، أن الطائرات الأمريكية شنت ضربات جوية على مواقع بطول نحو 130 كيلومترا من مدينة دير الزور وصولا للحدود السورية - العراقية مرورا بالميادين، واستهدفت خلالها 26 موقعا تابعا للميليشيات الإيرانية.

وأوضح المرصد أن الطائرات الأمريكية نفذت 4 جولات من الغارات على مواقع الفصائل المرتبطة بايران، بدير الزور، 3 منهم على الميادين وجولة واحدة على البوكمال.

وأضاف المرصد أن الضربات الأمريكية استهدفت أيضا منطقة البوكمال الواقعة قرب الحدود السورية –العراقية، إلى جانب قصف مدينة دير الزور وضربت مواقع للميليشيات الإيرانية بالقرب من كلية التربية سابقا، ومحيط المطبخ الإيراني، وقرب الرادارات وطب هرابش وحويجة صكر ومستودعات عياش.

واستنكرت وزارة الخارجية السورية الهجمات الأمريكية مؤكدة أن الولايات المتحدة هي مصدر عدم الاستقرار في المنطقة، وأشارت إلى أنه ليس غريباً أن هذا الاعتداء استهدف المنطقة الشرقية من سوريا حيث تحارب قواتنا السورية ضد بقايا تنظيم داعش فيما تعمل الولايات المتحدة لإحياء نشاطه الإرهابي، رافضة كل الذرائع والاكاذيب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الاعتداء.

بيان خارجية دمشق بيانا من الجيش السوري أشار إلى القصف الأمريكي على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سورية، وبالقرب من الحدود السورية ــ العراقية الذي أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة. 

وأشار الجيش أن العدوان الأمريكي هدفه إضعاف قدرات القوات المسلحة السورية في مجال محاربة الإرهاب، لافتا إلى أن احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر.

هجمات أمريكية على العراق

وطال التصعيد الإيراني الأمريكي الأراضي العراقية حيث قصفت القوات الأمريكية مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية.

وأصدر الجيش العراقي بيانا على لسان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول عبدالله، مساء أمس الجمعة، أكد فيه أن هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.

وأكج البيت الأبيض أنه أبلغ الحكومة العراقية قبل شن الضربات، مشيرا الى ان الهجمات نُفذت في ثلاث مناطق مختلفة في العراق وأربع مناطق مختلفة في سوريا.

ضربات أمريكية ضد الحوثيين

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، مساء أمس الجمعة نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي، قوله إنه تم "شن ضربات إضافية للدفاع عن النفس داخل اليمن ضد أهداف للحوثيين".

أوستن: سنحاسب الحرس الثوري الإيراني

وبعد بدء القصف الأمريكي قال وزير الدفاع لويد أوستن، إن واشنطن ستحاسب الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له، مضيفا أن: "الرئيس بايدن أصدر توجيهات باتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني ومليشيات تابعة له على مهاجمتهم قواتنا وقوات التحالف".

واستبق بايدن تصريحات أوستن بالتأكيد على أنه "هذا المساء وبناء على توجيهاتي نفذت القوات الأمريكية ضربات على منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة القوات الأمريكية".

وأضاف بايدن: "ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم".

قاذفات قنابل من طراز B-1B

وكشف الجنرال دوجلاس سيمز مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مساء أمس الجمعة أن الجيش الأمريكي استخدم قاذفات قنابل من طراز B-1B انطلقت من الولايات المتحدة لتنفيذ الضربات في سوريا والعراق في رحلة واحدة دون توقف.

وبحسب سلاح الجو الأمريكي، فإن قاذفات B-1B تعتبر العمود الفقري لترسانة القاذفات بعيدة المدى الأمريكية، وهي قادرة على حمل أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة، وفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأكد الجيش الأمريكي استهداف أكثر من 85 هدفاً، باستخدام العديد من الطائرات بما في ذلك قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حرب أمريكية إيرانية البرج 22 ضربات انتقامية قاعدة عسكرية أمريكية البحر الأحمر المقاومة الفلسطينية هجمات أمريكية على العراق ضربات أمريكية ضد الحوثيين الحرس الثوري الإيراني وزير الدفاع لويد أوستن الحرس الثوری الإیرانی القوات الأمریکیة الولایات المتحدة فی سوریا والعراق القصف الأمریکی

إقرأ أيضاً:

عضو في برلمان إيران يكشف عبر بغداد اليوم: بدأنا خطوات اسياسية للتفاوض مع أمريكا-عاجل

بغداد اليوم - متابعة

كشف عضو في البرلمان الإيراني من الإصلاحيين مقرب من الحكومة، اليوم الجمعة (31 كانون الثاني 2025)، أن حكومة الرئيس مسعود بزشكيان، بدأت بخطوات اسياسية للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال النائب، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني لـ"بغداد اليوم"، إن الحكومة الإيرانية قد بدأت باتخاذ خطوات أساسية لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة. 

وأشار إلى أن الفريق الحكومي، الذي يضم شخصيات مثل نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف وكبير المفاوضين نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، بدأوا في اتخاذ تدابير تمهيدية، إلا أن هذه الخطوات لم تُعلن بعد بسبب وجود تيارات متشددة في البرلمان، مؤكداً أن لا اللجنة البرلمانية ولا الحكومة على علم بتفاصيل هذه الإجراءات، وأن النواب يدركون ذلك.

وأشار إلى أن التطورات الإقليمية أثرت بلا شك على أداء الحكومة، وكان من المتوقع أن يبدأ وزير الخارجية، عباس عراقجي، نظراً لخبرته، بسياسات خارجية خاصة في مجالات المفاوضات ورفع العقوبات. ومع ذلك، كانت هناك تصريحات متناقضة حول الحاجة إلى التفاوض، مما يشير إلى غياب استراتيجية محددة أو اتخاذ إجراءات غير معلنة.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الإيرانية الأمريكية توتراً مستمراً، مع وجود إشارات متزايدة حول إمكانية استئناف المفاوضات بين البلدين.

وفي سياق متصل، أكد النائب السابق في البرلمان الإيراني عن الإصلاحيين، كمال الدين بیرمؤذن، ضرورة إجراء المفاوضات بحكمة مع مراعاة الخطوط الحمراء، داعيًا الحكومة إلى توجيه فريق التفاوض لإجراء حوارات جادة مع الأطراف الدولية وفق توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي.

وشدد بیرمؤذن في تصريح نقله مراسل "بغداد اليوم"، على أن عدم الانسجام الداخلي يمثل أكبر التحديات، مؤكدًا أنه إذا اقتضت مصلحة البلاد الدخول في مفاوضات، فلا مانع من ذلك.

مقالات مشابهة

  • «واشنطن بوست»: إسرائيل تبني مواقع عسكرية في جنوب سوريا
  • نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط وسأبحث مع ترامب قضايا حرجة بينها مواجهة المحور الإيراني
  • بتوجيه من ترامب.. الجيش الأمريكي يُنفذ ضربات جوية ضد داعش في الصومال
  • البيت الأبيض: ترامب يحتفظ بالحق في دراسة خيار سحب القوات الأمريكية من سوريا
  • الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
  • عضو في برلمان إيران يكشف عبر بغداد اليوم: بدأنا خطوات اساسية للتفاوض مع أمريكا
  • عضو في برلمان إيران يكشف عبر بغداد اليوم: بدأنا خطوات اساسية للتفاوض مع أمريكا-عاجل
  • عضو في برلمان إيران يكشف عبر بغداد اليوم: بدأنا خطوات اسياسية للتفاوض مع أمريكا-عاجل
  • مصادر أمريكية تكشف عن تحرك مفاجئ لجنود كوريا الشمالية في روسيا
  • مستشار للرئيس الأمريكي: ترامب بصدد وضع حد للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط