أمريكا تحارب وكلاء إيران .. واشنطن تنتقم لجنود "البرج 22" بهجمات في سوريا والعراق واليمن
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
شهدت الساعات القليلة الماضية تصعيدا جديدا في الشرق الأوسط، بعد شن القوات الأمريكية ضربات انتقامية في سوريا والعراق ضد الميليشيات الموالية لإيران، ردا على هجوم البرج 22 شمال شرق الأردن والذي استهدف قاعدة عسكرية أمريكية، وتسبب في مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وتسببت الضربات الأمريكية التي استهدفت بعض المنشآت التابعة للحرس الثوري الإيراني، في مقتل وإصابة العشرات في سوريا والعراق، ولم يقتصر القصف الأمريكي على سوريا والعراق، وإنما امتد إلى اليمن حيث استهدف منشآت للميليشيات الحوثية الموالية لإيران، والتي تشن هجمات على السفن المارة بالبحر الأحمر، بزعم مناصرة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
تفاصيل القصف الأمريكي للمناطق السورية
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان صادر اليوم، أن الطائرات الأمريكية شنت ضربات جوية على مواقع بطول نحو 130 كيلومترا من مدينة دير الزور وصولا للحدود السورية - العراقية مرورا بالميادين، واستهدفت خلالها 26 موقعا تابعا للميليشيات الإيرانية.
وأوضح المرصد أن الطائرات الأمريكية نفذت 4 جولات من الغارات على مواقع الفصائل المرتبطة بايران، بدير الزور، 3 منهم على الميادين وجولة واحدة على البوكمال.
وأضاف المرصد أن الضربات الأمريكية استهدفت أيضا منطقة البوكمال الواقعة قرب الحدود السورية –العراقية، إلى جانب قصف مدينة دير الزور وضربت مواقع للميليشيات الإيرانية بالقرب من كلية التربية سابقا، ومحيط المطبخ الإيراني، وقرب الرادارات وطب هرابش وحويجة صكر ومستودعات عياش.
واستنكرت وزارة الخارجية السورية الهجمات الأمريكية مؤكدة أن الولايات المتحدة هي مصدر عدم الاستقرار في المنطقة، وأشارت إلى أنه ليس غريباً أن هذا الاعتداء استهدف المنطقة الشرقية من سوريا حيث تحارب قواتنا السورية ضد بقايا تنظيم داعش فيما تعمل الولايات المتحدة لإحياء نشاطه الإرهابي، رافضة كل الذرائع والاكاذيب التي روجت لها الإدارة الأمريكية لتبرير هذا الاعتداء.
بيان خارجية دمشق بيانا من الجيش السوري أشار إلى القصف الأمريكي على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سورية، وبالقرب من الحدود السورية ــ العراقية الذي أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.
وأشار الجيش أن العدوان الأمريكي هدفه إضعاف قدرات القوات المسلحة السورية في مجال محاربة الإرهاب، لافتا إلى أن احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر.
هجمات أمريكية على العراق
وطال التصعيد الإيراني الأمريكي الأراضي العراقية حيث قصفت القوات الأمريكية مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية.
وأصدر الجيش العراقي بيانا على لسان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول عبدالله، مساء أمس الجمعة، أكد فيه أن هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا يحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.
وأكج البيت الأبيض أنه أبلغ الحكومة العراقية قبل شن الضربات، مشيرا الى ان الهجمات نُفذت في ثلاث مناطق مختلفة في العراق وأربع مناطق مختلفة في سوريا.
ضربات أمريكية ضد الحوثيين
وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، مساء أمس الجمعة نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي، قوله إنه تم "شن ضربات إضافية للدفاع عن النفس داخل اليمن ضد أهداف للحوثيين".
أوستن: سنحاسب الحرس الثوري الإيراني
وبعد بدء القصف الأمريكي قال وزير الدفاع لويد أوستن، إن واشنطن ستحاسب الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له، مضيفا أن: "الرئيس بايدن أصدر توجيهات باتخاذ إجراءات إضافية لمحاسبة الحرس الثوري الإيراني ومليشيات تابعة له على مهاجمتهم قواتنا وقوات التحالف".
واستبق بايدن تصريحات أوستن بالتأكيد على أنه "هذا المساء وبناء على توجيهاتي نفذت القوات الأمريكية ضربات على منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل المتحالفة معه في مهاجمة القوات الأمريكية".
وأضاف بايدن: "ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "لا تسعى لصراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم".
قاذفات قنابل من طراز B-1B
وكشف الجنرال دوجلاس سيمز مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مساء أمس الجمعة أن الجيش الأمريكي استخدم قاذفات قنابل من طراز B-1B انطلقت من الولايات المتحدة لتنفيذ الضربات في سوريا والعراق في رحلة واحدة دون توقف.
وبحسب سلاح الجو الأمريكي، فإن قاذفات B-1B تعتبر العمود الفقري لترسانة القاذفات بعيدة المدى الأمريكية، وهي قادرة على حمل أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة وغير الموجهة، وفقا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأكد الجيش الأمريكي استهداف أكثر من 85 هدفاً، باستخدام العديد من الطائرات بما في ذلك قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حرب أمريكية إيرانية البرج 22 ضربات انتقامية قاعدة عسكرية أمريكية البحر الأحمر المقاومة الفلسطينية هجمات أمريكية على العراق ضربات أمريكية ضد الحوثيين الحرس الثوري الإيراني وزير الدفاع لويد أوستن الحرس الثوری الإیرانی القوات الأمریکیة الولایات المتحدة فی سوریا والعراق القصف الأمریکی
إقرأ أيضاً:
لماذا زاد البنتاغون عدد القوات الأمريكية في سوريا بعد سقوط الأسد؟
أكد مراسل شؤون الأمن القومي، في قناة سي إن إن٬ أليكس ماركوارت، أن العدد الحقيقي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية وصل إلى 2000 جندي، بعد أن كانت المعلومات السابقة تشير إلى حوالي 900 جندي.
قال ماركوارت: "هناك أسئلة حقيقية حول شفافية الإدارة (وزارة الدفاع الأمريكية) في هذه الحالة. أعتقد أن هذا يعكس مخاوفهم بشأن ما يحدث في سوريا. لقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا في الإجراءات الأمريكية ضد داعش في سوريا، لكن منذ سنوات كنا نقول إن هناك 900 جندي أمريكي في سوريا، لنكتشف بالأمس أن العدد أكثر من الضعف".
وتابع مراسل شؤون الأمن القومي: "ما نفهمه هو أن 900 جندي يشكلون جوهر مهمة الولايات المتحدة في سوريا. الهدف من زيادة القوات هو التعامل مع هذه الأوقات المضطربة. يبقى أن نرى كم من الوقت سيبقون هناك."
الوجود الأمريكي في سوريا
يذكر أن القوات الأمريكية دخلت الأراضي سوريا في عام 2015 بموجب تفويضات استخدام القوة العسكرية لعامي 2001 و2002، التي أصدرت لشن حرب ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان وغزو العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقد رأى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إمكانية استخدام تلك التفويضات لمحاربة تنظيم الدولة أيضاً.
ومع توسع تنظيم الدولة وبسط سيطرته على مناطق سورية في عام 2013، وتبنيه هجمات عسكرية في أوروبا عام 2015، نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها آلاف الضربات الجوية على مواقع التنظيم في سوريا، كما دعمت عمليات مليشيات قسد ضد التنظيم.
في عام 2018، بدأت الولايات المتحدة سحب معظم قواتها من سوريا، لكنها أبقت على قوة طوارئ بلغ تعدادها نحو 400 جندي، وازداد العدد لاحقاً حتى وصل في صيف عام 2024، وفقاً لبيانات معهد بحوث الكونغرس، إلى نحو 800 جندي، بتمويل مقداره 156 مليون دولار خصص لصندوق التدريب والتجهيز ضد تنظيم الدولة في سوريا.