11 فبراير .. انطلاق هاكاثون التقنيات الناشئة لتمكين ذوي الهمم بجامعة بنها
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
أعلن الدكتور ناصر الجيزاوى رئس جامعة بنها أن الجامعة قد انتهت من كافة الاستعدادات اللازمة لانطلاق فعاليات في "هاكاثون التقنيات الناشئة لتمكين ذوي الهمم" والذى تنظمه فى جامعة بنها تحت رعاية وزارة التعليم العالى والبحث العلمى خلال الفترة من 11 إلى 13 فبراير الجاري وذلك بمشاركة30 فريقا يمثلون 20 جامعة حكومية وخاصة وأهلية فى المشاركة بالمرحلة النهائية من الهاكاثون.
وأشار " الجيزاوي " إلى أن مسارات هاكاثون تمكين ذوي الهمم تتكامل بغرض المساهمة في استحداث حزمة من الأفكار والمشاريع البرامجية الحديثة وتطويع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتمكين الأشخاص ذوي الهمم، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية بسهولة لهم وكذلك التوظيف، مشيرًا إلى أن جميع المسارات الهاكاثون تتكامل للوصول للهدف وهو "تمكين ذوي الهمم" وإزالة الحواجز والعوائق بين الأشخاص ذوى الهمم والمجتمع من خلال إيجاد حلول مبتكرة في مجالات مختلفة تشمل: الصحة، التعليم، التوظيف، الرياضة، الترفيه، الإتاحة.
من جانبه أضاف الدكتور تامر سمير نائب رئيس الجامعه لشئون التعليم والطلاب أن باب التقدم للمشاركة في المسابقة قد تم افتتاحه يوم 14 أكتوبر من العام الماضي، واستمر التسجيل متاحًا حتى يوم 31 ديسمبر من العام الجاري حينما أعلنت جامعة بنها عن مشاركة 195 فريق يمثلون 30 جامعة حكومية وخاصة وأهلية، وبعد التصفيات الأولية نجح 30 فريق يمثلون 20 جامعة حكومية وخاصة وأهلية في المشاركة بالمرحلة النهائية من الهاكاثون حيث من المتوقع مشاركاتهم بأفكارهم ومشاريعهم في 3 مسارات تمثلهم المسابقة.
وأوضح "سمير" أن جامعة بنها قد سبق وأقامت "هاكاثون الحكومة الذكية، وهاكاثون المدن الذكية" وقد نظمتهم جامعة بنها تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبالتعاون مع شركة أمازون ويب سيرفيس، وقد حرصت جامعة بنها على الاستمرار في قيامها بدورها في تشجيع الطلاب على الابتكار والبحث والتطوير لذا أقامت هذا العام فعاليات "هاكاثون التقنيات الناشئة لتمكين ذوي الهمم".
وتابع الدكتور شادي المشد المدير التنفيذي للمعلومات أن الجامعة حريصة على إقامة "هاكاثون التقنيات الناشئة لتمكين ذوي الهمم" من منطلق الإيمان بدور التعليم العالي والبحث العلمي في دعم التحول الرقمي بجانب السعي المستمر لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030 بالتحول نحو اقتصاد رقمي قائم على المعرفة، وتشجيع الابتكار، والبحث، والتطوير، من خلال تعزيز وتحفيز الشباب من المبرمجين وأصحاب الأفكار والرؤى لتقديم أفكارهم الذكية ومشاريعهم البرامجية مؤكدًا توفير كافة الإمكانيات اللازمة لإنجاح الهاكاثون ومساعدة الطلاب من الفرق المختلفة في تنفيذ أفكارهم ومشاريعهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة بنها بنها هاكاثون التقنيات الناشئة البحث العلمي هاکاثون التقنیات الناشئة لتمکین ذوی الهمم جامعة بنها
إقرأ أيضاً:
مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.
وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.
هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.
ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!
ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.
وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.
ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.
حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.
وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.
ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.