ابرهيم موعد مات أبي في يوم قائظ جداً . وحال انتشار الخبر ، توافدت نسوة الحيّ الى بيتنا لمواساة أمي . معظمهن إتشح معظمهن بالسواد ، وبدونَ كفحمات مشتعلات كلما علا منسوب نحيبهن العجيب . وبإنتظار تشييع أبي ، احتشد الرجال في باحة البيت ،فثرثروا ودخنوا واحتسوا القهوة المرّة من غير أن يفوتهم الترحّم عليه .
ورغم حزنه الشديد على وفاة أبي إذ كان صديقاً له ، وفي نفس العمر تقريباً ، تولّى خالي مهمة الإشراف على مراسم الجنازة . فأرسل من يحفر القبر ، واستدعى الحانوتي الشيخ شحادة لتكفين جثمان أبي . وبغياب مساعده ، مددت له يد العون خلال عملية الغسل والتكفين . امتدح الشيخ حسن أدائي ، ومازحني بأن مهنة جديدة تلوح لي في الأفق . قبيل رفع آذان الظهر ، حمل ثمانية رجال جثمان أبي الى الجامع ، وسط عويل النسوة وصيحات ألله أكبر ، وإنّا لله واليه راجعون . وأتذكّر أنه أُغميَ على أمي ، وبذلت بعض النسوة جهداً كبيراً لإعادتها الى وعيّها . وبعيَد الصلاة ، أدّى ألإمام صلاة الجنازة ، ونقلت سيارة دفن الموتى جثمان أبي الى المقبرة الواقعة غرب المدينة ،في حين تدبّر المشيّعون أمرهم بمواكبة الجنازة . هنالك ، أبّن أبي قريب لنا وكان شيخاً في أول العمر ، مشدداً على تلقينه الشهادتين ، وألإجابة عن أسئلة الملاكين بقلب مؤمن وقوي ، ولا وجل . ثم وُوري الجثمان الثرى من دون أن أحبس دموعي التي انهمرت كشلال . وايذاناً بإنتهاء المراسم ، إصّطف أقاربنا في فناءالمقبرة لتقبّل التعازي . في البيت ، وبعينين دامعتين ،قبلّت رأس أمي مواسياً . وفي اليوم الثالث أولم خالي عن روح أبي ، وأُقيمت الختمة بعظة مؤثّرة من قريبنا الشيخ . لكن في اليوم العشرين بعد المئة ، فاتحتني أمي برغبتها في الزواج . استهجنت ألأمر ، بل أني رفعت صوتي عليها . لكنني صُدمت بأن خالي قابل رغبتها بصمت . ذات يوم ، بينما كنت أتأمّل صورة أبي ، ذُهلت تماماً حين رأيته يغادر صورته ، ويصطحبني في نزهة طويلة لم نعد بعدها ، الى البيت . كاتب فلسطيني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكشف مكان دفن جثمان زعيمه حسن نصر الله
اعلنت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلا عن مصادر لها في حزب الله قوله إن موقع دفن حسن نصر الله سيكون "قطعة أرض على الطريق القديمة المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت".
وأشارت المصادر في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط المصادر، أن الموقع "سيكون مزارا".
ونبهت المصادر الي إن الاستعدادات جارية لتشييع جثماني حسن نصر الله، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، في مأتم شعبي واحد، على أن يدفن الأخير، حسبما أوصى، في بلدته دير قانون بقضاء صور.
وفي وقت لاحق؛ استشهد حسن نصر الله ومن بعده هاشم صفي الدين، في هجمات إسرائيلية عنيفة في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، على ضاحية بيروت الجنوبية.