هدوء حذر في سوريا بعد ضربات أمريكية لمواقع إيرانية خلفت عددا من الضحايا
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
قالت دمشق اليوم السبت إن الاحتلال الأمريكي لأجزاء من سوريا "لا يمكن أن يستمر" بعد ساعات من ضربات ليلية جوية على سوريا والعراق أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا وأضرار كبيرة رداً على هجوم بطائرة مسيّرة على قوات أمريكية في الأردن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الدفاع أفاد بمقتل "عدد من المدنيين والعسكرين وإصابة آخرين بجروح وأضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة".
وأضاف البيان أن "احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر"، مؤكداً استمرار القوات السورية في حربها "ضد الإرهاب حتى القضاء عليه" وتحرير كامل الأراضي "من كل ارهاب واحتلال".
ويسود الهدوء الحذر ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والمجموعات الموالية لإيران في دير الزور وريفها بعد سلسلة الاستهدافات الجوية الأمريكية العنيفة ليلاً والتي طالت 27 موقعاً و أسفرت عن مقتل 18 عنصراً من الميليشيات الإيرانية كحصيلة غير نهائية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن السيارات التابعة للمجموعات الموالية لإيران مازالت تنتشر في المناطق المستهدفة في دير الزور وريفها وصولاً للحدود السورية العراقية مروراً بمدينتي البوكمال والميادين وسط حالة استنفار وإعادة انتشار وتموضع وإخلاء العديد من المواقع تخوفاً من مزيد من الضربات خلال الساعات القادمة.
وتسببت الضربات الأمريكية للمجموعات الإيرانية في مناطق دير الزور وريفها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إرباك تلك الميليشيات، إلا أنها لا تنهي الوجود الإيراني في المنطقة، ولدى إيران ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل من السوريين وغير السوريين منتشرين على بقعة جغرافية تمتد من البوكمال عند الحدود السورية العراقية مروراً بالميادين ودير الزور، وصولاً إلى جبل البشري وفي عمل البادية السورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أبرز المواقع المستهدفة بالضربات الجوية الأمريكية هي:في مدينة الميادين: حي التمو، قاعدة عين علي بالقرب من قلعة الرحبة، منطقة الشبلي، الحيدرية، صوامع الحبوب، دوار البلعوم، الحمدانية. في البوكمال: الهجانة والهري، حي الصناعة، معبر السكك، منطقة الحزام. في مدينة دير الزور: قرب من كلية التربية سابقا، محيط المطبخ الإيراني قرب الرادارات، حي طب هرابش، حويجة صكر، مستودعات عياش، حي العمال، الجبل المطل على حي هرابش، حي الصناعة، البغيلية، الشميطية، شارع بورسعيد، اللواء 137 قرب مطار دير الزور.
كما طالت الاستهدافات الجوية مواقع في بمدينة العشارة ومدينة القورية، ومنطقة التبتي بريف دير الزور الغربي.
وكانت واشنطن توعّدت بشن ضربات انتقامية ردا على هجوم بمسيّرة على قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.
وتعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبنت العديد منها "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تحالف فصائل مسلحة مدعومة من إيران يعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل في الحرب بغزة ووجود القوات الأمريكية في المنطقة.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق المجاور في إطار تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي الذي كان يسيطر ذات يوم على مساحات شاسعة من البلدين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سوريا ضربات العراقية العراق سوريا امريكا ضربات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیر الزور
إقرأ أيضاً:
تجدّد الاشتباكات وسقوط ضحايا في ريف دمشق بعد هدوء حذر بجرمانا.. نيويورك و«صحنايا».. طريق سوريا للتعافي محفوف بالفصائل والسلاح
البلاد – دمشق
فيما تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى الانفتاح على العالم العربي والدولي، وبناء علاقات استراتيجية مع مختلف القوى الكبرى، تتسارع الاشتباكات داخل البلاد في مشهد يعكس تحديات الداخل التي قد تُقوّض مساعي الخارج. بين مشهد الوزير السوري أسعد الشيباني في نيويورك يتحدث عن المصالح المشتركة ورفض العدوان، ومشهد عديد من القتلى في صحنايا وجرمانا، تكمن فجوة تحتاج إلى جسر من الأمن والسيادة الفعلية وحصر السلاح بيد الدولة.
أحدث فصول التصعيد وقع صباح أمس (الأربعاء)، مع تجدّد الاشتباكات في أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي الغربي، بعد هجوم شنّته عناصر مسلحة على مقر للأمن العام، ما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا وعشرات الإصابات وعدد القتلى مرشح للارتفاع وفق مصدر أمني.
قوات الأمن ردّت بحملة تمشيط واسعة، وألقت القبض على عدد من المطلوبين، وسط تحذيرات للمدنيين بالبقاء في منازلهم. بينما نشرت محافظة ريف دمشق صورًا لأرتال أمنية متجهة لضبط الوضع، وأكد مدير الأمن العام، المقدم حسام الطحان، أن العمليات ستستمر حتى تطهير المنطقة بالكامل. لكن الأوضاع تبقى متوترة، في ظل انقطاع الكهرباء وفرض حظر للتجول.
وفي سياق متصل واستغلالًا للأحداث في محاولة لنشر الفتنة والانقسام داخل سوريا، أعلنت إسرائيل أمس الأربعاء، أنها نفذت ضربة “تحذيرية” ضد مجموعة مسلحة في بلدة الساخنة، قائلة إنها كانت تستعد لاستهداف السكان الدروز، فيما أفاد شهود عيان بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على محيط صحنايا، في تطور يفتح الباب أمام تعقيدات أمنية خارجية إضافية.
الاشتباكات جاءت بعد توتر شهدته منطقة جرمانا القريبة، حيث اندلعت مواجهات مسلحة إثر مقطع صوتي منسوب لأحد وجهاء الطائفة الدرزية وُصف بالمسيء دينيًا. رغم نفيه لاحقًا، أشعل التسجيل موجة تحريض عبر مواقع التواصل، أدّت إلى سقوط 13 قتيلًا في مواجهات بجرمانا استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، ودفعت الأجهزة الأمنية إلى تطويق المنطقة.
بالتوازي مع هذا التصعيد، كانت تصريحات وزير الخارجية السوري من نيويورك تؤكد أن دمشق لا تمثل تهديدًا لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل، مشيرًا إلى محادثات مباشرة مع مسؤولين أمريكيين، ورفضٍ واضح لتسييس العقوبات، واستعداد لبناء علاقات متوازنة مع واشنطن وموسكو وبكين، والتعاون مع الأمم المتحدة.
الشيباني أوضح أن دمشق ترغب بترتيب الوضع العسكري الأمريكي في سوريا عبر الحوار، وأكد أن الرسالة السورية إلى واشنطن لم تتطرّق للتطبيع مع إسرائيل، بل أكدت رفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
في ظل هذه المعادلة، يبدو واضحًا أن مساعي الانفتاح الخارجي بحاجة إلى أرضية داخلية أكثر استقرارًا، تبدأ من تفكيك الجماعات المسلحة وإنهاء ظاهرة انتشار السلاح العشوائي، وصولًا إلى بسط السيادة الفعلية على كامل الجغرافيا السورية.
فمن دون ذلك، تبقى رسائل الانفتاح ناقصة، وتبقى ثقة الخارج في سوريا الجديدة رهينة مشاهد الرصاص والدخان. وإذا أرادت دمشق أن تقنع العالم بأنها باتت منصة للاستقرار لا ساحةً للفوضى، فعليها أن تبدأ من الداخل، من الشارع، من المؤسسات، ومن القبضة الواحدة التي تحتكر السلاح وتفرض القانون.