بطبيعة الحال هذه المسألة لم تقتصر على المنطقة العربية والإسلامية بل شملت تقريباً قارات العالم لكنها لم تأخذ سمة الاستمرارية على النحو الذي شهدته وتشهده منطقتنا.
ولو أخذنا على سبيل المثال في بلادنا ..الوجود البريطاني في اليمن ..الحرب اليمنية السعودية في ثلاثينات القرن الماضي ..الصراعات المحلية وفي هذا السياق عشرات الأمثلة لثورات حركات التحرر الوطني وحروب الخمسينات والستينات والجبهات على اختلاف مسمياتها من أسلامية ووطنية والحروب الشطرية .
نحن نشرح كل هذا من أجل الفهم لما يجري اليوم والسؤال الأساسي في هذا كله ما الذي جاء بأمريكا وبريطانيا إلى برنا وبحرنا وسمائنا ولماذا بالأمس تشن غارات على أبناء الأرض قادمة من عشرات آلاف الكليومترات .
قصف الحدود السورية العرقية والبوكمال والأنبار ودير الزور والقائم وصعدة وغيرها من المناطق والمحافظات اليمنية والعربية هل اعتدينا على أمارة ويلز أو نيويورك أو ارزونا أم أن أمريكا هي المعتدية ومعها بريطانيا والغرب علينا دوما .
(التحيف) أن البعض سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين يفسرون ويحللون ما يحصل على أنه رد وانتقام مما حصل من قتل للجنود الأمريكيين في قاعدة التنف وكأن الدم الأمريكي يختلف على دماء العرب والمسلمين الذي يقتلون بالآلاف من فلسطين وعلى امتداد هذه المنطقة الواسعة من العالم وقياساً على هذا أذا اردنا أن ننتقم من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل فأن ما في هذه الدول من شجر وحجر وبشر سيكون أقل مما تعرضنا له ..ويحدثونك عن الديمقراطية وحقوق الأنسان في هذا العالم الصلف الوقح المنحط .
الاستخلاص الأهم من كل ما سبق أن أمريكا وبريطانيا والغرب عموماً يعيشون حالة هستيريا نتيجة المتغيرات .. يقف خلف ما يقومون به الخوف والرعب من المصير المجهول الذي يقترب لنهاية هذه الهيمنة المتكبرة والمستكبرة ..العالم العربي وعالم الجنوب وحتى الغرب بدون أمريكا سيكون أفضل دون الدخول في التفاصيل ودون قراءة تنجيميه للمستقبل .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
أمريكا تدعم إسرائيل عسكريًا في الحرب على غزة بـ40 مليار دولار
بلغ حجم صفقات المساعدات العسكرية الأمريكية الموقعة مع إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة 40 مليار دولار، وفق بيانات معهد "واتسون" الأمريكي.
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 43 ألفًا و712 شهيدًا صحة غزة: الكيان الصهيوني يصعد جرائم الإبادة والتهجير القسري بشمال القطاع
وذكر المعهد الأمريكي، التابع لجامعة "براون" الأمريكية العريقة - في دراسة تحت عنوان "كلفة الحرب"، نشرتها صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية - أن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل خلال العام الأول من الحرب على قطاع غزة فقط يفوق بكثير المساعدات السنوية البالغة 3.8 مليار دولار، والتي وافقت واشنطن رسميا على منحها لإسرائيل.
وبحسب الدراسة، فقد قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات بقيمة 17.9 مليار دولار في العام الأول من الحرب كمساعدات عسكرية، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا جزءا من المساعدات العسكرية السنوية أو منح أخرى تمت الموافقة عليها أو قد تتم الموافقة عليها في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير موسع حول المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، أنه منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، وقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية صفقات تسليح مع أمريكا بقيمة 40 مليار دولار.
وقالت "إن الصفقة التي تم التوصل إليها الأسبوع الماضي تثير بعض التساؤلات، أولاً وقبل كل شيء، هل ستمتد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل إليها، وإلى أي مدى ستشارك الشركات الإسرائيلية في مشروع طائرة بوينج المقاتلة".
ووقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي صفقة مع شركة (بوينج) لشراء 25 طائرة مقاتلة من طراز (F-15IA) مقابل 5.2 مليار دولار.. وبحسب وزارة الدفاع، لن يبدأ تسليم مقاتلات (إف-15 آي أيه) حتى عام 2031 بمعدل 4 - 6 طائرات سنويا، مع استمرار التسليم حتى عام 2035، في السيناريو الأكثر تفاؤلا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مسألة تمويل الصفقة تثير أيضا علامات استفهام حول طبيعة الصفقة نفسها، وذلك أساسا لأنها استثمار كبير جدا، يتجاوز إجمالي المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل بنحو 1.4 مليار دولار.
وبرغم إحجام مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية عن التعليق على الصفقة الجديدة، قالت "جلوبس" إنه "من غير المستبعد أن تشملها حزمة مساعدات إضافية أمريكية لإسرائيل"، إلا أن ذلك لن يتضح إلا بحلول عام 2031 حينما تبدأ إسرائيل في تسلم أولى دفعات المقاتلات الجديدة الأكثر تطورا في العالم (إف 15)، وكل ما رشح من معلومات في هذا الصدد هو أن التسليم سيتم على دفعات ما بين 4 إلى 5 طائرات سنويا.
يشار إلى أن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل حاليا 3.8 مليار دولار كمساعدات عسكرية، 3.3 مليار دولار لشراء المعدات العسكرية و500 مليون دولار لمشاريع الدفاع الجوي المشتركة، وهناك أيضا منح أخرى تنقلها الولايات المتحدة إلى إسرائيل كل عام.
ورأى خبراء "واتسون" أن حصول إسرائيل على مقاتلات (إف 15) يأتي دعما لجهود حصولها على مقاتلات (إف 16)، حيث تستهدف واشنطن دعم إسرائيل في المجال العسكري الجوي.
وأبرمت حكومة نتنياهو ثلاث مذكرات تفاهم دفاعية مع الولايات المتحدة في الأعوام 1998 و1999 و2008، تعهدت فيها واشنطن بتقديم تمويلات دفاعية إضافية بقيمة تتعدى 26 مليار دولار.
وتوقع خبراء للصحيفة الإسرائيلية استمرار هذا النهج بمزيد من مذكرات التعاون الدفاعي بين واشنطن وإسرائيل في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب القادمة.. ووفق مصادر للصحيفة الإسرائيلية، فإن ترامب سيوقع مذكرة تفاهم جديدة مع إسرائيل بقدر غير مسبوق من التمويل تغطي الفترة من 2029 وحتى 2038.