صفحات الأدب تكشف الواقع المرير للفلسطينيين.. الصهيونية تغرس مبررات العنف في نفوس أطفالها من خلال الكتابة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
منذ أن بدأت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، التي أسفرت عن وقوع الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين بعدما أطلقت حماس ما يقرب من 5000 صاروخ من غزة نحو إسرائيل، ليقع الكثير من الأسرى في قبضة حماس، ما نتج عنه قصف بشكل كامل من الجانب الإسرائيلي صوب غزة ليروح ضحيته الآلاف من الشهداء، فلم ترحم إسرائيل أحدا في غزة ولا تبالى أيا كان هذا مريضا أو لا فالقصف يتم بشكل مستمر على المستشفيات والمباني والأهالي دون رحمة.
إسرائيل تحاول تهجير الفلسطينيين من بلدهم، فهي تحاول بشتى الطرق تحقيق أطماعها بأي وسيلة كانت وقوتها في تحقيق أهدافها هي المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني، فخلال الأيام الماضية رأينا جنوب أفريقيا في شكواها ضد إسرائيل واتهامها لها بارتكاب المجازر في حق الفلسطينيين، لتقضى محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات لمنع ارتكاب المجازر التي ترتكبها إسرائيل.
صفحات الأدب تكشف دائما الواقع المرير الذي يعاني منه الفلسطينيون ومدى تعرضهم للظلم والطغيان ومن ذلك نرى الدكتور أحمد فؤاد أنور في كتابه "الأدب العبري شاهد على العصر" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب يقدم أهداف اليهود وكيف يخططون في تحقيق غايتهم المنشودة عند العرب بشتى الطرق.
يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور في هذا الكتاب إن الصهاينة الأوائل أدركوا منذ وقت مبكر أن مهمتهم الرئيسية لا تتمثل في مجرد تأسيس وطن قومي وأن مهمتهم الأصعب هي خلق إنسان جديد وهوية جديدة بعد أجيال طويلة لم تجد غضاضة في التبعية والذوبان أو الاستسلام لحملات الكراهية، وحتى اللجوء للعنف في مواجهتهم وطردهم من بلد لآخر، لذا سعى المنظرون الصهاينة لتربية النشء على الارتباط بـ"أرض إسرائيل"، وعلى تقدير الأهمية القصوى للقوة العسكرية، وعلى العداء المطلق للعرب أصحاب الأرض. وإعلاء قيمة العمل.
وبيّن "أنور" أن التوجه عندهم منذ اللحظة الأولى للأطفال بصفتهم التروس المستقبلية في ماكينة بناء الشخصية الجديدة والمجتمع الجديد، فالدولة ترتكز على أرض وشعب وحكومة، والحلقة الأضعف في هذه المعادلة هي الشعب نظرا لأنه مستورد من بقاع شتى، لكل منها ثقافتها وانحيازاتها، والمهمة الأولى بالتالي كانت غرس سمات الصهيونية في نفس الطفل لتبرير العنف، والاستيطان.
وكان المخطط من البداية يتمثل في خلق مواطن جديد نافع لدولته ومرتبط بتاريخه، ورافض للخنوع للمصير المحتوم، ومتطلع لدولة عصرية قوية يشارك في تأسيسها، ولا يتردد في أن يضغط على الزناد حين يصدر له الأمر بذلك، لذا سعت الكتابة الصهيونية للأطفال إلى رسم خط سير ومنهاج حياة، وأولويات وانحيازات الأطفال جيل كامل ينقل ما تأثر به ومنهم مشاهير الكتاب وساسة وآباء.
وأوضح أنور أن الاهتمام الصهيوني المبكر كان بالكتابة للأطفال في ظل إمكانية نفاذها للطفل حتى قبل أن يجيد القراءة من خلال تلاوة مضمونها ومحتواها عليه عبر وسيط أكبر سنا عادة ما يكون من أقارب الدرجة الأولى، ويمكن على نفس المنوال أن يتم تناقل مضمونها شفاهة بين الأطفال بعد إعادة صياغتها، أو بالأحرى تحريفها وفقا لمدى الفهم وقدر المخاوف وعمق الثقافة.
وعلى الخاضعة لها، أن تستخدم الكتابة للأطفال لتحقيق أغراضها ومراميها وهو ما يتحقق أيضا من خلال النشر في صحف مخصصة للأطفال، تربط الطفل بالوجبات الفكرية التي تقدمها له بشكل متواصل لتتحول بالتدريج جزءًا أساسيا من هويته وكيانه مستغلة الفراغ المعلوماتي والقيمي داخل عقل ونفس المواطن تحت التأسيس.
يشير "أنور" إلى أن الصهاينة في جميع الأحوال يبثون في أبنائهم وأحفادهم من جديد نفس الأفكار والقصص والمقالات والأخبار التي تأثروا بها في طفولتهم أو على الأقل يعيدون تدويرها في قوالب جديدة، أي أن هذه الصحف قد أرسلت رسائل وسعت لإرساء مفاهيم لها تأثير تراكمي على الجبل الذي قرأ والأجيال التي تلته.
وتتعاظم أهمية دراسة هذا الإنتاج وتوجهاته لكونه لم يحظ من قبل باهتمام الباحثين تصهر فيها أطفال من خلفيات ثقافية مختلفة باعتبارهم أبناء مهاجرين على الرغم من أن صحافة الأطفال الصهيونية العبرية سعت مبكرا لتلك الناحية.
وذكر أنور أن هناك بعض الدراسات السابقة ما تناول فترة زمنية وأعمال أدبية مباشرة، من أبرزها دراسة للدكتور جمال الرفاعي تحت عنوان «أدب الأطفال المصري وعنصرية أدب الأطفال الإسرائيلي، حلل فيها مضمون عدد من القصص الصادرة في إسرائيل في السبعينيات، ودراسة للدكتورة أسماء غريب بيومي تحت عنوان: "التربية السياسية في أدب الأطفال - دراسة مقارنة بين مصر وإسرائيل".
وكما هو واضح كان الاهتمام في كلتا الدراستين منصبا على الأدب العبري وليس تحليل مضمون الصحافة، ومع ملاحظة أن الإصدارات الصحفية العبرية اتسمت بالغزارة بشكل تواكب مع الدعوة للأفكار والمخططات الصهيونية، واهتم كبار الأدباء مثل "نحمان بياليك" بكتابة الشعر للأطفال.
وفي نفس الوقت اهتمت الدوائر الصهيونية برصد أنشطتها وتاريخها فنجد أن دائرة معارف الصحافة العبرية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر شملت إصدارات في ٦٣ مدينة في مختلف أرجاء العالم، وقد اهتمت حتى بإصدارات لم تنتظم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية إسرائيل تهجير الفلسطينيين الشعب الفلسطيني المجازر الإسرائيلية
إقرأ أيضاً:
هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
شمسان بوست / متابعات:
الذكاء الاصطناعي حديث الساعة على صفحات الجرائد والمجلات، وبات يشكل حيزًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، ولديه القدرة على المساعدة في حل المشاكل المعقدة، ولكننا عرفنا أيضًا مخاوف جدية عنه، خصوصاً الطرق التي قد يغير بها حياة الأطفال والمراهقين.
فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما يتوقعه أي شخص، فإننا لم نفكر بعد في تأثيره على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال، الذين لديهم قابلية كبيرة للارتباط بالألعاب- وحتى قبل مرحلة الإنترنت والأجهزة المحمولة-!
من هنا يتبادر إلى الذهن سؤال واحد هو: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي بين السلبيات والإيجابيات في حياة أطفالنا؟ اللقاء والدكتور محمود حسن أستاذ الحاسب الآلي والبرمجة الإلكترونية للشرح والتفسير.
*فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال
أشار خبراء صحة الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريبًا، ويمكن للذكاء الاصطناعي والمراقبة الأبوية الجيدة أن تحسن حياة الأطفال بطرق إيجابية وعصرية ومنها:
*تحسين الخبرات التعليمية
مع تقدم الذكاء الصناعي، تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، ويولّد ردودًا مناسبة بحسب العمر فقط.
لقد أنشأ الذكاء الاصطناعي قوته وإمكاناته المثيرة، طريقة تعليمية وممتعة للأطفال؛ للوصول إلى المعلومات على الإنترنت، ولكن مع مراعاة الحماية والأمان المناسبين للعمر.
كما يمكنه مساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة، مع تقدم الذكاء الصناعي تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال.
* الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع:
نحن نعيش في عالم مرئي، لذا يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والتصوير والرسوم البيانية وغيرها،
لهذا يعد الذكاء الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين، وأيضًا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانية ومخططات، ورسوم متحركة.
وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحفيز الأطفال والتفاعل معهم بطرق جديدة؛ حيث يوفر طرقًا جديدة للاستمتاع واكتشاف عالمهم.
الذكاء الاصطناعي يساعد في حل المشكلات:
من خلال التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن أفكارهم وتحليلهم للمواقف، ويمكنه أيضاً تحسين قدرات فهمهم بشكل نقدي.
كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الروبوتات الاجتماعية عرضة لأن يعاملوها كشريك بشري، كما يساعد التفكير النقدي الأطفال في التعاون والتواصل مع الروبوتات بشكل إنتاجي.
الذكاء الاصطناعي يجهز الأطفال لفرص الوظائف في المستقبل:
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُعِد الأطفال في سن مبكرة للفرص المستقبلية في سوق العمل المتطور بسرعة، كما يمكن أن يوفر للأطفال الكفاءات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم التكنولوجيا.
مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات، وذلك من خلال فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما يمكن للأطفال أن يحظوا ببداية جيدة في الاستكشاف والتحضير لحياة مهنية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
* مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
على الآباء إدراك أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين بالنسبة للأطفال، والعامل الحاسم هو الأبوان اللذان عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة، وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي ؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة أن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو المخاطر.
* قد ينشر الكراهية والتحيز والصور النمطية:
بما أن الذكاء الاصطناعي “يتعلم” من كل ما يجده على الإنترنت، فقد تعكس منصات الذكاء الاصطناعي نفس المتحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلتنا، وبالتالي فإن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، وعلى البالغين أن يكونوا جاهزين للحديث مع الأطفال عما يرونه عبر الإنترنت.
* الشخصيات الوهمية وراء محتالي الإنترنت:
المخاطر المقلقة للغاية للأطفال عبر الإنترنت تتمثل في: تهديد المعتدين والمحتالين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على وجه التحديد أن يُمكّن المحتالين عبر الإنترنت الاختباء وراء شخصيات وهمية.
وهؤلاء المحتالون يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء روايات تحاكي قصص الأطفال، مما يزيد من خطر استمالة الأطفال واستغلالهم.
كما أن الألعاب والعوالم الافتراضية التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي تقدم فرصًا كبيرة للتفاعل الاجتماعي، ولكنها يمكن أيضًا أن تعرّض الأطفال لسلوك عدواني.
* انتهاك خصوصية الأطفال وذويهم:
يجمع الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من البيانات، فعلى سبيل المثال، عُثر على لعبة واحدة تسجل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة.
ومن الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي يمكنها التحدث مع الأطفال.
* دعم العزلة الاجتماعية في المجتمع:
يواجه الأطفال والمراهقون حالياً وباء العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تقلل الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين.