تقرير ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

(CNN)—عُلّق ملصق عملاق يظهر زعيم المتمردين اليمنيين عبدالملك الحوثي على أسوار القسطنطينية القديمة في إسطنبول الأسبوع الماضي، بعد أيام فقط من تصنيف الولايات المتحدة منظمته كجماعة إرهابية.

وكتب عليها باللغة التركية: "نحن جميعاً يمنيون".

كان يُنظر إلى جماعة الحوثي ذات يوم في الشرق الأوسط على أنها وكيل إيراني خطير تسبب في إحداث فوضى في أفقر دولة في العالم العربي من خلال الإطاحة بالحكومة المعترف بها دولياً والتسبب في تدخل عسكري بقيادة السعودية، وقد تغيرت حظوظ جماعة الحوثي منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة على غزة.

وجاءت الحرب الإسرائيلية بعد أن شنت حركة حماس الفلسطينية هجومها في 7 أكتوبر على الدولة اليهودية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف أكثر من 250 آخرين، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأدت الحرب في غزة حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 27 ألف شخص في القطاع، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.

يُنظر الآن إلى الحوثيين الشيعة، المعروفين أيضًا باسم أنصار الله، في أجزاء من العالم الإسلامي ذي الأغلبية السنية وخارجه على أنهم أبطال القضية الفلسطينية، ويدافعون عن شعب غزة ضد إسرائيل، بل ويواجهون حليف الدولة اليهودية القوي في القتال.

يهاجم المتمردون منذ منتصف نوفمبر السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ويعد البحر الأحمر ممرًا مائيًا حيويًا يتصل بقناة السويس، ويمر من خلالها ما بين 10 إلى 15% من التجارة العالمية. وقد أدت أنشطة الجماعة فعلياً إلى إغلاق الطريق التجاري أمام معظم سفن الحاويات، حيث ابتعدت السفن عن الممر المائي وسط الهجمات.

قال مسؤولون أمريكيون لشبكة CNN إنهم يعتقدون بأن القيادة الإيرانية تشعر بالتوتر بشأن بعض تصرفات الجماعات الوكيلة لها في الشرق الأوسط مع تصاعد المخاوف من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. وتشير الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران تشعر بالقلق من أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر يمكن أن تزعزع المصالح الاقتصادية لكل من الصين والهند، الحليفين الرئيسيين لطهران.

هذا الأسبوع كان هناك دلائل على أن إيران تحاول كبح جماح وكلائها، حيث قالت كتائب حزب الله، وهي ميليشيا في العراق، إنها ستعلق عملياتها ضد أهداف أمريكية في أعقاب الضربة التي أسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أمريكيين في الأردن. لكن يبدو أن سيطرة إيران على الحوثيين أقل، حيث واصلت الجماعة المتمردة اليمنية استهداف السفن.

وصل صاروخ كروز أطلقه الحوثيون على البحر الأحمر ليلة الثلاثاء، إلى مسافة ميل واحد من مدمرة أمريكية قبل أن يتم إسقاطه، في أقرب هجوم للحوثيين على سفينة حربية أمريكية. وسلطت هذه الحادثة الضوء على التهديد الذي يواصل المتمردون تشكيله على الأصول البحرية الأمريكية والشحن التجاري على الرغم من الضربات الأمريكية والبريطانية المتعددة على البنية التحتية للحوثيين داخل اليمن.

عرض القوة

يقول الحوثيون إن الهجمات في البحر الأحمر تهدف إلى الضغط على إسرائيل وحلفائها لوقف الحرب في غزة. وقالت الجماعة مراراً وتكراراً إن عملياتها في البحر الأحمر ستتوقف بمجرد أن توقف إسرائيل الحرب وترفع حصارها عن المنطقة.

لكن الخبراء يقولون إنه رغم أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا محورية في أيديولوجية الحوثيين، إلا أن أفعالهم في البحر الأحمر تأتي مع فوائد أخرى.

ويقولون إن جماعة الحوثي، في قتالها، صرفت الانتباه عن الأزمة الإنسانية في اليمن، وحشدت الدعم المحلي والدولي، وجعلت اسمها معروفًا بين أولئك الذين لا يعرفون سوى القليل أو لا يعرفون شيئًا عن الحركة.

وقال توماس جونو، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا ومحلل سابق في وزارة الدفاع الوطنية الكندية "إن التضامن مع غزة ليس سوى أحد الدوافع وراء ضربات الحوثيين في البحر الأحمر."

وفي حين أن المواقف المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة تقع في قلب أيديولوجية الجماعة، قال جونو: "يجب أن يُنظر إلى حرب غزة على أنها ذريعة للحوثيين، لأنها تسمح لهم بحشد مشاعر قوية مؤيدة للفلسطينيين، وإظهار قوتهم خارج البلاد."

يقدم الحوثيون أنفسهم بعد أن سيطروا على معظم شمال اليمن -بما فيها العاصمة صنعاء- على أنهم الحكام الشرعيين للبلاد. وقد صاغت الجماعة المتمردة عملياتها في البحر الأحمر على أنها تتم من قبل "القوات المسلحة اليمنية". وقد سيطرت هذه الرواية على أولئك الذين يعارضون حرب غزة في جميع أنحاء العالم. وفي الوقت نفسه، تتمركز الحكومة المعترف بها دولياً على بعد حوالي 230 ميلاً في مدينة عدن الجنوبية، ويُنظر إليها على أنها ضعيفة.

"طريق للخروج"

أدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و44 دولة أخرى هجماتهم، ووصفت في بيان مشترك استيلاء الحوثيين على سفينة شحن في 19 نوفمبر بأنه "مريع". وبعد شهر، شكلت الولايات المتحدة تحالفًا متعدد الجنسيات يهدف إلى حماية التجارة في البحر الأحمر. ومنذ ذلك الحين، تشن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غارات جوية على الحوثيين.

ولم تظهر الجماعة اليمنية أي علامات على التراجع، وهو ما يقول الخبراء إنه يساعدهم على تأمين انتصارات لسمعتهم في الخارج وكذلك خارج قاعدة دعمهم التقليدية في الداخل.

وقال أحمد ناجي، أحد كبار المحللين اليمنيين في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية مقرها بروكسل: "على المستوى المحلي، زادت شعبيتهم في بعض المناطق"، مضيفاً أن الاستياء لا يزال قائماً تجاه ما يُنظر إليه على أنه تهميش القضايا الداخلية في اليمن. وأضاف أنه بالنسبة لبعض اليمنيين، فإن هجمات الحوثيين أعادت إحياء ذكريات العنف الذي مارسته الجماعة في الداخل وسط الحرب الأهلية التي استمرت قرابة عقد من الزمن.

بدأت الحرب الأهلية في اليمن في العام 2014، عندما اقتحمت قوات الحوثيين العاصمة صنعاء وأطاحت بالحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من السعودية. وتصاعد الصراع إلى حرب أوسع نطاقا في العام 2015 عندما تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في محاولة لطرد الحوثيين. لكن تلك المحاولة باءت بالفشل، وتركت البلاد في حالة خراب. وزادت إيران من دعمها للحوثيين خلال تلك الحرب مع تصاعد صراع وكيلها مع المملكة العربية السعودية.

بعد ما يقرب من ثماني سنوات من الحرب، تم التوقيع على وقف إطلاق النار بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية في أبريل 2022. ورغم انتهاء هذا الاتفاق بعد ستة أشهر فقط، إلا أن الأطراف المتحاربة لم تعد إلى الصراع على نطاق واسع، وقد صمد وقف القتال إلى حد كبير.

وقال جونو إنه لا يوجد منافس عسكري أو سياسي يمكنه تحدي الحوثيين محلياً، لكن حكمهم في اليمن كان قمعياً وغير فعال اقتصادياً.

وقال إن "تعبئة المشاعر القوية المؤيدة للفلسطينيين هي بالتالي تكتيك مفيد للغاية لصرف الانتباه عن التحديات الداخلية الخاصة بهم."

وفقاً للأمم المتحدة، يحتاج اليوم أكثر من 24 مليون شخص في اليمن -أكثر من 80% من السكان- إلى المساعدات الإنسانية والحماية. كما ترك الصراع البنية التحتية للبلاد في حالة يرثى لها، وأدى إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي وأدى إلى نزوح واسع النطاق.

وعندما سُئل في مقابلة مع BBC عربي عن سبب رد فعل الجماعة المتمردة على صراع خارجي وسط المشاكل الداخلية في اليمن، قال مسؤول حوثي كبير بأن الدول الغربية تفعل الشيء نفسه من خلال دعم إسرائيل.

وقال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، لـ BBC عربي الشهر الماضي، متفاخراً بجر الولايات المتحدة إلى الصراع: "هل بايدن جار لنتنياهو؟ هل يعيشون في شقة واحدة؟ هل يعيش الرئيس الفرنسي أيضًا في نفس الطابق، بينما يعيش رئيس الوزراء البريطاني في نفس المبنى؟"

وقال ناجي إنه خلال الحرب الأهلية في اليمن، كان الحوثيون يلقون اللوم في مشاكل البلاد على الصراع.

وأضاف: "لقد هدأت الحرب، لذلك هناك ضغوط على الحوثيين للوفاء بوعودهم"، متابعًا أنه وسط المطالب الشعبية بالتغيير، كان التصعيد في البحر الأحمر والأحداث في غزة "مخرجًا إلى حد ما."

ونفى محمد علي الحوثي أن تكون جماعته تسعى للحصول على شعبية من خلال ضربات البحر الأحمر، وقال لـ BBC عربي إن الحملة تأتي من "منطلق الإيمان والإسلام."

الحوثيون يريدون إرسال رسالة

وإلى جانب معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل، كانت القضية الفلسطينية دائمًا محورية في أيديولوجية الحركة. وعندما وصل الحوثيون إلى السلطة، كان شعارهم: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام."

قال ناجي: "أراد الحوثيون إرسال رسالة: نحن المجموعة الأكثر التزامًا بغزة، ليس فقط بالقول ولكن بالفعل."

وقالت ندوى الدوسري، زميلة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إنه من الممكن أن المتمردين يريدون جر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة.

وقالت: "يعتمد الحوثيون على نفور الولايات المتحدة من الصراع"، مضيفة أنه بعد حربهم التي استمرت ثماني سنوات مع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، "ظهروا أكثر ثقة وأجبروا السعوديين على القدوم إليهم يائسين من أجل الخروج."

وقالت الدوسري، في حين أنه من غير المرجح أن تؤدي الحرب مع الولايات المتحدة إلى توحيد اليمنيين خلف الحوثيين، لأن صراعًا بهذا الحجم سيكون مدمرًا للسكان الذين يعانون بالفعل، فإن "الضربات الجوية الأمريكية المستمرة يمكن أن توفر للحوثيين ذريعة لإجبار (المزيد من اليمنيين) على الانضمام إلى الحوثيين، أو أن يساهموا في المجهود الحربي الذي نصبوا أنفسهم عليه."

ورغم التداعيات المحتملة على اليمنيين في الداخل، فقد رحب الحوثيون بالصراع مع الولايات المتحدة وحلفائها.

نشر محمد علي الحوثي الأسبوع الماضي على X: "يجب على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن تفهما أننا في زمن الانتقام، وأن شعبنا لا يعرف الاستسلام، وإذا كنتم تحملون السلاح، فإن الشعب اليمني سيحمل السلاح أيضا. وإن كنتم أقوياء فنحن مع الله أقوى."

وقلل أيضا المسؤول من خطر الانتقام الإسرائيلي، قائلا إن الدولة اليهودية خلقت صورة زائفة عن كونها "وحشا بجيش كبير".

وقال جونو: "يشعر الحوثيون بالغطرسة، فهم لم ينجوا من سنوات من القصف السعودي فحسب، بل خرجوا أقوى بكثير. لذلك من المرجح أنهم يعتقدون أن بإمكانهم أيضًا النجاة من الضربات الأمريكية، واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية."

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحوثيون حركة حماس عبدالملك الحوثي غزة مع الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الشرق الأوسط فی الیمن على أنها على أنه من خلال على أن

إقرأ أيضاً:

كاميرون هدسون: ترمب لن يسمح بأن يكون السودان ملجأ للإرهاب .. قال إن ردة فعل واشنطن ستكون قوية على القاعدة الروسية في البحر الأحمر

قال الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس، دونالد ترمب، ستكون مهتمة بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ آمناً للإرهاب، ولا تريد تشظيه ليصبح مثل الصومال أو ليبيا، وأضاف في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، من العاصمة الكينية نيروبي، أن الإدارة الأميركية تسعى لحفظ الأمن على طول البحر الأحمر،

دبلوماسي أميركي سابق: ترمب لن يسمح بأن يكون السودان ملجأ للإرهاب
كاميرون هدسون قال لـ«الشرق الأوسط» إن ردة فعل واشنطن ستكون قوية على القاعدة الروسية في البحر الأحمر

نيروبي: الشرق الأوسط / محمد أمين ياسين

قال الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هدسون، إن إدارة الرئيس، دونالد ترمب، ستكون مهتمة بمسألة الحرب في السودان، لأنها لا تريد أن يكون ملجأ آمناً للإرهاب، ولا تريد تشظيه ليصبح مثل الصومال أو ليبيا.

وأضاف في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، من العاصمة الكينية نيروبي، أن الإدارة الأميركية تسعى لحفظ الأمن على طول البحر الأحمر، «وهذا يعني أن تظل روسيا وإيران بعيدتين عن حيازة أي قواعد في تلك المنطقة»، كما تريد لحركة السفن والملاحة أن تمضي في حركتها بصورة آمنة.

وقال هدسون الباحث البارز في برنامج أفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن إدارة ترمب، تهتم أيضاً بالسلام في منطقة «الشرق الأوسط»، ولتحقيق هذا الأمر، تحتاج إلى توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية التي وقع عليها السودان سابقاً، لكن كيف يمكن لهذه الاتفاقية أن تمتد وتتسع في ظل ظروف الحرب التي يخوضها السودان؟ ولكي تضمن السلام في السودان، من الضروري أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط.

القاعدة البحرية الروسية
وتعليقاً على الاتفاق بين السودان وروسيا، بمنح الأخيرة قاعدة بحرية على البحر الأحمر، قال: «لست متأكداً من مدى صدقية ذلك الاتفاق، وما تلك الصفقة، لكن إن كان هذا صحيحاً، فمن المؤكد سيكون إشكالية كبيرة لترمب، وسيكون له رد فعل قوي حتى يعلم السودان أن ذلك الاتفاق كان خياراً سيئاً، و«يجب أن يخاف الناس من ذلك»، وأضاف: «لذلك لا أتمنى أن أرى روسيا تهدد مصالحه في البحر الأحمر».

وبشأن أولوية الملف السوداني، قال: «إدارة ترمب لم تعين بعد فريقها الذي سيدير الشؤون الأفريقية، وهذه تتطلب تعيين بعض الموظفين الرسميين الذين يمكن أن يديروا هذا الملف، ربما لا يتم هذا فورياً، ونأمل أن يكون قريباً، لأن الوضع في السودان يقتضي الإسراع في ذلك الملف، وأعتقد جازماً أن الرئيس ترمب سيعين مبعوثاً خاصاً للسودان، يساعد ذلك في خلق تفكير جديد، بالنسبة لما يمكن أن يفعله في السودان».

وتوقع هدسون أن تواكب إدارة ترمب أي متغيرات يمكن أن تحدثها الحرب في السودان، في إشارة منه إلى التطورات على المستوى العسكري الميداني، وقال: «الوضع الآن أن الجيش السوداني استطاع أن يستعيد العاصمة الخرطوم، لكن هناك أيضاً إمكانية أن تستولي قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ومن ثم تسيطر على كل إقليم دارفور، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى وجود حكومة ثانية في الفاشر».

خيارات الإدارة الأميركية
وتابع: «لا أستطيع أن أتنبأ كيف يمكن أن تستجيب إدارة الرئيس دونالد ترمب لذلك السيناريو، ربما يتيح الوضع الراهن إمكانية لمفاوضات سلام أعتقد أن الإدارة الأميركية ستدعمها، لكن هذا السيناريو يمكن أيضاً أن يحدث فوضى كذلك وفقاً لما ستؤول إليه الأمور، وفي ليبيا توجد حكومتان، ونحن نتحدث مع كلتيهما». وفي هذا الصدد أشار هدسون، إلى شهادة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمام الكونغرس، التي وصف فيها «قوات الدعم السريع» بأنها ميليشيا ارتكبت جرائم إبادة جماعية، وقال: «لذلك لا أعتقد أن وزارة الخارجية يمكن أن تدخل في مفاوضات معها، أو تتعامل مع الحكومة في الفاشر بوصفها حكومة شرعية».

وأضاف: «أتوقع أن يكون أداء إدارة ترمب في الملف السوداني أفضل من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي كانت تتعامل مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، باعتبار أن كليهما مدان، وغير شرعي بالمستوى نفسه، نأمل من إدارة ترمب أن تعدّ الجيش السوداني رغم ارتكابه جرائم في الحرب، لكنه مع ذلك يظل مؤسسة دستورية من مؤسسات الدولة، وينبغي أن يعامل على هذا الأساس».

بايدن كان بطيئاً
ورأى هدسون أن «إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، كانت بطيئة في رد فعلها عندما وقع انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وعندما اندلعت الحرب في البلاد، كما أن تجاوبها كان بطيئاً، ولم تقم بتعيين مبعوث خاص إلّا بعد مرور عام على الحرب، التي ظلت مشتعلة كل هذا الوقت. لذلك اعتقادي أن إدارة بايدن لم تول السودان اهتماماً كافياً، كانت خاملة في البداية، ثم صرحت بأنها تتعامل مع الجيش والدعم السريع بالمستوى نفسه، ثم أوقفت تفاهماتها مع الجيش والذين يتحاربون على الأرض، وقررت أنها ستتفاهم فقط مع القوى المدنية، لكن هذه القوى لم تكن منظمة وموحدة، ولا تملك تصوراً لوقف الحرب».

وتابع هدسون أن محاولة الإدارة السابقة العودة بالأوضاع في السودان إلى مرحلة الثورة ليست صائبة، ولن تستطيع أن تعود بالزمن إلى الوراء، وتتخلى عن التعامل مع حالة الحرب التي كانت قد بدأت بالفعل.

وبشأن مصير العقوبات الأميركية على قادة طرفي الحرب، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قال: «إذا كانت إدارة جو بايدن تريد فرض عقوبات، كان ينبغي أن تفعل ذلك منذ بداية الحرب، وليس في الأيام الأخيرة».

وأضاف هدسون: «في اعتقادي أن الإدارة السابقة أساءت استعمال العقوبات، لكن على أي حال فإن العقوبات لا تزال سارية، وأمام إدارة ترمب فرصة لاستخدام هذه العقوبات في ماذا تريد أن يحدث في السودان، وأن تضع قائمة بالشروط التي يمكن أن تعمل على رفع العقوبات وتحديداً عن الجنرال البرهان، ورأيي أن تتحدث الإدارة الأميركية علناً عن الطريقة التي يمكن أن ترفع بها العقوبات، وتنص على هذه الشروط بوضوح شديد لإزالتها».

البرهان لا يريد الحرب
ووصف الدبلوماسي الأميركي السابق، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، عند زيارته إلى بورتسودان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأنه جنرال «حكيم جداً»، ويستشعر أن الحرب مدمرة لبلده وشعبه ولاقتصاده.

وقال: «ما سمعته منه أنه لا يريد لهذه الحرب أن تستمر أكثر مما يجب»، ويرى أن مبررات إنهاء الحرب ليست كافية، ويجب أن يكون هناك سلام، هو لا يريد للقتال أن يتوقف ثم تعود الحرب لتبدأ من جديد.

وأضاف: «في تقديري أن البرهان يريد وقف الحرب، لكن يجب أن يجد حلاً لتهديدات (قوات الدعم السريع)، "لذلك ليس الأمر أن تقف الحرب فقط، وبالنسبة له يجب أن يكون هناك حل مستدام في السودان حتى لا تعود الحرب مرة أخرى، وهذا ما يجب أن يفكر فيه الناس».

وأشار هدسون إلى العلاقات الجيدة التي تربط الرئيس دونالد ترمب، مع جوار السودان العربي، وقال: «كل هذه الدول لها مصالح في السودان، يمكن استيعابها في إطار صفقة لمساعدة السودان للخروج من الحرب، وأظن أن الرئيس ترمب سيعمل نفوذه لتشجيع الحوار... لكن كما قلت للبعض من قبل إنه يصعب التنبؤ بتصرفاته، ولن تستطيع أن تعرف ما الذي سيفعله».  

مقالات مشابهة

  • “11 فبراير” يعود بحصيلة تاريخية لـ 12 شهرًا.. اليمن يضاعف “الخروج الأمريكي المذل”
  • صحيفة إماراتية: تصعيد الحوثيين واحتواء الأمم المتحدة انتهاكاتهم يهدد التهدئة في اليمن
  • "تقرير أمريكي" يتوقع عودة الحرب في اليمن وسيطرة الحوثيين على عدن ومأرب (ترجمة خاصة)
  • ستراتفور: ماذا سيفعل الحوثيون في اليمن بقوتهم الجديدة؟
  • مباحثات يمنية هولندية بشأن تهديدات الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر
  • الاتحاد الأوروبي يمدد عملياته في البحر الأحمر ضد الحوثيين
  • كاميرون هدسون: ترمب لن يسمح بأن يكون السودان ملجأ للإرهاب .. قال إن ردة فعل واشنطن ستكون قوية على القاعدة الروسية في البحر الأحمر
  • إيران تنفي تصريحات واشنطن بشأن دعم الحوثيين وتقول إنها تدعم الاستقرار والحل السياسي في اليمن
  • اليمن يبحث مع البحرين التطورات الإقليمية وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • تقرير: الحوثيون في اليمن يخرجون من حرب غزة أكثر جرأة.. من الصعب هزيمتهم (ترجمة خاصة)