دراسة: الخلايا المناعية تفقد غريزتها القتالية في الأورام السرطانية
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
نشر موقع "ميديكال إكسبرس" تقريرا من جامعة برمنغهام قالت فيه إن دراسة جديدة أظهرت أن بعض الخلايا المناعية في أجسامنا ترى أن "غريزتها القتالية" مقيدة بعد دخولها إلى الأورام الصلبة.
في بحث جديد نُشر في Nature Communications، اكتشف فريق بقيادة باحثين من جامعة برمنغهام وجامعة كامبريدج كيف تفقد الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا القاتلة الطبيعية (خلاياNK)وظائفها بسرعة عند دخول الأورام والإقامة فيها.
باستخدام الخلايا السرطانية المزروعة من نماذج الفئران، أثبت الفريق أن الخلايا القاتلة الطبيعية تتبنى حالة خاملة عند دخول الأورام الصلبة من خلال فقدان إنتاج آليات المستجيب الرئيسية المستخدمة لتعزيز الاستجابات المناعية بما في ذلك الكيموكينات والسيتوكينات والغرانزيمات.
وأكدت دراسات أخرى، بما في ذلك الخلايا المأخوذة من سرطانات القولون البشرية، أن فقدان وظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية يحدث لدى البشر أيضا.
واختبر الفريق أيضا ما إذا كان من الممكن عكس فقدان الوظيفة الذي تعانيه الخلايا القاتلة الطبيعية عند دخولها بيئات الورم.
وأدى استهداف مسار Interleukin-15، والذي يتم تجربته حاليا على المرضى، إلى زيادة نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية بشكل ملحوظ وفي نماذج الفئران، أدى إلى تحكم أفضل في الورم.
وقال ديفيد ويذرز، أستاذ تنظيم المناعة في جامعة برمنغهام والمؤلف الرئيسي المشارك للدراسة: "الخلايا القاتلة الطبيعية هي مجال محتمل مثير في عالم علاج السرطان، وذلك باستخدام جهاز المناعة في الجسم في مكافحة نمو السرطان".
وأضاف: "مع ذلك، فقد رأينا حتى الآن أن الخلايا القاتلة الطبيعية لديها القدرة الفطرية على إبطاء السرطان، ولكنها غالبا ما تبدو كامنة داخل الخلايا السرطانية.. باستخدام نموذج الفئران، تمكنا من رؤية ما يحدث على وجه التحديد للخلايا القاتلة الطبيعية بعد دخولها إلى بيئات الأورام الصلبة - والتي على ما يبدو تضعف غريزتها القتالية".
وتابع: "من الأهمية بمكان أن الفريق وجد أيضا أن العلاج باستخدام Interleukin-15 يمكن أن يعيد إيقاظ الغريزة القتالية الخاملة في الخلايا القاتلة الطبيعية. وهذا اكتشاف مثير للغاية يخفف بعض المخاوف التي قد تكون لدينا بشأن كيفية تصرف الخلايا القاتلة الطبيعية في بيئات الورم. ويمكن أن يمهد الطريق لأنواع جديدة من العلاج لإضافتها إلى الترسانة لمعالجة سرطانات الأورام الصلبة".
وفي دراسة وثيقة الصلة نُشرت أيضا في مجلة Nature Communications، وجد فريق البحث بقيادة البروفيسور ديفيد ويذرز والبروفيسور مينا كلاتوورثي أيضا أن بعض الخلايا المتغصنة (DC)، وهي الخلايا المناعية التي تلعب دورا رئيسيا في تنظيم الاستجابة المناعية المضادة للورم، تتعطل داخل الأورام.
تتمثل الوظيفة الطبيعية للخلايا المتغصنة في التقاط المواد من الخلايا السرطانية وتوصيلها إلى العقد الليمفاوية حيث تحفز الاستجابات المناعية المضادة للورم.
اكتشف الفريق أنه بدلا من الانتقال إلى العقد الليمفاوية، تبقى بعض الخلايا المتغصنة في الورم، حيث تصبح "منهكة"، مع انخفاض القدرة على تحفيز الاستجابات المناعية المضادة للورم، وزيادة تنظيم الإشارات التي يمكن أن تقلل من وظيفة الخلايا المناعية المضادة للورم.
إن تحديد سبب احتجاز هذه الخلايا وكيفية التغلب على هذا الضعف في السلوك الطبيعي للتيار المستمر لديه القدرة على تعزيز الاستجابات المضادة للورم.
وقالت منة كلاتورثي، أستاذة الأبحاث في المعهد الوطني لأبحاثالصحةوالرعاية وأستاذة علم المناعة الانتقالية في جامعة كامبريدج والمؤلفة المشاركة في الدراستين: "لقد وجدنا أن الخلايا المتغصنة المنهكة العالقة في الورم كانت موجودة بجوار نوع من الخلايا المناعية القاتلة للورم، خلايا CD8 T، مما قد يمنعها من القيام بعملها، ومن اللافت للنظر أنه يمكن إحياء هذه الخلايا السرطانية المختلة وظيفيا باستخدام العلاج المناعي للسرطان المستخدم في العيادة".
وأضافت: "يساعد عملنا على تطوير فهمنا لكيفية قيام السرطانات بتعطيل جهاز المناعة، والأهم من ذلك، كيف يمكننا إنقاذ هذا لتحسين الاستجابات المناعية المضادة للسرطان".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة الخلايا المناعية الأورام السرطانية السرطان الأورام الخلايا المناعية المزيد في صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخلایا القاتلة الطبیعیة الخلایا السرطانیة الخلایا المناعیة
إقرأ أيضاً:
فيلم اللّذة القاتلة.. إجازة عائلية تكشف عن أزمة الذات والتصدع الاجتماعي
ما بين دراما العائلات واستكشاف الأماكن يمكن النظر إلى العديد من الأفلام التي تستعرض تلك اليوميات الخاصة بأفراد العائلة في إطار من الروتين اليومي أو الفعاليات اليومية.
وهنا سوف تتفاوت دراميا الأهداف من وراء تلك الدراما التي سوف تتطور تدريجيا إلى نوع من الرضا والتسامح والتعاطي مع الأمر الواقع، مع أن الواقع يتكشف عن مشكلات وتعقيدات ما تلبث أن تتفجر وتنعكس على الشخصية الدرامية.
هذه المقدمة تنطبق على العديد من الأفلام التي تنتمي إلى هذا النوع، نذكر منها، فيلم "الطريق الذي سلكناه- 2009" وفيلم "السمكة الكبيرة 2003"، وفيلم "دان في حياته الحقيقية -2007"، وفيلم "صخرة العائلة – 2005"، وفيلم "هانا وأخواتها -1986"، وفيلم "بيت من أجل العطلة – 1996"، وفيلم "قابل الوالدين -2000"، وفيلم "راتشيل تتزوج – 2008"، وفيلم "حياة لا نهائية -2005" وغيرها من الأفلام...
واقعيا نحن أمام فيلم "اللذة القاتلة" للمخرجة نيل ستوفين وهو من إنتاج ألماني - فرنسي، وقد افتتح عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي اختتم قبل أقل من شهر من الآن، وهو يحاكي إلى حد ما ذلك النوع من أفلام العائلات، كما انه من جهة أخرى يمزج ما بين الفانطازيا والرعب والجريمة في شكل سينمائي، يبني من جانب آخر على ما يمكن أن نسميه اختلاف الثقافات.
وإذا توقفنا عند هذه النقطة الأخيرة قبل أن نغوص عميقا في أحداث الفيلم، فإن سلسلة من الإحالات يمكن التوقف عندها، فالعائلة الألمانية ميسورة الحال قادمة لقضاء إجازتها في منطقة بجنوب فرنسا، وما أن تصل إلى ذلك البلد حتى تجد نفسها وسط موجات من التظاهرات في ذلك الوقت وكلها بالطبع تتعلق بتحسين الأحوال المعيشية.
هذا التمهيد وفيما العائلة محاصرة في داخل السيارة والمصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الفرنسية والضرب واستخدام الغازات تجري من حولهم، كلها صور ومشاهد تبدو وكأنها المرة الأولى التي تشاهدها العائلة وهو ما سوف تؤكده مرة أخرى في علاقتها مع طبقة صغار الموظفين التي تنظر إليها من الأعلى حتى تتسلط على العائلة فتاة تدعى تيودورا - الممثلة الإسبانية كارلا دياز التي سوف تتمكن من فرض الأمر الواقع على العائلة وتعيش في وسطهم بصفة مدبرة منزل ومن ثم تبدأ التسلل إلى حياة تلك الأسرة وصولا إلى تداعيات خطيرة لم تكن في الحسبان.
واقعيا نحن أمام قصة درامية تتكشف من خلالها شخصيات نستطيع أن نقول إنها تائهة وشبه منقطعة عن الواقع، فضلا عن تصدعات كانت متوارية وسرعان ما تتكشف تباعا، سواء في طبيعة العلاقة بين الزوجين والتي تتجلى من خلال العديد من المشاهد التي تجمع الزوجين القادمين من تلك الطبقة الموسرة، وهما اللذان يشعران كأن العائلة أصبحت مثل سمكة خارج الماء عندما وجدت نفسها على تماس مع طبقة الخدم ومشاهدة المتظاهرين ولاحقا انضمام تيدورا إلى العائلة من خلال الحادث المدبر الذي لفقته بحجة أنها صدمت بسيارة جون وفقدت وظيفتها بعد ذلك ومن ثم أصبح تسللها إلى العائلة في حكم الأمر الواقع.
يقول الناقد نيل بيثرو الناقد السينمائي في موقع سكرين رانت:" لا شك أن رسالة الفيلم تأتي هنا على شكل رمزية بصرية متميزة وحوارات متقنة، ولكن القصة والشخصيات تصبح تدريجيًا أقل تأثيرا للتعبير عن الفكرة الرئيسية للفيلم، رغم أن رسالته تبقى قوية ومؤثرة طوال الوقت.
القصة تأتي ثانوية مقارنةً برمزية الفيلم المتعددة الطبقات، والتي تُكرّر النقاط الواردة في المشهد الافتتاحي بطرق لافتة للنظر ويُعدّ هذا سلاحًا ذا حدين للفيلم. فبينما تُعدّ العناصر البصرية للفيلم مُكمّلًا مثاليًا للتعبير عن سردية الفيلم، إلا أن هذا المستوى نفسه من التفاعل لا يُترجم بشكل واحد من طرف الشخصيات".
أما الناقدة السينمائية كارينا بلوم في موقع ميت كريتيك فتقول: "على الرغم من أن الفيلم يُقدم على أنه دراما إثارة منزلية تقليدية، مدعومة بالمؤامرات، إلا أنه يصمد دراميا رغم بعض الحوارات غير المتقنة في مقابل المهارات الإخراجية التي تفوق النص المكتوب، ويمكن القول إن المخرجة قد نجحت في انتزاع أداء قوي من الممثلين، وإضفاء جو كثيف ومتوتر على القصة التقليدية، على خلفية براعة تصوير فرانك كريب".
لاشك أن تسلل تيدورا كان عبارة عن ثقب اسود كبير بدأت العائلة تدخله بالتدريج عندما استدرجت الزوجة تعبيرا عن سخطها من إخفاق زوجها وانضمامها إلى ثلة تيدورا من الشباب المنطلقين على دراجاتهم النارية ليلهم كنهارهم وخلال ذلك تفصح تيدورا بوضوح أنها تنتمي إلى جيل سوف يعجزون عن السيطرة عليه أو إدراك نواياه، وهو ما تشير من خلاله إلى الدوامة التي سوف يدخل فيها الجميع ولن يخرجوا منها بسلام.
إخراجيا عمدت المخرجة إلى بناء حلول جمالية وتعبيرية من خلال خطوط السرد المتعددة، إذ أتاحت لكل شخصية أن تعبر عن أزماتها الخاصة وحيث الصمت المطبق يخيم على الطفلين لكن شهادة الطفلة لوحدها التي لا تستمع إليها الأم كانت كفيلة بكشف نوايا تيدورا في التسلل إلى حياة العائلة سواء بسرقة هاتف الزوجة أو التفتيش في دولابها.
وهنا يمكننا التوقف عند التداعي المستمر للشخصيات ضمن نطاق السرد الفيلمي القائم على فكرتي الممكن والمتوقع والمبني على رغبات أكثرها يتميز بالأنانية وعدم الانفتاح على الآخر وهي ثغرات مهمة كانت كافية للكشف عن الشخصيات وهي في أشد أزماتها صعوبة حتى إذا انتقلنا إلى الحل الإخراجي وما رسمه السيناريو بأن تيدورا وأصحابها بالإضافة إلى التنسيق فيما بينهم للإيقاع بالضحايا إن هم إلا مجموعة من مصاصي الدماء وهو ما سوف يظهر في المشاهد الأخيرة، وفي الحقيقة إنه تفصيل لم يكن ذا قيمة مهمة على صعيد الدراما الفيلمية.
ومن جهة أخرى وجدنا أن جون وزوجته بما أوتيا من خبرات وتجارب وتاريخ مهني وطبقة أرستقراطية، إلا أنهما بديا شبه مغفلين وبالإمكان خداعهما والتلاعب بهما وخاصة من طرف تيدورا وأصدقائها وهو تضارب ملفت للنظر في بناء الشخصيتين، وربما كانت الطفلة أكثر يقظة من والديها اللذين سوف ينحدران تباعا في اللعبة التي يصنعها أصدقاء تيدورا وهي مفارقة درامية ملفتة للنظر واستثنائية.
لاشك أن الفيلم على بساطة الفكرة التي عالجها على صعيد هذا النوع من الدراما العائلية، إلا أنه امتزج بمعطيات كثيرة وتماهى مع فكرة فيلم الرعب والكوميديا السوداء وأفلام مصاصي الدماء في مزيج درامي جعل مسألة الاهتمام والمتابعة للأحداث مؤكدة ومثيرة للاهتمام لدى المشاهد.
...
سيناريو وإخراج/ نيل ستوفين
تمثيل/ فاليري باشنر في دور إستر، فخري يارديم في دور جون، كارلا دياز في دور تيودورا
مدير التصوير/ فرانك كريب
موسيقى/ فولكر برتيلمان
العرض الأول/ مهرجان برلين السينمائي الدولي - 2025
• اسم الفيلم تم تعديله من طرف نيتفليكس من اللذة إلى اللذة القاتلة.
• الفيلم ليس للمشاهدة العائلية.