كابل- أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية لأول مرة عن عدد المعتقلين في سجونها منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة عام 2021، وتحدثت عن تحسن ظروف المعتقلين مقارنة بالعهد السابق.

وكشف النائب العسكري لمصلحة السجون حبيب الله بدر للجزيرة نت عن أن عدد المعتقلين في السجون الأفغانية وصل إلى 19 ألفا، بينهم 25 أجنبيا و800 امرأة و200 من عناصر طالبان نفسها، وذكر أن العمل جارٍ لإصدار "قانون لإصلاح السجون والسجناء في عموم أفغانستان".

وقال بدر "لقد عشت مرارة السجن وصعوبته، وأعرف معاناة المعتقلين ومشاكلهم في السجون الأفغانية، وقد حاولت تحسين وضع السجون، وتمكنت بعد جهود كبيرة من زيادة مستحقات السجناء، الآن ندفع لكل سجين دولارين تقريبا، والحكومة السابقة كانت تصرف عليهم أقل من دولار في اليوم، وهناك محاولات مستمرة لتحسين ظروفهم".

وكانت محكمة أفغانية سابقة قد أصدرت حكما بحق حبيب الله بدر -وهو عضو في حركة طالبان- بالسجن مدة 49 عاما مع عقوبة الإعدام بعد إدانته بالتورط في "أعمال إرهابية" ضد الحكومة، لكن أُفرج عنه بعد وصول الحركة إلى السلطة بعد 6 سنوات من قضاء محكوميته، وعُيّن مسؤولا عسكريا للإشراف على السجون الحكومية في عموم أفغانستان.

معتقلون أجانب

من جهتها، ناشدت آنا كوربيت -وهي زوجة أميركي معتقل لدى الحكومة الأفغانية- بإطلاق سراح زوجها رايان كوربيت الذي أنشأ شركة استشارات تجارية عام 2017، وغادر مع عائلته العاصمة كابل بعد انسحاب القوات الأميركية منها، لكنه عاد إليها مرة أخرى في يناير/كانون الثاني 2022 لاستئناف أعماله، فاعتقلته السلطات الأفغانية.

ومع مرور 18 شهرا على اعتقال كوربيت لم يتمكن خلالها من الحديث مع عائلته عبر الهاتف إلا 3 مرات تطالب الولايات المتحدة بإطلاق سراحه، لكن الحكومة الأفغانية لم تستجب حتى الآن.

ويقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت "إن عددا من المواطنين الأجانب -بمن فيهم أميركيون- معتقلون في أفغانستان لتورطهم في قضايا أمنية وغير قانونية".

ويرى خبراء في الشأن الأفغاني أن اعتقال مواطنين أميركيين وأوروبيين كان ضربا من الخيال في عهد الحكومة الأفغانية السابقة وأثناء وجود القوات الأميركية في أفغانستان رغم تورطهم في أعمال وأنشطة تعارض قوانين البلاد، لكن الحكومة الأفغانية الحالية اعتقلت أميركيين وبريطانيين بتهمة التجسس.

وحسب الخبراء، فإن هناك سببا آخر لاعتقالهم، وهو الضغط على بلادهم لدعم موقف الحكومة الأفغانية في المفاوضات.

يقول الباحث في العلاقات الدولية عبد الكبير نوري للجزيرة نت "الحكومة الحالية تراقب الأجانب عن كثب، وتريد معرفة الأنشطة التي يقومون بها في أفغانستان، وقد اعتقلت عددا منهم بتهمة التجسس، ثم أُفرج عنهم لاحقا كما حدث مع مواطنين بريطانيين، حيث جلس البريطانيون قبل أشهر مع وفد الحكومة الأفغانية في ماليزيا".

سجن بولتشرخي في العاصمة كابل (مواقع التواصل) المعتقلون الأفغان

تمكنت الحكومة الأفغانية من إطلاق سراح معتقلين أفغان من السجون في إيران وباكستان والإمارات، وقد عين زعيم الحركة الشيخ هبة الله آخوند زاده لجنة خاصة للنظر في المعتقلين الأفغان بدول أجنبية.

وقال النائب العسكري حبيب الله بدر للجزيرة نت "قمنا بإطلاق 100 ألف سجين بقرار من زعيم الحركة الشيخ هبة الله آخوند زاده، وتمكنا من نقل 1600 معتقل أفغاني من السجون الإيرانية إلى أفغانستان، وهم الآن يقضون مدة محكوميتهم في السجون الأفغانية".

وعندما تولت حركة طالبان إدارة الولايات الأفغانية في أغسطس/آب 2021 فتحت أبواب السجون والمعتقلات وأطلقت سراح السجناء، وكان من بينهم عدد كبير من مهربي المخدرات وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما تسبب بمشاكل أمنية كبيرة للحكومة الحالية، كما غادر عدد من محامي الدفاع والمدعين العامين والقضاة أفغانستان خوفا على حياتهم إثر خروج هؤلاء من السجون.

ويخضع حاليا ألفان من مهربي وتجار المخدرات في سجن يسمى "السجن الخاص" في العاصمة كابل، إضافة إلى 400 آخرين حكمت المحكمة على بعضهم بالقصاص والسجن المؤبد.

أما معتقلو حركة طالبان -الذين يصل عددهم إلى 200 تقريبا- فيقول مصدر في الداخلية الأفغانية للجزيرة نت إن "السلطات الأفغانية تراقب ملف تنظيم الدولة بكل جدية، وكل من يتهم بالعلاقة مع التنظيم يتم اعتقاله فورا ويحال إلى التحقيق، ويوجد من بين هؤلاء من لديهم علاقة بالتنظيم، إضافة إلى تورط الآخرين في أمور غير قانونية، والمحكمة لا تميز بين المتهمين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحکومة الأفغانیة حرکة طالبان للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

أجانب يرتدون الزي السعودي احتفالاً بذكرى يوم التأسيس.. فيديو

الرياض

على هامش فعاليات كأس السعودية، الذي يعتبر أبرز حدث رياضي يقام في مدينة الرياض لسباق الخيول، حرص الأجانب الحاضرون على ارتداء الزي السعودي التقليدي، الذي يعكس التراث الغني والثقافة العميقة للمملكة، وذلك احتفاءً بذكرى يوم التأسيس.

وقال أوغو من فرنسا: ” اليوم نرتدي الملابس التقليدية السعودية لهذا الحدث الرائع والمرموق، وطريقة لباسك تعكس الكثير عن شخصيتك وكيف ترغب أن يكون مظهرك”.

وتابع: ” الرجال والنساء يرتدون ملابس جميلة تقليدية لا نراها في حياتنا اليومية، ليس فقط التي أرتديها بل الملابس التي تحتوي على تفاصيل ذهبية مثل الملابس التراثية للقبائل ، من الجميل جداً أن نرى التراث الشعبي السعودي في مثل هذه الفعاليات، واليوم هذه مناسبة خاصة لأنهم يظهرون من أين جاؤوا ومن تراثهم”.

يذكر أن المملكة احتفلت امس السبت 22 فبراير، بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، حيث تشهد مختلف مناطق المملكة فعاليات احتفالية تجسد الإرث التاريخي والثقافي العريق.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/b6RA83vqqvU4VNtr.mp4

مقالات مشابهة

  • سؤال برلماني بشأن جهود الحكومة لحظر تطبيقات المراهنة والمقامرة الإلكترونية
  • فيلم الفتاة حاملة الإبرة : صورة أطفال ونساء الحرب في دراما بالأبيض والأسود
  • الحكومة تنفي تلقي تهديدات أمريكية بشأن استئناف تصدير النفط من الإقليم
  • أجانب يرتدون الزي السعودي احتفالاً بذكرى يوم التأسيس.. فيديو
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. عملية التبادل السابعة.. حماس تسلم 6 أسرى إسرائيليين فى غزة مقابل الإفراج عن 602 معتقل فلسطينى
  • تقارب الهند وطالبان وفرص إحياء إستراتيجية جنوب آسيا الأميركية
  • هل كانت 5G مزحة…لا شيء تغير بعد ثلاثة أشهر على إعلان الحكومة قرب إطلاق الخدمة
  • وصول كلاب بوليسية ومدربين أجانب من الرياض الى المهرة 
  • إعلان إسرائيلي صادم بشأن “طارق صالح”
  • لماذا يتجاهل السيسي دعوات إخلاء سبيل المعتقلين؟.. تصاعد الانتهاكات في السجون