مدربو العرب.. صدمات وانكسارات بعد «قمة الإنجازات»!
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
عمرو عبيد (القاهرة)
تلقت أغلب المنتخبات العربية المشاركة في بطولتي كأس أمم أفريقيا، ونظيرتها الآسيوية «صدمات متتالية»، سواء بالخروج المُبكر جداً من مرحلة المجموعات، أو بعدم استكمال المسيرة إلى أدوار إقصائية متقدمة، وكان لهذا أثره على استقرار الأجهزة الفنية، التي حقق بعضها إنجازات كبيرة سابقة، مثل الجزائري جمال بلماضي، الذي أعاد «محاربي الصحراء» إلى القمة الأفريقية عام 2019، بعدما منح منتخب بلاده التتويج الثاني في تاريخه بكأس أمم أفريقيا، عقب انتظار دام 19 عاماً، لكن جاء الإخفاق «القاتل» بعدم بلوغ كأس العالم 2022، ثم الخروج «المُهين» من نسختي 2021 و2023 في «الكان»، بتذيل المجموعة في الدور الأول، أطاح بلماضي، الذي عرف «ضربات الانكسارات» بعد بلوغ «قمة الإنجازات».
ولا يزال مستقبل وليد الركراكي غامضاً مع منتخب المغرب، إذ إن الخروج من ثُمن النهائي «الأفريقي» على يد جنوب أفريقيا لم يكن منطقياً للمنتخب «العالمي»، صاحب المركز الرابع في المونديال الأخير، بعد ظهور طاغٍ ونتائج باهرة، وجاءت الصدمة الأفريقية لتضع مستقبل مدرب «الأسود» على المحك، رغم «إعجازه المونديالي» التاريخي غير المسبوق.
وعبر تاريخ طويل، عرف مدربو المنتخبات العربية طريق «الانكسارات» الصعبة، بعد الإنجازات الرائعة، أو تسبب بعضهم في «صدمة» برحيل مفاجئ رغم الاستقرار وتحقيق نتائج غير عادية، ولعل أشهر تلك الروايات ما تعرض له المصري حسن شحاتة، المعروف بلقب«المَعلّم»، حيث سيطر على القارة الأفريقية بصورة غير مسبوقة، خلال الفترة بين 2006 و2010، بعدما حصد 3 ألقاب متتالية «إعجازية» في كأس الأمم، واعتبر أحد الأساطير في تاريخ مدربي «القارة السمراء»، ورغم أن الإخفاق «الغريب» في بلوغ مونديال 2010 لم يهز مكانة «المَعلّم» قائداً لـ«الفراعنة»، إلا أن الفشل في التأهل إلى «كان 2012»، وتذيل مجموعة التصفيات، أطاحا بصاحب «الثُلاثية النادرة»، رغم استمرار عقده وقتها حتى 2014!
أخبار ذات صلة مصر: دعم جهود حماية وحدة الأراضي الليبية العراق يدعو إلى إنشاء شراكات مع مصر والأردن
ويحمل تاريخ «الفراعنة» الكثير من الحالات الجدلية، التي جسدها «الجنرال» الراحل محمود الجوهري، بعد قيادته المنتخب المصري إلى كأس العالم 1990، للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب استمر وقتها 56 عاماً، واعتبر الجوهري «بطلاً تاريخياً» بسبب هذا الإنجاز النادر، لكن هزيمة «ودية» غير مؤثرة أمام اليونان في أكتوبر 1990، بنتيجة 1-6، أطاحت «بطل بطاقة المونديال» بصورة غير متوقعة، وهو ما تكرر معه مرة أخرى في العقد نفسه، حيث تمكن «الجنرال» من إهداء كأس الأمم الأفريقية إلى «الفراعنة» عام 1998، رغم عدم كونه مُرشحاً على الإطلاق آنذاك، بعد 12 عاماً من آخر تتويج، لكن الخسارة 1-5 أمام السعودية في كأس القارات عام 1999 دفعت اتحاد الكرة المصري لإقالة الجوهري، رغم إنجازه القاري، والغريب أن في كل مرة أعاد الاتحاد «الجنرال» بسرعة بعد تلك الإقالة، أولاً في 1992 ثم عام 2000.
منتخب المغرب كان على موعد مشابه في 1978، عندما خرج من الدور الأول في «الكان» بفارق نقطة عن المتأهلين بمجموعته، أوغندا وتونس، وتعرض الروماني فيرجيل ماردرسكو للإقالة، رغم أنه قبل عامين فقط تمكّن من إهداء «أسود الأطلس» لقبه الأفريقي الوحيد، في نُسخة عام 1976، وكذلك ذهبية دورة الألعاب العربية في العام نفسه، ولم يشفع الإنجازان الكبيران لماردرسكو من أجل الاستمرار مع «الأسود»، كما تعرض البولندي هنري كاسبرزاك لـ «إقالة مباغتة» قبل ختام الدور الأول من مونديال 1998، بسبب خسارتيه أمام إنجلترا وكولومبيا، رغم أنه وصل نهائي كأس الأمم الأفريقية 1996 وربع نهائي نُسخة 1998، كما أعاد «نسور قرطاج» إلى المونديال بعد غياب 20 عاماً!
وعلى صعيد «الصدمات المفاجئة»، لم يكن متوقعاً أن يرحل التونسي عبد المجيد الشتالي عن تدريب «النسور» بعد تحقيقه أول فوز عربي وأفريقي في كأس العالم 1978، إلا أنه قرر فجأة الاعتزال، والابتعاد عن مجال التدريب، في «صدمة كبيرة» آنذاك، وهو ما تكرر بصورة قريبة مع البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي قرر الرحيل عن منتخب الجزائر رغم قيادته إلى دور ال16 المونديالي لأول مرة في تاريخه عام 2014، والغريب أن نفس الأمر حدث مع السعودية عام 1994، حيث غادر الأرجنتيني خورخي سولاري، بعد نجاحه الكبير مع «الأخضر» في المونديال، وكان الهولندي الراحل بيم فيربيك قد اعتزل التدريب عام 2019 بسبب حالته الصحية، بعد شهر واحد فقط من قيادته منتخب عمان إلى الدور الثاني في كأس أمم آسيا، للمرة الأولى، وقبلها نجح مع «الأحمر» في الفوز بلقب «خليجي 23».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أفريقيا كأس العالم مصر الجزائر جمال بلماضي فی کأس
إقرأ أيضاً:
برلمانية: الدولة المصرية شهدت إنجازات غير مسبوقة في كافة المجالات بعهد الرئيس السيسي
أكدت النائبة حياة خطاب، عضو مجلس الشيوخ، أن الدولة المصرية حققت العديد من الإنجازات غير المسبوقة في مختلف المجالات والقطاعات، وذلك في توقيت حاسم من تاريخ مصر، مضيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه الحكم، أعاد بناء الدولة من خلال إصدار توجيهات رئاسية لكافة القطاعات لتحديثها وتطويرها، وإدخال الوسائل التكنولوجية لمواكبة التطور الكبير في المجال العلمي.
وأوضحت النائبة أن حكمة الرئيس السيسي وقراراته التاريخية أعادت لمصر مكانتها،رغم الظروف الاقتصادية العالمية ، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات، التي تتحقق لأول مرة في تاريخ مصر بهذا الحجم، تهدف جميعها لخدمة المواطن. وأبرزت مبادرة “حياة كريمة” كأكبر مشروع تنموي عالمي يتحقق على أرض مصر، إلى جانب المبادرات الصحية مثل حملة “100 مليون صحة”، وغيرها من المبادرات التي تركز على تحسين الخدمات الصحية، بجانب جهود تطوير العشوائيات ومشروعات الإسكان مثل “سكن لكل المصريين”.
وأكدت خطاب أن الإنجازات شملت مجالات التعليم، الابتكار، البحث العلمي، العدالة الاجتماعية، كفاءة المؤسسات الحكومية، التنمية الاقتصادية، العمرانية، الطاقة، الثقافة، البيئة، السياسة الداخلية، الأمن القومي، والسياسة الخارجية.
وشددت النائبة على أهمية ملف بناء الإنسان المصري، الذي شهد ولا يزال يشهد تحسين مستويات المعيشة للمواطنين، سواء من خلال برامج مثل “تكافل وكرامة” أو مبادرة “حياة كريمة”، بالإضافة إلى زيادة مخصصات المرتبات والمعاشات، موضحة أن الدولة اعتمدت خلال هذه الفترة على المشروعات القومية الكبرى، إلى جانب تعزيز منظومة الرعاية والحماية الاجتماعية.
وفيما يخص قطاع الصناعة، أشارت خطاب إلى الانتعاش الكبير الذي شهده القطاع، من خلال إنشاء العديد من المصانع، وإعادة تشغيل المصانع المغلقة، والعمل على توطين الصناعة وجذب المستثمرين، مضيفة أن القطاع الزراعي أيضًا حظي باهتمام كبير من خلال تحسين جودة المحاصيل الزراعية وزيادة الإنتاج لتحقيق فائض.