تداعيات الهجوم الأمريكي.. سهام الانتقادات تصيب بايدن: تصرف أحمق وأضاع الفرصة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
لاقت الضربات الامريكية التي استهدفت فجر اليوم السبت (3 شباط 2024)، 85 هدفاً تابعاً لفصائل مسلحة موالية لإيران في غرب العراق وشرق سوريا، انتقادات عديدة، حيث وصفها البعض بالتصرف الاحمق، فيما رأى اخرون ان ادارة يايدن أضاعت فرصة إلحاق أذى حقيقي بإيران وإيلامها.
فقد وجه رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون سهام انتقاداته إلى توقيت الضربات العسكرية.
واعتبر أن إدارة الرئيس جو بايدن أخطرت طهران مسبقاً بردها هذا، في إشارة إلى التلميحات والتسريبات وحتى التأكيدات التي صدرت من واشنطن في وقت سابق بأن الرد على هجوم الأردن آت لا محال قريباً وعلى عدة مستويات.
كما رأى أن الإدارة الأمريكية انتظرت أسبوعاً كاملاً وأخطرت العالم أجمع بما في ذلك إيران، بطبيعة ردها على الهجوم الذي طال البرج 22 في الأردن الأسبوع الماضي وأودى بحياة 3 جنود امريكيين، وإصابة أكثر من 40.
بدوره، قلل السناتور الجمهوري توم كوتون من أهمية هذا التحرك، قائلا في بيان "يجب أن يكون لدينا رد جدي وعقابي لم أره بعد"
كما اشار الى أنه إذا "أرادت إدارة بايدن بالفعل تجنب الحرب مع إيران، فإن الطريق الأفضل تكون في ضرب أصولها بقوة، كما فعل دونالد ترامب عام 2020، عندما قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.، أو رونالد ريغان عام 1988، عندما أغرق سفينة إيرانية.
وفي نفس السياق، وصف كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي، روجر ويكر، تصرف الإدارة بالأحمق. وقال "أمضت إدارة بايدن نحو أسبوع تبعث إشارات بحماقة حول خططها، ما منح الإيرانيين الوقت الكافي للاختباء".
من جهته، اعتبر ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع السابق، أن التأخر في شن الضربات أعطى طهران مهلة لنقل عناصرها بعيدًا عن مواقع الاستهداف.
وقال: إن "البعض قد يرى أن الولايات المتحدة أضاعت فرصة إلحاق أذى حقيقي بإيران وإيلامها"، وفق ما نقلت "وول ستريت جورنال"
إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أن تلك الغارات قد حدت وقللت على الأرجح من قدرة وكلاء إيران في المنطقة على مهاجمة القوات الامريكية.
كذلك، اعتبر الباحث الامريكي شارلز ليستر، مدير برامج مكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، أن الضربات لم تطل "أهدافاً ذات قيمة عالية"، بل ركزت على مواقع لوجيستية للفصائل ومخازن للصواريخ والدرون.
كما لفت إلى أن عددا من المسؤولين الإيرانيين ألمحوا إلى أنهم تلقوا تحذيرًا مسبقًا من بغداد قبل الضربات، فتم نقل كبار القادة إلى الحدود العراقية الإيرانية.
في المقابل، وصف السناتور جاك ريد، وهو ديمقراطي من رود آيلاند ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الضربات بالقوية. وقال في بيان "كان هذا ردا قويا ومتناسباً ضد ميليشيات إيران في سوريا والعراق"
لكن ما سبب التأخر فعلا في الرد على هجوم الأردن؟ يبدو أن الجواب أتى بشكل واضح من قبل القوات الامريكية.
فقد أوضح الجنرال دوجلاس سيمز أن البنتاغون انتظر الطقس المناسب، من أجل التحرك!
إلا أن طهران بالفعل قد تكون استفادت من هذا التأخر أو الانتظار، فقد أفادت عدة مصادر مطلعة أمس أن الإيرانيين سحبوا عددا من قياداتهم ومستشاريهم من سوريا تحسباً لأي ضربة امريكية، وفق ما نقلت رويترز.
يشار إلى أن هذا التحرك اليوم أتى فيما تصاعد التوتر بشكل عام في المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية التي تفجرت في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، بعدما هاجمت حركة حماس مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.
وتعرضت القواعد الامريكية في كل من سوريا والعراق إلى نحو 165 هجوماً بالصواريخ والمسيرات المفخخة التي أطلقتها جماعات إيرانية.
المصدر: العربية
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
من سيملأ الفراغ شمال شرق سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
أثارت الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات عن الجهة التي ستملأ الفراغ في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية أداة واشنطن المحلية.
وتسيطر "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري على مساحات واسعة من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق الغنية بالثروات النفطية والزراعية والحيوانية.
من سيملأ الفراغ؟
الأكاديمي والباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أشار إلى سيناريوهات عديدة لمستقبل مناطق "قسد".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى ما جرى في العام 2019، عندما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة قرار الانسحاب من سوريا، قبل أن يتراجع عنه، وقال قربي: "حينها استفادت روسيا والنظام السوري من قرار الانسحاب، في حين أن تركيا لم تستطع إلا السيطرة على منطقة صغيرة عند حدودها في ريفي الحسكة والرقة (نبع السلام)".
وأضاف قربي: "بالتالي فإن أي انسحاب للولايات المتحدة اليوم يعزز السيناريو السابق ذاته، لأن روسيا تتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، ولأنها تمتلك أوراق قوة أكثر من تركيا، التي لا تمانع عودة النظام إلى حدودها".
وبحسب الباحث، فإن ثمة سيناريو آخر، يتحكم فيه القرار الأمريكي، بمعنى طريقة انسحاب واشنطن، وهل سيتم بالتنسيق مع تركيا التي أعلنت عن استعدادها تولي مهمة القضاء على بقايا تنظيم الدولة (داعش).
بذلك، يؤكد القربي، أن القرار الأمريكي هو المتحكم الأول بالطرف الذي سيملأ الفراغ، روسيا والنظام، أو تركيا.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اقتراح تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي مسؤولية قتال تنظيم "داعش" في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد".
"قسد" وتحالف عشائري
الكاتب والسياسي والكردي، علي تمي، يرى أن تركيا هي الجهة الأقدر على ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي، نظراً لانشغال روسيا بما يجري في أوكرانيا، وعدم قدرة النظام السوري على سد الفراغ، غير أنه استبعد أن تُعهد المهمة لتركيا.
وأشار لـ"عربي21" إلى فشل تجربة تركيا مع فصائل "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري، وقال: "باعتقادي ستعتمد الولايات المتحدة على فصائل التنف والعشائر السورية والذين هم من أبناء المنطقة".
وبحسب تمي، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل سوريا، بل من الشريط الحدودي مع تركيا، والأخيرة ستتولى حماية حدودها.
النظام السوري
أما رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، فشكك في احتمال انسحاب واشنطن من سوريا، واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: " لكن في حال حدوث هذا الانسحاب فإن نظام الأسد هو الذي سيملأ هذا الفراغ".
وأرجع ذلك إلى "العلاقة التي تربط حزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار "قسد"، بالنظام السوري"، وقال إن "قسد مستعدة للاتفاق مع النظام في حال جرى الانسحاب، وربما تركيا تسد الفراغات في بعض المناطق الحدودية".
تركيا
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي أن تسحب الولايات المتحدة قريباً قواتها من سوريا، وقال لـ"عربي21": "واشنطن اليوم بحاجة في معركتها مع المحور الإيراني-الروسي في المنطقة إلى تركيا الحليف القديم في حلف "ناتو".
وأضاف أن "واشنطن سمحت لتركيا بضرب قوات قسد، وعلاقة أنقرة بواشنطن قد تتحسن أكثر في عهد ترامب، ولم يخف ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال إنه سيبحث مع ترامب إكمال الحلقات المفقودة من الحزام الأمني على طول الحدود التركية السورية".
فوضى وسباق
أما محمد صالح الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" فتحدث لموقع "بيزنس إنسايدر" عن عواقب انسحاب أمريكي غير مدروس على غرار ما جرى في أفغانستان.
وقال إن "أي انسحاب أمريكي يتم على عجل سيقلب توازن القوى المتقلقل في المنطقة، وقد يفضي ذلك إلى ظهور "سباق محموم" بين إيران وروسيا والنظام السوري وتركيا على مناطق سيطرة "قسد" الغنية بالموارد".
وتحتفظ أمريكا بنحو 900 جندي في سوريا، يتوزعون على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، وقاعدة "التنف" عند المثلث الحدودي العراقي الأردني.