مدرسة الشهيدة نعمة رسام… نجاح إداري وتعليمي رغم ظروف الحرب والحصار! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
يمن مونيتور/إفتخار عبده
تأسست مدرسة الشهيدة نعمة رسام عام 1971م وفي بداية تأسيسها لم تكن مدرسة لتعليم الطالبات؛ بل كانت معهدا للمعلمات، وفي الثمانينيات تم تحويلها إلى مدرسة وقد كانت وقتذاك تحمل اسم “مدرسة سبأ”.
وترأست هذه المدرسة في الثمانينيات المعلمة، نعمة رسام بجاش، خلفا للمعلمة التي كانت تعرف باسم “أم عصام” وقد كان لنعمة حضورها الكبير والواسع وتأثيرها الجميل في الجانب الإداري والعلمي، حتى أنها أضافت للمدرسة قسم الثانوية العامة، وقد تخرجت في زمنها ثلاث دفع للثانوية العامة.
شاءت الأقدار أن تودع المعلمة نعمة رسام عملها في هذه المدرسة بعد رحلة من العطاء والبذل والاجتهاد، ففي عام 1998 توفيت نعمة رسام إثر حادث مروري في طريق صنعاء تعز بعد عودتها من العاصمة صنعاء في رحلة تلقت فيها تكريما في اليوم العالمي للمعلم.
وتكريما من وزير التربية والتعليم آنذاك الدكتور يحيى الشعيبي فقد تم إصدار القرار بتغيير اسم المدرسة من “مدرسة سبأ” إلى مدرسة “الشهيدة نعمة رسام” تقديرا لجهود الراحلة.
والذي جرت عليه العادة في أن تدير هذه المدرسة معلمة وقد تعاقبت في إدارتها معلمات أربع، وهي اليوم تحت قيادة المعلمة رجاء الدبعي التي تعمل مديرة لها منذ أربع سنوات.
واشتهرت المدرسة في الآونة الأخيرة بنجاحها الكبير في العملية التعليمية وفي حرصها على إخراج جيل متعلم وصاحب منهج ومبدأ وثقافة عالية في الجوانب الحياتية والاجتماعية والوطنية، وقد ظهر الوطن شامخا من خلال ما قدمته طالبات هذه المدرسة في فعاليات عظيمة في الأعياد الوطنية.
فعاليات المدرسة كان لها صداها الكبير في قلوب المتابعين بتعزيز الثوابت الوطنية وترسيخ حب الوطن والدفاع عن سيادته ووحدته وحريته، ترسيخا يملأ قلوب كل من تابع تلك الفعاليات.
وليست الفعاليات الوطنية وحدها التي اشتهرت بها مدرسة الشهيدة نعمة رسام، تلك التي ملئت بها مواقع التواصل الاجتماعي ونثرت عبيرها القنوات الفضائية، لكن الإدارة الحازمة والقيادة العظيمة لهذه المدرسة بالإضافة إلى الكادر التعليمي الكبير صاحب المؤهلات العلمية الكبيرة كان له دوره الأبرز في ظهور المدرسة بهذا الشكل الجميل واللافت في الوقت الذي تنهار فيه العملية التعليمية في أغلب المدارس اليمنية بسب الظروف التي خلفتها الحرب على التعليم وكادره.
الأستاذة رجاء الدبعي مديرة المدرسة في لقاء خاص مع موقع يمن مونيتور تقول “تحرص الإدارة في المدرسة على أن تقدم نموذجا مثاليا في التعليم المتميز بحيث ينافس طلابها تنافسا داخليا على المستوى المحلي وخارجيا على المستوى العالمي، والحمد لله فقد حصلت المدرسة على مدار عامين على الأوائل على مستوى الجمهورية في التاسع الأساسي والثالث الثانوي بالإضافة إلى الحصول على الأوائل على مستوى المحافظات”.
وأضافت الدبعي “طالبات المدرسة متميزات والعملية التعليمية في تقدم وهذا الأمر يرجع إلى التدريب المكثف للمعلمات داخل المدرسة، فاليوم الإدارة بدأت تأخذ بالنظام الهيكلي أو ما يسمى بالإدارة الإلكترونية، بالإضافة إلى أننا شاركنا في العديد من المسابقات الدولية وقد أصبح لدينا مركز تدريبي داخل المدرسة”.
الالتحاق بالمدرسة يكون عن طريق اختبار قبول
من المعروف أن اختبار القبول يكون في المرحلة الجامعية لكنه في مدرسة نعمة رسام شرط ضروري للالتحاق بالمدرسة وعن هذا الجانب تقول الدبعي “هناك إقبال كبير على المدرسة، أعداد هائلة من المقبلين علينا ولهذا اضطررنا أن نضع اختبار قبول في الإملاء والنحو والرياضيات والإنجليزي وهذا ما جعل الطالبات في تميز بالإضافة إلى رفع مستوى الطلاب عن طريق دروس التقوية في الفترة المسائية”.
* التعليم عن بعد *
تتابع رجاء الدبعي حديثها ل “يمن مونيتور” هذا العام هناك إضافة جديدة أضفناها للمدرسة وهي التعليم عن بعد كتجربة أولية تحت إشراف وزاري، والحمد لله قد أتممنا النصف الأول وسنبدأ النصف الثاني من الأسبوع القادم، وقد جاءت فكرة التعليم عن بعد لتسهيل الأمور على المغتربين الذين لا يجدون لأبنائهم مدارس تناسبهم من حيث الأسعار وغيرها من المعوقات “.
وأشارت الدبعي إلى أن” عدد الطالبات اللاتي يحضرن إلى المدرسة 3700 طالبة، وهناك قسم للإنجليزي ورياض أطفال، بالإضافة إلى قسم الحضوري من أول أساسي إلى ثالث ثانوي وأما قسم الأونلاين فالنسبة ما زالت
صغيرة لنقل إن عددهم يصل إلى أربعين، علما بأن التعليم عن بعد يكون متزامنا مع التعليم الحضوري؛ إذ تبدأ أول حصة في الحضوري وتبدأ معها أول حصة في التعليم عن بعد “.
تطبيق البصمة لتوثيق حضور الطالبة وانصرافها
من الأمور الجميلة التي سبقت لها مدرسة الشهيدة نعمة رسام، تطبيق البصمة الإلكترونية وتفصل الدبعي الحديث عنها قائلة” بالنسبة لتطبيق البصمة فقد جاءت فكرته بسبب ما تلقينا من عناء مع العدد الكبير من الطالبات داخل الفصول وصعوبة متابعة الحضور والغياب مع وجود نقص كبير في الكادر المدرسي؛ إذ لم تعد المتابعة كما كانت في الماضي والانضباط كذاك لم يعد كما كان في الماضي كذلك متابعة أولياء الأمور أصبحت رهن التسويف “.
وواصلت” فجاءت فكرة تطبيق البصمة لإنهاء مشكلة رصد الحضور والغياب… ففكرنا بتطبيق وتم استدعاء أولياء الأمور وتثبيت التطبيق بجوالاتهم، والآن- الحمد لله- الطالبة تثبت وجودها يوميا عن طريق البصمة كما هو الحال مع المدرسات “.
وأوضحت” إذا ما وضعت الطالبة بصمتها يصل الإشعار إلى ولي أمرها برسالة عن طريق الجوال أن ابنته في المدرسة وإذا لم تبصم الطالبة يصل لولي أمرها إشعارا أن ابنته لم تحضر المدرسة لهذا اليوم بالإضافة إلى أنه عبر التطبيق هذا سيتم إرسال الدرجات الشهرية لكل طالبة “.
فخر واعتزاز
في السياق ذاته تقول، إقبال المقطري (معلمة في المدرسة منذ أكثر عشرين عاما” أشعر بالفخر والاعتزاز أنني أنتمي لهذا الصرح التعليمي الكبير، ولهذه المدرسة التي تحمل هذه السمعة الطيبة في الزمن الذي ساءت فيه أوضاع التعليم في اليمن كله “.
وأضافت المقطري ل” يمن مونيتور “أعمل بالتدريس في هذه المدرسة منذ زمن الشهيدة نعمة رسام وقد عملت في زمنها لمدة عام، بعدها غادرتنا وتلتها فاطمة رسام وعدد من المديرات حتى جاء دور رجاء الدبعي والتي أضافت للمدرسة روحا جديدة مفعمة بالحيوية والنشاط”.
وأردفت “حظيت المدرسة في زمن إدارة الأستاذة رجاء الدبعي بسمعة طيبة من خلال الأنشطة التي تمارس في المدرسة باستمرار ومن خلال الاهتمام الكبير بالعملية التعليمية وتقديس هذه العملية، وعندما تكون الإدارة ناجحة فبلا شك سينجح العمل وبشكل لا فت أيضا، وهذا ما عهدناه في المدرسة منذ سنوات”.
وتابعت “هناك مميزات تتميز بها مدرسة” الشهيدة نعمة رسام “عن غيرها من مدارس اليمن من ضمنها الأنشطة والمسابقات التي تقوم بها المدرسة باستمرار، والتي تشارك فيها في العديد من المجالات، والحرص الكبير على أن يصل تعليم المدرسة للقريب منها والبعيد؛ وهذا ما عملته في التعليم عن بعد أو ما يسمى بالتعليم أونلاين، كذلك حرصها على متابعة ولي الأمر لحضور بناته داخل المدرسة من عدمه؛ وهذا ما عملته المدرسة مؤخرا بنظام البصمة الإلكترونية”.
وواصلت “الاهتمام بالعملية التعليمية ضروري للغاية… هذا إذا أردنا أن نبني جيلا صاعدا وصاحب همم عالية، وفي الوقت ذاته، الاهتمام بتعليم البنات التعليم الصحيح هو اهتمام بأجيال قادمة فطالبة اليوم هي بلا شك أم مستقبلية لجيل جديد وإذا ما كانت صاحبة علم عظيم فبالتالي ستخرج جيلا متعلما أو على الأقل متعطشا للعلم والمعرفة، وهذا ما نسعى له في المدرسة، نظرتنا بعيدة وليست محدودة”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحرب الحصار التعلیم عن بعد بالإضافة إلى هذه المدرسة یمن مونیتور المدرسة فی فی المدرسة المدرسة من عن طریق وهذا ما
إقرأ أيضاً:
معهد البحوث الفلكية ينظم مدرسة فلكية بعنوان "دراسة علم الفلك الزمني" لطلاب الجامعات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نَظم معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية مدرسة فلكية بعنوان؛ "دراسة علم الفلك الزمني"، لطلاب أقسام الفلك بالجامعات المصرية، وذلك بمقر مرصد القطامية للتميز العلمي في الفلك وعلوم الفضاء.
يأتي ذلك في إطار توجيهات الدكتور أيمن عاشور، بتوفير التدريب النظري والعملي لطلاب الجامعات، وتعزيز قدراتهم الأكاديمية والعلمية في تخصصاتهم الدراسية، وتفعيلًا لمبدأ "التواصل" ضمن مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ودعم نقل المعرفة.
وأشار الدكتور طه توفيق رابح القائم بأعمال رئيس المعهد، إلى أن المدرسة تأتي في إطار أنشطة المشروع البحثي رقم 45779 والمُمول من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، "رصد ودراسة الظواهر الفلكية العابرة باستخدام منظار القطامية الفلكي"، مُوضحًا أن المدرسة مُقدمة لطلاب تخصصات الفلك والفيزياء الفلكية بالجامعات المصرية، بهدف تعزيز مهارات الطلاب الأكاديمية والبحثية في مجالات الفلك والفيزياء الفلكية، وتقديم الفرصة لهم لمُعايشة الأجهزة العلمية الحديثة والتدريب العملي على استخدامها.
وأوضح رئيس المعهد أن موضوع المدرسة "علم الفلك الزمني" يُعد من الموضوعات الحيوية والحديثة في علم الفلك، حيث يهدف لفهم تغيرات اللمعان التي تحدث على الأجسام السماوية كالنجوم المتُغيرة، وأنوية المجرات النشطة عبر الزمن، مثل انفجارات أشعة جاما، والمُستعرات العظمى، وكذا مستوى التغيرات في حركة الأجرام السماوية بالنظام الشمسي.
تناولت المدرسة 20 مُحاضرة في مجال الفلك الزمني وما يقترن به من الشق الهندسي المُتمثل في التجهيزات الفنية والتطوير التقني المُستمر الذي يُمهد الطريق أمام الراصدين، وكذلك التعريف بأحدث التطورات في علم الفلك، وجولة تثقيفية للطلاب المُشاركين والمُشرفين تَضمنت شرحًا للمناظير الفلكية لمرصد الفلكي والأجهزة المُلحقة بها كالكاميرات العلمية وجهاز التفضيض، وتعليم الطلاب المُشاركين كيفية استخدامها في التصوير الفلكي، وطرق مُعالجة "الصور والطيف" في الأرصاد، وقياس الضوء الفوتومتري، وتحليل طيف الأجسام السماوية، بالإضافة إلى التدريب على البرامج الحديثة لمعالجة وتحليل البيانات الفلكية.
ناقشت الجلسة الختامية للمدرسة إمكانية الإشراف المُشترك على طلاب أقسام الفلك في مشاريع التخرج ودراسات الماجستير والدكتوراة، وتسهيل تبادل المعرفة والخبرات بين الأكاديميين والمُختصين في المعهد ومؤسسات البحث الأخري، وزيادة الشراكات الهادفة لتعزيز جودة التعليم والتدريب في مجالات الفلك والفيزياء الفلكية؛ بِما يُسهم في إعداد باحثين مُؤهلين قادرين في هذا المجال، والتعاون مع الهيئات البحثية والتمويلية لدعم المشاريع المُستقبلية.
وثَمّن المُشاركون بالمدرسة دور معهد البحوث الفلكية باعتباره الجهة التخصصية الرائدة في هذا المجال، في نشر المعرفة وتوجيه الأبحاث وتأهيل الخريجين في مجالات الفلك والفيزياء.
شارك في المدرسة طلاب وباحثين كليات العلوم بجامعات: (القاهرة، والأزهر، وحلوان، وبني سويف)، وأساتذة وباحثين في تخصصات الفلك والهندسة، تحت إشراف الدكتور عادل سعيد تقي، رئيس لجنة تنظيم المدرسة والباحث الرئيسي لمشروع (45779).
تَجدُر الإشارة إلى أن مرصد القطامية الفلكي يعد من أهم المراكز الفلكية في العالم العربي وشمال إفريقيا، إذ يوفر بيئة فريدة ومُجهزة لمتابعة التغيرات الفلكية خلال التلسكوبات الكبيرة، وآلات التصوير عالية الدقة والكاميرات العلمية الحديثة، والأدوات المُتقدمة التي يمتلكها المرصد.