عربي21:
2025-01-02@23:03:48 GMT

غونيس.. يكشف خيانة الممولين ويسأل أين أموال العرب؟

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

غونيس.. يكشف خيانة الممولين ويسأل أين أموال العرب؟

 يرى أن مزاعم تورط 13 شخصا من بين طاقم وكالة "الأونروا" المكون من 13 ألفا في غزة وأكثر من 30 ألفا في مناطق أخرى خيانة أقل بكثير من خيانة المانحين والممولين للوكالة.

وحتى قبل بدء التحقيق الرسمي في نيويورك، في مكتب الرقابة الداخلية، قامت "الأونروا" بفصل هؤلاء الأشخاص لحماية نفسها وخطوط إمدادها.

يبدو وكأن الأمر هجوما سياسيا على ولاية "الأونروا" والسبب في ذلك هو أن الإسرائيليين يعتقدون "على نحو خاطئ تماما" أنه إذا تخلصوا من "الأونروا"، فسيتخلصون من اللاجئين وحق العودة، كما قال ذات يوم.





كريستوفر روبرت بول غونيس، المولود عام 1959 فيما كان يعرف آنذاك بمستعمرة التاج في ترينيداد، وهي جزء من جزر الهند الغربية البريطانية، تلقى تعليمه في إنجلترا، في البداية في كلية أردنجلي، قبل أن يحصل على منحة دراسية في جامعة أكسفورد في عام 1979.

انضم إلى هيئة الإذاعة البريطانية كمتدرب خريج في عام 1982. وخلال حياته المهنية في الإعلام التي استمرت 23 عاما في مجال البث، غطى جميع الأدوار الإعلامية، فكان: المنتج، ومدير الأستوديو، والمراسل، والمذيع.

في عام 2005، غادر كريستوفر غونيس هيئة الإذاعة البريطانية للانضمام إلى منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، التي تم إنشاؤها بعد توقيع اتفاقيات أوسلو. وكان عضوا في البعثة الأممية التي كلفتها الأمم المتحدة لمحاولة وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 2006، "حرب تموز" حسب التسمية الشائعة في لبنان) أو "حرب لبنان الثانية" حسب التسمية الإسرائيلية.

وفي عام 2007، عين متحدثا رسميا ومديرا للاتصالات الإستراتيجية في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

برز بشكل لافت في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، التي عرفت إسرائيليا بـ" الجرف الصامد" وردت كتائب عز الدين القسام عليها بمعركة "العصف المأكول".

وبعد مقابلة تلفزيونية مباشرة من مكتبه في القدس مع قناة الجزيرة، أنهار غونيس بالبكاء وهو يناقش قصف مدارس "الأونروا" في غزة كانت تأوي نحو 3300 نازح، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.



وقال غونيس آنذاك: "على العالم أن يشعر بالعار إزاء هذا الانتهاك الفاضح من قبل إسرائيل للقانون الدولي الإنساني"، واصفا ما جرى بأنه "مجزرة مروعة بحق الأطفال".

هذا التصريح وغيره  دعا سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة، رون بروسور، إلى تعليق عمل غونيس، متهما إياه باتباع "نمط مستمر من التحيز ضد إسرائيل".

ورد غونيس بالقول: "نحن نحرس حيادنا بغيرة، ولدينا عدد كبير من التدابير التي نتخذها لحراسة حيادنا" وذلك على خلفية مزاعم إسرائيلية اكتشاف مخابئ للصواريخ في ثلاث مدارس منفصلة تابعة لوكالة الغوث، واتهامات إسرائيلية بأن "الأونروا" قامت بتسليم مخبأ واحد للصواريخ إلى "حماس"، ووصف غونيس هذه الادعاءات بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وفي نفس العام، وردا على مقال نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية غرد غونيس "قاطعوا جي بوست.. لا تقرأوا أكاذيبهم"، وردا عليه أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا يؤكد على "أهمية أن تتمسك الأونروا بسياستها الحيادية المعلنة".

وفي عام 2019، غادر غونيس الأمم المتحدة، وأسس مشروع محاسبة ميانمار في عام 2021، ويدير أيضا شركة استشارية، في عام 2021، دافع نيابة عن سفير ميانمار السابق لدى المملكة المتحدة، كوسيلة لتقويض شرعية المجلس العسكري الذي استولى على السلطة في انقلاب في وقت سابق من ذلك العام.

ورغم ابتعاده عن الملف الفلسطيني وعن "الأونروا" إلا أنه لم يستطع البقاء بعيدا في ظل ما تواجهه هذه الوكالة الأممية الحيوية للشعب الفلسطيني.



فقد وضع النقاط على الحروب حتى تبدو أكثر وضوحا، ووضع خطوطا حمراء تحت الكلمات حتى نراها رأي العين، فهو لا يتوانى عن السؤال، الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة بعد تعليق الغرب تمويله (الأونروا)، عن مليارات العرب التي يمكنها حل مشكلة الوكالة في ظل قرار عدد من الدول قطع تمويلها.

وبشيء من السخرية السوداء يعيد صياغة عبارة للإسرائيليين، تعليقا على اتهام الاحتلال بعض موظفي "الأونروا" بالضلوع في الهجوم على المستوطنات في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: " إنهم لا يستطيعون كسب الحرب على غزة ما لم يتم حل الأونروا".

ويضيف "رسالتي إلى العالم العربي، وخاصة إلى الخليج، أين أنتم؟ لأنهم يكسبون المليارات كل يوم من عائدات النفط. إن نسبة ضئيلة من عائدات النفط تلك ستؤدي إلى اختفاء المشاكل المالية للأونروا بين عشية وضحاها".

واستغرب غونيس، كيف يؤخذ عشرات آلاف الموظفين في الوكالة الدولية بجريرة 13 شخصا فقط لم يثبت بعد تورطهم فيما اتهموا به، معتبرا الأمر كله سياسي ويهدف إلى شطب قضية اللاجئين وحق العودة.

غونيس، يعتبر أن قطع التمويل عن الوكالة الدولية " خيانة للقانون الدولي ولنظام المساءلة، ويسبب تدهورا خطيرا لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين ليس في غزة فحسب، بل في جميع دول الشتات الفلسطيني." بحسب قوله.

"الأونروا" تشبه إلى حد كبير حكومة موازية. فلها، برنامج التعليم الخاص بها، الذي يعلم أكثر من نصف مليون طفل في الشرق الأوسط، هذا هو البرنامج الأكبر. وكما يقول، غونيس، إنها تشبه نظاما تعليميا كاملا في حد ذاتها. ولديها عدد كبير من خدمات الرعاية الصحية الأولية، ولها تقريبا 150 عيادة صحية أولية وخدمات الإغاثة والخدمات الاجتماعية، وهي مساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، والنساء، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتواجه "الأونروا"  قبضة خانقة يمسك بها الأمريكيون، وهم ينفذون ما تريده دولة الاحتلال حرفيا دون تفكير، لذلك يرى غونيس أنه يجب تم تحقيق التوازن بين المانحين الغربيين والمانحين العرب.

يقول "لنكن واضحين، لدينا وضع حيث إجمالي إيرادات النفط لأوبك في عام 2022 كانت 888 مليار دولار. ميزانية الأونروا هي 1.5 مليار. هذا 0.2٪ من كل ذلك الربح النفطي لأوبك. يمكن لأوبك حل هذه المشكلة في لحظة، وسيغير ذلك الديناميكيات تماما عما يحدث الآن".

وهذا حل مؤقت بالنسبة له لأن "وضع اللاجئين الفلسطينيين يجب أن يتم حله في إطار حل سياسي للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. حان الوقت لتحرك سياسي لحل هذه الأزمة التي طال أمدها" بحسب قوله.

وتبدو مشكلة الاحتلال مع غزة عصية على الفهم والاستيعاب الإسرائيلي فمنذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة وحتى اليوم يكاد السيناريو يتكرر، حصار وحروب تنتهي بتفاهمات ومساعدات تدخل بـ"القطارة" وأكاذيب مكررة ومملة يكررها الاحتلال في كل مرة حتى يبرر جرائمه.

يبدو غونيس مدركا تماما للّعبة الإسرائيلية مع غزة ومع "الأونروا" وهو يطرح حلا يسحب هذا الملف من يد أمريكا والاحتلال عبر تمويل عربي لهذه الوكالة يساهم في استقلالها وتقويتها لأداء وظيفتها دون مضايقات وحملات تشويه لا تتوقف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه الأونروا غزة الاحتلال احتلال غزة أونروا طوفان الاقصي بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تكنولوجيا القرن الـ19 التي تهدد الذكاء الاصطناعي في أميركا

في عصر يتنامى فيه صراع الهيمنة على الذكاء الاصطناعي بين القوى العظمى في العالم، تواجه الولايات المتحدة تحديا كبيرا في تطوير أنظمة كهرباء تدعم هذا القطاع بسبب قلة الاستثمار والتعقيدات التنظيمية، في الوقت الذي تستفيد فيه الصين من قدراتها على تنفيذ مشاريع بنية تحتية ضخمة بشكل أسرع، وهذا قد يمكّنها من تقليص الفجوة مع الولايات المتحدة في هذا المجال.

وقال الكاتب "عظيم أزهر" في هذا المقال الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه رغم سمعة الولايات المتحدة كقوة آخذة في الأفول، إلا أنها تستمر في التقدم في سباق الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي على الصين، منافستها الكبرى، وهذا بسبب قدرة وادي السيليكون الفريدة على الجمع بين العلماء ورواد الأعمال ورأس المال المخاطر، لكن استمرار الهيمنة في هذه التكنولوجيا في القرن الـ21 يتوقف على تسخير تكنولوجيا من القرن الـ19: الكهرباء؛ وهذا هو المجال الذي لا يزال أمام أميركا فيه طريق طويل لتقطعه.

وشدد الكاتب على أن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة يتطلب كميات هائلة من الطاقة؛ حيث يعتمد تدريب هذه الأنظمة على أعداد كبيرة من رقائق الكمبيوتر المتخصصة، وقد أشار أحد التقديرات إلى أن تدريب نظام جي بي تي-4، وهو أحدث نظام للذكاء الاصطناعي من شات جي بي تي، يستهلك تقريبا نفس كمية الكهرباء التي تستهلكها عدة آلاف من المنازل الأميركية في العام.

إعلان

وأوضح الكاتب أن هذه الاحتياجات غير العادية تصطدم بالفعل بقيود العالم الحقيقي، فشبكة الطاقة الأميركية، التي تعاني بسبب عقود من نقص الاستثمار والعقبات التنظيمية، ليست مجهزة للنمو السريع في احتياجات الطاقة الكهربائية، وينتظر مستثمرو الطاقة في جميع أنحاء البلاد تطوير 2.6 تيراوات من الطاقة الكهربائية الجديدة، معظمها في مزارع الرياح والطاقة الشمسية ومزارع البطاريات، وقد نما إجمالي قدرة التوليد غير المتصلة بالشبكة والتي تنتظر الربط بالشبكة بنحو 8 أضعاف منذ عام 2014، ومن شأن إضافة ذلك أن يضاعف قدرة التوليد على مستوى البلاد 3 مرات تقريبا ويساعد في تلبية الاحتياجات المستقبلية للذكاء الاصطناعي.

غير أن هذه المشاريع تتعطل بسبب شبكة من السياسات المتشعبة والموافقات المطولة، أي أن الصين ليست هي التي تعيق القدرة التنافسية للولايات المتحدة؛ بل شبكة أميركا من اللوائح المتضاربة والهياكل القديمة وحوافز الاستثمار غير المتوائمة التي لا تشجع على التوسع المنسق للشبكة.

فجوة الذكاء الاصطناعي

وفي تناقض صارخ؛ يمكن للصين أن تنقل مشاريع البنية التحتية من التخطيط إلى الواقع في وقت قليل للغاية، وقد تساعد هذه القدرة الهائلة الصين على سد فجوة الذكاء الاصطناعي أو حتى تجاوز الولايات المتحدة، فمنذ ديسمبر/كانون الأول 2023، قامت الصين ببناء 34 خط نقل فائق الجهد العالي، يبلغ مجموعها عشرات الآلاف من الأميال، وهذا يتيح توصيل الطاقة بكفاءة لمسافات طويلة، في حين أن الولايات المتحدة لا تملك أي خط من هذه الخطوط.

وأضاف الكاتب أن شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تكافح حاليا للوصول إلى أحدث الرقائق المصممة في الولايات المتحدة بسبب ضوابط التصدير، لكنها مسألة وقت فقط قبل أن تظهر رقائق بديلة صينية الصنع أكثر تنافسية من خلال الابتكار بدافع الضرورة، وإذا حدث هذا، فإن قدرة الشركات الصينية على التوسع بسرعة يمكن أن يسمح لها بتشغيل مجموعات تدريب ضخمة للذكاء الاصطناعي.

إعلان

وبحسب الكاتب؛ زادت الصين قدرتها الكهربائية بمقدار 7 أضعاف تقريبا منذ عام 2000؛ وأضافت 355 غيغاواتا من القدرة الجديدة عام 2023 فقط، مقارنة بـ29 غيغاواتا في الولايات المتحدة. وفي العقد الماضي، أنشأت الصين أكثر من 30 مفاعلا نوويا، بينما تمكنت الولايات المتحدة من إنشاء 3 مفاعلات نووية فقط، وغالبا ما تنتقل المشاريع النووية الصينية من مرحلة الموافقة إلى مرحلة التشغيل في 7 سنوات أو أقل، بينما استغرق تشغيل اثنين من أحدث المفاعلات التي تم بناؤها في الولايات المتحدة أكثر من عقد من الزمن.

وختم الكاتب مقاله بأنه على الولايات المتحدة التركيز على تحديث بنيتها التحتية الكهربائية، وإنشاء هيئة تسريع الطاقة التي سيكون لها تفويض لتبسيط الموافقات على مشاريع الطاقة النظيفة الحيوية، فالكهرباء أكثر من مجرد مرفق؛ فهي حجر الأساس للعصر الرقمي، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا تأمين ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي؛ فعليها أن تستثمر في أنظمة الطاقة التي تشغل الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • مدير الأونروا: كل يوم يمر دون وقف إطلاق النار بغزة يضيف المزيد من المأساة
  • “الكيان الصهيوني” يهدد بحظر “الأونروا” في غزة: الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية
  • الأمم المتحدة تستعد لحسم مصير "أونروا" بعد "فرمان" إسرائيل
  • الأمم المتحدة تستعد تدريجيا لإنهاء عمل الأونروا في الضفة وغزة 
  • هل تستعد الولايات المتحدة للتمركز في مدينة عين العرب؟
  • الأونروا: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة مستمرة على مرأى من العالم بعد 15 شهرا من الحرب
  • لازاريني: 258 من موظفي الأونروا استشهدوا بغزة منذ بداية الحرب
  • الأمم المتحدة: مقتل 258 موظفاً للأونروا منذ بدء حرب غزة
  • تكنولوجيا القرن الـ19 التي تهدد الذكاء الاصطناعي في أميركا
  • طالبان: سنغلق جميع المنظمات غير الحكومية التي توظف النساء