انقسامات حماس حول مقترح وقف إطلاق النار يعطل المفاوضات
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
تمنع الانقسامات بين كبار قادة حركة حماس المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى، من التوقيع على اقتراح لوقف القتال في قطاع غزة وإطلاق سراح المزيد من المختطفين الإسرائيليين، وفقا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات.
خلافات بين قادة حماسوقال المسؤولون لـ"وول ستريت جورنال"، إنه في عكس الديناميكيات المعتادة للحركة، يقول يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، وآخرون، الذين سئموا بعد أشهر من الحرب، إنهم مستعدون لقبول اقتراح وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيا.
وأضافوا أن القادة السياسيين لحماس "يطالبون بالمزيد من التنازلات ويريدون التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار".
ويعد الخلاف الداخلي بين حماس أحد العقبات التي تواجه الصفقة المحتملة، والتي تم الاتفاق على خطوطها العريضة من قبل رؤساء المخابرات من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر في نهاية الأسبوع الماضي.
ويدعو الاقتراح إلى وقف مبدئي للقتال لمدة ستة أسابيع، وهي مدة أطول بكثير من وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في نوفمبر، وينص على إطلاق سراح تدريجي للرهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
ويعتزم المفاوضون استغلال فترة التوقف للتوسط لإنهاء الحرب، مما يجعل من الصعب على إسرائيل استئناف حملة عسكرية واسعة النطاق.
وقال مسؤولون مصريون إن الجناح السياسي لحركة حماس يطالب بالإفراج عن قرابة 3000 سجين فلسطيني، بما في ذلك بعض الذين تم القاء القبض عليهم بعد هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل، مقابل إطلاق سراح 36 رهينة مدنية.
وأوضح المسؤولون أن حماس تطالب أيضا بتمديد فترة إطلاق سراح المختطفين إلى "أربع مراحل بدلا من ثلاث".
وأكد المسؤولون أن المفاوضين الإسرائيليين يطالبون، في الوقت نفسه، بقائمة كاملة بأسماء جميع الرهائن، أحياء وموتى، وضمانات من حماس بأنه سيتم إطلاق سراحهم جميعا في الاتفاق متعدد المراحل.
وأضافوا أن مسؤولي حماس قالوا إنهم سيحتاجون إلى مزيد من الوقت لتحديد مكان جميع المختطفين، وخاصة أولئك الذين ربما لقوا حتفهم بسبب الغارات الإسرائيلية على غزة.
انقسامات داخل الحكومة الإسرائيليةوينتظر الاقتراح أيضا قرارا من مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، بعد أن حظي بموافقة واسعة من رئيس جهاز المخابرات الموساد، الذي شارك في المفاوضات.
وحضر رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد بارنيا، محادثات باريس، حيث تم وضع اللمسات النهائية على "إطار العمل" الخاص بالاتفاق.
كما حضر الاجتماع رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، وكان من بين المفاوضين أيضا مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفق تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست".
"تفاصيل" تربك اتفاق السجناء مقابل المختطفين في غزة سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم حركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، داخل قطاع غزة خلال فترة توقف للقتال مدتها ستة أسابيع اقترحتها الولايات المتحدة وقطر ومصر، والتي قبلت إسرائيل أجزاء منها من حيث المبدأ والتي تدرسها الحركة، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات.ويعارض شركاء نتنياهو القوميون المتطرفون في الائتلاف الحكومي أي اتفاق قد يؤدي إلى نهاية الحرب، بحسب "وول ستريت جورنال".
ويفضل آخرون في إسرائيل التوصل إلى اتفاق باعتباره السبيل الأكثر جدوى لإطلاق سراح بعض الرهائن المتبقين الذين يحتجزهم المسلحون في غزة.
ضغوط أميركيةتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على أمل أن يؤدي ذلك إلى هدنة دائمة وسط أزمة إنسانية متصاعدة، وتصاعد عدد القتلى في القطاع وشبح صراع إقليمي أوسع نطاقا.
والجمعة، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه من المقرر أن يسافر الوزير، أنتوني بلينكن، إلى السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية ابتداءً من يوم الأحد كجزء من الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال في غزة.
وسيدفع بلينكن قدما بمقترح للإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة مقابل تعليق للهجوم الإسرائيلي على القطاع، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية، الجمعة.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن" بلينكن سيزور في جولته الشرق الأوسطية الخامسة قطر ومصر اللتين تقودان وساطة بشأن المقترح، وكذلك إسرائيل والضفة الغربية والسعودية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن بلينكن "سيواصل الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل لاتفاق يضمن الإفراج عما تبقى من رهائن ويشمل هدنة إنسانية موقتة تسمح بإيصال مستمر ومتزايد للمساعدات الإنسانية لمدنيين في غزة".
وعلى الرغم من العقبات العديدة التي تعترض اتفاق وقف إطلاق النار، أعرب المسؤولون الذين يتوسطون في المحادثات عن تفاؤلهم في الأيام الأخيرة بأنهم قادرون على سد الفجوات المتبقية في الأسابيع المقبلة، حسبما تشير "وول ستريت جورنال".
التفاوض على "وقف طويل لإطلاق النار"؟وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فإن المسؤولين والمحللين الذين يتابعون المحادثات يقولون إن "كلا من الحكومة الإسرائيلية وحماس لديهما أسباب لاحتمال العودة إلى القتال قبل أن يتم التفاوض على وقف طويل الأمد لإطلاق النار".
طالبت حماس في البداية من جانب واحد بوقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، لكن قيادة الحركة داخل القطاع تبدو الآن أقرب إلى قبول الاقتراح الحالي، وفقا لما ذكره مسؤولين مطلعين على المحادثات لـ"وول ستريت جورنال".
واقترح المفاوضون الإطار الحالي كوسيلة لسد الفجوة بين حماس والحكومة الإسرائيلية، التي أرادت وقف القتال على المدى القصير.
وقال مسؤولون إن "السنوار مستعد لقبول هدنة مدتها ستة أسابيع"، معتقدا أنها ستمنح قوات حماس وقتا لإعادة تجميع صفوفها والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.
وقال أحد المسؤولين عن قادة حماس في غزة: "تُقتل عائلاتهم"، في إشارة إلى استعدادهم الواضح للتوصل إلى تسوية في محادثات وقف إطلاق النار.
ورفضت حماس التعليق على الانقسامات داخل قيادة الحركة وأكدت أنها لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن اتفاق التهدئة، بحسب "وول ستريت جورنال".
ولم تتخذ حكومة الحرب الإسرائيلية، المحاصرة بين الأعضاء اليمينيين في ائتلاف نتنياهو الحاكم وقطاعات من الجمهور الإسرائيلي التي تطالب باتفاق لإطلاق سراح الرهائن، قرارا بشأن الاتفاق.
وقال نتانياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إنهاء الحرب هو "خط أحمر" لن يتجاوزه.
وتتزايد الضغوط السياسية الداخلية على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق.
ويقول مسؤولون إسرائيليون سابقون ومفاوضون بشأن الرهائن ومحللون عسكريون إن التوصل إلى اتفاق قد يكون السبيل الوحيد لتأمين إطلاق سراح نحو 130 رهينة ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث من لقوا حتفهم.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم بحاجة إلى مواصلة القتال لزيادة الضغط على حماس والحصول على شروط أفضل في المفاوضات.
"مخاطر وجودية وأهداف طموحة".. هل تتحول حرب غزة لصراع طويل؟ رغم مرور 110 يوما على الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، "لا تلوح نهاية في الأفق"، فمازال الجانبان يرى في الأخر "تهديدا وجوديا"، ولا يوجد طريق واضح لأي نوع من "السلام الدائم" بينهما، ما دفع مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" لتوقع تحول الحرب إلى "صراع طويل" بين الجانبين.والجمعة، قصفت القوات الإسرائيلية مشارف آخر ملاذ بالطرف الجنوبي من قطاع غزة، وقال النازحون الذين تجمعوا بأعداد تصل إلى مئات الآلاف أمام السياج الحدودي مع مصر إنهم يخشون هجوما جديدا فيما لم يتبقَ لهم مكان يفرون إليه، وفق وكالة "رويترز".
وصار أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى حاليا ويتكدسون في رفح.
ووصل عشرات الآلاف في الأيام القليلة الماضية، حاملين أمتعتهم ويجرون الأطفال على عربات، بعدما شنت القوات الإسرائيلية واحدة من أكبر الهجمات في الحرب الأسبوع الماضي للسيطرة على خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع والقريبة من رفح.
وباعتبارها الجزء الوحيد من غزة الذي تصله المساعدات الغذائية والطبية المحدودة عبر الحدود، أصبحت رفح والمناطق القريبة من خان يونس منطقة تعج بالخيام المؤقتة.
وزادت الرياح والطقس البارد من حالة البؤس حيث أطاحت الرياح بالخيام أو أغرقتها الأمطار التي حولت المنطقة إلى برك من الطين.
وتعهدت إسرائيل بأن قواتها ستستهدف حماس في مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة والمكتظة بالمدنيين الذين يحتمون بها هربا من الحرب.
والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن القوات "ستقضي (الآن) على العناصر الإرهابية" في رفح، والتي تعد أحد الأماكن القليلة المتبقية التي لم يقتحمها الجيش بعد في هجوم مستمر منذ نحو أربعة أشهر.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في إسرائيل في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل 1200 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الخارجیة الأمیرکیة الولایات المتحدة التوصل إلى اتفاق وول ستریت جورنال وقف إطلاق النار ستة أسابیع إطلاق سراح وقف القتال قطاع غزة حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تواصل اعتداءاتها وتوتر متزايد على لبنان وسوريا
عرض برنامج «من مصر»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل على قناة «القاهرة الإخبارية»، تقريرًا تلفزيونيًا بعنوان: «إسرائيل تستمر في اعتداءاتها.. توتر متزايد على جبهتي لبنان وسوريا».
إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في لبنانوأشار التقرير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُواصل اعتداءاته على لبنان بالتوازي مع عدوانه المستمر على الأراضي السورية ورغم قرار وقف إطلاق النار، إلا أن الخروقات الميدانية لا تزال مستمرة، وتتجاوز منطقة جنوب الليطاني لتطال جميع الأراضي اللبنانية وتسعى إسرائيل من خلال هذه الانتهاكات إلى فرض أمر واقع يرسخ مبدأ حرية الحركة، بحيث تقصف متى وأينما تشاء.
ولفت التقرير أنه في المقابل، اكتفى حزب الله اللبناني بخرق واحد وصفه بـ«الأولي والتحذيري»، عندما استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة مطلع الشهر الحالي، ولا يزال كل من لبنان وحزب الله يلتزمان بضبط النفس، بهدف عدم منح إسرائيل مبررًا لاستئناف الحرب، ولفسح المجال أمام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار للقيام بدورها.
تصاعد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النارتحدث التقرير عن تصاعد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا أن إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية من الحرب ولم تصل إلى مستوى يتيح لها فرض شروطها على لبنان، مشيرًا إلى التداعيات السلبية للاتفاق داخل إسرائيل، حيث واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انتقادات واسعة، وردًا على ذلك، حاول نتنياهو التخفيف من وطأة الانتقادات بالتأكيد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب.
وفي السياق السوري، أوضح التقرير أنه تصاعدت الأحداث بعد سقوط بشار الأسد، إذ ألغت إسرائيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، واحتلت قمة جبل الشيخ، وسيطرت على المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، موضحًا أن جيش الاحتلال وصل إلى أراضٍ سورية لم يدخلها منذ توقيع اتفاقية 1974، ما يزيد التوترات في المنطقة.