للآن.. ماذا نعلم عن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
(CNN)-- بدأ الانتقام للغارة الجوية بطائرة بدون طيار التي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن نهاية الأسبوع الماضي، إذ شن الجيش الأمريكي غارات جوية كبيرة على 85 هدفًا في العراق وسوريا، الجمعة.
البيت الأبيض أعلن نجاح العملية، التي استمرت حوالي 30 دقيقة، لكن لم تتوفر على الفور سوى تفاصيل قليلة حول الأضرار وأي وفيات أو إصابات على الأرض، وقال مسؤول في البنتاغون إن سقوط ضحايا أمر متوقع.
مسؤولون أمريكيون قالوا إن الضربات أصابت 4 منشآت في سوريا و3 في العراق، حيث أبلغ مسؤولون أمنيون عن وقوع أضرار في مدينة القائم، ويُزعم أن المواقع تنتمي إلى مختلف الميليشيات المدعومة من إيران، والتي تحملها الولايات المتحدة مسؤولية الضربة في الأردن.
الضربات الأمريكية انتقامية وجاءت مصحوبة بتحذير:كانت الضربة القاتلة بطائرة بدون طيار في الأردن هي الأحدث في سلسلة من أكثر من 165 هجومًا على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط من قبل مجموعات مختلفة تعمل بالوكالة لإيران منذ اندلاع الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الضربات تثبت أن إدارته لن تتسامح مع الأذى الذي يلحق بالأمريكيين. وتعهد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بأن الهجوم كان مجرد "بداية ردنا"، وأكد بايدن وأوسن على أن الانتقام الأمريكي سيستمر "في الأوقات والأماكن التي نختارها".
دور قاذفات القنابل B-1 الرئيسي في الهجوم:كانت قاذفات القنابل التابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز B-1 من بين الطائرات الأمريكية التي نفذت الضربات، حسبما قال مسؤول دفاعي لشبكة CNN، والـB-1 هي قاذفة قنابل ثقيلة بعيدة المدى يمكنها حمل أسلحة دقيقة وغير دقيقة.
وتوجهت أطقم القاذفات إلى المنطقة من الولايات المتحدة في رحلة واحدة بدون توقف، وفقًا لللفتنانت جنرال دوغلاس سيمز، الذي قال إن الجيش واثق من أنه "أصاب بالضبط ما كنا ننوي ضربه"، مشيدًا بدقة القاذفات B-1.
حذرت الولايات المتحدة العراق، ولكن ليس إيران:قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية بخططها قبل تنفيذ الضربات، ومع ذلك، قال إنه لم تكن هناك اتصالات – عبر القنوات الخلفية أو غير ذلك – مع إيران منذ الهجوم على الأردن.
الولايات المتحدة لا تخطط لشن ضربات داخل إيران:
قال مسؤول رفيع في إدارة بايدن لشبكة CNN إن الولايات المتحدة لن تضرب داخل إيران مع التركيز فقط على أهداف خارج البلاد، إذ شن ضربات داخل إيران سيكون بمثابة تصعيد كبير، وقد أرسل المسؤولون برقية مفادها أن ذلك من غير المرجح أن يحدث.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي الحرس الثوري الإيراني سلاح الجو الأمريكي الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تحليل: أحدث فروع الجيش الأمريكي ماذا تفعل قوات الفضاء الأمريكية فعليا؟
واشنطن"د ب أ": تعد قوات الفضاء الأمريكية أحدث فروع الجيش الأمريكي، وقد أنشئت بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الفضاء. ورغم حداثة عهدها، تعد مهامها كثيرة. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة من عملياتها طي السرية، فإن دورها المتنامي يعكس الأهمية المتزايدة للفضاء كمجال جديد للصراعات الجيوسياسية. ويقول هاريسون كاس، المحلل البارز في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست، إنه على الورق، تكرس قوات الفضاء الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية في الفضاء. وتحديدا، تتولى قوات الفضاء حماية الأصول الفضائية، وغالبا ما تكون أقمارا اصطناعية، وضمان حرية العمليات في الفضاء، ومراقبة الحطام الفضائي وتطوير تقنيات الحروب الفضائية.
وترك تأسيس قوات الفضاء الأمريكية في عام 2019، رغم أنه اعتبر تطورا إيجابيا للأمن القومي الأمريكي، بعض المواطنين في حالة من الحيرة. إذ لم يفهم الكثيرون، ولا يزال البعض لا يفهم، الفرق بين قوات الفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تستكشف الفضاء منذ خمسينيات القرن الماضي.
ويقول هاريسون كاس إن الفرق الجوهري بين الكيانين هو أن "ناسا" وكالة مدنية تركز بشكل واضح على استكشاف الفضاء والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي فرع عسكري يركز بشكل صريح على حماية المصالح الأمريكية في الفضاء. ويقدم هاريسون كاس نظرة أقرب على هذه الفروقات بين الجهتين الحكوميتين المعنيتين بالفضاء.
ويقول إنه على الرغم من أن وكالة "ناسا" تدار من قبل الحكومة الأمريكية، فإنها وكالة مدنية وليست فرعا من فروع الجيش. والسبب الذي يجعل بعض الأشخاص يخلطون بين مهمة "ناسا" الاستكشافية ومهمة قوات الفضاء الأمريكية ذات الطابع الدفاعي، هو أن "ناسا" تأسست في ذروة الحرب الباردة، كرد فعل على النشاطات السوفييتية خارج الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "ناسا" وكالة مدنية، فإن برامجها غالبا ما تكون قريبة من الطابع العسكري. ففي السنوات الأولى من سباق الفضاء، كانت "ناسا" تستخدم طيارين عسكريين حصريا في مهماتها التجريبية، مثل ألان شيبارد وجون جلين ونيل أرمسترونج وباز ألدرين، وجميعهم كانوا في الخدمة العسكرية الفعلية في وقت إنجازاتهم في الفضاء.
لكن، من حيث المبدأ، كانت مهمة وكالة "ناسا" تتعلق بمساع سلمية، وتحديدا اكتساب المعرفة العلمية. لذلك، ركزت برامج "ناسا" دائما على تطوير مركبات فضائية جديدة، وإجراءات جديدة للرحلات الفضائية، وإجراء الأبحاث على كواكب أخرى، وتصوير المجرات، وما إلى ذلك. وتعد برامج "ناسا" الأكثر شهرة مثل "أبولو" و"سبيس شاتل" و"مارس روفر" وتلسكوب "جيمس ويب"، برامج علمية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتدرس للأطفال في المدارس، وغالبا ما تعرض وبحق باعتبارها من أعظم الإنجازات العلمية للبشرية.
أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي بالتأكيد ليست وكالة مدنية، بل فرع من فروع الجيش، إلى جانب الجيش البري والبحرية، وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.
وبحسب موقع "سبيس إنسايدر"، هناك عدة طرق تنفذ بها قوات الفضاء مهمتها، إحداها ببساطة المراقبة والانتظار، باستخدام أنظمة قائمة على الأرض وأخرى في الفضاء لتعقب الأجسام في المدار." وتشمل هذه الأجسام حطاما فضائيا وأقمارا اصطناعية وصواريخ، وربما مركبات فضائية معادية.
ويضيف الموقع: "من المهام الأخرى لهذا الفرع توفير الاتصالات العسكرية من خلال عدة أساطيل من الأقمار الاصطناعية المصممة خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام الملاحة العالمي /جي بي إس / كما أن عدة أقسام من (قوات الفضاء) مكرسة للعمليات الفضائية الدفاعية والهجومية." وطبيعة هذه العمليات، بطبيعة الحال، سرية للغاية. لكنها لا تشمل قتالا مداريا يتضمن انفجارات، لأن ذلك من شأنه أن يخلف سحبا من الحطام المداري الشبيه بالشظايا، ما يهدد الأقمار الاصطناعية الأمريكية نفسها. "بل إن الهدف هو إعماء وإسكات الأقمار الاصطناعية المعادية باستخدام أسلحة إلكترونية." كما أن قوات الفضاء منخرطة في عمليات حرب إلكترونية (سيبرانية).
لكن هذه القوات لم تتجاوز عامها الخامس بعد، ويرجح أن تكون مهمتها لا تزال في مراحلها الأولية. ويمكن اعتبار التوسع المتواصل في ميزانيتها، الذي تجاوز بالفعل ميزانية "ناسا"، مؤشرا على اتساع نطاق وتعقيد مهامها في السنوات المقبلة.