كتبت غادة حلاوي في"نداء الوطن": نهاية الشهر الجاري ستعلّق وكالة «الأونروا» خدماتها في لبنان لما يقارب 240 ألف لاجئ فلسطيني. للقرار تبعاته اللبنانية في شقين سياسي وإقتصادي إنما بأبعاد أمنية. في السياق السياسي يدلّل الموقف الأميركي الذي تبعته الدول الغربية التي تمول «الأونروا» إلى عامل خطير وهو أنّ هناك من لديه رغبة في إقفال ملف اللاجئين الفلسطينيين.
في غمرة الحديث عن تسوية مقبلة في المنطقة، يندرج
القرار في سياق إغلاق الملف والقول إنّ هذه التسوية لن تشمل كل مقيم خارج فلسطين، وسيبقى لاجئاً في بلدان تواجده ويسقط حق العودة عنه. يحذّر رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني باسل حسن من تداعيات قرار وقف مساعدات المنظمة الأممية على لبنان. ويقول «تبلغ ميزانيتها السنوية في لبنان 200 مليون دولار، تستخدم لدفع رواتب 500 موظف حكومي، ولتمويل 61 مؤسسة تعليمية تستقبل 37 ألف طالب وطالبة ولتشغيل 155 مستوصفاً في المخيمات، بالإضافة إلى بعض المستشفيات. ومن دون توافر المبالغ المطلوبة فإنّ جميع هذه المؤسسات ستغلق أبوابها وسيجد موظفوها أنفسهم بلا عمل أو مورد رزق». يؤكد المعنيون بالملف أنّ لوقف التمويل نتائج اجتماعية قد تكون كارثية بحيث تتحول المخيمات إلى بؤر فقر يضطر اللاجئ الفلسطيني إلى طلب مورد عيش بأساليب مختلفة وتصبح التنظيمات الأصولية أو تلك المسلحة ملاذه الوحيد لتأمين سبل عيشه ما يضاعف حضورها في المخيمات، ناهيك عن المواجهات التي يمكن أن تندلع بين الفلسطينيين والقوى الأمنية اللبنانية إذا خرج الفلسطينيون في تحركات احتجاجية أو ما شابه. ويكشف حسن عن اجتماعات عقدت في الآونة الأخيرة بين ممثلين عن المنظمات الفلسطينية والحكومة اللبنانية للبحث في سبل تطويق مفاعيل القرار على أرض الواقع واتخاذ إجراءات تمنع الاصطدام بين الجيش والفلسطينيين، كما أجرت الدولة سلسلة اتصالات لحض الدول المعنية على استثناء لبنان من القرار، وهناك اتجاه وفق ما يشير حسن إلى تطبيق القرار على غزة واستثناء الدول المضيفة. يتخوف حسن من «أن تجد الحكومة نفسها عاجزة عن مواجهة الأزمة التي سيتسبب بها قرار «الأونروا»، خصوصاً في الشق المتعلق بالتبعات الاقتصادية والاجتماعية»، لكنه لا يجد مبرراً ليكون القرار سبباً للتوطين «لأنّ الفلسطيني ذاته يرفض الإندماج في المجتمع اللبناني ولا يزال مصراً على التمسك بحقه في العودة إلى فلسطين وحلمه لا يزال قائماً»، ويأمل أن تنجح المساعي المبذولة فيحصر تطبيق القرار بغزة ويستثنى لبنان من مفاعيله. تتعدد القراءات لوقف «الأونروا» خدماتها، ويبقى الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه الدول الفاعلة، الحفاظ على توازنات عددية هشّة على أرض فلسطين والضغط لتوطين الفلسطنييين خارجها بقوتي المال والسياسة. وطالما أنّ تبنّي فكرة السلام أو التسويات، ستكون قائمة على ضرب حق من حقوق الفلسطينيين، وهو حق العودة، فمعناه تسوية مبنية على ظلم سيولد نقمة وسيؤسس لحروب جديدة، وسيكون لبنان أمام معضلة جديدة تهدّد أمنه الإجتماعي.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الأونروا: افتتحنا 130 مقرا مؤقتا بغزة لتعليم نحو 47 ألف طفل
غزة – أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، السبت، إنها “افتتحت 130 مقرا تعليميا مؤقتا في غزة، ما أتاح التعلم المباشر لنحو 47 ألف طفل بأنحاء القطاع”.
جاء ذلك في بيان نشره مفوض عام الأونروا فيليب لازاريني على حسابه عبر منصة “إكس”، بهدف تسليط الضوء على دور الوكالة لتقديم خدمات التعلم المباشر لأطفال غزة، الذين واجهوا القتل والتشريد على مدى قرابة 16 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.
وأوضح لازاريني إن الأونروا ما زالت أكبر مزود لخدمات التعلم في حالات الطوارئ والدعم النفسي والاجتماعي في غزة.
وشدد على أن “التعليم يُعيد لأطفال غزة بعض الأمل، إذ يساعدهم على التعافي”، لافتا إلى دوره في التغلب على “الصدمات التي لا توصف والتي يعاني منها الأطفال”.
ونوّه أن “الأونروا افتتحت 130 مقرا تعليميا مؤقتا في غزة، ما أتاح التعلم المباشر لنحو 47 ألف طفل بأنحاء القطاع”.
وأردف: “أمامنا طريق طويل لنقطعه لتشجيع المزيد والمزيد من الأطفال على التعلم”.
وأضاف المسؤول الأممي أن “التحديات بغزة كبيرة، ولا وقت لنضيعه، هدفنا هو تجنب جيل ضائع من الأطفال الفلسطينيين”.
وتقدم الأونروا المساعدات والخدمات الصحية والتعليمية لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.
وترفض دولة فلسطين أي محاولات لتقويض الوكالة الأممية أو استبدالها أو تقييد عملها وتمويلها، داعية “المجتمع الدولي إلى التحرك الجدي لمحاسبة الاحتلال، وحماية ولاية الأونروا”.
وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأناضول
Previous السوداني يؤكد موقف العراق الثابت في احترام خيارات
السوريين Related Posts

السوداني يؤكد موقف العراق الثابت في احترام خيارات السوريين
عربي 15 مارس، 2025

“رويترز”: عودة بعض السوريين إلى بيوتهم بعد أن لجأوا إلى قاعدة حميميم الروسية هربا من العنف في الساحل عربي 15 مارس، 2025 أحدث المقالات الأونروا: افتتحنا 130 مقرا مؤقتا بغزة لتعليم نحو 47 ألف طفل السوداني يؤكد موقف العراق الثابت في احترام خيارات السوريين “رويترز”: عودة بعض السوريين إلى بيوتهم بعد أن لجأوا إلى قاعدة حميميم الروسية هربا من العنف في الساحل كاتس: باقون بالنقاط الخمس في جنوب لبنان إلى أجل غير مسمى فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة ويجب التعاون دوليا للقضاء على “داعش”
ليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results