لبنان ٢٤:
2024-10-06@08:47:17 GMT

تحييد لبنان في المواجهة الإيرانية - الأميركية

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

تحييد لبنان في المواجهة الإيرانية - الأميركية

كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": صحيح أن مفهوم عبارة وحدة الساحات عنى بداية أن الساحات التي تملك إيران نفوذاً فيها ستكون واحدة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، إلا أن الردود حتى الآن بقيت متفاوتة، من لبنان إلى اليمن والعراق وسوريا. إلا أن ما لفت أخيراً هو أن الساحات الأخرى، وصولاً الى ما جرى عند الحدود الأردنية، أعطت ملامح أولية عن نوع مختلف من المواجهة، وعن استعداد لتوسيع رقعة الاشتباك بين محورَين، من ضمنهما الوجود الأميركي، رغم روايات النفي والتنصّل وانتظار الرد الأميركي وشكله، والمستوى الذي يمكن أن يصل إليه شكلاً ومكاناً وزماناً.

فحتى الآن، تعرّضت القوات الأميركية، حيث توجد في جميع مناطق التماس، لعمليات قصف مباشرة. والصراع بهذا المعنى جاء مفتوحاً بقدر ما هي مفتوحة الساحات الخصبة لكل أنواع الاستهدافات المتبادلة. في المقابل، ورغم المحاذير التي يعيشها لبنان منذ أربعة أشهر، إلا أن ما جرى في الأسابيع الأخيرة خارج حدوده أعطى إشارة الى أن لبنان لا يزال محيّداً عن تحوّله إلى ساحة استهدافات متبادلة، وبقي بمنأى عن نقل هذا الشكل من الصراع إليه.
ثمّة مستويات عدّة لهذه المقاربة. أولاً، أن لبنان ليس ساحة للوجود الأميركي العسكري كما في المناطق التي تعرّضت للقصف. ومع ذلك، فإن أول احتكاك مع الديبلوماسية الأميركية في لبنان، مهما كانت هوية القائمين بها، وتنصّل حزب الله منها، ضبط سريعاً ولم يتكرّر، لأنه في لحظة ما كاد أن يتحوّل إلى فتنة داخلية، ولا مصلحة لحزب الله، في تلك الساعة وحتى اليوم، بأن ينقل أيّ جانب من جوانب التوتر الى الداخل فيما هو منشغل في الاشتباك الجنوبي.
الأمر الثاني هو أن لبنان في مرحلة الثمانينيات كان أرضاً خصبة للمواجهات المختلفة الأشكال، فيما كان العراق وسوريا مضبوطَين تحت حكمَي الرئيسَين: صدام حسين وحافظ الأسد، ولم يكن لإيران تالياً النفوذ الذي تملكه حالياً في كليهما. فتحوّل نفوذها مع بداية تمدّدها خارج حدودها تدريجاً الى لبنان، الذي شهد بداية وجود إيران على المتوسط.
المستوى الثالث، أن لبنان اليوم، مع هذا الحشد الديبلوماسي غير المسبوق، لا يزال يمثّل نقطة تقاطع إقليمية ودولية، في نظرتَين مختلفتين بحسابات الدول المعنية. وما يظهر أنه في مقابل اهتمام غربي وعربي بعدم دخول لبنان في الحرب، فإن إيران لا تريد كذلك فتح الساحة التي تملك التأثير الأكبر والمباشر فيها، لصراع مع الولايات المتحدة أو أوروبا. وهي لا تزال تراهن على نفوذها في لبنان وامتلاك أرجحية القرار فيه، وفي غنى عن أن تفقد ورقته بنقل المواجهة الدولية الى أرضه، ما دام لديها ساحات مفتوحة، وقادرة على أن تستخدمها كأداة مساومة، من دون أن تخربط الإيقاع اللبناني، ما يؤهّلها للاستثمار فيه مستقبلاً، ولا سيّما في اللحظة التي تشهد كثافة تدخل أوروبي فاعل، مع واشنطن، الى جانب لبنان، فضلاً عن الموزاييك اللبناني المتشعب الذي لايزال قادراً بالحدّ الأدنى على فرملة بعض الاتجاهات، ولو لم ينجح في تغييرها بالكامل.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أن لبنان

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأميركي يبحث مع نظيره الفرنسي تنسيق الجهود للوصول إلى حل دبلوماسي بين لبنان وإسرائيل

وزير الخارجية الأميركي يبحث مع نظيره الفرنسي تنسيق الجهود للوصول إلى حل دبلوماسي بين لبنان وإسرائيل

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأميركي يبحث مع نظيره الفرنسي تنسيق الجهود للوصول إلى حل دبلوماسي بين لبنان وإسرائيل
  • عن المواجهة في الشمال والردّ على إيران.. هذا أبرز ما قاله نتنياهو
  • من أقرب جبهات المواجهة.. إيران توجه رسالة جديدة ومباشرة للإحتلال الإسرائيلي
  • توقعات بوصول قائد القيادة المركزية الأميركية إلى إسرائيل للمساعدة بتنسيق الرد على إيران
  • الفريق الرويشان:دول محور المقاومة ستوقف لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يهدد المنطقة
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • صور الأقمار الصناعية تكشف عن الأضرار التي لحقت بقاعدة نيفاتيم الجوية الصهيونية نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية.”
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • جيش الاحتلال: تحييد فلسطيني يحمل سكينا وصل إلى مدخل مقر لواء يهودا بالخليل