الخليج الجديد:
2025-03-10@11:39:16 GMT

سي آي إيه ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

سي آي إيه ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر

"سي آي إيه" ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر

في "مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة. لكننا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه".

حجم الانخراط الأمريكي بمنطقتنا لم نره حتى في حرب أوكرانيا، وهي القضية التي أولاها مقال وليم بيرنز أضعاف ما أولى قضية الحرب في غزة.

المنطقة أكثر استقرارا باستبعاد الكيان الصهيوني وقد تكون مصالح أمريكا أكثر تحققا، لكنها تصر على حمايته، ووجوده: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"!!

منذ 7 أكتوبر كرست إدارة بايدن معظم جهدها لحماية الكيان الصهيوني وتقديم الدعم السياسي والمساعدات العسكرية والدعم الأمني والاستخباري للكيان الصهيوني.

رغم تماهي نخب مع المشروع الغربي الأمريكي، المنطقة عصية على الذوبان لتوفر مخزون ديني حضاري ثقافي عميق يشكل ندا وتحديا حضاريا ويمكن أن يثور، والمطلوب إبقاؤه خامدا.

* * *

في مقال موسع لمدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، نالت الأزمة في الشرق الأوسط 261 كلمة فقط من أصل 3696 كلمة، أي أقل من 10 بالمئة من المقال.

الصين وروسيا والتكنولوجيا الحديثة نالت الجزء الأكبر من المقال.

بالنسبة للكثيرين منا في المنطقة، فإن ذلك مستغرب جدا ونحن نرى الإدارة الأمريكية تنخرط في أزمة حرب غزة بشكل يومي.

دعونا نتعلم من السيد وليم بيرنز مدير الوكالة، فهو يقول إنه في "مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة. لكننا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه".

أجل علينا أن نولي اهتماما أكبر ما تفعله إدارة بايدن، فقد كرست معظم وقتها منذ 7 أكتوبر لحماية الكيان الصهيوني، وانشغلت وزارة الخارجية بتقديم الدعم السياسي للكيان، فيما انشغلت وزارة الدفاع بتقديم المساعدات العسكرية، وانخرط بيرنز نفسه بتقديم الدعم الأمني والاستخباري للكيان الصهيوني، أما العجوز بايدن فقد كان على اتصال دائم بنتنياهو، وقد شارك شخصيا في محادثات الهدنة الأولى.

وهذا الحجم من الانخراط لم نره حتى في حرب أوكرانيا، وهي القضية التي أولاها مقال وليم بيرنز أضعاف ما أولى قضية الحرب في غزة.

هل هناك تناقض؟

لا أعتقد ذلك، فالصين وروسيا تشكلان التحدي الرئيسي للولايات المتحدة، وهي تصرف معظم مجهودها الاستخباري والأمني والعسكري والسياسي هناك، لكن السر هنا يكمن في شيء اسمه الكيان الصهيوني، ولكن لماذا؟

درسنا أن الولايات المتحدة دولة تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة، ويمكن القول أن مصالحها متحققة بشكل ممتاز حتى مع استبعاد الكيان الصهيوني؛ فالنفط يتدفق بشكل سلس، والأهم أن الأنظمة في المنطقة تعتبر نفسها حليفا استراتيجيا لواشنطن وتفتخر في ذلك، ومعظم الدول النافذة في العالم العربي تدور في الفلك الغربي وتنتهج سياسته، وتملك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في معظم دول المنطقة، ومعظم النخب العربية المؤهلة لاستلام مسؤوليات خريجة الجامعات الغربية، كما أن الدول الغنية تساهم مساهمة فعالة في الاقتصاد الأمريكي من خلال الاستثمار في السندات الأمريكية، وفوائض أموالها موجودة في البنوك الغربية. فما تريد واشنطن أكثر من ذلك؟

بالتأكيد ستكون المنطقة أكثر استقرارا مع استبعاد الكيان الصهيوني، وربما تكون مصالح الولايات المتحدة أكثر تحققا، ومع ذلك فإنها تصر على حمايته، وأكثر من ذلك على وجوده كما قال بايدن: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"!!

يكمن السبب في أن هذه المنطقة عصية على الذوبان حتى مع وجود كل تلك النخبة المتماهية مع المشروع الغربي الأمريكي، وذلك بسبب توفر مخزون ديني حضاري ثقافي عميق يشكل ندا وتحديا حضاريا ويمكن أن يثور يوما، والمطلوب إبقاؤه خامدا.

*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل فلسطين 7 أكتوبر طوفان الأقصى سي آي إيه مصالح أمريكا الكيان الصهيوني حرب أوكرانيا الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد لقاءات مع أمريكا حول اتفاق غزة

أكد القيادي في حركة حماس طاهر النونو، اليوم الأحد، عقد عدة لقاءات بين قيادات الحركة والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر.

وقال: "عقدت عدة لقاءت بالفعل بالدوحة تركزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني". 

وفي الأسبوع الماضي، كشفت مصادر 4 لقاءات مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة حماس في الدوحة، حيث طالبت واشنطن بصفقة منفصلة مع الحركة للإفراج عن رهائن أمريكيين.  

إسرائيل تكشف تفاصيل مفاوضات واشنطن وحماس لتمديد هدنة غزة - موقع 24كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت، تفاصيل مقترح تتفاوض عليه واشنطن وحركة حماس، بشأن تمديد اتفاق التهدئة، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب تعثر تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.

يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بدأ في 19 يناير (كانون الثاني) 2025، بعد وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة. وانتهت المرحلة الأولى التي استمرت 42 يوماً في بداية الشهر الجاري، دون تفاهمات جديدة بين حماس وإسرائيل على المرحلة الثانية وتوقيتها. 

مقالات مشابهة

  • لماذا اعلن الرئيس الأمريكي ترامب انه سيمدد مهلة بيع تيك توك في الولايات المتحدة؟
  • الرئيس الإيراني: أي توتر أو صراع سيضر بإيران والمنطقة والعالم
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بخروج أكثر من 10 آلاف جندي عن الخدمة منذ 7 من أكتوبر 2023م
  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • حماس تؤكد لقاءات مع أمريكا حول اتفاق غزة
  • بغداد: انتهاء الإعفاء الأمريكي يعقد الوضع الطاقوي في العراق
  • "سي إن إن" تتساءل: هل تستطيع دول "الناتو" البقاء بدون الدعم الأمريكي؟
  • عطوان: الاعلان اليمني سيضع الكيان أمام خيار وحيد لا ثاني له
  • تركيا في النظام الإقليمي بين أمريكا و”إسرائيل”
  • الأمم المتحدة تحذر من الآثار الوخيمة لعمليات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية