سي آي إيه ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
"سي آي إيه" ومصالح أمريكا والمنطقة و7 أكتوبر
في "مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة. لكننا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه".
حجم الانخراط الأمريكي بمنطقتنا لم نره حتى في حرب أوكرانيا، وهي القضية التي أولاها مقال وليم بيرنز أضعاف ما أولى قضية الحرب في غزة.
المنطقة أكثر استقرارا باستبعاد الكيان الصهيوني وقد تكون مصالح أمريكا أكثر تحققا، لكنها تصر على حمايته، ووجوده: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"!!
منذ 7 أكتوبر كرست إدارة بايدن معظم جهدها لحماية الكيان الصهيوني وتقديم الدعم السياسي والمساعدات العسكرية والدعم الأمني والاستخباري للكيان الصهيوني.
رغم تماهي نخب مع المشروع الغربي الأمريكي، المنطقة عصية على الذوبان لتوفر مخزون ديني حضاري ثقافي عميق يشكل ندا وتحديا حضاريا ويمكن أن يثور، والمطلوب إبقاؤه خامدا.
* * *
في مقال موسع لمدير المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، نالت الأزمة في الشرق الأوسط 261 كلمة فقط من أصل 3696 كلمة، أي أقل من 10 بالمئة من المقال.
الصين وروسيا والتكنولوجيا الحديثة نالت الجزء الأكبر من المقال.
بالنسبة للكثيرين منا في المنطقة، فإن ذلك مستغرب جدا ونحن نرى الإدارة الأمريكية تنخرط في أزمة حرب غزة بشكل يومي.
دعونا نتعلم من السيد وليم بيرنز مدير الوكالة، فهو يقول إنه في "مهنة الاستخبارات، ندرس بعناية ما يقوله القادة. لكننا نولي المزيد من الاهتمام لما يفعلونه".
أجل علينا أن نولي اهتماما أكبر ما تفعله إدارة بايدن، فقد كرست معظم وقتها منذ 7 أكتوبر لحماية الكيان الصهيوني، وانشغلت وزارة الخارجية بتقديم الدعم السياسي للكيان، فيما انشغلت وزارة الدفاع بتقديم المساعدات العسكرية، وانخرط بيرنز نفسه بتقديم الدعم الأمني والاستخباري للكيان الصهيوني، أما العجوز بايدن فقد كان على اتصال دائم بنتنياهو، وقد شارك شخصيا في محادثات الهدنة الأولى.
وهذا الحجم من الانخراط لم نره حتى في حرب أوكرانيا، وهي القضية التي أولاها مقال وليم بيرنز أضعاف ما أولى قضية الحرب في غزة.
هل هناك تناقض؟
لا أعتقد ذلك، فالصين وروسيا تشكلان التحدي الرئيسي للولايات المتحدة، وهي تصرف معظم مجهودها الاستخباري والأمني والعسكري والسياسي هناك، لكن السر هنا يكمن في شيء اسمه الكيان الصهيوني، ولكن لماذا؟
درسنا أن الولايات المتحدة دولة تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة، ويمكن القول أن مصالحها متحققة بشكل ممتاز حتى مع استبعاد الكيان الصهيوني؛ فالنفط يتدفق بشكل سلس، والأهم أن الأنظمة في المنطقة تعتبر نفسها حليفا استراتيجيا لواشنطن وتفتخر في ذلك، ومعظم الدول النافذة في العالم العربي تدور في الفلك الغربي وتنتهج سياسته، وتملك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في معظم دول المنطقة، ومعظم النخب العربية المؤهلة لاستلام مسؤوليات خريجة الجامعات الغربية، كما أن الدول الغنية تساهم مساهمة فعالة في الاقتصاد الأمريكي من خلال الاستثمار في السندات الأمريكية، وفوائض أموالها موجودة في البنوك الغربية. فما تريد واشنطن أكثر من ذلك؟
بالتأكيد ستكون المنطقة أكثر استقرارا مع استبعاد الكيان الصهيوني، وربما تكون مصالح الولايات المتحدة أكثر تحققا، ومع ذلك فإنها تصر على حمايته، وأكثر من ذلك على وجوده كما قال بايدن: "لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها"!!
يكمن السبب في أن هذه المنطقة عصية على الذوبان حتى مع وجود كل تلك النخبة المتماهية مع المشروع الغربي الأمريكي، وذلك بسبب توفر مخزون ديني حضاري ثقافي عميق يشكل ندا وتحديا حضاريا ويمكن أن يثور يوما، والمطلوب إبقاؤه خامدا.
*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل فلسطين 7 أكتوبر طوفان الأقصى سي آي إيه مصالح أمريكا الكيان الصهيوني حرب أوكرانيا الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
مجلس الشورى يطالب رابطة مجالس الشيوخ بالتحرك دوليا لإيقاف جرائم الكيان الصهيوني بغزة
الوحدة نيوز/ استنكر مجلس الشورى، استمرار حالة الخذلان والصمت العربي والإسلامي والدولي، أمام ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني من حرب ابادة جماعية وجرائم نازية واستهداف مباشر للمدارس والمستشفيات والطواقم الصحية في قطاع غزة بضوء من الإدارة الأمريكية منذ نحو 14 شهرا.
وجدد المجلس في بيان له اليوم، مطالبة رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في افريقيا والعالم العربي وكل احرار العالم للتحرك والضغط في المحافل الدولية لإيقاف جرائم العدو الاسرائيلي في فلسطين، والتدخل العاجل لإنقاذ المحاصرين من المرضى والأطفال الخدج والطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان.
ودعا البيان أعضاء رابطة مجالس الشيوخ والشورى واحرار العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية بتبني مظلومية الشعب الفلسطيني ورصد جرائم الكيان الصهيوني وتقديمها كأدلة لمحكمة الجنايات الدولية والمطالبة بمحاكمة قياداته كمجرمي حرب لارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين واستهداف المستشفيات بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا.
واستهجن البيان سياسة الكيل بمكيالين للمجتمع الدولي إزاء جرائم الكيان الغاصب في غزة وعجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن نتيجة الخضوع للهيمنة الامريكية من تفعيل القانون الدولي لوقف الجرائم الصهيونية في فلسطين، ومنع انتهاكات الكيان وتهديده المستمر للأمن والسلم الدوليين في المنطقة.
وادان المجلس تماهي السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية مع سياسة القمع والاعتقالات التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والمدن المحتلة، في الوقت الذي كان يجب ان تقف فيه بجانب المقاومة في تصديها للكيان الغاصب.
وأشاد مجلس الشورى بالعملية النوعية لأجهزة الأمن والمخابرات التي أحبطت مخططات الخلايا الجاسوسية التابعة للعدو الأمريكي والإسرائيلي وكشفت عن حجم المؤامرات التي يسعى العدو من خلالها إلى استهداف امن واستقرار الوطن.
وأكد على حق اليمن في الدفاع عن وحدته وأمنه واستقرار وسيادة أراضيه، والتصدي لأي عدوان غاشم او حماقات يرتكبها ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل نتيجة مواقف اليمن الدينية والإنسانية والأخلاقية الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأهاب المجلس بجميع أبناء واحرار الوطن للتمسك بوحدة الصف ورفع حالة الوعي واليقظة لمواجهة كل التحركات المشبوهة والالتفاف حول القيادة الثورية والسياسية لإفشال مخططات العدو الأمريكي الإسرائيلي وتحركاته المشبوهة التي تستهدف الشعب اليمني ارضا وانسانا.