أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن قوات بلاده ضربت وفق توجيهاته منشآت في العراق وسوريا -الجمعة- ردا على استهداف القواعد الأميركية بالمنطقة، في حين نددت بغداد بالضربات باعتبارها خرقا للسيادة، محذرة من تداعياتها على الاستقرار الإقليمي، وهو ما عبرت عنه أيضا مصادر إيرانية.

وقال بايدن إن المنشآت المستهدفة يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ومليشيات تابعة له لمهاجمة القوات الأميركية، مضيفا أن "ردنا الذي بدأ اليوم سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها"، وذلك في أعقاب الهجوم الذي وقع بالأردن الأحد الماضي وأسفر عن مقتل 3 جنود أميركيين.

وأكد الرئيس الأميركي -الذي شارك الجمعة في مراسم استقبال جثامين الجنود الثلاثة- أن بلاده "لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو بأي مكان آخر في العالم"، لكنه تابع قائلا "ليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا أننا سنرد".

وتواجه القوات الأميركية في الشرق الأوسط هجمات متصاعدة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على خلفية دعمها إسرائيل في حربها على غزة.

وأحصت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكثر من 150 هجوما على قواتها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن هجوم الأردن هو أول استهداف يسفر عن مقتل جنود أميركيين منذ بدء الحرب.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يشارك في مراسم استقبال الجنود الثلاثة الذين قتلوا في هجوم بطائرة مسيرة استهدفت القوات الأمريكية في #الأردن الأحد الماضي pic.twitter.com/HOdSwc4uLW

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 2, 2024

من جانبه، قال البيت الأبيض إن الضربات التي نفذت الجمعة استهدفت 3 منشآت في العراق و4 بسوريا، مؤكدا أن "الرد الأميركي بدأ الليلة ولن ينتهي الليلة".

وتابع قائلا "لا نسعى إلى الصراع مع إيران أو في الشرق الأوسط ولكننا لن نتردد في الدفاع عن قواتنا".

وذكر البيت الأبيض أن واشنطن أبلغت الجانب العراقي سلفا بهذه الضربات، لكنها لم تتواصل مع إيران منذ الهجوم الأخير الذي استهدف القوات الأميركية في الأردن.

"خرق لسيادة العراق"

من جهته، قال يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية إن الضربات الأميركية خرق للسيادة وتقويض لجهود حكومة العراق التي تسعى إلى ضمان استقرار المنطقة، وفق تعبيره.

وأضاف رسول أن هذه الضربات "تهدد بجر العراق والمنطقة إلى ما لا تحمد عقباه"، وأن نتائجها ستكون "وخيمة" على الأمن والاستقرار.

وأشار إلى أن الطائرات الأميركية استهدفت مواقع في قضاء القائم ومناطق حدودية أخرى.

وقد أفادت مصادر أمنية عراقية بمقتل 3 عسكريين ومدنيين اثنين وإصابة 15 شخصا جراء القصف الأميركي على مقرات للحشد الشعبي غربي العراق.

كما نقلت شبكة "إن بي سي" الأميركية عن مسؤول أمني عراقي أن الغارات استهدفت مخزن سلاح و3 منازل لأعضاء في كتائب حزب الله العراقية بمحافظة الأنبار غربي البلاد.

صور أولية للضربات الجوية التي أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية شنها على مواقع في #العراق وسوريا#الأخبار pic.twitter.com/4DO5nDltDk

— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 2, 2024

من ناحية أخرى، قالت مصادر إيرانية للجزيرة إن الضربات الأميركية عدوان صريح ومعلن على سوريا والعراق وتضرب الاستقرار الإقليمي، وفق تعبيرها.

وأكدت المصادر ذاتها أنه لا وجود لقواعد للحرس الثوري الإيراني أو فيلق القدس في المناطق التي تعرضت للقصف، وأن حديث واشنطن عن استهداف فيلق القدس في سوريا "غير واقعي وذر للرماد في العيون".

وقد حذرت إيران الولايات المتحدة مرارا من أن استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة سيؤدي إلى اتساع نطاق الحرب إقليميا، في حين تؤكد واشنطن أنها لا تسعى إلى توسيع الصراع، لكنها تواصل مد تل أبيب بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر عبر جسر جوي دعما لما تسميه "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يشارك في جلسة حوارية بمركز جنيف للسياسات الأمنية حول التطورات بالشرق الأوسط

شارك الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، في جلسة حوارية تناولت التطورات الإقليمية والدولية، والتي نظمها مركز جنيف للسياسات الأمنية GCSP يوم الثلاثاء 28 يناير.

وقدم وزير الخارجية، رؤية استراتيجية شاملة تناولت موقف مصر من التفاعلات والمتغيرات الجيو-سياسية في الاقليم، والتطورات ذات الصلة بالأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث استعرض الدور المحوري الذي لعبته مصر مع قطر والولايات المتحدة في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والاسرى في قطاع غزة، مؤكداً على اهمية العمل على ضمان التزام اطراف الاتفاق ببنوده ومراحله المختلفة، معربا عن أمله أن يمثل الاتفاق خطوة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ونفاذ المساعدات الإنسانية بشكل سريع ودون عوائق إلى جميع المناطق في قطاع غزة.

وشدد عبد العاطي، على أهمية دور وكالة «الأونروا» الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو تعويضه، منوهاً بأن دائرة العنف لن تنتهي سوى بالحل السياسي المبني على حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار في المنطقة، ومشدداً على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الأراضي على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وأهمية وحدة الأراضي الفلسطينية والتعاطي مع الضفة الغربية وغزة كوحدة واحدة لا تتجزأ.

كما تطرق عبد العاطي، في مداخلته لتطورات الأوضاع في سوريا، مستعرضاً محددات الموقف المصري ودعم مصر الثابت للشعب السوري، مشددا على أهمية الحفاظ على مؤسساتها الوطنية وسلامة أراضيها ووحدتها واحترام استقلالها وسيادتها. وأكد في هذا السياق على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة لا تقصى أي من مكونات الشعب السوري وتعكس التنوع المجتمعي.

كما رحب وزير الخارجية بالتطورات السياسية في لبنان وانتخاب الرئيس جوزيف عون رئيساً جديداً للبلاد بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي، وتسمية معالي نواف سلام رئيسًا للوزراء المعين، مؤكدا ان هذه التطورات تعد خطوات ضرورية لتعزيز المؤسسات الوطنية اللبنانية، داعياً إلى احترام وقف إطلاق النار وتنفيذه بالكامل، بما في ذلك من خلال الانسحاب الكامل لإسرائيل من الأراضي اللبنانية.

وتضمنت مداخلة الوزير الإشارة إلى التحديات غير المسبوقة التي تواجهها مصر في محيطها المضطرب، منوهاً بالأعباء التي تكبدها الاقتصاد المصري جراء تلك الاحداث لاسيما تأثر حركة الملاحة في البحر الاحمر وقناة السويس، مشدداً على عدم وجود حل عسكري لأزمات المنطقة، وتطلع مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمي. كما انتقد د.عبد العاطي سياسة المعايير المزدوجة، محذراً من اهتزاز مصداقية العمل متعدد الاطراف والقانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان وقدرتهم على تحقيق العدالة، مشدداً على رفض مصر سياسة الاستقطاب وسعيها لبناء جسور التعاون بين مختلف الدول والمجموعات الجغرافية باعتبارها احد اهم المبادئ الراسخة للسياسة الخارجية المصرية، وذلك بهدف تعزيز روح التعاون والتطلعات المشتركة للمجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالعمل متعدد الأطراف، أكد وزير الخارجية على أهمية اعادة النظر في هيكل عدد من المؤسسات والهيئات الدولية لتصبح أكثر شمولية ومعبرة عن شواغل الدول النامية، ضارباً المثل بضرورة النظر في اصلاح مجلس الامن وتوسيع عضويته وكذلك اصلاح هيكل النظام المالي الدولي لتلبية احتياجات الدول النامية ومختلف الاطراف، وتعزيز النظام التجاري العالمي ليصبح اكثر عدالة.

كما تضمنت أيضاً مداخلة وزير الخارجية استعراض محددات الموقف المصري من التطورات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر والأمن المائي المصري.

اقرأ أيضاًوفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الصومالية يزور معهد الدراسات الدبلوماسية

وزارة الخارجية تهيب بالمصريين في لوس أنجلوس توخي أقصى درجات الحذر

وزير الإسكان يشارك في احتفالية وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بقصر التحرير

مقالات مشابهة

  • عاجل| القيادة الوسطى الأميركية: نفذنا غارة دقيقة بسوريا استهدفت أحد عناصر منظمة حراس الدين التابعة للقاعدة
  • تعاقدات بـ600 مليار دينار عراقي.. "السوداني" يعلن تفاصيل تنفيذ مصر لمشروعات البنية التحتية
  • الرياض.. 7 دول في اجتماع لجنة أمن الطيران بالشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء: لمست في "دافوس" تقديرًا كاملًا للموقف المصري في كل الملفات الخاصة بالشرق الأوسط
  • المملكة تستضيف الاجتماع الـ 11 للجنة التوجيهية التنفيذية لأمن الطيران بالشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة حوارية بمركز جنيف للسياسات الأمنية حول التطورات بالشرق الأوسط
  • إي اف چي هيرميس الأولى فى أسواق رأس المال بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024
  • وزير الخارجية يشارك في جلسة حوارية بمركز جنيف حول التطورات بالشرق الأوسط
  • كيف أثرت سياسات بايدن في الاقتصاد الأميركي؟
  • هل تنجح خطة ترامب في تحقيق السلام بالشرق الأوسط؟