الطيران الحربي يقصف أهداف للمليشيا بالجزيرة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
رصد – نبض السودان
قصف سلاح الجو التابع للجيش السوداني، الجمعة أهدافا لقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، بينما أفاد نشطاء، الجمعة، أن قوة تابعة للدعم السريع قتلت وأصابت مدنيين لدى اقتحامهم قرية بولاية الجزيرة في أواسط السودان.
وطبقا لمصادر محلية فإن الطيران الحربي شن غارات على مواقع للدعم السريع في جنوب ولاية الجزيرة حيث تتمركز قوات للدعم السريع على تخوم ولاية سنار، كما شملت الغارات أهدافا في شرق مدينة ود مدني.
وتأتي هذه الغارات وسط تقارير تتحدث عن اعتزام الجيش السوداني شن عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على ولاية الجزيرة وحاضرتها ود مدني حيث تفقد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الأسبوع الماضي قواته في ولايتي كسلا وسنار وتعهد بالزحف صوب مناطق سيطرة الدعم السريع.
وتمكنت قوات الدعم السريع من بسط سيطرتها على مدينة ود مدني منتصف ديسمبر الماضي بدون مقاومة تذكر، قبل أن تتمكن من التوسع جنوبا حتى تخوم ولاية سنار.
في ذات السياق قالت لجان مقاومة ود مدني في بيان، الجمعة، إن قوة من الدعم السريع أردت عددا من القتلى والجرحى – من دون أن تحدد عددهم – من سكان قرية السوريبة، نحو 10 كيلومترات جنوبي مدينة ود مدني بولاية الجزيرة.
وأكد البيان أن قوة تتبع لقوات الدعم السريع اقتحمت قرية السوريبة ونهبت جميع سيارات القرية وبعدها عمدت القوة إلى ابتزاز السكان وطالبتهم بتسليم جميع ممتلكاتهم من أموال وهواتف وذهب وإلا سيتم التعدي على النساء والأطفال وحرق القرية، ما دفع سكان القرية للاشتباك مع القوة المقتحمة وسقوط قتلى وجرحى من السكان.
وحذرت لجان مقاومة ود مدني قوات الدعم السريع من الاستمرار في التعدي على المواطنين العزل واستباحة القرى والمدن وحملت قيادات الدعم السريع مسؤولية سلامة جميع المواطنين في القرى التي تم السيطرة عليها واقتحامها.
إلى ذلك هاجم الجيش بالطيران المسير مواقع الدعم السريع جنوب الخرطوم، كما شن قصفا مدفعيا استهدف مواقع الدعم السريع بعدة مناطق بالعاصمة السودانية.
وفي أم درمان أفادت مصادر محلية سودان تربيون بأن ضاحية أم بدة شهدت اشتباكا، الجمعة، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل الماضي اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم قبل أن تتسع دائرتها في عدة ولايات بإقليمي دارفور وكردفان “غرب” وولاية الجزيرة بأواسط البلاد.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أهداف الحربي الطيران يقصف ولایة الجزیرة الدعم السریع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
أين تقف .. مع مليشيات الجيش أم مليشيا الدعم السريع؟
طلعت محمد الطيب
رأينا ومنذ بدء هذه الحرب القذرة كيف ظل إعلام الفلول يثابر في إلصاق تهمة إنحياز تنسيقية تقدم إلي قوات الدعم السريع وإتهامها بأنها جناح سياسي له، ولكن دون تقديم حجج مقنعة.
الواقع ان تقدم وغيرها من قوي سياسية ومدنية وافراد ومنظمات تبذل ما تستطيع من جهد لوقف العدائيات وعودة الفريقين إلي طاولة المفاوضات. هذا المقال لا يهدف إلى مناقشة هذا الأمر، بل هو محاولة لتقديم رؤية أقرب لواقع الوجدان السوداني تجاه الفريقين المتحاربين وهي حرب نعلم جميعا إن الوطن والمواطن هو من يدفع تكلفتها الباهظة جدا ويسعى كل العقلاء إلى إيقافها، بل يتوق الناس إلى العودة لحياتهم الطبيعية قبل الحرب رغم ما كان بها من معاناة وشقاء.
حتي نفهم مشاعر الناس تجاه الفريقين المتقاتلين لا بد من الاستعانة بنظرية التطور والحداثة الثانية (استخدمها في مقابل الحداثة الاولي)، لأنها تبنت موقف يرتكز علي حقيقة أن المعرفة ثنائية وهي معرفة العقل مقابل الفطرة. والاستعانة بالتطور لا علاقة له بالقضايا الوجودية الكبري مثل الإيمان والإلحاد بل إنها استعانة ذات طابع معرفي أو ابستمولوجي ودليلي علي ذلك هو وقوف العديد من الدعاة الإسلاميين بحماس شديد مع نظرية التطور بحكم ان العلم الحديث والحفريات ظلت تؤكد صحتها في مجملها. هناك مثلا الشيخ عدنان ابراهيم في أوروبا وهناك عبد الصبور شاهين في مصر وهو للمفارقة كان ممن قدموا دعوة ضد الكاتب الراحل نصر حامد أبو زيد يكفره فيها ويؤيد ضرورة التفريق بينه وبين زوجته!.
بل حتي رموز الإسلام السياسى من أمثال القرضاوي كان قد صرح في لقاء تلفزيوني شهير فيما يتعلق بنظرية التطور، أنه علي إستعداد لإعادة تأويل النصوص الدينية لتستوعب نظرية التطور. وقبل ذلك كان الشهيد محمود محمد طه له موقف واضح مؤيد لنظرية تشارلز داروين بمعني أن أبو البشرية آدم كان له اب وام.
التطور يعني أن اسلاف الإنسان عاشوا ملايين السنين قبل ان يظهر الإنسان بشكله الحديث قبل عشرات الالاف إلي مائة الف سنة تقريبا. ومن المعروف أن غرائز الإنسان تطورت لتعزيز تناسله وتطوره وانطبعت تلك الغرائز في تلافيف الدماغ وهي قوية جدا لأنها ارتبطت ببقاء الإنسان. ومن المعروف ايضا أن الإنسان كان قد عاش آلاف السنين في مجموعات صغيرة ومن الغرائز القوية لديه هي غريزة الانتماء لمجموعته وحمايتها لأن في ذلك حماية لنفسه ولذلك أصبحت غريزة ( نحن) ضد ( الآخرين ) لحماية أنفسنا منهم ، قوية جدا ، بحيث لا يقل تاثيرها علي سلوك الإنسان عن غرائزه الجنسية والبيولوجية الأخري.
تطور العقل بمعني السببية والمنطق كان تطورا لاحقا وبطيئا في مقابل الفطرة intuition حتي ان أحدهم قال أن نمو ريش الطيور بعد أن تطورت من الزواحف كان بغرض التدفئة وليس الطيران وإن الطيران جاء عرضا. عقل الإنسان لانه مازال ضعيفا واسيرا لفطرته الحيوانيه يحتاج إلي روافع مثل المؤسسات والقيم وكل ما شانه تعزيز وترقية التفكير الجماعي. وقد شبه عالم النفس الامريكي الشهير جوناثان هيدت العقل براكب الفيل، والفيل في هذه الحالة هي الفطرة، وإنت لا تملك سوي توجيه ذلك الفيل الضخم إلي الوجهات الصحيحة ولا يمكنك تجاهله لانه سيكون من يقودك في هذه الحالة. مشكلة الحداثة الاولي إنها اعتقدت بقدرة العقل علي السيادة بل تحول دعاتها حتي إلي شئ شبيه ب " عبادة السبب" وهذا ما فعله الناس اثناء الثورة الفرنسية حينما دخلوا إحدى كاتدرائيات باريس وقاموا بتكسير تصاوير العذراء والسيد المسيح وكل الرموز الدينية واستبدلوها بشعارات تمجد السبب reason والعقل.
مع أن الواقع يقول أن القيم الدينية وكل القيم الإنسانية هي ضالة المجتمعات الإنسانية التي تسعى إلي الإستقرار والاحساس بالأمان والسعادة.
غريزة ( نحن) و( هم) هي المتحكمة بقوة الآن في الشهد السوداني، فهناك من يميل وجدانه إلى تأييد مليشيات الجيش لانه ينتمى إلي مجموعات وسط وشمال السودان المهدد ب ( الآخر) او حتي وهم إفتراض قومية الجيش رغم ان كل الدلائل تشير وبقوة الي غير ذلك. هناك من يقف مع قوات الدعم السريع ايضا بحكم الانتماء الجغرافي لغرب السودان وهناك من ينطلق من الانتماء إلي( قبيلته الايديولوجية ) في انحيازه إلي هذا الفريق أو ذاك .
ولذلك علينا أن نساعد عقلنا علي التحكم في ( فيل المعرفة الفطرية ) وتوجيهها إلي الطريق الصحيح ، طريق التفاوض من اجل السلام والامن والتفاهم والاستقرار.
talaat1706@gmail.com